سوا ربينا
08/07/2008, 22:46
هارييت .. سلحفاة التقطها داروين لاتزال على قيد الحياة
أقدم حيوان معمر في العالم هوالسلحفاة العملاقة هارييت التي تعيش في حديقة حيوان استراليا في بيروا بمقاطعةكوينزلاند الاسترالية ولقد احتفلت الحديقة مؤخراً بعيد ميلادها الـ 37 بعد المئة. لكن السلحفاة هارييت تملك مقومات افضل حتى من عمرها للشهرة، اذ يعتقد على نطاقواسع.ان من التقطها من موطنها الاصلي بجزر جالاباجوس هو تشارلز داروين بعينه الذيأخذها كحيوان مدلل شخصي خلال رحلته البحرية على متن السفينة بيغل عام 1835 وقامبدراستها اثناء انكبابه على صياغة نظرية النشوء.ولطالما اثارت هذه القصة فضول عالمالباليونتولوجيا والكاتب العلمي البريطاني بول تشامبرز الذي قرر بعد التقائهبالسلحفاة الشهيرة هارييت عام 2001 ان يبحث بنفسه في جذور صلتها بأحد اشهر العلماءفي التاريخ.
وراح ينبش في مخطوطات داروين ومذكراته الشخصيةويبحث في كل ما يتعلق بهذه السلحفاة وصولاً الى احدث الابحاث الجينية على عيناتهاالوراثية، وخلص الى ان حكاية سلحفاة داروين ربما لا تكون دقيقة تماماً لكنها مثيرةومرتبطة بصورة معقدة بأفكار العالم الشهير حول نظرية النشوء.استقطبت اصول «هارييت» اهتمام العالم لأول مرة عام 1994 بعد ان كتب ايد لوفداي، وهو مؤرخ متقاعد يعيش فيكوينزلاند، رسالة الى صحيفته المحلية روى فيها ذكرياته عن ثلاث سلاحف شاهدها صدفةفي حدائق بريسبين النباتية، بمدينة بريسبين الاسترالية في العشرينيات من القرنالمنصرم، وكشف عن انه كان يقال في ذلك الحين ان تلك السلاحف تبرع بها في منتصفالقرن التاسع عشر شخص يدعى جون ويكهام. الذي كان احد رفاق داروين على السفينة «بيغل».
وكان عالم الزواحف سكوت تومسون الذي يعمل في كانبريرا يبحث فيتاريخ «هارييت» وكان يعلم بأنها جاءت الى حديقة حيوان استراليا عبر حدائق بريسبانالنباتية، ولقد نشر مع مالكي السلحفاة ورقة بحث تسلط الضوء على صلة «هارييت» بجونويكهام، وتشير الى ان داروين واثنين من رفاقه على السفينة كانوا قد أخذوا سلاحفصغيرة حية من جزر جالاباجوس، كما تظهر بعض الوثائق القديمة.
وهكذااستنتج تومسون ومعه باحثون آخرون ان هارييت كانت احدى السلاحف نفسها، والتي اعطاهاداروين لويكهام الذي لابد انه هو من جلبها الى استراليا.ومنذ قرابة العقد، تتعاملوسائل الاعلام العالمية مع قصة هارييت باعتبارها احدى سلاحف داروين على انها حقيقةراسخة.
وهكذا حسب عمرها المقدر بـ 173 عاماً على اساس انها كانت فيالرابعة من عمرها تقريباً عندما التقطها داروين، وهي حقيقة تكرر ذكرها في سجل غينيسللارقام العالمية. لكن برغم هذا كله ظلت الشكوك تراود تشامبرز حول صحة هذه القصة.
بدأ تشامبرز بالبحث في السجلات والوثائق القديمة في حديقة حيواناستراليا، لكن اقدم توصيف موثق لها عثر عليه يعود الى عام 1870 ولم يستطع تقفياثرها الى ما قبل ذلك التاريخ لان وثائق حدائق بريسبين النباتية الاقدم تدمرت فيفيضان ضرب المدينة عام 1893، ثم تحول تشامبرز للبحث في مذكرات داروين ومراسلاتهالشخصية وقرأ بالفعل ان داروين التقط سلحفاة يافعة من جزيرة سان سلفادور واحتفظ بهالتكون حيوانا مدللاً له. كما ان خادمه سيمس كوفينغتون التقط سلحفاة اخرى من جزيرةسانتاماريا فيما التقط روبرت ريتسروي قبطان السفينة سلحفاتين صغيرتين من جزيرةاسبانيولا.
وبحسب الاسطورة التي تحكي عن «هارييت» فإن سلحفاتي كل منداروين وكوفينغتون لابد أنهما بقيتا مع داروين في انجلترا لعدة سنوات قبل انيأخذهما ويكهام الى استراليا في حدود عام 1941.
لكن هل هذا احتمال مرجحبالفعل؟ في مارس 1837 استقر داروين في بيت شقيقه بلندن في مبنى عال بشارع مالبوروالكبير ولم تكن في البيت سوى حديقة مفتوحة صغيرة، ولا يمكن ان يكون هذا وضعاًمثالياً للسلحفاة العملاقة التي تنمو بسرعة ويتعين ابقاؤها في الداخل طوال الشتاءالقارس، كما ان داروين لم يذكر في اي من مذكراته او مراسلاته او منشوراته العلميةانه كان يحتفظ بسلحفاة مدللة.
كما ان الابحاث التي اجراها تشامبرز علىحياة ويكهام القت ايضاً بظلال الشك على دوره المزعوم في حكاية السلحفاة هارييت،. فلقد ترك ويكهام العمل مع الاسطول البريطاني بعد قيامه بمسح للساحل الشرقيلاستراليا عام 1841، ويعتقد انه سافر الى انجلترا مرة اخيرة قبل عودته الى سيدنيللزواج من فتاة محلية، وحسب الحكاية السائدة، فلقد جلب ويكهام معه هارييت في هذهالرحلة الاخيرة من انجلترا.
لكن رسائل ويكهام ووجوده في قوائم احصاءالسكان باستراليا عام 1841 يشيران بقوة الى انه لم يرجع الى انجلتر في حينها وانهابقي يعيش في سيدني، حتى ان داروين نفسه سجل في مذكراته ان اول مرة التقي فيهابويكهام بعد رحلتهما على متن السفينة «بيغل» كانت عام 1862 بلندن في لقاء رتب لهاحد الاصدقاء.
وفيما كان بحث تشامبرز في الوثائق التاريخية يتجه نحوطريق مسدود، اخبره تومسون عن بحث من نوع آخر يمكنه على ما يبدو تسوية القضية، ففي 1998 كان سكوت ديفيز وهو باحث من جامعة تكساس، قد اجرى تحليلاً لعينات الحمض النووي «دي. انه ايه» خيطية مأخوذة من «هارييت» ولم تنشر نتائج ذلك التحليل، لكن تشامبرزوجد في ملخص رسالة الدكتوراه التي اعدها ديفيز حول هذا الموضوع، نتائج البحث تثبتان السلحفاة تنتمي لنوع ثانوي يدعى «جيوشيلون نيفرا بورتيريويأتيحصرياً من جزيرة سانتا كروز في جزر جالاباغوس وهي ليست واحدة من الجزر التي جمعمنها داروين ورفاقه سلاحفهم، وان كان ذلك لا ينفي بالمطلق ان يكون احد سكان جزيرةسانتا ماريا قد جلبها من سانتا كروز قبل ان يأخذها داروين.
لكنالاحتمال الارجح كما خلص تشامبرز من بحثه هو ان السلحفاة هارييت حملت على متن احدىسفن صيد الحيتان العابرة من غالاباغوس الى استراليا وهو حال الكثير من السلاحفالعملاقة التي وصلت الى استراليا في تلك الفترة.والمفارقة ان داروين نفسه الذي علىالارجح لم ير السلحفاة قط ساعد في حل لغزها من خلال تطبيق قواعد نظريته لتفرد كلصنف حي في مواصفاته بحسب موطنه الطبيعي.
أقدم حيوان معمر في العالم هوالسلحفاة العملاقة هارييت التي تعيش في حديقة حيوان استراليا في بيروا بمقاطعةكوينزلاند الاسترالية ولقد احتفلت الحديقة مؤخراً بعيد ميلادها الـ 37 بعد المئة. لكن السلحفاة هارييت تملك مقومات افضل حتى من عمرها للشهرة، اذ يعتقد على نطاقواسع.ان من التقطها من موطنها الاصلي بجزر جالاباجوس هو تشارلز داروين بعينه الذيأخذها كحيوان مدلل شخصي خلال رحلته البحرية على متن السفينة بيغل عام 1835 وقامبدراستها اثناء انكبابه على صياغة نظرية النشوء.ولطالما اثارت هذه القصة فضول عالمالباليونتولوجيا والكاتب العلمي البريطاني بول تشامبرز الذي قرر بعد التقائهبالسلحفاة الشهيرة هارييت عام 2001 ان يبحث بنفسه في جذور صلتها بأحد اشهر العلماءفي التاريخ.
وراح ينبش في مخطوطات داروين ومذكراته الشخصيةويبحث في كل ما يتعلق بهذه السلحفاة وصولاً الى احدث الابحاث الجينية على عيناتهاالوراثية، وخلص الى ان حكاية سلحفاة داروين ربما لا تكون دقيقة تماماً لكنها مثيرةومرتبطة بصورة معقدة بأفكار العالم الشهير حول نظرية النشوء.استقطبت اصول «هارييت» اهتمام العالم لأول مرة عام 1994 بعد ان كتب ايد لوفداي، وهو مؤرخ متقاعد يعيش فيكوينزلاند، رسالة الى صحيفته المحلية روى فيها ذكرياته عن ثلاث سلاحف شاهدها صدفةفي حدائق بريسبين النباتية، بمدينة بريسبين الاسترالية في العشرينيات من القرنالمنصرم، وكشف عن انه كان يقال في ذلك الحين ان تلك السلاحف تبرع بها في منتصفالقرن التاسع عشر شخص يدعى جون ويكهام. الذي كان احد رفاق داروين على السفينة «بيغل».
وكان عالم الزواحف سكوت تومسون الذي يعمل في كانبريرا يبحث فيتاريخ «هارييت» وكان يعلم بأنها جاءت الى حديقة حيوان استراليا عبر حدائق بريسبانالنباتية، ولقد نشر مع مالكي السلحفاة ورقة بحث تسلط الضوء على صلة «هارييت» بجونويكهام، وتشير الى ان داروين واثنين من رفاقه على السفينة كانوا قد أخذوا سلاحفصغيرة حية من جزر جالاباجوس، كما تظهر بعض الوثائق القديمة.
وهكذااستنتج تومسون ومعه باحثون آخرون ان هارييت كانت احدى السلاحف نفسها، والتي اعطاهاداروين لويكهام الذي لابد انه هو من جلبها الى استراليا.ومنذ قرابة العقد، تتعاملوسائل الاعلام العالمية مع قصة هارييت باعتبارها احدى سلاحف داروين على انها حقيقةراسخة.
وهكذا حسب عمرها المقدر بـ 173 عاماً على اساس انها كانت فيالرابعة من عمرها تقريباً عندما التقطها داروين، وهي حقيقة تكرر ذكرها في سجل غينيسللارقام العالمية. لكن برغم هذا كله ظلت الشكوك تراود تشامبرز حول صحة هذه القصة.
بدأ تشامبرز بالبحث في السجلات والوثائق القديمة في حديقة حيواناستراليا، لكن اقدم توصيف موثق لها عثر عليه يعود الى عام 1870 ولم يستطع تقفياثرها الى ما قبل ذلك التاريخ لان وثائق حدائق بريسبين النباتية الاقدم تدمرت فيفيضان ضرب المدينة عام 1893، ثم تحول تشامبرز للبحث في مذكرات داروين ومراسلاتهالشخصية وقرأ بالفعل ان داروين التقط سلحفاة يافعة من جزيرة سان سلفادور واحتفظ بهالتكون حيوانا مدللاً له. كما ان خادمه سيمس كوفينغتون التقط سلحفاة اخرى من جزيرةسانتاماريا فيما التقط روبرت ريتسروي قبطان السفينة سلحفاتين صغيرتين من جزيرةاسبانيولا.
وبحسب الاسطورة التي تحكي عن «هارييت» فإن سلحفاتي كل منداروين وكوفينغتون لابد أنهما بقيتا مع داروين في انجلترا لعدة سنوات قبل انيأخذهما ويكهام الى استراليا في حدود عام 1941.
لكن هل هذا احتمال مرجحبالفعل؟ في مارس 1837 استقر داروين في بيت شقيقه بلندن في مبنى عال بشارع مالبوروالكبير ولم تكن في البيت سوى حديقة مفتوحة صغيرة، ولا يمكن ان يكون هذا وضعاًمثالياً للسلحفاة العملاقة التي تنمو بسرعة ويتعين ابقاؤها في الداخل طوال الشتاءالقارس، كما ان داروين لم يذكر في اي من مذكراته او مراسلاته او منشوراته العلميةانه كان يحتفظ بسلحفاة مدللة.
كما ان الابحاث التي اجراها تشامبرز علىحياة ويكهام القت ايضاً بظلال الشك على دوره المزعوم في حكاية السلحفاة هارييت،. فلقد ترك ويكهام العمل مع الاسطول البريطاني بعد قيامه بمسح للساحل الشرقيلاستراليا عام 1841، ويعتقد انه سافر الى انجلترا مرة اخيرة قبل عودته الى سيدنيللزواج من فتاة محلية، وحسب الحكاية السائدة، فلقد جلب ويكهام معه هارييت في هذهالرحلة الاخيرة من انجلترا.
لكن رسائل ويكهام ووجوده في قوائم احصاءالسكان باستراليا عام 1841 يشيران بقوة الى انه لم يرجع الى انجلتر في حينها وانهابقي يعيش في سيدني، حتى ان داروين نفسه سجل في مذكراته ان اول مرة التقي فيهابويكهام بعد رحلتهما على متن السفينة «بيغل» كانت عام 1862 بلندن في لقاء رتب لهاحد الاصدقاء.
وفيما كان بحث تشامبرز في الوثائق التاريخية يتجه نحوطريق مسدود، اخبره تومسون عن بحث من نوع آخر يمكنه على ما يبدو تسوية القضية، ففي 1998 كان سكوت ديفيز وهو باحث من جامعة تكساس، قد اجرى تحليلاً لعينات الحمض النووي «دي. انه ايه» خيطية مأخوذة من «هارييت» ولم تنشر نتائج ذلك التحليل، لكن تشامبرزوجد في ملخص رسالة الدكتوراه التي اعدها ديفيز حول هذا الموضوع، نتائج البحث تثبتان السلحفاة تنتمي لنوع ثانوي يدعى «جيوشيلون نيفرا بورتيريويأتيحصرياً من جزيرة سانتا كروز في جزر جالاباغوس وهي ليست واحدة من الجزر التي جمعمنها داروين ورفاقه سلاحفهم، وان كان ذلك لا ينفي بالمطلق ان يكون احد سكان جزيرةسانتا ماريا قد جلبها من سانتا كروز قبل ان يأخذها داروين.
لكنالاحتمال الارجح كما خلص تشامبرز من بحثه هو ان السلحفاة هارييت حملت على متن احدىسفن صيد الحيتان العابرة من غالاباغوس الى استراليا وهو حال الكثير من السلاحفالعملاقة التي وصلت الى استراليا في تلك الفترة.والمفارقة ان داروين نفسه الذي علىالارجح لم ير السلحفاة قط ساعد في حل لغزها من خلال تطبيق قواعد نظريته لتفرد كلصنف حي في مواصفاته بحسب موطنه الطبيعي.