سوا ربينا
19/07/2008, 21:11
كريمان الكيالي - لم تكن اكثر من ''مزحة'' بسيطة ، قالها بائع ''النوفوتيه'': هل تريد ذات الفستان الذي اشتريته المرة السابقة للسيدة الشقراء التي جاءت معك ؟، لتصدق الزوجة ماسمعته على الفور، فتثور وتبدأ باتهام الزوج بالخيانة وتطلب الطلاق،برغم تأكيد التاجر بانه تعود ان يطلق مثل هذه ''القفشات '' مع بعض الزبائن .
لم تقتنع واصرت على طلبها ، ما اثار حمية الزوج ولم يجد اسهل من ان يقول لها بانها ''طالق ''وبالثلاثة امام الناس ، ما ينسجم مع ما يحمله القول الشهير''عملوا من الحبة قبة''!
امور، خلافات ، تبدأ صغيرة ثم.تتطور، مفردات من التهويل والتضخيم والمبالغة يحملها القول سالف الذكر، وتكون'' القبة'' في بعض الاحيان ، مأساة اليمة تزهق ارواحا وتفتح جراحا وتفشل صداقات كثيرة.وروابط جميلة، ولايزال في الاذهان قصة الزوج وهو من بلد عربي حين اقدم على تمزيق جسد زوجته بالسكين ، لانها تلكأت في تلبية طلبه باعداد ابريق من الشاي .
اما ذلك التصادم المشهود حول اذا ما كان ''البستوني '' ولد ام بنت في لعبة ''الشدة''، فقد تسبب في فراق صديقين لاكثر من عشرين عاما بحسب حلقة مميزة من المسلسل الشهير''مرايا'' .
حالة اخرى تجسد ذات القول، الانجذاب الكبير نحو المسلسلين المدبلجين ''نور '' و''سنوات الضياع''. قصص لاتختلف كثيرا عن تلك التي تجسدت في العديد من كلاسيكيات السينما العربية ، حملت شوقا ولهفة ودموع محبين ، و اللافت ليس في اقبال الناس على مشاهدتها ، بل ان تتسبب في ارتفاع اسهم السياحة في تركيا هذا العام ، خاصة وان الامكنة التي تم فيها تصوير احداث المسلسل تمثل وجهة اساسية في برنامج العديد من الشركات السياحية .،
ويشير ''مالك '' مطعم عريق في بلد مجاور كان يشهد حركة سياحية نشطة في الصيف.،الى تراجع في اعداد السياح لهذا العام،مقارنة بالاعوام السابقة،ويقول :'' المسلسلات كان لها تاثير كبير ليس على مشاعر الناس بل وعلى رغبتهم في زيارة الاماكن التي احتضنت العشاق'' نور ومهند، يحيى ، ولميس'' وغيرهم..، فيما يضيف مدير ''كافتيريا :'' بان اول ما يسأل عنه الزبائن هو هل بامكانهم مشاهدة التلفزيون، والا فانهم مضطرون للبحث عن مكان اخر، يتابعون فيه احداث مسلسلهم الشيق . لهذا حرصت جميع المقاهي على توفير هذه الخدمة للرواد.
اناقة ووسامة مهند او جمال نور؟..ملامح '' يحيى ''التي تقترب من شخصية فارس عربي ام انوثة '' لميس ''؟ اللهجة السورية التي تعود عليها الناس عبر مسلسلات حققت نجاحا كبيرا، ام هي الرومانسية المفقودة في حياة طغت عليها الماديات ، ام ان العصر بما يحمل من مبالغة انعكس هو الاخر على تقييمنا للامور وبضمنها هذه المسلسلات التي تتصدرجلسات الناس واهتماماتهم ..وربما رغبتهم في زيارة تركيا وشراء بعض مقتنيات شخوص المسلسل .
ووفق رؤية المخرج ''صلاح ابو هنود '' فان التهافت على متابعة هذه المسلسلات ، له علاقة بسيكولوجية المتفرج العربي ، وهو ليس اكثر من ''موضة'' مثلها مثل موديلات الثياب وقصات الشعر التي تتغير من سنة لاخرى ، فالان هذا هو النمط السائد ، وفي السنوات القادمة ربما تكون هناك انماط اخرى ، لان العمل الفني اصبح صناعة وخطوط انتاج مثل السيارات التي تتبدل موديلاتها من عام لاخر، اما كونه يشاهد من قبل مختلف الشرائح والاعمار والثقافات فلان عقلية'' المشاهدة '' اصبحت استهلاكية بحتة، والمسلسلات اصبحت اقرب للاعلانات التجارية،وهناك اكثر من 300 محطة فضائية تتصارع على حامل ''الريموت كونترول''، كما انه لايجوز ان ننكر بتضافر عوامل مختلفة توفرت لنجاح المسلسل بضمنها وجود قواسم مشتركة بين العرب والاتراك .
ويتفق مدير النصوص وتطوير الافكار بالمركز العربي للانتاج الاعلامي ''ياسر قبيلات '' بان المسلسلات المدبلجة سواء التركية او سابقتها المكسيكية التي حظيت بشهرة مدوية ابان عرضها في تسعينيات القرن الماضي ، حيث كان موعد عرضها بمثابة حظرتجول في العديد من البلاد العربية ، ليست اكثر من موجة ، ستنحسر حتى وان حظيت بهذا الاهتمام الكبير من قبل مشاهدين تشكل ربات البيوت، ومن هم في وظائف '' البطالة المقنعة'' الغالبية العظمى منهم ، لكنها لن تكون باي حال من الاحوال خيارا استراتيجيا للمشاهد العربي ، ولابد من الانتاج المحلي والعربي الذي يطرح قضايانا وتاريخنا وقيمنا ..والشواهد كثيرة فمسلسلات مثل ''راس غليص'' و''نمر بن عدوان '' وغيرها حققت جماهيرية كبيرة.
وتقول سيدة سورية ''ام مهند'': بان الاسواق هناك ازدحمت بملابس طبعت عليها صورلنجوم المسلسل ، وعرفت ''بيجاما '' باسم مهند، وقميص نوم لنور، وبنطلون باسم ''يحيى'' والكثير مما يرتديه الممثلون ، وهي ليست المرة الاولى ، فعقب النجاح الكبير الذي حققه مسلسل ''باب الحارة'' حرص بعض التجار على الترويج لشراويل وطواقي وخناجر واحزمة وشحاطات عرفت باسماء ابطال المسلسل ، ،استقطبت فئات الشباب الذين نسوا هذا اللباس التقليدي .
عودة للقول الشهير .. وبرغم اننا نستخدمه في الكثير من امور حياتنا التي تنتهي الى مشاحنات، الا ان وضعه كاعلان ترويجي لمخبز لبناني يحمل الكثير من الطرافة والواقعية لانه يمثل المراحل التي تمر بها حبة القمح حتى تأخذ شكل رغيف .!!
لم تقتنع واصرت على طلبها ، ما اثار حمية الزوج ولم يجد اسهل من ان يقول لها بانها ''طالق ''وبالثلاثة امام الناس ، ما ينسجم مع ما يحمله القول الشهير''عملوا من الحبة قبة''!
امور، خلافات ، تبدأ صغيرة ثم.تتطور، مفردات من التهويل والتضخيم والمبالغة يحملها القول سالف الذكر، وتكون'' القبة'' في بعض الاحيان ، مأساة اليمة تزهق ارواحا وتفتح جراحا وتفشل صداقات كثيرة.وروابط جميلة، ولايزال في الاذهان قصة الزوج وهو من بلد عربي حين اقدم على تمزيق جسد زوجته بالسكين ، لانها تلكأت في تلبية طلبه باعداد ابريق من الشاي .
اما ذلك التصادم المشهود حول اذا ما كان ''البستوني '' ولد ام بنت في لعبة ''الشدة''، فقد تسبب في فراق صديقين لاكثر من عشرين عاما بحسب حلقة مميزة من المسلسل الشهير''مرايا'' .
حالة اخرى تجسد ذات القول، الانجذاب الكبير نحو المسلسلين المدبلجين ''نور '' و''سنوات الضياع''. قصص لاتختلف كثيرا عن تلك التي تجسدت في العديد من كلاسيكيات السينما العربية ، حملت شوقا ولهفة ودموع محبين ، و اللافت ليس في اقبال الناس على مشاهدتها ، بل ان تتسبب في ارتفاع اسهم السياحة في تركيا هذا العام ، خاصة وان الامكنة التي تم فيها تصوير احداث المسلسل تمثل وجهة اساسية في برنامج العديد من الشركات السياحية .،
ويشير ''مالك '' مطعم عريق في بلد مجاور كان يشهد حركة سياحية نشطة في الصيف.،الى تراجع في اعداد السياح لهذا العام،مقارنة بالاعوام السابقة،ويقول :'' المسلسلات كان لها تاثير كبير ليس على مشاعر الناس بل وعلى رغبتهم في زيارة الاماكن التي احتضنت العشاق'' نور ومهند، يحيى ، ولميس'' وغيرهم..، فيما يضيف مدير ''كافتيريا :'' بان اول ما يسأل عنه الزبائن هو هل بامكانهم مشاهدة التلفزيون، والا فانهم مضطرون للبحث عن مكان اخر، يتابعون فيه احداث مسلسلهم الشيق . لهذا حرصت جميع المقاهي على توفير هذه الخدمة للرواد.
اناقة ووسامة مهند او جمال نور؟..ملامح '' يحيى ''التي تقترب من شخصية فارس عربي ام انوثة '' لميس ''؟ اللهجة السورية التي تعود عليها الناس عبر مسلسلات حققت نجاحا كبيرا، ام هي الرومانسية المفقودة في حياة طغت عليها الماديات ، ام ان العصر بما يحمل من مبالغة انعكس هو الاخر على تقييمنا للامور وبضمنها هذه المسلسلات التي تتصدرجلسات الناس واهتماماتهم ..وربما رغبتهم في زيارة تركيا وشراء بعض مقتنيات شخوص المسلسل .
ووفق رؤية المخرج ''صلاح ابو هنود '' فان التهافت على متابعة هذه المسلسلات ، له علاقة بسيكولوجية المتفرج العربي ، وهو ليس اكثر من ''موضة'' مثلها مثل موديلات الثياب وقصات الشعر التي تتغير من سنة لاخرى ، فالان هذا هو النمط السائد ، وفي السنوات القادمة ربما تكون هناك انماط اخرى ، لان العمل الفني اصبح صناعة وخطوط انتاج مثل السيارات التي تتبدل موديلاتها من عام لاخر، اما كونه يشاهد من قبل مختلف الشرائح والاعمار والثقافات فلان عقلية'' المشاهدة '' اصبحت استهلاكية بحتة، والمسلسلات اصبحت اقرب للاعلانات التجارية،وهناك اكثر من 300 محطة فضائية تتصارع على حامل ''الريموت كونترول''، كما انه لايجوز ان ننكر بتضافر عوامل مختلفة توفرت لنجاح المسلسل بضمنها وجود قواسم مشتركة بين العرب والاتراك .
ويتفق مدير النصوص وتطوير الافكار بالمركز العربي للانتاج الاعلامي ''ياسر قبيلات '' بان المسلسلات المدبلجة سواء التركية او سابقتها المكسيكية التي حظيت بشهرة مدوية ابان عرضها في تسعينيات القرن الماضي ، حيث كان موعد عرضها بمثابة حظرتجول في العديد من البلاد العربية ، ليست اكثر من موجة ، ستنحسر حتى وان حظيت بهذا الاهتمام الكبير من قبل مشاهدين تشكل ربات البيوت، ومن هم في وظائف '' البطالة المقنعة'' الغالبية العظمى منهم ، لكنها لن تكون باي حال من الاحوال خيارا استراتيجيا للمشاهد العربي ، ولابد من الانتاج المحلي والعربي الذي يطرح قضايانا وتاريخنا وقيمنا ..والشواهد كثيرة فمسلسلات مثل ''راس غليص'' و''نمر بن عدوان '' وغيرها حققت جماهيرية كبيرة.
وتقول سيدة سورية ''ام مهند'': بان الاسواق هناك ازدحمت بملابس طبعت عليها صورلنجوم المسلسل ، وعرفت ''بيجاما '' باسم مهند، وقميص نوم لنور، وبنطلون باسم ''يحيى'' والكثير مما يرتديه الممثلون ، وهي ليست المرة الاولى ، فعقب النجاح الكبير الذي حققه مسلسل ''باب الحارة'' حرص بعض التجار على الترويج لشراويل وطواقي وخناجر واحزمة وشحاطات عرفت باسماء ابطال المسلسل ، ،استقطبت فئات الشباب الذين نسوا هذا اللباس التقليدي .
عودة للقول الشهير .. وبرغم اننا نستخدمه في الكثير من امور حياتنا التي تنتهي الى مشاحنات، الا ان وضعه كاعلان ترويجي لمخبز لبناني يحمل الكثير من الطرافة والواقعية لانه يمثل المراحل التي تمر بها حبة القمح حتى تأخذ شكل رغيف .!!