أبو النسيم
05/08/2005, 21:41
قليلة هي المراجع الفرنسية عن أنطون سعادة، بصفته مفكر ومؤسس لحركة نهضوية. إذ غالباً ما ينحصر تناوله في الكتب المعنية بالحركات القومية في المنطقة العربية، كمؤسس حزب سياسي، وزعيم قومي. أما أفكاره المتعلقة ببناء دولة قومية ديمقراطية، فقلما وجدت طريقها إلى صفحات الكتب الفرنسية. وهكذا يجد الباحث أو المهتم الفرانكفوني صعوبة بالإطلاع على فكر سعادة، سيما في غياب أي ترجمات لمؤلفاته إلى اللغة الفرنسية.
ومن هنا يمكن لأطروحة الدكتوراة التي أعدتها فوزية الفريحات في باريس قبل عشر سنوات، أن تسد نقصاً في هذا المجال، بعد أن أعيد طباعتها مؤخراً من قبل ورشة إعادة إنتاج الأطروحات الأكاديمية، بعنوان: "مفهوم الدولة وأسس السلطة لدى أنطون سعادة". وإن كان الكتاب يتناول جانباً معيناً من فكر أنطون سعادة إلا أنه يتضمن تقديماً وافياً حول حياة سعادة وحزبه.
تقسم الباحثة أطروحتها إلى ثلاثة أقسام رئيسية تتناول في الأول منها نشأة أنطون سعادة وأهم الأحداث العامة والخاصة التي أثرت في مجرى حياته منذ ولادته في العام 1904 و حتى إعدامه في العام 1949. كما تقدم لمحة عن كتاباته ونشاطاته. وتولي الباحثة أهمية كبيرة للعلاقة الخاصة التي جمعت أنطون سعادة بوالده الدكتور خليل سعادة من خلال عصبة العمل القومي بين العامي 1920 و1930. وتعتبر أن تكوين سعادة الفكري والسياسي تم بشكل أساسي على يد والده.
القسم الثاني من الكتاب مخصص لدراسة نشاط سعادة السياسي، الذي بدأه حدثاً في العشرينات من عمره. عندما بدأ يلاحظ نتائج الحرب العالمية الأولى. وركز سعادة مذئذ عمله السياسي حول ثلاثة محاور بقيت هي نفسها حتى إعدامه. وهذه المحاور هي:
1. قضية بلاده، سورية، التي تحررت من السيطرة العثمانية لتسقط تحت الانتداب الفرنسي البريطاني.
2. التطورات الدولية، بعد الحربين العالميتين، بكل أبعادها السياسية والإقتصادية.
3. مسألة الظاهرات الفكرية والسياسية المعاصرة، أي الديمقراطية الغربية والأنظمة الشمولية وبخاصة في روسيا وألمانيا.
وهكذا تشرح الفريحات الفلسفة الجديدة لدى سعادة الطامحة لمعالجة المشاكل الإجتماعية والسياسية في العالم المعاصر. وتنطلق في دراسة هذه النقطة من تساؤل: هل تراجع الليبرالية والشيوعية يبرر إجاد طريق ثالث يتمثل بنظرة سعادة القائمة على "المدرحية"، التي قدمها كمفهوم شامل للحياة والكون والفن؟ ثم تتناول الأطروحة المسألة القومية التي شكلت محور عقيدة سعادة المتعلقة: بالهوية القومية، بالسيادة القومية، بالاستقلال الفكري، وبالوحدة الإجتماعية للأمة السورية.
في القسم الثالث تدخل الباحثة في الموضوع الأساسي لبحثها المتعلق بمفهوم الدولة لدى سعادة. إذ تحدد الدولة من مفهوم سعادة كظاهرة حقوقية نشأت وتطورت مع تطور المجتمع وباتت تعبر عن شخصيته. فالدولة تضم المجتمع كوحدة منظمة تقوم على الواجبات والحقوق. ومن جهة أخرى تمثل هذا المجتمع ونظرته للحياة والكون والفن. وتشكل الدولة حاضنة للوحدة الاجتماعية على المستوى الداخلي ومعبراً عن الارادة العامة على المستوى الخارجي. وترى فريحات أن سعادة أراد هنا تحقيق هدفين الأول هو قطع الطريق على أي تجمع طائفي أو إثني يطمح للإنفصال عن الأمة ويعرض الوحدة الوطنية لخطر التفتت الاجتماعي. بينما الهدف الثاني يتمثل بقطع العلاقات التي تقيمها عدة طوائف دينية مع الخارج وهنا تعبر الدولة عن الوحدة الثقافية والروحية للسوريين بمختلف إتجاهاتهم الإثنية والدينية. لكن على أسس ديمقراطية ومع إحترام التنوع ضمن المجتمع.
Fouzieh Alchazeh Alfrihat
La Conception de l’Etat et les Fondements du Pouvoir Selon Antûn Sa’adeh
Editeur : Atelier National de Reproduction des Thèses de Lille
يمكن طلب الكتاب من الناشر على الانترنت
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
ومن هنا يمكن لأطروحة الدكتوراة التي أعدتها فوزية الفريحات في باريس قبل عشر سنوات، أن تسد نقصاً في هذا المجال، بعد أن أعيد طباعتها مؤخراً من قبل ورشة إعادة إنتاج الأطروحات الأكاديمية، بعنوان: "مفهوم الدولة وأسس السلطة لدى أنطون سعادة". وإن كان الكتاب يتناول جانباً معيناً من فكر أنطون سعادة إلا أنه يتضمن تقديماً وافياً حول حياة سعادة وحزبه.
تقسم الباحثة أطروحتها إلى ثلاثة أقسام رئيسية تتناول في الأول منها نشأة أنطون سعادة وأهم الأحداث العامة والخاصة التي أثرت في مجرى حياته منذ ولادته في العام 1904 و حتى إعدامه في العام 1949. كما تقدم لمحة عن كتاباته ونشاطاته. وتولي الباحثة أهمية كبيرة للعلاقة الخاصة التي جمعت أنطون سعادة بوالده الدكتور خليل سعادة من خلال عصبة العمل القومي بين العامي 1920 و1930. وتعتبر أن تكوين سعادة الفكري والسياسي تم بشكل أساسي على يد والده.
القسم الثاني من الكتاب مخصص لدراسة نشاط سعادة السياسي، الذي بدأه حدثاً في العشرينات من عمره. عندما بدأ يلاحظ نتائج الحرب العالمية الأولى. وركز سعادة مذئذ عمله السياسي حول ثلاثة محاور بقيت هي نفسها حتى إعدامه. وهذه المحاور هي:
1. قضية بلاده، سورية، التي تحررت من السيطرة العثمانية لتسقط تحت الانتداب الفرنسي البريطاني.
2. التطورات الدولية، بعد الحربين العالميتين، بكل أبعادها السياسية والإقتصادية.
3. مسألة الظاهرات الفكرية والسياسية المعاصرة، أي الديمقراطية الغربية والأنظمة الشمولية وبخاصة في روسيا وألمانيا.
وهكذا تشرح الفريحات الفلسفة الجديدة لدى سعادة الطامحة لمعالجة المشاكل الإجتماعية والسياسية في العالم المعاصر. وتنطلق في دراسة هذه النقطة من تساؤل: هل تراجع الليبرالية والشيوعية يبرر إجاد طريق ثالث يتمثل بنظرة سعادة القائمة على "المدرحية"، التي قدمها كمفهوم شامل للحياة والكون والفن؟ ثم تتناول الأطروحة المسألة القومية التي شكلت محور عقيدة سعادة المتعلقة: بالهوية القومية، بالسيادة القومية، بالاستقلال الفكري، وبالوحدة الإجتماعية للأمة السورية.
في القسم الثالث تدخل الباحثة في الموضوع الأساسي لبحثها المتعلق بمفهوم الدولة لدى سعادة. إذ تحدد الدولة من مفهوم سعادة كظاهرة حقوقية نشأت وتطورت مع تطور المجتمع وباتت تعبر عن شخصيته. فالدولة تضم المجتمع كوحدة منظمة تقوم على الواجبات والحقوق. ومن جهة أخرى تمثل هذا المجتمع ونظرته للحياة والكون والفن. وتشكل الدولة حاضنة للوحدة الاجتماعية على المستوى الداخلي ومعبراً عن الارادة العامة على المستوى الخارجي. وترى فريحات أن سعادة أراد هنا تحقيق هدفين الأول هو قطع الطريق على أي تجمع طائفي أو إثني يطمح للإنفصال عن الأمة ويعرض الوحدة الوطنية لخطر التفتت الاجتماعي. بينما الهدف الثاني يتمثل بقطع العلاقات التي تقيمها عدة طوائف دينية مع الخارج وهنا تعبر الدولة عن الوحدة الثقافية والروحية للسوريين بمختلف إتجاهاتهم الإثنية والدينية. لكن على أسس ديمقراطية ومع إحترام التنوع ضمن المجتمع.
Fouzieh Alchazeh Alfrihat
La Conception de l’Etat et les Fondements du Pouvoir Selon Antûn Sa’adeh
Editeur : Atelier National de Reproduction des Thèses de Lille
يمكن طلب الكتاب من الناشر على الانترنت
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////