brokenheart
09/08/2005, 12:20
قد يعتبرالبعض الموضوع أخلاقيا ويرى فيه البعض الآخر مسألة طبية أو نفسية أو حتى ربما مجرد موضة، فيما يضعه الباقون في إطار حقوقي، أو يتناولونه كقضية فلسفية.
إلا أنه ومهما اختلف التصنيف ورغم التباين الكبير الذي يبلغ أحيانا حد التطرف بين مؤيد ومدين وغير مبال، بات موضوع المثليين في لبنان -أو المعروفين هناك أكثر بالمصطلح الأجنبي كgays و-lesbians موضوعا اجتماعيا حاضرا بقوة في النقاشات وغير محصور بالسهرات والحياة الليلية وبأماكنهم الخاصة بعد أن أصبحوا مادة دسمة للأحاديث اليومية
في هذا الإطار برزت منذ أكثر من سنة نواة تجمع للمثليين والمثليات سرعان ما تحوّلت إلى جمعية هي الأولى من نوعها في العالم العربي تُعنى بشؤونهم وتسعى لتحسين أوضاعهم القانونية والاجتماعية وتأمين التوعية الصحية الأساسية والضرورية لهم.
"من حقنا أن نكون جزءا من المجتمع!" باسم هذا الحق وُلدت "حلم".
وحتى لا يقع القارىء في التباس لغوي لا بدّ من الاشارة إلى أن "حلم" تعني: "حماية لبنانية للمثليين والمثليات"، وإن كانت المصادفة المقصودة تحمل أكثر من رمز.
ويقول جورج قزي منسّق الجمعيّة في لبنان، إن فكرة الجمعيّة ولدت عندما التقى مجموعة من الشباب المثليين الذين تعرّفوا على بعضهم عبر الانترنت وقرروا التحوّل إلى جمعيّة تعمل مع المجتمع المدني "بشكل علني وغير سري."
بين القانون والمادة
بداية لا بد من التوضيح أن القانون اللبناني يكرّس حرية تأسيس الجمعيات دستوريا عبر قانون الجمعيات التي تؤسس قانونيا بمجرد إبلاغ الدولة. وهو مجرد بيان يقدمه مؤسسو الجمعية إلى الإدارة- للتبليغ عن تأسيسها وبالتالي لا تتطلب موافقة أي سلطة معيّنة.
إلا انه وإن كان وضع "حلم" قانونيا فإن وضع المثليين في لبنان غير شرعي.
إحدى المعارك الأساسية التي تقودها "حلم" هي العمل على تغيير المادة 534 التي تحكم على الأشخاص الذين يمارسون العلاقات الجنسية المخالفة للطبيعة بالسجن لمدة تصل إلى سنة.
إلا أن الإشكالية الأكبر تكمن في أن لـ"حلم" عدة نشاطات تتعاون فيها ليس فقط مع هيئات في المجتمع المدني ولكن أيضا مع بعض الهيئات الرسمية وأهمها "البرنامج الوطني لمكافحة الايدز" التابع لوزارة الصحة.
فهي تشارك في بعض الندوات التي تعقدها هذه الهيئات، كما تساهم في تحرير تقاريرها وتشكّل "بابا" تصل عبره الهيئات الرسمية إلى المثليين في لبنان، كالقيام عبر "حلم" بحملات توعية صحية للمثليين في إطار برنامج مكافحة الايدز.
وفي هذا الإطار يقول قزي إن الجمعية لا تشجّع على خرق القانون ولا تشجّع الناس على أن يكونوا مثليين .
ويضيف: "ولكن هناك أشخاصا موجودين ونحن نعمل معهم حتى نساعدهم ليتقبّلهم المجتمع ولتغيير القانون الذي يهمّش قسما كبيرا من اللبنانيين."
ولا يستغرب قزي أن يكون للجمعية علاقات مع الدولة معتبرا انه لطالما كانت الجمعيات في لبنان تسبق القوانين اللبنانية . ويذكر في هذا الإطار الجمعيات النسائية والجمعيات التي تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام.
المادة 534
ومن أهداف "حلم" أيضا العمل على تغيير المادة 534 من قانون العقوبات التي تنص على التالي: "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة".
وإذ يقرّ قزي بأنه ومنذ فترة طويلة لم يقم أي قاض بالحكم على مثلي بالسجن مستندا إلى هذه المادة، إلا أن هناك شكاوى من استغلالها من قبل البعض ولاسيّما بعض رجال الشرطة.
ويضيف: "وجود هذه المادة يُضعف المثليين ولا يؤمن لهم أي حماية كغيرهم من المواطنين."
وفي هذا الإطار يشرح قزي أنه عندما يكون الشخص خارجا عن القانون فمن الطبيعي أنه لن يتمكن من الشكوى لدى الشرطة او رفع دعوى لدى وقوع انتهاك لأي من حقوقه.
ويقول: "هناك عدد من الأشخاص وحتى بعض أفراد الشرطة أنفسهم الذين يستغلون وجود هذه المادة لابتزاز المثليين عبر طلب المال أو الضرب او توجيه الاهانات أيضا... وهم يدركون جيدا ان ذلك لن يكلفهم شيئا بتاتا
المزيد من المضايقات
إلا ان المضايقات التي يعيشها المثليون في لبنان ليست فقط قانونية لكنها أيضا على مستويي الحياة اليومية والعائلة إذ أن عدة أشخاص قد طُردوا من عملهم عندما عرفت الإدارة أنهم مثليون، إضافة إلى الاهانات والابتزازات والسخرية التي يتعرض لها المثلي في حياته اليومية لا سيّما إذا ما كان مظهره أنثوي
ويكشف قزي أنه في بعض الحالات يصل الأمر إلى الضرب.
وفي هذا الإطار لا يخشى كريستيان - وهو شاب مثلي- على مستقبله المهني في لبنان بسبب طبيعة عمله في مجال التسويق. ولكنه لا ينكر أنه لو كان طبيبا أو محاميا على سبيل المثال لكان الوضع أصعب بكثير لأن الناس يفقدون الثقة بقدرات الشخص المثلي ويعتبرون أنه لن يتمكن من معالجة القضية أو المرض بشكل كفء.
اما على صعيد العائلة ، فالعديد من الأشخاص قد هُددوا بالقتل وطردوا من منازلهم.
ويتحدث كريستيان وجورج عن تطوّر نسبي في النظرة الاجتماعية تجاه المثليين في بيروت. هنا لا بد من التنويه إلى أن أعضاء "حلم" مثل كريستيان، يميّزون بين وضع بيروت ومحيطها وباقي المناطق خصوصا في الأرياف بالنسبة لموضوع المثليين على مختلف جوانبه.
ويقول كريستيان: "الناس هنا واعون أن المثليين موجودون بغض النظر عمّا كانوا يتقبلون ذلك أم لا، ولكنهم على الأقل لا ينكرون وجودهم في لبنان".
وهو ما يؤكد عليه قزي الذي تحدّث عن تغيّر في المجتمع الذي يجهل أصلا المثليين ولا يكرههم برأيه، و"بات هناك اختلاط اكبر حيث بات البعض يخبر زميله في العمل مثلا، عن طبيعته وأصبح المثليون بشكل عام أكثر ظهورا".
خصوصية انثوية للمثليات
رشا من جانبها وهي شابة مثلية من أعضاء الجمعية، لا ترى تقدما فعليا في النظرة الاجتماعية تجاه المثليين إنما تميّز في هذا المجال بين مفهومي التقبّل والأمر الواقع. فهي تعتبر أنه بحكم أن المثليين أثبتوا تواجدهم بشكل كبير في بيروت مجدداً، بات الناس مجبرين على الاعتراف بوجودهم لأنهم يعيشون بينهم.
ورغم ذلك تلاحظ رشا أن ما زال هناك من يرفض الاعتراف بالمثليين ويعتبر أنهم مجرد ظاهرة غربية.
إلا أن الاختلاف الأهم الذي تتحدث عنه رشا يتعلق بتعاطي المثليين والمثليات في حياتهم اليومية مع واقعهم الجنسي.
ولا تشكل حياتها الجنسية مشكلة في حياتها اليومية بحسب ما تقول.
وترد ذلك لكونها امرأة تعيش في مجتمع شرقي يعتبر أصلا أن الحياة الجنسية لدى المرأة يجب أن تكون مخفية ولا تتحوّل في أي حالة إلى موضوع علني.
وتضيف: "كنساء، لا يُسمح لنا بالاعلان عن حياتنا الجنسية، فهو أمر جد شخصي وخاص. وبالتالي إخفاء خصوصيتي الجنسية يندرج في الاطار العام لخصوصيتي الانثوية. فتجربة الفتاة المثلية تختلف كليا عن تجربة الشاب المثلي".
أما من الناحية الاجتماعية فتسجّل رشا أن "المرأة حينما تُعلن أنها مثلية فهي تخرق في العالم العربي اثنين من المحرمات وهما أنها أولا تمارس الجنس وثانيا أنها تمارسه مع امراة. في حين أن الرجل لا يخرق إلا قانونا اجتماعيا واحدا، إضافة إلى أنه وبشكل عام يتمتع باستقلالية وحرية أكثر من الفتاة".
وتضيف: "الفتاة المثلية لديها الكثير لتخسره، أكثر من الشاب."
وتشير رشا إلى أن مجتمع المثليات في لبنان ليس ناشطا وموجودا بنفس قوة مجتمع المثليين "ليس لأن عددهن أقل بل لأن الفتيات يخفن أكثر".
وهي تلحظ قلة عدد البنات المنتسبات إلى "حلم" مقارنة بعدد الشباب حيث لا يصل عددهن لأكثر من ثلاث شابات فاعلات داخل الجمعية
ويبقى أن الهدف الأخير لـ"حلم" هو ألا يعود هناك أي تفرقة وألا يُشار إلى المثليين على أنهم فئة خاصة.
وهو ما يؤكد عليه كريستيان أيضا إذ لا يؤمن بتسمية "مثلي"، ويقول: أنا شخص مثل الآخرين وعندي خياراتي الخاصة. ولا يجب أن تكون هناك تفرقة لمجرد أني أحب شخصا آخر مثلي."
أما "حلم" التي هي عضو في الجمعية الدولية للمثليين والمثليات، فهي تسعى قدر الامكان لعدم نقل المثال الأجنبي وتطبيقه في لبنان.
ويقول قزي: "نحن ننظر إلى المجتمع اللبناني وإلى ما يمكن أن يستوعبه، وليس هدفنا أن نرى ما يحدث في اسبانيا مثلا وتطبيقه في لبنان.
وكانت اسبانيا قد سمحت بزواج المثليين لتنضم بذلك إلىبعض من الدول الغربية كهولندا وبلجيكا وكندا وبعض الولايات الأمريكية.
ويضيف قزي: "نحن مثليون لبنانيون ونعيش في هذا المجتمع ونعمل على هذا الأساس."
يبقى أن كريستيان يفكر بالسفر والزواج بالخارج.
أما رشا فتقر انها اليوم وهي في السادسة والعشرين من عمرها تستطيع أن تعيش حياتها كما تريد ولكنها لا تفكر بالغد كثيرا وتخاف "لأن الأمر صعب جدا"، رغم أنها لا تتخلى كليا عن فكرة عقد زواج شكلي مع رجل...مثلي أيضا!
إ
:aah:
إلا أنه ومهما اختلف التصنيف ورغم التباين الكبير الذي يبلغ أحيانا حد التطرف بين مؤيد ومدين وغير مبال، بات موضوع المثليين في لبنان -أو المعروفين هناك أكثر بالمصطلح الأجنبي كgays و-lesbians موضوعا اجتماعيا حاضرا بقوة في النقاشات وغير محصور بالسهرات والحياة الليلية وبأماكنهم الخاصة بعد أن أصبحوا مادة دسمة للأحاديث اليومية
في هذا الإطار برزت منذ أكثر من سنة نواة تجمع للمثليين والمثليات سرعان ما تحوّلت إلى جمعية هي الأولى من نوعها في العالم العربي تُعنى بشؤونهم وتسعى لتحسين أوضاعهم القانونية والاجتماعية وتأمين التوعية الصحية الأساسية والضرورية لهم.
"من حقنا أن نكون جزءا من المجتمع!" باسم هذا الحق وُلدت "حلم".
وحتى لا يقع القارىء في التباس لغوي لا بدّ من الاشارة إلى أن "حلم" تعني: "حماية لبنانية للمثليين والمثليات"، وإن كانت المصادفة المقصودة تحمل أكثر من رمز.
ويقول جورج قزي منسّق الجمعيّة في لبنان، إن فكرة الجمعيّة ولدت عندما التقى مجموعة من الشباب المثليين الذين تعرّفوا على بعضهم عبر الانترنت وقرروا التحوّل إلى جمعيّة تعمل مع المجتمع المدني "بشكل علني وغير سري."
بين القانون والمادة
بداية لا بد من التوضيح أن القانون اللبناني يكرّس حرية تأسيس الجمعيات دستوريا عبر قانون الجمعيات التي تؤسس قانونيا بمجرد إبلاغ الدولة. وهو مجرد بيان يقدمه مؤسسو الجمعية إلى الإدارة- للتبليغ عن تأسيسها وبالتالي لا تتطلب موافقة أي سلطة معيّنة.
إلا انه وإن كان وضع "حلم" قانونيا فإن وضع المثليين في لبنان غير شرعي.
إحدى المعارك الأساسية التي تقودها "حلم" هي العمل على تغيير المادة 534 التي تحكم على الأشخاص الذين يمارسون العلاقات الجنسية المخالفة للطبيعة بالسجن لمدة تصل إلى سنة.
إلا أن الإشكالية الأكبر تكمن في أن لـ"حلم" عدة نشاطات تتعاون فيها ليس فقط مع هيئات في المجتمع المدني ولكن أيضا مع بعض الهيئات الرسمية وأهمها "البرنامج الوطني لمكافحة الايدز" التابع لوزارة الصحة.
فهي تشارك في بعض الندوات التي تعقدها هذه الهيئات، كما تساهم في تحرير تقاريرها وتشكّل "بابا" تصل عبره الهيئات الرسمية إلى المثليين في لبنان، كالقيام عبر "حلم" بحملات توعية صحية للمثليين في إطار برنامج مكافحة الايدز.
وفي هذا الإطار يقول قزي إن الجمعية لا تشجّع على خرق القانون ولا تشجّع الناس على أن يكونوا مثليين .
ويضيف: "ولكن هناك أشخاصا موجودين ونحن نعمل معهم حتى نساعدهم ليتقبّلهم المجتمع ولتغيير القانون الذي يهمّش قسما كبيرا من اللبنانيين."
ولا يستغرب قزي أن يكون للجمعية علاقات مع الدولة معتبرا انه لطالما كانت الجمعيات في لبنان تسبق القوانين اللبنانية . ويذكر في هذا الإطار الجمعيات النسائية والجمعيات التي تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام.
المادة 534
ومن أهداف "حلم" أيضا العمل على تغيير المادة 534 من قانون العقوبات التي تنص على التالي: "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة".
وإذ يقرّ قزي بأنه ومنذ فترة طويلة لم يقم أي قاض بالحكم على مثلي بالسجن مستندا إلى هذه المادة، إلا أن هناك شكاوى من استغلالها من قبل البعض ولاسيّما بعض رجال الشرطة.
ويضيف: "وجود هذه المادة يُضعف المثليين ولا يؤمن لهم أي حماية كغيرهم من المواطنين."
وفي هذا الإطار يشرح قزي أنه عندما يكون الشخص خارجا عن القانون فمن الطبيعي أنه لن يتمكن من الشكوى لدى الشرطة او رفع دعوى لدى وقوع انتهاك لأي من حقوقه.
ويقول: "هناك عدد من الأشخاص وحتى بعض أفراد الشرطة أنفسهم الذين يستغلون وجود هذه المادة لابتزاز المثليين عبر طلب المال أو الضرب او توجيه الاهانات أيضا... وهم يدركون جيدا ان ذلك لن يكلفهم شيئا بتاتا
المزيد من المضايقات
إلا ان المضايقات التي يعيشها المثليون في لبنان ليست فقط قانونية لكنها أيضا على مستويي الحياة اليومية والعائلة إذ أن عدة أشخاص قد طُردوا من عملهم عندما عرفت الإدارة أنهم مثليون، إضافة إلى الاهانات والابتزازات والسخرية التي يتعرض لها المثلي في حياته اليومية لا سيّما إذا ما كان مظهره أنثوي
ويكشف قزي أنه في بعض الحالات يصل الأمر إلى الضرب.
وفي هذا الإطار لا يخشى كريستيان - وهو شاب مثلي- على مستقبله المهني في لبنان بسبب طبيعة عمله في مجال التسويق. ولكنه لا ينكر أنه لو كان طبيبا أو محاميا على سبيل المثال لكان الوضع أصعب بكثير لأن الناس يفقدون الثقة بقدرات الشخص المثلي ويعتبرون أنه لن يتمكن من معالجة القضية أو المرض بشكل كفء.
اما على صعيد العائلة ، فالعديد من الأشخاص قد هُددوا بالقتل وطردوا من منازلهم.
ويتحدث كريستيان وجورج عن تطوّر نسبي في النظرة الاجتماعية تجاه المثليين في بيروت. هنا لا بد من التنويه إلى أن أعضاء "حلم" مثل كريستيان، يميّزون بين وضع بيروت ومحيطها وباقي المناطق خصوصا في الأرياف بالنسبة لموضوع المثليين على مختلف جوانبه.
ويقول كريستيان: "الناس هنا واعون أن المثليين موجودون بغض النظر عمّا كانوا يتقبلون ذلك أم لا، ولكنهم على الأقل لا ينكرون وجودهم في لبنان".
وهو ما يؤكد عليه قزي الذي تحدّث عن تغيّر في المجتمع الذي يجهل أصلا المثليين ولا يكرههم برأيه، و"بات هناك اختلاط اكبر حيث بات البعض يخبر زميله في العمل مثلا، عن طبيعته وأصبح المثليون بشكل عام أكثر ظهورا".
خصوصية انثوية للمثليات
رشا من جانبها وهي شابة مثلية من أعضاء الجمعية، لا ترى تقدما فعليا في النظرة الاجتماعية تجاه المثليين إنما تميّز في هذا المجال بين مفهومي التقبّل والأمر الواقع. فهي تعتبر أنه بحكم أن المثليين أثبتوا تواجدهم بشكل كبير في بيروت مجدداً، بات الناس مجبرين على الاعتراف بوجودهم لأنهم يعيشون بينهم.
ورغم ذلك تلاحظ رشا أن ما زال هناك من يرفض الاعتراف بالمثليين ويعتبر أنهم مجرد ظاهرة غربية.
إلا أن الاختلاف الأهم الذي تتحدث عنه رشا يتعلق بتعاطي المثليين والمثليات في حياتهم اليومية مع واقعهم الجنسي.
ولا تشكل حياتها الجنسية مشكلة في حياتها اليومية بحسب ما تقول.
وترد ذلك لكونها امرأة تعيش في مجتمع شرقي يعتبر أصلا أن الحياة الجنسية لدى المرأة يجب أن تكون مخفية ولا تتحوّل في أي حالة إلى موضوع علني.
وتضيف: "كنساء، لا يُسمح لنا بالاعلان عن حياتنا الجنسية، فهو أمر جد شخصي وخاص. وبالتالي إخفاء خصوصيتي الجنسية يندرج في الاطار العام لخصوصيتي الانثوية. فتجربة الفتاة المثلية تختلف كليا عن تجربة الشاب المثلي".
أما من الناحية الاجتماعية فتسجّل رشا أن "المرأة حينما تُعلن أنها مثلية فهي تخرق في العالم العربي اثنين من المحرمات وهما أنها أولا تمارس الجنس وثانيا أنها تمارسه مع امراة. في حين أن الرجل لا يخرق إلا قانونا اجتماعيا واحدا، إضافة إلى أنه وبشكل عام يتمتع باستقلالية وحرية أكثر من الفتاة".
وتضيف: "الفتاة المثلية لديها الكثير لتخسره، أكثر من الشاب."
وتشير رشا إلى أن مجتمع المثليات في لبنان ليس ناشطا وموجودا بنفس قوة مجتمع المثليين "ليس لأن عددهن أقل بل لأن الفتيات يخفن أكثر".
وهي تلحظ قلة عدد البنات المنتسبات إلى "حلم" مقارنة بعدد الشباب حيث لا يصل عددهن لأكثر من ثلاث شابات فاعلات داخل الجمعية
ويبقى أن الهدف الأخير لـ"حلم" هو ألا يعود هناك أي تفرقة وألا يُشار إلى المثليين على أنهم فئة خاصة.
وهو ما يؤكد عليه كريستيان أيضا إذ لا يؤمن بتسمية "مثلي"، ويقول: أنا شخص مثل الآخرين وعندي خياراتي الخاصة. ولا يجب أن تكون هناك تفرقة لمجرد أني أحب شخصا آخر مثلي."
أما "حلم" التي هي عضو في الجمعية الدولية للمثليين والمثليات، فهي تسعى قدر الامكان لعدم نقل المثال الأجنبي وتطبيقه في لبنان.
ويقول قزي: "نحن ننظر إلى المجتمع اللبناني وإلى ما يمكن أن يستوعبه، وليس هدفنا أن نرى ما يحدث في اسبانيا مثلا وتطبيقه في لبنان.
وكانت اسبانيا قد سمحت بزواج المثليين لتنضم بذلك إلىبعض من الدول الغربية كهولندا وبلجيكا وكندا وبعض الولايات الأمريكية.
ويضيف قزي: "نحن مثليون لبنانيون ونعيش في هذا المجتمع ونعمل على هذا الأساس."
يبقى أن كريستيان يفكر بالسفر والزواج بالخارج.
أما رشا فتقر انها اليوم وهي في السادسة والعشرين من عمرها تستطيع أن تعيش حياتها كما تريد ولكنها لا تفكر بالغد كثيرا وتخاف "لأن الأمر صعب جدا"، رغم أنها لا تتخلى كليا عن فكرة عقد زواج شكلي مع رجل...مثلي أيضا!
إ
:aah: