-
دخول

عرض كامل الموضوع : تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الغاصب


shasho
04/06/2008, 10:57
كشفت صحيفة دير شبيغل الألمانية أمس أن الخطة الشاملة النهائية لصفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، التي ترعاها الأمم المتحدة من خلال الوسيط الألماني غيرهارد كونراد، باتت جاهزة أمام المسؤولين في تل أبيب حيث ينتظر منهم قريباً أن يقبلوا بها أو يرفضوها. وذكرت الصحيفة أن الخطة التي ستُنفذ على مرحلتين، تشمل الأولى منهما تسليم إسرائيل 4 عناصر لبنانيين من حزب الله وجثث 10 مقاتلين لبنانيين وأشلاء عدد غير محدد من المقاتلين الذين سقطوا في حروب سابقة ضد إسرائيل، وتزويد الحزب بخرائط تفصيلية لحقول الألغام التي خلّفها الجنود الإسرائيليون في جنوب لبنان، مقابل أن يسلم حزب الله الجنديين إيهود غولدفاسر وألداد ريغيف، اللذين يجري التعامل على أنهما ميتان، على ما قالت الصحيفة التي أضافت أن «المفاوض باسم حزب الله الحاج وفيق صفا لم يؤكد رسمياً وفاتهما».
وقالت الصحيفة إن المرحلة الثانية من الخطة الشاملة للصفقة تنص على قيام إسرائيل بإطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين، وأن يتم ذلك بعد انقضاء فترة زمنية مقبولة عن المرحلة الأولى «بحيث تبدو هذه الخطوة كبادرة حسن نية من الحكومة الإسرائيلية» وذلك لأن إسرائيل تريد بوضوح أن يكون من الصعب على حزب الله اعتبار إطلاق الفلسطينيين انتصاراً له، وهو أمر لا يتوقف عنده حزب الله الذي أبلغ الوسيط الألماني أنه ليس مهتماً بشكليات الإنجاز بقدر ما هو مهتم بضمانة إطلاق هؤلاء.
وحسب «دير شبيغل» فإنه يتعيّن على حزب الله تقديم تقرير مفصّل عن مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي أسقطت طائرته فوق لبنان في 16 تشرين الأول 1986.
وأشارت دير شبيغل إلى أن الوسيط الألماني الذي قام طيلة الأسبوع الماضي برحلات مكوكية بين برلين ونيويورك وبيروت وتل أبيب، تمكّن من تحقيق تقدّم ملموس في وساطته، وأمضى الوسيط كونراد، الذي يتكلم العربية بطلاقة، أشهراً طويلة في محاولة إيجاد حل ينقذ ماء وجه الطرفين. وحسب الصحيفة فإنه «ليس هناك من هو أكثر جدارة منه للقيام بهذه المهمة، وخاصة أنه يحظى باحترام كبير في تل أبيب وبيروت لدوره البعيد عن الأضواء في صفقة التبادل الناجحة بين حزب الله وإسرائيل عام 2004».
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن من الممكن أن تفشل الخطة الشاملة لأن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين قد يضعف موقف الحكومة الإسرائيلية في مواجهة حركة حماس التي تأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط وتطالب مقابل إطلاقه بإطلاق سراح حوالى 450 سجيناً فلسطينياً في إسرائيل. ووفقاً للتقرير، قد ترد حماس على نجاح صفقة التبادل مع حزب الله بزيادة مطالبها، وخاصة لأن شليط لا يزال حياً.
وفي تل أبيب أكد المراسل العسكري للقناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي يوآف ليمور أن الصفقة تتضمّن إطلاق أسرى فلسطينيين، في مرحلة ثانية منها، لكن «تحت عنوان إنساني». وأضاف «بالطبع سيربط حزب الله إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين به، كي يظهر (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله كملك للعالم العربي، وكمحرر لأسرى فلسطينيين وعرب، وبالتالي سيحقق إنجازاً، وليس مهماً ما ستقوله إسرائيل، وأن إطلاق الاسرى الفلسطينيين جاء لأسباب إنسانية وبفاصل زمني من عدة أسابيع، إذ إنه سيكون مرتبطاً بالصفقة. وليكن معروفاً للجميع أنه متصل بالفعل بالصفقة».
واستدرك ليمور قائلاً: «أشير الى أن الحكومة الإسرائيلية لم تبتّ المسألة ويمكن أن تكون هناك محادثات إضافية، وقرار حكومي واضح، فلا يستطيع رئيس الحكومة أو وزير الدفاع تقرير ذلك منفرداً».
الأشلاء
في هذه الأثناء انكبّت الهيئات الإسرائيلية المختصة على عملية تشخيص الأشلاء التابعة لعدد من الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال عدوان تموز 2006، والتي تسلمتها إسرائيل من حزب الله في إطار ما يمكن اعتباره المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي أطلقت إسرائيل بموجبها سراح الأسير نسيم نسر مقابل أشلاء عدد من جنودها، فيما كان المحللون ينكبون على تفكيك لغز المفاجأة التي أقدم عليها حزب الله.
وقال مصدر رسمي إسرائيلي إن إسرائيل تفحص أشلاء الجثث مرجحاً أنها عائدة لـ9 جنود قتلوا خلال حرب لبنان الثانية، معظمهم قُتل في حادث تحطم مروحية عسكرية، وهو ما أكدته أيضاً محافل أمنية إسرائيلية، وتم حتى الآن تشخيص أشلاء ثلاثة جنود. ونقلت معاريف عن محافل ضالعة في عملية التشخيص أن حزب الله حافظ على الأشلاء بطريقة محترمة. وفي المقابل أفاد الناطق باسم الجيش أنّ شعبة الموارد البشريّة عيّنت طاقماً يُطلع، عند الضرورة، العائلات على كل جديد عن هويّة أشلاء جثث أبنائها.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أراد من وراء تسليم أشلاء الجثث أن يبدي استعداداً للتقدم في المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى. رغم ذلك قالت هذه المصادر لصحيفة يديعوت أحرونوت إنه «لم نُطالب بتقديم أي شيء بالمقابل، لكن بالإمكان أن نأمل أن هذه الخطوة ستدفع الصفقة إلى الأمام بكل تأكيد».

منقول - جريدة الأخبار