yass
22/05/2008, 20:27
قام موقع سوريا الحرة (التابع لنائب رئيس الجمهورية النووي عبد الحليم "يورانيوم" خدام) بنشر مقالة عن ما يسمّيه "ظاهرة التشيّع" في سوريا منقولا عن موقع كردي يدور في فلكه..
أقوم بنشر هذه المقالة في منتدانا لكي يرى السادة الأعضاء مدى العهر السياسي الذي يمكن الوصول إليه من قبل الرجل القلاّب هذا.. و لكي اشفي غليلي بالرد عليه بعد ذلك...
اترككم مع المقالة
بدأت منذ فترة ليست ببعيدة في المناطق الكردية في سورية وتحديداً في منطقة الجزيرة شمال شرق سورية ذات الأغلبية الكردية محاولات جادة من قبل أطراف مختلفة لنشر المذهب الشيعي في تلك المناطق وخاصة بين أبناء الكرد من سكانها حيث أفادت مراسلتنا (ف ج) أن التشيع قد أصبح ظاهرة خطيرة في سورية بشكل عام وفي منطقة الجزيرة بشكل خاص حيث أكدت بأنها قد حصلت على معلومات تؤكد بأن هناك جهات إيرانية تقف وراء هذه العملية وبمباركة وتأييد من المخابرات السورية وأن الشخص المكلف بإدارة هذا الملف هو الملحق الثقافي الإيراني ومقره مدينة حلب وهو رجل معمم و أحد الآيات ويدعى عبد الصاحب الموسوي وهو رجل محنك يتقن اللغة العربية بطلاقة حيث أنه من العرب الأهوازيين في إيران .
كما أضافت مراسلتنا أن المسؤولين عن نشر التشيع قاموا بتجنيد الكثير من الناس وتدريبهم من خلال إرسالهم إلى إيران خصيصاً لتعلم المذهب الشيعي ونشره بين الناس وذلك عبر منحهم المنح الدراسية المجانية ، أو عن طريق إرسالهم في رحلات عائلية إلى قرى الجنوب اللبناني ، كما وأشارت بأن المسؤولين عن نشر المذهب الشيعي يحظون بدعم السلطات السورية التي تقوم بتوفير الغطاء الأمني من خلال السماح لهم باستخدام أي مسجد من مساجد المحافظة لأي نشاط من نشاطاتهم الكثيرة والمتعددة، ويتمتعون بحرية التنقل. كما أنهم يمتلكون إمكانات مادية كبيرة حيث يدفعون مبالغ لمن يعتنق المذهب إضافة إلى تخصيص راتب شهري يتراوح بين 5,000 الى 10,000 ليرة سورية حوالي 200 دولار شهرياً.
ويتم التركيز على تجنيد أو ضم الشباب والأشخاص العاطلين عن العمل حيث يكون اصطيادهم أسهل, نظراً لحاجتهم الماسة إلى المال. كما وأشارت مراسلتنا (ف ج) في تقريرها إلى أن القائمين على نشر المذهب الشيعي في المنطقة يقومون بشراء الكثير من الأراضي في المنطقة لإقامة حسينيات عليها وآخر هذه الأراضي التي تم شراؤها كانت في مدينة قامشلو الكردية على طريق الحزام المؤدي من طريق الحسكة إلى حي الهلالية بحجة بناء جامع ومستوصف .
بالإضافة إلى بناء حسينية أهل البيت في منطقة النشوة بالحسكة حيث تبين في ما بعد أن من قام بتمويل بناء هذه الحسينية رجل أعمال شيعي من الكويت. هذا وأفادت مراسلتنا إن تلك الجهات تقوم بتوزيع المنشورات على المحلات في مدينة الحسكة تدعو الناس إلى التخلي عن معتقداتهم وثوابتهم والتحوّل إلى التشيّع مقابل راتب شهري يبلغ ستة آلاف ليرة سورية نحو مئة دولار أمريكي.
إلى ذلك أفاد السيد( ن ا ) أحد الذين كان قد عُرض عليهم اعتناق المذهب الشيعي ونشره والذي التقته مراسلتنا حيث قال : (كانت هناك ومنذ القدم فكرة تكوين الدولة الفاطمية المعتنقة للمذهب الشيعي و بتنسيق من النظام السوري والنظام الإيراني وبالتحالف مع التيارات الشيعية الموجودة داخل الدول غير الشيعية مثل حزب الله داخل لبنان وبعض من رجال الأعمال من المنطقة الشرقية السعودية ونظراً لسوء الأحوال داخل سوريا نتيجة الضغط الخارجي يحاول هذا النظام إرساء قاعدة شعبية له داخل المجتمع الكردي في سوريا عبر نشر المذهب الشيعي والتزام المتشيع بالولاء التام للمرجعية وقد بادر النظام إلى فكرته القديمة باعتناق الكثير من السنة المذهب الشيعي لتبقى له قاعدة يستطيع التحرك من خلالها لزعزعة الأوضاع في المنطقة ومن أجل بقائه في الحكم . واليوم نرى بأنهم يدعمون الكثير من العوائل الكردية داخل الجزيرة في سبيل تغيير مذهبهم إلى المذهب الشيعي لذا نرى ونلمس من خلال هذه المبادرة بأنها ظاهرة خطيرة جداً بالنسبة إلى مستقبل المجتمع الكردي داخل سوريا و من ذلك نناشد إخواننا بالمزيد من الحيطة وعدم الانجرار إلى هذا المشروع الخطير والذي يعمل على إنشاء الحسينيات داخل المدن الكردية), وأضاف بأنه يشك أن هناك مؤامرة خطيرة على المنطقة وسكانها من الكرد خاصة, حيث أكد بأن المشروع لا يهدف فقط إلى نشر التشيع بل يعتقد أن هناك نية لدى هذه الجهات لإنشاء ميليشيا على غرار جيش المهدي في العراق تكون مهمتها حماية النظام وتنفيذ مهام أخرى على غرار حزب الله اللبناني،
حيث تشير معلومات شبه مؤكدة حصلت عليها مراسلتنا وتقاطعت مع معلومات أخرى حصلت عليها كرد روج من مصدر صحفي فرنسي أن هناك علاقة ما لشخص يدعى زيدان غزالي أحد أقرباء الجنرال رستم غزالي في سورية بملف التشيع، حيث تشير المعلومات أن المدعو زيدان غزالي يشرف بشكل غير مباشر على ملف نشر التشيع بالتنسيق مع عبد الصاحب الموسوي والمخابرات السورية لنشر التشيع وتنظيم التمويل المالي اللازم لهذه العملية، وأيضا المسائل الإدارية والاستخباراتية. كما أنه قد تأكد بأنه قد تشيع شخصيا وهو يمارس نشاطه انطلاقا من حسينية علي بن أبي طالب في درعا ويتلقى تعليماته مباشرة من السفير الإيراني محمد حسن اختري. كما أكدت المصادر أنه كان عضواً في جمعية المرتضى التي أسسها جميل الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في الثمانينات من القرن الماضي .
والجدير بالذكر أن جميل الأسد كان قد بدأ حركة التشيع في الساحل السوري وخصوصا بين أبناء الطائفة العلوية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان يقوم بإرسال مجموعات منهم لتعلم المذهب الإمامي والعودة إلى سورية لنشر التشيع بين أبناء الطائفة العلوية في جبال الساحل السوري. وقام ببناء حسينيات في هذه الجبال التي لم يكن يوجد فيها إلا المزارات الخاصة بهم، ولم يجد التشيع ترحيباًَ بينهم .لذلك قام بتعيين شيخ شيعي على جامع الزهراء التابع للطائفة العلوية في مدينة بانياس الساحلية، ويقوم الآن شخص علوي تشيع يدعى غيث عمور في مدينة بانياس بقيادة عملية التشيع في هذه المدينة بعد وفاة جميل الأسد ،وكان قبل أن يشيعه جميل الأسد رجلا علمانيا وصاحب محل فيديو غيث ومن أعضاء القومي السوري ،وهو الآن يعمل فقط على نشر المذهب الشيعي بين سكان المنطقة .
إلى ذلك أفاد مصدر موثوق اتصلت به كرد روج أن السلطات قد قامت قبل فترة باعتقال عدد من أفراد عائلة رفيعة تعتنق المذهب السني بسبب معارضتهم لنشر المذهب الشيعي في المنطقة، وكانت التهمة انتمائهم إلى تنظيم جند الشام وذلك لفترة ثلاثة أسابيع تقريباً حيث أفرجت عنهم فيما بعد . ويُذكر أن أحد المسؤولين عن نشر التشيع داخل المنطقة الكردية يدعى معصوم ب وهو معروف الآن بين الكرد بتشيعه ونشره للمذهب بين أبناء المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن رئاسة حزب البعث الحاكم في سوريا يتربع على عرشها عائلة الأسد وهي من الطائفة النصيرية ( العلوية ) وهم يسكنون جبال الساحل السوري. فهذه الفرقة وإن كانت نشأت وتفرعت من الشيعة أصلاً وتتفق معها في كثير من عقائدها فلا يشملها الآن مصطلح الشيعة بل هي ديانة مستقلة بذاتها، وهم لا يشكلون أكثر من 8-9 بالمائة من سكان سورية. وهؤلاء العلويون النصيرية ليست لهم دعوة إلى دينهم،و ليس لهم إلا أشياء نظرية رمزية وعقائد باطنية خفية خاصة بهم ليس لها أثر في الخارج.
لكن بعد تسلم حافط الأسد لسدة الحكم في سوريا وبعد الاعتراضات التي صدرت من بعض العلماء بسبب انتمائه الديني بدأ حافظ الأسد بارتياد المساجد وإنشاء مآدب للإفطار للعلماء إغراء لهم وإسكاتا لأفواههم، بناء على المثل الشامي المعروف ( طعمي التم تستحي العين ). وقام بإنشاء جمعية المرتضى من خلال أخيه جميل والتي انتشرت فروعها في جميع أنحاء سوريا ، وبعد دراسات معمقة طلب حافظ الأسد من آية الله محمد حسين فضل الله بالعمل على الساحة السورية. وبالفعل دبت حركة من النشاط الملحوظ على الساحة بعد أن افتتح مكتباُ له في منطقة السيدة زينب بدمشق العاصمة ( وقد كانت له في مكتبه العديد من اللقاءات وحتى مع القوى السياسية السورية ومن ضمنها بعض الأحزاب الكردية )، على إثرها بدأت القناة السورية ببث حلقات للشيخ القصصي الشيعي العراقي عبد الحميد المهاجر والذي استجمع حوله الغوغاء من خلال قصصه المدمعة ، لكن بعد تسلم بشار الأسد تراجع دور فضل الله قليلا وبدأت السفارة الإيرانية بالعمل النشط ومن خلال ملحقها الثقافي بحلب.
وأساليبهم للوصول إلى مبتغاهم هي متقاربة في كل أنحاء العالم، لعل أهمها الدندنة حول حب آل البيت وذكر مزاياهم سواء صحت أو لم تصح، مستغلين حب المسلمين لآل البيت، ثم يبدؤون باستغلال الظلم الذي تعرض له أهل البيت بعد وفاة الرسول ، وهنا يصبح مستمعهم الساذج مؤهلاً للتقبل , وهم في كل ذلك لا يتورعون عن افتراء الكذب واختلاق الحوادث والوقائع التي لم تكن أصلاً إذ أنهم يستحلون الكذب من أجل نشر عقيدتهم.
ومن أساليبهم العملية الناجعة الاتصال برؤساء العشائر والعائلات الكبيرة الغنية ذات المكانة في المجتمع، وأكثر تركيزهم على القبائل التي تدّعي أن لها نسباً إلى آل البيت ، كما يقومون بدعوة الناس إلى حضور الاحتفالات في مراكزهم حيث يبثون سمومهم في قلوب الناس مستعينين ببعض المنحرفين والوصوليين من المشايخ الصوفية لإلقاء المحاضرات والخطب وتأييد دعاوى الشيعة، وينتهي الاحتفال بتقديم وجبة دسمة لتشجيع المنهومين على العودة وإشاعة أن الشيعة كرماء أسخياء مع الاحتفاء البالغ بكبار الضيوف. ويحرصون على أن تشمل الدعوة الرجال والنساء. وفي كل مراكزهم يوجد قسم كبير للنساء ودوماً تكون الدعوة إلى هذه المهالك عامة ولكن يخصُّون أئمة المساجد والشخصيات الهامة ببطاقات دعوة خاصة بأسمائهم. فإذا ما أرادوا دعوة شيخ أو إمام مسجد أو من يطمعون بنصرته أو يسعون لاستمالته فإنهم يكتبون له بطاقة منمّقة أنيقة صادرة من أكبر مسؤوليهم كسفير إيران مثلاً أو نائبه في المدن الأخرى كحلب ويبالغون في الثناء على الشخص المدعو فيكتبون له مثلاً :
الشيخ العلامة إمام مسجد كذا إلخ أو الأستاذ الشيخ فلاناً يتشرف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوتكم لحضور الاحتفال بمناسبة كذا.
ومعلوم أن الثناء يخدع ويغرّ صاحبه كما قال الشاعر:
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرُّهنَّ الثناء
فإذا ما سمع ضعيف النفس هذا الإطراء أُسقط في يده وتأسّف على مكوثه كل هذه المدة بين ظهراني السنة دون أن يعرفوا قدره وفضله ويكتشفوا مواهبه ومزاياه ويصير لسان حاله :
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
وتجدر الإشارة إلى أن المذهب الشيعي هو المذهب الوحيد بين المذهب الإسلامية التي تصرح بعدائها للكرد وعدم مخالطتهم أو الزواج منهم كما جاءت في مراجعهم فقد ورد :
ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء = كتاب الكافي للكليني5/352
كما روى الكليني في كتابه المشهور الكافي عن أبي الربيع الشامي قال سألت أبا عبد الله فقلت : إن عندنا قوما من الأكراد وإنهم لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم ونبايعهم ، فقال يا أبا الربيع لا تخالطوهم فان الأكراد حي من أحياء الجن كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم
(الكافي5/158 رياض المسائل للسيد علي الطباطبائي ج1 ص520 جواهر الكلام – الشيخ الجواهري ج 3 ص 116 من لا يحضره الفقيه – الشيخ الصدوق ج 3 ص 164 (تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي 7/405 - بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج 001 ص 83 - تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي ج 1 ص 601
قال الطوسي « وينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم، ولا يعامل إلا من نشأ في خير، ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحارفين. ولا ينبغي أن يخالط أحداً من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم ومشاراتهم ومناكحتهم» (النهاية- الشيخ الطوسي ص 373
قال ابن إدريس الحلي « ولا ينبغي أن يخالط أحداً من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم، ومشاراتهم، ومناكحتهم. قال محمد بن إدريس: وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له، فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل، والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب البصائر» (السرائر لابن إدريس الحلي2/233
وقال يحيى بن سعيد الحلي « ويكره مخالطة الأكراد ببيع وشراء ونكاح» (الجامع للشرايع ص245).
وعن الصادق (ع) لا تنكحوا من الأكراد أحداً فإنهن حبس من الجن كشف عنهم الغطاء» (تذكرة الفقهاء العلامة الحلي ج 2 )
الجذور التاريخية للتشيع في سورية ( نقلا عن تقرير أصدرته السي ان ان )
ترجع جذور التّشيع في سورية إلى القرن الأول الهجري. إلا أنه أخذ في الانتشار في القرن الرابع الهجري، مع سيطرة الدولة الحمدانية (الشيعية) على حلب، واستمر خلال عهد الدولة الفاطمية، التي حكمت مصر، ومدت سيطرتها إلى بلاد الشام خلال القرن الخامس الهجري.
بيد أن التّشيع أخذ ينحسر منذ تلك الحقبة، بسبب محاربته من قبل الدولة الأيوبية، والدولة العثمانية لاحقاً، إلى أن أصبحت الشيعة الإمامية في سورية اليوم يمثلون أقلية صغيرة.
ورغم أن العلويين يعدون فرقة متفرعة من الشيعة، والذين يعرفون أيضاً بالنصيريين، نسبة إلى المجدد في فكر الطائفة أبو شعيب محمد بن نصير، الذي عاش في القرن الثالث الهجري، فإنهم يتمايزون عن الشيعة الإمامية، ولا ينطبق عليهم وصف "الشيعة".
ويبدو أن قلة عدد الطائفة الشيعية في سورية، أسهم في ألا يمثلوا عصبية متميزة، مثل دول أخرى في المنطقة. كما أن انتماء النظام الحاكم في سورية، منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، إلى الفرقة العلوية، القريبة إلى الطائفة الشيعية، جعل الشيعة الإمامية تعيش في ظل العلوية وفي كنفها.
هذا فضلاً عن عامل آخر لا يقل أهمية، وهو أن النظام لا يتسامح إزاء إدماج الدين في السياسة (وتجربة الإخوان المسلمين في سورية أوضح دليل على ذلك)، ولذا فإن الشيعة كطائفة نأت بنفسها عن السياسة، وظلت في إطار التدين المحافظ، الذي يرضى عنه النظام.
وفي الواقع، فإن الحقوق الدينية للشيعة الإمامية محترمة، ورغم الأيديولوجية العلمانية للنظام، إلا أنه حريص على ضمان ولاء المؤسسات الدينية المتعددة له، "للتعويض عن هشاشة مساندته الشعبية"، بحسب رأي المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات.
أقوم بنشر هذه المقالة في منتدانا لكي يرى السادة الأعضاء مدى العهر السياسي الذي يمكن الوصول إليه من قبل الرجل القلاّب هذا.. و لكي اشفي غليلي بالرد عليه بعد ذلك...
اترككم مع المقالة
بدأت منذ فترة ليست ببعيدة في المناطق الكردية في سورية وتحديداً في منطقة الجزيرة شمال شرق سورية ذات الأغلبية الكردية محاولات جادة من قبل أطراف مختلفة لنشر المذهب الشيعي في تلك المناطق وخاصة بين أبناء الكرد من سكانها حيث أفادت مراسلتنا (ف ج) أن التشيع قد أصبح ظاهرة خطيرة في سورية بشكل عام وفي منطقة الجزيرة بشكل خاص حيث أكدت بأنها قد حصلت على معلومات تؤكد بأن هناك جهات إيرانية تقف وراء هذه العملية وبمباركة وتأييد من المخابرات السورية وأن الشخص المكلف بإدارة هذا الملف هو الملحق الثقافي الإيراني ومقره مدينة حلب وهو رجل معمم و أحد الآيات ويدعى عبد الصاحب الموسوي وهو رجل محنك يتقن اللغة العربية بطلاقة حيث أنه من العرب الأهوازيين في إيران .
كما أضافت مراسلتنا أن المسؤولين عن نشر التشيع قاموا بتجنيد الكثير من الناس وتدريبهم من خلال إرسالهم إلى إيران خصيصاً لتعلم المذهب الشيعي ونشره بين الناس وذلك عبر منحهم المنح الدراسية المجانية ، أو عن طريق إرسالهم في رحلات عائلية إلى قرى الجنوب اللبناني ، كما وأشارت بأن المسؤولين عن نشر المذهب الشيعي يحظون بدعم السلطات السورية التي تقوم بتوفير الغطاء الأمني من خلال السماح لهم باستخدام أي مسجد من مساجد المحافظة لأي نشاط من نشاطاتهم الكثيرة والمتعددة، ويتمتعون بحرية التنقل. كما أنهم يمتلكون إمكانات مادية كبيرة حيث يدفعون مبالغ لمن يعتنق المذهب إضافة إلى تخصيص راتب شهري يتراوح بين 5,000 الى 10,000 ليرة سورية حوالي 200 دولار شهرياً.
ويتم التركيز على تجنيد أو ضم الشباب والأشخاص العاطلين عن العمل حيث يكون اصطيادهم أسهل, نظراً لحاجتهم الماسة إلى المال. كما وأشارت مراسلتنا (ف ج) في تقريرها إلى أن القائمين على نشر المذهب الشيعي في المنطقة يقومون بشراء الكثير من الأراضي في المنطقة لإقامة حسينيات عليها وآخر هذه الأراضي التي تم شراؤها كانت في مدينة قامشلو الكردية على طريق الحزام المؤدي من طريق الحسكة إلى حي الهلالية بحجة بناء جامع ومستوصف .
بالإضافة إلى بناء حسينية أهل البيت في منطقة النشوة بالحسكة حيث تبين في ما بعد أن من قام بتمويل بناء هذه الحسينية رجل أعمال شيعي من الكويت. هذا وأفادت مراسلتنا إن تلك الجهات تقوم بتوزيع المنشورات على المحلات في مدينة الحسكة تدعو الناس إلى التخلي عن معتقداتهم وثوابتهم والتحوّل إلى التشيّع مقابل راتب شهري يبلغ ستة آلاف ليرة سورية نحو مئة دولار أمريكي.
إلى ذلك أفاد السيد( ن ا ) أحد الذين كان قد عُرض عليهم اعتناق المذهب الشيعي ونشره والذي التقته مراسلتنا حيث قال : (كانت هناك ومنذ القدم فكرة تكوين الدولة الفاطمية المعتنقة للمذهب الشيعي و بتنسيق من النظام السوري والنظام الإيراني وبالتحالف مع التيارات الشيعية الموجودة داخل الدول غير الشيعية مثل حزب الله داخل لبنان وبعض من رجال الأعمال من المنطقة الشرقية السعودية ونظراً لسوء الأحوال داخل سوريا نتيجة الضغط الخارجي يحاول هذا النظام إرساء قاعدة شعبية له داخل المجتمع الكردي في سوريا عبر نشر المذهب الشيعي والتزام المتشيع بالولاء التام للمرجعية وقد بادر النظام إلى فكرته القديمة باعتناق الكثير من السنة المذهب الشيعي لتبقى له قاعدة يستطيع التحرك من خلالها لزعزعة الأوضاع في المنطقة ومن أجل بقائه في الحكم . واليوم نرى بأنهم يدعمون الكثير من العوائل الكردية داخل الجزيرة في سبيل تغيير مذهبهم إلى المذهب الشيعي لذا نرى ونلمس من خلال هذه المبادرة بأنها ظاهرة خطيرة جداً بالنسبة إلى مستقبل المجتمع الكردي داخل سوريا و من ذلك نناشد إخواننا بالمزيد من الحيطة وعدم الانجرار إلى هذا المشروع الخطير والذي يعمل على إنشاء الحسينيات داخل المدن الكردية), وأضاف بأنه يشك أن هناك مؤامرة خطيرة على المنطقة وسكانها من الكرد خاصة, حيث أكد بأن المشروع لا يهدف فقط إلى نشر التشيع بل يعتقد أن هناك نية لدى هذه الجهات لإنشاء ميليشيا على غرار جيش المهدي في العراق تكون مهمتها حماية النظام وتنفيذ مهام أخرى على غرار حزب الله اللبناني،
حيث تشير معلومات شبه مؤكدة حصلت عليها مراسلتنا وتقاطعت مع معلومات أخرى حصلت عليها كرد روج من مصدر صحفي فرنسي أن هناك علاقة ما لشخص يدعى زيدان غزالي أحد أقرباء الجنرال رستم غزالي في سورية بملف التشيع، حيث تشير المعلومات أن المدعو زيدان غزالي يشرف بشكل غير مباشر على ملف نشر التشيع بالتنسيق مع عبد الصاحب الموسوي والمخابرات السورية لنشر التشيع وتنظيم التمويل المالي اللازم لهذه العملية، وأيضا المسائل الإدارية والاستخباراتية. كما أنه قد تأكد بأنه قد تشيع شخصيا وهو يمارس نشاطه انطلاقا من حسينية علي بن أبي طالب في درعا ويتلقى تعليماته مباشرة من السفير الإيراني محمد حسن اختري. كما أكدت المصادر أنه كان عضواً في جمعية المرتضى التي أسسها جميل الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في الثمانينات من القرن الماضي .
والجدير بالذكر أن جميل الأسد كان قد بدأ حركة التشيع في الساحل السوري وخصوصا بين أبناء الطائفة العلوية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان يقوم بإرسال مجموعات منهم لتعلم المذهب الإمامي والعودة إلى سورية لنشر التشيع بين أبناء الطائفة العلوية في جبال الساحل السوري. وقام ببناء حسينيات في هذه الجبال التي لم يكن يوجد فيها إلا المزارات الخاصة بهم، ولم يجد التشيع ترحيباًَ بينهم .لذلك قام بتعيين شيخ شيعي على جامع الزهراء التابع للطائفة العلوية في مدينة بانياس الساحلية، ويقوم الآن شخص علوي تشيع يدعى غيث عمور في مدينة بانياس بقيادة عملية التشيع في هذه المدينة بعد وفاة جميل الأسد ،وكان قبل أن يشيعه جميل الأسد رجلا علمانيا وصاحب محل فيديو غيث ومن أعضاء القومي السوري ،وهو الآن يعمل فقط على نشر المذهب الشيعي بين سكان المنطقة .
إلى ذلك أفاد مصدر موثوق اتصلت به كرد روج أن السلطات قد قامت قبل فترة باعتقال عدد من أفراد عائلة رفيعة تعتنق المذهب السني بسبب معارضتهم لنشر المذهب الشيعي في المنطقة، وكانت التهمة انتمائهم إلى تنظيم جند الشام وذلك لفترة ثلاثة أسابيع تقريباً حيث أفرجت عنهم فيما بعد . ويُذكر أن أحد المسؤولين عن نشر التشيع داخل المنطقة الكردية يدعى معصوم ب وهو معروف الآن بين الكرد بتشيعه ونشره للمذهب بين أبناء المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن رئاسة حزب البعث الحاكم في سوريا يتربع على عرشها عائلة الأسد وهي من الطائفة النصيرية ( العلوية ) وهم يسكنون جبال الساحل السوري. فهذه الفرقة وإن كانت نشأت وتفرعت من الشيعة أصلاً وتتفق معها في كثير من عقائدها فلا يشملها الآن مصطلح الشيعة بل هي ديانة مستقلة بذاتها، وهم لا يشكلون أكثر من 8-9 بالمائة من سكان سورية. وهؤلاء العلويون النصيرية ليست لهم دعوة إلى دينهم،و ليس لهم إلا أشياء نظرية رمزية وعقائد باطنية خفية خاصة بهم ليس لها أثر في الخارج.
لكن بعد تسلم حافط الأسد لسدة الحكم في سوريا وبعد الاعتراضات التي صدرت من بعض العلماء بسبب انتمائه الديني بدأ حافظ الأسد بارتياد المساجد وإنشاء مآدب للإفطار للعلماء إغراء لهم وإسكاتا لأفواههم، بناء على المثل الشامي المعروف ( طعمي التم تستحي العين ). وقام بإنشاء جمعية المرتضى من خلال أخيه جميل والتي انتشرت فروعها في جميع أنحاء سوريا ، وبعد دراسات معمقة طلب حافظ الأسد من آية الله محمد حسين فضل الله بالعمل على الساحة السورية. وبالفعل دبت حركة من النشاط الملحوظ على الساحة بعد أن افتتح مكتباُ له في منطقة السيدة زينب بدمشق العاصمة ( وقد كانت له في مكتبه العديد من اللقاءات وحتى مع القوى السياسية السورية ومن ضمنها بعض الأحزاب الكردية )، على إثرها بدأت القناة السورية ببث حلقات للشيخ القصصي الشيعي العراقي عبد الحميد المهاجر والذي استجمع حوله الغوغاء من خلال قصصه المدمعة ، لكن بعد تسلم بشار الأسد تراجع دور فضل الله قليلا وبدأت السفارة الإيرانية بالعمل النشط ومن خلال ملحقها الثقافي بحلب.
وأساليبهم للوصول إلى مبتغاهم هي متقاربة في كل أنحاء العالم، لعل أهمها الدندنة حول حب آل البيت وذكر مزاياهم سواء صحت أو لم تصح، مستغلين حب المسلمين لآل البيت، ثم يبدؤون باستغلال الظلم الذي تعرض له أهل البيت بعد وفاة الرسول ، وهنا يصبح مستمعهم الساذج مؤهلاً للتقبل , وهم في كل ذلك لا يتورعون عن افتراء الكذب واختلاق الحوادث والوقائع التي لم تكن أصلاً إذ أنهم يستحلون الكذب من أجل نشر عقيدتهم.
ومن أساليبهم العملية الناجعة الاتصال برؤساء العشائر والعائلات الكبيرة الغنية ذات المكانة في المجتمع، وأكثر تركيزهم على القبائل التي تدّعي أن لها نسباً إلى آل البيت ، كما يقومون بدعوة الناس إلى حضور الاحتفالات في مراكزهم حيث يبثون سمومهم في قلوب الناس مستعينين ببعض المنحرفين والوصوليين من المشايخ الصوفية لإلقاء المحاضرات والخطب وتأييد دعاوى الشيعة، وينتهي الاحتفال بتقديم وجبة دسمة لتشجيع المنهومين على العودة وإشاعة أن الشيعة كرماء أسخياء مع الاحتفاء البالغ بكبار الضيوف. ويحرصون على أن تشمل الدعوة الرجال والنساء. وفي كل مراكزهم يوجد قسم كبير للنساء ودوماً تكون الدعوة إلى هذه المهالك عامة ولكن يخصُّون أئمة المساجد والشخصيات الهامة ببطاقات دعوة خاصة بأسمائهم. فإذا ما أرادوا دعوة شيخ أو إمام مسجد أو من يطمعون بنصرته أو يسعون لاستمالته فإنهم يكتبون له بطاقة منمّقة أنيقة صادرة من أكبر مسؤوليهم كسفير إيران مثلاً أو نائبه في المدن الأخرى كحلب ويبالغون في الثناء على الشخص المدعو فيكتبون له مثلاً :
الشيخ العلامة إمام مسجد كذا إلخ أو الأستاذ الشيخ فلاناً يتشرف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوتكم لحضور الاحتفال بمناسبة كذا.
ومعلوم أن الثناء يخدع ويغرّ صاحبه كما قال الشاعر:
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرُّهنَّ الثناء
فإذا ما سمع ضعيف النفس هذا الإطراء أُسقط في يده وتأسّف على مكوثه كل هذه المدة بين ظهراني السنة دون أن يعرفوا قدره وفضله ويكتشفوا مواهبه ومزاياه ويصير لسان حاله :
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
وتجدر الإشارة إلى أن المذهب الشيعي هو المذهب الوحيد بين المذهب الإسلامية التي تصرح بعدائها للكرد وعدم مخالطتهم أو الزواج منهم كما جاءت في مراجعهم فقد ورد :
ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء = كتاب الكافي للكليني5/352
كما روى الكليني في كتابه المشهور الكافي عن أبي الربيع الشامي قال سألت أبا عبد الله فقلت : إن عندنا قوما من الأكراد وإنهم لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم ونبايعهم ، فقال يا أبا الربيع لا تخالطوهم فان الأكراد حي من أحياء الجن كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم
(الكافي5/158 رياض المسائل للسيد علي الطباطبائي ج1 ص520 جواهر الكلام – الشيخ الجواهري ج 3 ص 116 من لا يحضره الفقيه – الشيخ الصدوق ج 3 ص 164 (تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي 7/405 - بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج 001 ص 83 - تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي ج 1 ص 601
قال الطوسي « وينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم، ولا يعامل إلا من نشأ في خير، ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحارفين. ولا ينبغي أن يخالط أحداً من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم ومشاراتهم ومناكحتهم» (النهاية- الشيخ الطوسي ص 373
قال ابن إدريس الحلي « ولا ينبغي أن يخالط أحداً من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم، ومشاراتهم، ومناكحتهم. قال محمد بن إدريس: وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له، فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل، والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب البصائر» (السرائر لابن إدريس الحلي2/233
وقال يحيى بن سعيد الحلي « ويكره مخالطة الأكراد ببيع وشراء ونكاح» (الجامع للشرايع ص245).
وعن الصادق (ع) لا تنكحوا من الأكراد أحداً فإنهن حبس من الجن كشف عنهم الغطاء» (تذكرة الفقهاء العلامة الحلي ج 2 )
الجذور التاريخية للتشيع في سورية ( نقلا عن تقرير أصدرته السي ان ان )
ترجع جذور التّشيع في سورية إلى القرن الأول الهجري. إلا أنه أخذ في الانتشار في القرن الرابع الهجري، مع سيطرة الدولة الحمدانية (الشيعية) على حلب، واستمر خلال عهد الدولة الفاطمية، التي حكمت مصر، ومدت سيطرتها إلى بلاد الشام خلال القرن الخامس الهجري.
بيد أن التّشيع أخذ ينحسر منذ تلك الحقبة، بسبب محاربته من قبل الدولة الأيوبية، والدولة العثمانية لاحقاً، إلى أن أصبحت الشيعة الإمامية في سورية اليوم يمثلون أقلية صغيرة.
ورغم أن العلويين يعدون فرقة متفرعة من الشيعة، والذين يعرفون أيضاً بالنصيريين، نسبة إلى المجدد في فكر الطائفة أبو شعيب محمد بن نصير، الذي عاش في القرن الثالث الهجري، فإنهم يتمايزون عن الشيعة الإمامية، ولا ينطبق عليهم وصف "الشيعة".
ويبدو أن قلة عدد الطائفة الشيعية في سورية، أسهم في ألا يمثلوا عصبية متميزة، مثل دول أخرى في المنطقة. كما أن انتماء النظام الحاكم في سورية، منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، إلى الفرقة العلوية، القريبة إلى الطائفة الشيعية، جعل الشيعة الإمامية تعيش في ظل العلوية وفي كنفها.
هذا فضلاً عن عامل آخر لا يقل أهمية، وهو أن النظام لا يتسامح إزاء إدماج الدين في السياسة (وتجربة الإخوان المسلمين في سورية أوضح دليل على ذلك)، ولذا فإن الشيعة كطائفة نأت بنفسها عن السياسة، وظلت في إطار التدين المحافظ، الذي يرضى عنه النظام.
وفي الواقع، فإن الحقوق الدينية للشيعة الإمامية محترمة، ورغم الأيديولوجية العلمانية للنظام، إلا أنه حريص على ضمان ولاء المؤسسات الدينية المتعددة له، "للتعويض عن هشاشة مساندته الشعبية"، بحسب رأي المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات.