VivaSyria
21/07/2008, 04:18
لأنني أعمل في التعليق الرياضي إلى جانب عملي الصحفي، اسمحوا لي أن استخدم بعض المصطلحات التي عادة ما نستخدمها في التعليق. وهي أننا ندرك جيداً أن هذا التحقيق الصحفي.
يأتي خارج الوقت الأصلي وفي الوقت بدل الضائع بالنسبة للامتحانات العامة التي جرت هذا العام ) دورة 2008 (.ذلك أن الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب كما يقال. لأن الامتحانات انتهت وسبق السيف العذل. ولم يعد بالإمكان تصحيح أي خطأ ارتُكِب وما أكثرها وخاصة في هذه الدورة. أصلاً حتى لو تم نشر هذا التحقيق أثناء سير الامتحانات، هل كانت مديرية التربية بالحسكة ستتجاوب، وتقوم بتصحيح الأخطاء التي نشير إليها وتعيد الأمور إلى نصابها؟ هذا من رابع المستحيلات. وذلك من خلال معرفتنا بالإدارة القائمة على هذه المديرية الهامة وتركيبتها النفسية والأخلاقية، حيث أصرت عن سابق تصميم على تشنيج علاقتها مع الإعلام والإعلاميين منذ البداية وبلا أي مبرر، وإلا كيف يسمح مدير التربية لنفسه أن يقول بكل (.....) لأحد الزملاء الإعلاميين عندما اتصل به ليستفسر عن بعض القضايا التي تهم العمل التربوي في المحافظة، أن ) المكالمة انتهت )ثم يقوم بإغلاق الهاتف في وجه ذلك الزميل. ربما لأن مدير التربية ظن ــ وبعض الظن إثم ــ أن ذلك الزميل من العاملين لديه حتى يتطاول عليه ويتعامل معه بهذه الطريقة التي تنم عن عدم احترام، ولا تليق بشخص يتبوأ موقعاً مهماً هو موقع أهم مديرية في المحافظة، مديرية التربية المعنية بتربية الأجيال وإعدادهم لبناء الوطن. علماً أن ذلك الزميل لم ينزعج البتة لأنه عرف أن مدير التربية اختار أن يقدم نفسه للآخرين بهذه الطريقة وهذا شأنه، ومثلما كل إناء بما فيه ينضح، فإن كل عنزة معلقة بكرعوبها أيضاً.
لكن، وبما أن الإعلام جزء من منظومة الاتصالات، ندرك أيضاً أن هذا التحقيق الصحفي لن يكون خارج التغطية. فإذا لم يكن بالإمكان إنصاف الطلاب والطالبات الذين ظلموا، فعلى الأقل محاسبة من ظلمهم. وعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في امتحانات هذه الدورة في الدورات القادمة. رغم أن الأمل في ذلك ضعيف. ذلك أنه سبق أن تلقت صحيفة تشرين موضوعاً خلال العام الماضي من شخص سمّى نفسه أسامة أحمد علي )وهذا الاسم المنشور مستعار، علماً أن الاسم الحقيقي للكاتب يبقى محفوظاً لدى المحرر المسؤول عن الصفحة ولا أحد يعرفه سواه (وواضح أن كاتب تلك المادة من داخل الجسم الامتحاني، بدليل أنه ذكر العديد من الملاحظات والأخطاء التي حدثت في امتحانات دورة 2007، والتي لا يمكن لأحد أن يعرفها إلا إذا كان قريباً جداً من دائرة الامتحانات، إن لم يكن أحد العاملين فيها. وقامت الصحيفة بنشر ذلك الموضوع في صفحة منبر تشرين المخصصة لرسائل القراء، من العدد الصادر صباح السبت 24 تشرين الثاني 2007 ومع ذلك لم تحرك مديرية التربية ولا حتى الوزارة ساكناً. بدليل أن الأخطاء والتجاوزات والملاحظات ازدادت كثيراً في دورة العام الحالي 2008، بدل أن تتناقص.
وفيما يلي عرض لأهم تلك الملاحظات. علماً أننا سنكتفي بنشر الشكاوى التي وصلتنا، وهي شكاوى خطية. إلى جانب الملاحظات التي سمعناها سواء من الطلبة أو المراقبين. لكن قبل ذلك لابد من التوضيح أن السبب في التأخر في إعداد هذا التحقيق الصحفي ونشره، حدث بسبب انشغالنا بتوثيق المعلومات التي وصلتنا والوثائق محفوظة لدينا.
- هذا العام أوفدت وزارة التربية إلى محافظة الحسكة طاقماً رفيع المستوى برئاسة معاون الوزير. فماذا فعل هذا الطاقم وإلى أي مدى ساهم بضبط الوضع؟ وما هي النتائج التي تم التوصل إليها من خلال أدائه؟.
أولى القصص التي سمعناها أن أحد أعضاء هذا الطاقم، وباعتبار أنه موفد من الوزارة فلابد أن يكون فكره على مستوى الوزارة وأفكاره وزارية وما أدراك ما الأفكار الوزارية. قد تفتّق فكره الرفيع المستوى عن فكرة عظيمة. حيث صار يحمل بيده قطعة معدنية تشبه جهازاً ما، وما إن يدخل إلى أية قاعة امتحانية حتى يبدأ بالتلويح بتلك القطعة أمام الطلبة، وهو يعلن بصوته الجهوري الواثق، أن هذا الجهاز مصنوع خصيصاً لكشف الملخصات والأوراق المخبأة في جيوب الطلاب وثيابهم. ثم يبدأ بتحريك الجهاز ذات اليمين وذات الشمال وهو يجوب القاعة جيئة وذهاباً. وسط ذهول الطلبة وخوفهم وقلقهم، فيبدؤون بإخراج كل ما في جيوبهم سواء أكانت له علاقة بالامتحان أم ليست له علاقة. والنتيجة خوف من قبل الطلبة وقلق وطيران للمعلومات وضياع للوقت.
يخرج ذلك الموفد الوزاري من هذا المركز ويتوجه إلى مركز امتحاني آخر، وما إن ينزل من سيارته الفارهة حتى يلتقط أول طالب خارج من المركز بعد أن أنهى امتحانه، نكرر العبارة خارج من المركز أي في الشارع، ويبدأ بتفتيشه. ورغم أن ذلك الطالب أقسم بالله وبكتبه ورسله واليوم الآخر، انه لم يخرج أية ورقة من جيبه، وشهد بذلك المراقبون، أعاده الموفد الوزاري إلى داخل المركز، وأخرج ورقته ونظم بحقه تقرير غش، فخرج ذلك الطالب من المركز وهو يولول ويكاد ينهار من شدة البكاء.
- وفي يوم الأربعاء 11//6/2008بدأ الامتحان في مركز أحمد مريوط بالقامشلي كالمعتاد، بعد أن تم تفتيش الطلاب وتنبيههم إلى التعليمات الامتحانية، التي تنص على عدم إدخال الموبايلات والقصاصات الورقية وكل ما يتعلق بالمادة إلى القاعات الامتحانية، وذلك بحضور مندوب التربية شموئيل. وبعد مضي ما يقارب الساعة من سير الامتحان بكل انتظام وسلاسة وهدوء، دخل المركز ذلك الموفد الوزاري وخلفه معاون مدير التربية والمراقب الداخلي أمير عبد الكريم ورئيس المجمع التربوي في القامشلي. وعلى الفور توجه الموفد الوزاري وصحبه إلى القاعة الأولى وشرع بتفتيش الطلاب داخل القاعة ) علماً أن التفتيش يجب أن يتم خارج القاعة (، وهو يردد عبارته الشهيرة ) أنتم يا أهل الحسكة متطورون بأساليب الغش (.
وفي القاعة الثانية طلب الموفد الوزاري من معاون مدير التربية تفتيش الطلاب، لكن الأخير لفت نظره إلى أن التفتيش يجب أن يتم خارج القاعة لا بداخلها. فطلب معاون مدير التربية من أحد الطلاب الخروج وأثناء ذلك ألقى ذلك الطالب بقصاصة ورقية كانت بحوزته في أحد المقاعد الخالية. فرآه الموفد الوزاري ولم يره المراقبون لأن اهتمامهم كان مركزاً على ذلك الموفد، الذي أطلق عبارته الشهيرة الثانية بحق المراقبين جمال مسور وسردار محمد وعبد السلام محمد (بأنهم قليلو وجدان ومتواطئون وخونة ( أمام الطلاب، علماً أن رئيس المركز حمد أحمد الأحمد يؤكد أن هؤلاء المرقبين عكس ذلك تماماً.
وفي القاعة الخامسة قام الموفد الوزاري بخلع سترة أحد الطلاب وتفتيشه وعندما وجد معه قصاصة ورقية، التفت إلى رئيس المجمع التربوي وأطلق عبارته الشهيرة الثالثة بحق أحد المسؤولين الكبار في الدولة بقوله ) يا أبا سعاد ما هذا المستوى من الغش والله صديقك ........ لم يفعلها (
وطبعاً أصدر الموفد الوزاري تعليماته إلى مدير التربية بإنهاء تكليف رئيس المركز وإعفاء المراقبين وتوجيه الإنذار المسجل بحقهم.
- وفي مركز الحسن بن الهيثم بنات أحرار، وفي مادة اللغة العربية للثالث الثانوي الأدبي يوم الأحد 22//6/2008، قامت مندوبة الوزارة بتحويل الامتحان إلى مناحة بعد أن كان يسير بانتظام ودون أية إشكالات. حيث دخلت المندوبة إلى القاعات وأخرجت المراقبين الذكور، وشرعت بتفتيش الطالبات أثناء سير الامتحان تفتيشاً كاملاً. وكانت النتيجة خوفاً وهلعاً وبكاء وعويلاً. فتحول المركز إلى مناحة كما ذكرنا، بعد أن كان يلفه الهدوء والسكينة. . فصارت هذه الحادثة حديث الناس في الحسكة، ومثار استنكار وشجب من قبل كل من سمع بها. وهناك بعض الأهالي راجعوا الجهات المسؤولة وتقدموا بشكاوى بما جرى. ولا ندري إن كانت التعليمات الامتحانية تسمح بتفتيش الثياب الداخلية للطالبات، أم أن هذا اختراع وزاري آخر؟.
والأنكى من ذلك أن مندوبة الوزارة ذكرت بتقريرها أنها ضبطت مع الطالبات عدداً من الموبايلات خلافاً للحقيقة. وعلاوة على الرعب الذي أدخلته مندوبة الوزارة في قلوب الطالبات ومخالفتها للأعراف والعادات والتقاليد ) وربما التعليمات والأنظمة الامتحانية ( أضاعت بتصرفها هذا، الكثير من الوقت على الطالبات. فإذا افترضنا أن عدد الطالبات في كل قاعة 15 طالبة، واستغرق تفتيش كل منهن دقيقة واحدة فقط لا غير، يكون الوقت الضائع على الطالبات 15 دقيقة في كل قاعة من القاعات الست في المركز.
- ونبقى في مركز الحسن بن الهيثم نفسه، لنكتشف أن بعض المسؤولين المحليين عن الامتحانات قاموا ببعض المبادرات الخلاقة. على مبدأ ما حدا أحسن من حدا. ومن المعيب أن يقدم موفدو الوزارة كل تلك المبادرات، بينما يكتفي المسؤولون المحليون بالتفرج عليهم. ومن هذه المبادرات المحلية ما حدث أثناء امتحان مادة الديانة. إذ بعد مرور حوالي العشرين دقيقة من الوقت أدخل رئيس المركز مراقبة من المراقبات المرسلات من دائرة الامتحانات إلى القاعة الرابعة، فصار عدد المراقبين ثلاثة (نور الدين يوسف والمراقبة الجديد سناء خضر أحمد خضر ورئيس القاعة عزيز الحنش) . المهم سار الامتحان بشكل منتظم ودون أي خلل أو إشكالات. وأثناء وجود المراقبين في مكتب رئيس المركز من أجل تسليم المغلفات وإغلاقها، اتهمت المراقبة سناء رئيس القاعة عزيز الحنش بأن مراقبته كانت غير جيدة، فرد عليها بأن كلامها غير صحيح بدليل أنه لم يحدث أي خلل أثناء سير الامتحان، وبدليل أيضاً أن رئيس المركز وأمين السر ومندوب التربية لم يوجهوا أية ملاحظة على المراقبة في تلك القاعة أو غيرها. وبعد ذلك مضى كل في سبيله. واعتقد عزيز أن الأمر انتهى عند هذا الحد. لكنه اكتشف بعد يومين أن الموضوع غير ذلك ، ومن خلال متابعة الموضوع توصل إلى العديد من المفاجآت المذهلة. المفاجأة الأولى قيام مدير التربية بإنهاء تكليفه بالقرار 596 / س تاريخ 18//6/2008. والمفاجأة الثانية أن سبب إنهاء التكليف كان ( لتهاونه بالمراقبة وتطاوله بألفاظ على زميلته المراقبة لجديتها (علماً أنه لم يكن متهاوناً بالمراقبة وما حصل بينه وبين المراقبة لم يخرج عن حدود النقاش وإبداء الرأي، رغم أنهما لم يتفقا بذلك وهذا ليس مشكلة. أما المفاجأة الثالثة فهي أن رئيس المركز كمال شيخو حسن قال خطياً انه (لم ير ولم يسمع ما يوحي بإخلال عزيز الحنش بالتعليمات الامتحانية (. لكن المفاجأة التي كانت من العيار الثقيل هي أن عزيز عرف بعد ذلك أن تلك المراقبة لم تكن سوى ابنة رئيس دائرة الامتحانات. ويبدو أنها مدللة عند والدها حبتين، ولذلك تظن هي ويظن والدها ) ومرة أخرى نذكّر أن بعض الظن إثم ( أنه يحق لها ما لا يحق لغيرها، وكان على عزيز أن يتلقى تأنيبها ــ وربما أكثر من ذلك ــ وهو صامت دون أن ينبس ببنت شفة، وإذا صفعته على خده الأيمن عليه أن يدير لها خده الأيسر، ولأنه لم يفعل ذلك تم إنهاء تكليفه وإحالته للتحقيق ) بناء على مقتضيات المصلحة العامة (. ومع أن عزيزاً أخبرنا بعد يومين أن الموضوع انتهى بتبويس الشوارب، فإننا مازلنا نتساءل: هل كان إرسال ابنة رئيس دائرة الامتحانات إلى ذلك المركز وتلك القاعة، مجرد مصادفة أم المفاجأة الخامسة التي لم ينتبه إليها عزيز.؟
ومن الإجراءات المحلية الأخرى نقل المراقب محمد أحمد حمادة من مركز أحمد ياسين إلى مركز عياض الفهري، لرفضه السماح لبعض الطلبة المكتوب على صدورهم ممنوع اللمس أو الاقتراب أو التصوير بالغش. وعلل مدير التربية قراره بنقل محمد بأنه تم ) بناء على مقتضيات المصلحة العامة (كما تم نقل المعلم برجس خضر الرميض أمين سر مركز عكاظ طابق ثان في القامشلي، إلى مركز الاحتياط ، وأيضاً السبب هو ) بناء على مقتضيات المصلحة العامة (.ولأن المراقبة ابتهاج كبرو بشير في مركز صلاح الدين بالقامشلي، منعت إحدى الطالبات )اسمها لدينا ( من الغش، اتهمتها الطالبة ) كذباً وافتراء ( بأنها كانت تسمح لبعض الطالبات دون غيرهن بالغش.
- المغترب السوري في ألمانيا وضاح حماد الأسعد حضر إلى مكتبنا، وقدم لنا تقريراً يبين فيه وجود عدة أخطاء في أسئلة مادة اللغة الألمانية لطلاب الثالث الثانوي الفرع الأدبي. نذكرها على مسؤوليته لأننا لا نجيد اللغة الألمانية ولا نعرف عنها شيئاً.
الخطأ الأول تم تغيير اسم بطل القصة ) النص ( إلى اسم آخر من قصة أخرى من الكتاب ،وعندما وضعوا الأسئلة من النص ليتم الإجابة عنها، طلبوا الإجابة على بطل القصة الحقيقي غير الموجود أساساً في القصة. هذا إضافةً إلى وجود شخصين آخرين في القصة. ما أربك الطلاب وجعلهم يحتارون في ترجمة النص، وكذلك عدم القدرة في الإجابة عن الأسئلة، وخاصةً السؤال السادس الذي يحتوي على
خطأ لغوي واضح، ما حرم الطلاب من أكثر من عشر علامات أكيدة.
وجاء في السؤال الثاني عن أحرف الجر بواقع 30% من العلامة الأصلية وهي أربعون ) 13 درجة ( فقط لأحرف الجر وهذه ليست صيغة امتحانية بالمطلق، هذا إذا أردنا أن نتناسى قيمة الدرجات لأحرف الجر فإنه يطرح علينا سؤال آخر كيف يتم خلط أدوات التعريف مع أحرف الجر. إضافةً إلى ورود الكثير من الجمل التي تحمل عدة أوجه للأحرف، وبالتالي يكون الطالب أمام عدة خيارات صحيحة لكن ما مدى مطابقتها لسلم العلامات،الذي يستحيل أن يكون منصفاً وموضوعياً نتيجة لكثرة الخيارات الصحيحة المطروحة. بحيث لم يبق سوى الاجتهاد الشخصي للمصحح. مع العلم أن هناك ما هو أهم من أحرف الجر في اللغة الألمانية، لكي يشاطرها الدرجات أو على الأقل كمادة خصبة للأسئلة ) العكوس أدوات التعريف والتنكير النهايات الأعداد الأزمنة)...الخ .
الخطأ الثالث : وهو ورود كلمة أجنبية ) انكليزي (في السؤال الرابع. وبغض النظر عن أهمية هذه الكلمة ،هل نحن بمادة )لخبط لخابيط ( انكليزي عربي ألماني أم مادة ألماني .
الخطأ الرابع : يقول السائل شكل جمل مفيدة في السؤال الخامس : وقاموا بوضع كل ثلاث كلمات على حدة، وطرحوا سؤالهم. وأنا أطرح السؤال هنا كيف يتم التشكيل ؟ هل كل كلمة ؟ أم أرتبّ ؟ أم أشكلّ من كل ثلاث كلمات جملة ؟ بالنسبة للترتيب )أي ترتيب كل ثلاث كلمات ( لا يمكن قواعدياً ولا بأي شكل من الأشكال. وبالنسبة لكل كلمة فهذا غير منطقي لأن هنالك خمس عشرة كلمة فيتم تشكيل خمس عشرة جملة، والسؤال يتضمن خمس درجات فقط أي نظرياً ثلث درجة لكل جملة مفيدة وهذا غير صحيح. يبقى الاحتمال الثالث وهو الأقرب إلى طلب السائل ألا وهو كل ثلاث كلمات نضعها في جملة. أما ما فهمه الطلاب فكان الترتيب، والبعض القليل فهم كل كلمة في جملة.
لكن ما فهمته أنا ) وعلى الأغلب ما أراده الممتحن ( هو الاحتمال الثالث أي كل ثلاث كلمات في جملة، ولو حسبناها رياضياً كم عدد الاحتمالات الموجود لثلاث كلمات ) احتمال عددي ( في الجملة؟ أظن الكثير. فكيف للمصحح أن يستوعب الكثير من الجمل خلال التصحيح، ولم لا تكون بقية الجمل هي أدق أو على الأقل نصفها أي عشرات الألوف من الجمل. عملياً هذا يعني من المستحيل إيجاد سلم تصحيح منصف لهذا السؤال، ما يضطر المصحح للاعتماد على اجتهاده الشخصي، وهذا يحتاج أن يكون عبقرياً في اللغة .
وما زاد الطين بلة إن ضعف الأسئلة وركاكة جملها. والأخطاء التي ذكرناها دلت دليلاً قاطعاً على أن واضع الأسئلة ليس على دراية كافية باللغة الألمانية.
- ولدى مناقشة نقيب المعلمين محمد هيجل بوضع الامتحانات ) وهو رئيس دائرة الامتحانات السابق ( ، أكد أن ما حدث من تفتيش داخل القاعات هو مخالف للتعليمات الامتحانية. إذ لا يجوز تفتيش الطالب إلا إذا أصبح وجوده يشكل خطراً داخل القاعة، حيث يتم إخراج الطالب بمعرفة رئيس المركز ويتم تفتيشه ومن ثم يعاد إلى القاعة، ) وهذا الأمر أوضحناه أمام معاون الوزير والفريق الوزاري، وبحضور عدد من المسؤولين عن العملية التربوية في المحافظة ).
أما خضر أحمد خضر رئيس دائرة الامتحانات بالحسكة فأكد أن (الامتحانات العامة لدورة 2008 سارت سيراً حسناً ثم يقول ان عدد تقارير الغش ولجميع الشهادات بلغ /894/ تقريراً ويوضح أن إنهاء تكليف المراقب عزيز الحنش تم بناء على تقرير مندوب التربية. وأشاد بجهود مندوبة الوزارة وأثنى على ما فعلته في مركز الحسن بن الهيثم للإناث، وأبدى إعجابه بالتصريح الذي ذكرته في إحدى الصحف ونصحنا بالاطلاع عليه. ووصف الامتحانات بالمعركة وما تتطلبه المعركة من إجراءات وقتية يتم اتخاذها. وهي حالات احترازية من أجل الحفاظ على سلامة سير الامتحان.
- لا ندري كيف يمكن أن نعتبر أن الامتحانات سارت سيراً حسناً، وعدد تقارير الغش بلغ هذا العام رقماً قياسياً، حيث كان أعلى رقم على مستوى سورية. ولاسيما أن هذا الرقم صار مصدراً للتندر في مختلف أنحاء المحافظة، وخبراً رئيساً في الصحف ووسائل الإعلام. لدرجة أن البعض اعتبر أن عدد تقارير الغش هو بمنزلة 894 تقرير إدانة للخلل الموجود في الامتحانات والقائمين عليها. وهو بشكل أو بآخر 894 فضيحة في امتحانات الحسكة هذا العام، وخاصة إذا أخذنا النقاط التالية بنظر الاعتبار:
1إن التفتيش تم خلافاً للتعليمات الامتحانية داخل القاعات لا خارجها.
2 إن التفتيش تم أثناء سير الامتحان، ما أدخل الرعب والخوف في نفوس الطلبة وأثر على قدراتهم الذهنية وتركيزهم وقدرتهم على الإجابة.
3ـ التفتيش استغرق زمناً ضاع على الطلبة وهذا الزمن من حقهم.
4 الكثير من الطلاب الذين كتبت بهم تقارير غش، لم يغشوا. حتى ولو كانت لديهم قصاصات مخبأة هنا أو هناك. أي أنهم لم يستفيدوا من تلك القصاصات على الإطلاق ولم يتمكنوا من استعمالها.
5إن بعض العقوبات التي صدرت بحق بعض المراقبين، صدرت بدون تعليل أو توضيح للمخالفة التي ارتكبها المراقب سوى ( بناء على مقتضيات المصلحة العامة ) فهل نقل مراقب لأنه لم يسمح لبعض الطلبة بالغش هو للمصلحة العامة. وخاصة أن هذا المراقب سمع التهديد بنقله من بعض الطلبة بأذنه؟.
يبقى لدينا سؤال أخير، وهو طالب أنهى امتحانه وسلم ورقته وخرج من المركز الامتحاني وصار في الشارع، بأي قانون أو عرف يتم توقيف هذا الطالب و تفتيشه ومن ثم إعادته إلى داخل المركز وتنظيم تقرير غش بحقه؟.
خليل اقطيني
الجمل نقلاً عن تشرين
يأتي خارج الوقت الأصلي وفي الوقت بدل الضائع بالنسبة للامتحانات العامة التي جرت هذا العام ) دورة 2008 (.ذلك أن الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب كما يقال. لأن الامتحانات انتهت وسبق السيف العذل. ولم يعد بالإمكان تصحيح أي خطأ ارتُكِب وما أكثرها وخاصة في هذه الدورة. أصلاً حتى لو تم نشر هذا التحقيق أثناء سير الامتحانات، هل كانت مديرية التربية بالحسكة ستتجاوب، وتقوم بتصحيح الأخطاء التي نشير إليها وتعيد الأمور إلى نصابها؟ هذا من رابع المستحيلات. وذلك من خلال معرفتنا بالإدارة القائمة على هذه المديرية الهامة وتركيبتها النفسية والأخلاقية، حيث أصرت عن سابق تصميم على تشنيج علاقتها مع الإعلام والإعلاميين منذ البداية وبلا أي مبرر، وإلا كيف يسمح مدير التربية لنفسه أن يقول بكل (.....) لأحد الزملاء الإعلاميين عندما اتصل به ليستفسر عن بعض القضايا التي تهم العمل التربوي في المحافظة، أن ) المكالمة انتهت )ثم يقوم بإغلاق الهاتف في وجه ذلك الزميل. ربما لأن مدير التربية ظن ــ وبعض الظن إثم ــ أن ذلك الزميل من العاملين لديه حتى يتطاول عليه ويتعامل معه بهذه الطريقة التي تنم عن عدم احترام، ولا تليق بشخص يتبوأ موقعاً مهماً هو موقع أهم مديرية في المحافظة، مديرية التربية المعنية بتربية الأجيال وإعدادهم لبناء الوطن. علماً أن ذلك الزميل لم ينزعج البتة لأنه عرف أن مدير التربية اختار أن يقدم نفسه للآخرين بهذه الطريقة وهذا شأنه، ومثلما كل إناء بما فيه ينضح، فإن كل عنزة معلقة بكرعوبها أيضاً.
لكن، وبما أن الإعلام جزء من منظومة الاتصالات، ندرك أيضاً أن هذا التحقيق الصحفي لن يكون خارج التغطية. فإذا لم يكن بالإمكان إنصاف الطلاب والطالبات الذين ظلموا، فعلى الأقل محاسبة من ظلمهم. وعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في امتحانات هذه الدورة في الدورات القادمة. رغم أن الأمل في ذلك ضعيف. ذلك أنه سبق أن تلقت صحيفة تشرين موضوعاً خلال العام الماضي من شخص سمّى نفسه أسامة أحمد علي )وهذا الاسم المنشور مستعار، علماً أن الاسم الحقيقي للكاتب يبقى محفوظاً لدى المحرر المسؤول عن الصفحة ولا أحد يعرفه سواه (وواضح أن كاتب تلك المادة من داخل الجسم الامتحاني، بدليل أنه ذكر العديد من الملاحظات والأخطاء التي حدثت في امتحانات دورة 2007، والتي لا يمكن لأحد أن يعرفها إلا إذا كان قريباً جداً من دائرة الامتحانات، إن لم يكن أحد العاملين فيها. وقامت الصحيفة بنشر ذلك الموضوع في صفحة منبر تشرين المخصصة لرسائل القراء، من العدد الصادر صباح السبت 24 تشرين الثاني 2007 ومع ذلك لم تحرك مديرية التربية ولا حتى الوزارة ساكناً. بدليل أن الأخطاء والتجاوزات والملاحظات ازدادت كثيراً في دورة العام الحالي 2008، بدل أن تتناقص.
وفيما يلي عرض لأهم تلك الملاحظات. علماً أننا سنكتفي بنشر الشكاوى التي وصلتنا، وهي شكاوى خطية. إلى جانب الملاحظات التي سمعناها سواء من الطلبة أو المراقبين. لكن قبل ذلك لابد من التوضيح أن السبب في التأخر في إعداد هذا التحقيق الصحفي ونشره، حدث بسبب انشغالنا بتوثيق المعلومات التي وصلتنا والوثائق محفوظة لدينا.
- هذا العام أوفدت وزارة التربية إلى محافظة الحسكة طاقماً رفيع المستوى برئاسة معاون الوزير. فماذا فعل هذا الطاقم وإلى أي مدى ساهم بضبط الوضع؟ وما هي النتائج التي تم التوصل إليها من خلال أدائه؟.
أولى القصص التي سمعناها أن أحد أعضاء هذا الطاقم، وباعتبار أنه موفد من الوزارة فلابد أن يكون فكره على مستوى الوزارة وأفكاره وزارية وما أدراك ما الأفكار الوزارية. قد تفتّق فكره الرفيع المستوى عن فكرة عظيمة. حيث صار يحمل بيده قطعة معدنية تشبه جهازاً ما، وما إن يدخل إلى أية قاعة امتحانية حتى يبدأ بالتلويح بتلك القطعة أمام الطلبة، وهو يعلن بصوته الجهوري الواثق، أن هذا الجهاز مصنوع خصيصاً لكشف الملخصات والأوراق المخبأة في جيوب الطلاب وثيابهم. ثم يبدأ بتحريك الجهاز ذات اليمين وذات الشمال وهو يجوب القاعة جيئة وذهاباً. وسط ذهول الطلبة وخوفهم وقلقهم، فيبدؤون بإخراج كل ما في جيوبهم سواء أكانت له علاقة بالامتحان أم ليست له علاقة. والنتيجة خوف من قبل الطلبة وقلق وطيران للمعلومات وضياع للوقت.
يخرج ذلك الموفد الوزاري من هذا المركز ويتوجه إلى مركز امتحاني آخر، وما إن ينزل من سيارته الفارهة حتى يلتقط أول طالب خارج من المركز بعد أن أنهى امتحانه، نكرر العبارة خارج من المركز أي في الشارع، ويبدأ بتفتيشه. ورغم أن ذلك الطالب أقسم بالله وبكتبه ورسله واليوم الآخر، انه لم يخرج أية ورقة من جيبه، وشهد بذلك المراقبون، أعاده الموفد الوزاري إلى داخل المركز، وأخرج ورقته ونظم بحقه تقرير غش، فخرج ذلك الطالب من المركز وهو يولول ويكاد ينهار من شدة البكاء.
- وفي يوم الأربعاء 11//6/2008بدأ الامتحان في مركز أحمد مريوط بالقامشلي كالمعتاد، بعد أن تم تفتيش الطلاب وتنبيههم إلى التعليمات الامتحانية، التي تنص على عدم إدخال الموبايلات والقصاصات الورقية وكل ما يتعلق بالمادة إلى القاعات الامتحانية، وذلك بحضور مندوب التربية شموئيل. وبعد مضي ما يقارب الساعة من سير الامتحان بكل انتظام وسلاسة وهدوء، دخل المركز ذلك الموفد الوزاري وخلفه معاون مدير التربية والمراقب الداخلي أمير عبد الكريم ورئيس المجمع التربوي في القامشلي. وعلى الفور توجه الموفد الوزاري وصحبه إلى القاعة الأولى وشرع بتفتيش الطلاب داخل القاعة ) علماً أن التفتيش يجب أن يتم خارج القاعة (، وهو يردد عبارته الشهيرة ) أنتم يا أهل الحسكة متطورون بأساليب الغش (.
وفي القاعة الثانية طلب الموفد الوزاري من معاون مدير التربية تفتيش الطلاب، لكن الأخير لفت نظره إلى أن التفتيش يجب أن يتم خارج القاعة لا بداخلها. فطلب معاون مدير التربية من أحد الطلاب الخروج وأثناء ذلك ألقى ذلك الطالب بقصاصة ورقية كانت بحوزته في أحد المقاعد الخالية. فرآه الموفد الوزاري ولم يره المراقبون لأن اهتمامهم كان مركزاً على ذلك الموفد، الذي أطلق عبارته الشهيرة الثانية بحق المراقبين جمال مسور وسردار محمد وعبد السلام محمد (بأنهم قليلو وجدان ومتواطئون وخونة ( أمام الطلاب، علماً أن رئيس المركز حمد أحمد الأحمد يؤكد أن هؤلاء المرقبين عكس ذلك تماماً.
وفي القاعة الخامسة قام الموفد الوزاري بخلع سترة أحد الطلاب وتفتيشه وعندما وجد معه قصاصة ورقية، التفت إلى رئيس المجمع التربوي وأطلق عبارته الشهيرة الثالثة بحق أحد المسؤولين الكبار في الدولة بقوله ) يا أبا سعاد ما هذا المستوى من الغش والله صديقك ........ لم يفعلها (
وطبعاً أصدر الموفد الوزاري تعليماته إلى مدير التربية بإنهاء تكليف رئيس المركز وإعفاء المراقبين وتوجيه الإنذار المسجل بحقهم.
- وفي مركز الحسن بن الهيثم بنات أحرار، وفي مادة اللغة العربية للثالث الثانوي الأدبي يوم الأحد 22//6/2008، قامت مندوبة الوزارة بتحويل الامتحان إلى مناحة بعد أن كان يسير بانتظام ودون أية إشكالات. حيث دخلت المندوبة إلى القاعات وأخرجت المراقبين الذكور، وشرعت بتفتيش الطالبات أثناء سير الامتحان تفتيشاً كاملاً. وكانت النتيجة خوفاً وهلعاً وبكاء وعويلاً. فتحول المركز إلى مناحة كما ذكرنا، بعد أن كان يلفه الهدوء والسكينة. . فصارت هذه الحادثة حديث الناس في الحسكة، ومثار استنكار وشجب من قبل كل من سمع بها. وهناك بعض الأهالي راجعوا الجهات المسؤولة وتقدموا بشكاوى بما جرى. ولا ندري إن كانت التعليمات الامتحانية تسمح بتفتيش الثياب الداخلية للطالبات، أم أن هذا اختراع وزاري آخر؟.
والأنكى من ذلك أن مندوبة الوزارة ذكرت بتقريرها أنها ضبطت مع الطالبات عدداً من الموبايلات خلافاً للحقيقة. وعلاوة على الرعب الذي أدخلته مندوبة الوزارة في قلوب الطالبات ومخالفتها للأعراف والعادات والتقاليد ) وربما التعليمات والأنظمة الامتحانية ( أضاعت بتصرفها هذا، الكثير من الوقت على الطالبات. فإذا افترضنا أن عدد الطالبات في كل قاعة 15 طالبة، واستغرق تفتيش كل منهن دقيقة واحدة فقط لا غير، يكون الوقت الضائع على الطالبات 15 دقيقة في كل قاعة من القاعات الست في المركز.
- ونبقى في مركز الحسن بن الهيثم نفسه، لنكتشف أن بعض المسؤولين المحليين عن الامتحانات قاموا ببعض المبادرات الخلاقة. على مبدأ ما حدا أحسن من حدا. ومن المعيب أن يقدم موفدو الوزارة كل تلك المبادرات، بينما يكتفي المسؤولون المحليون بالتفرج عليهم. ومن هذه المبادرات المحلية ما حدث أثناء امتحان مادة الديانة. إذ بعد مرور حوالي العشرين دقيقة من الوقت أدخل رئيس المركز مراقبة من المراقبات المرسلات من دائرة الامتحانات إلى القاعة الرابعة، فصار عدد المراقبين ثلاثة (نور الدين يوسف والمراقبة الجديد سناء خضر أحمد خضر ورئيس القاعة عزيز الحنش) . المهم سار الامتحان بشكل منتظم ودون أي خلل أو إشكالات. وأثناء وجود المراقبين في مكتب رئيس المركز من أجل تسليم المغلفات وإغلاقها، اتهمت المراقبة سناء رئيس القاعة عزيز الحنش بأن مراقبته كانت غير جيدة، فرد عليها بأن كلامها غير صحيح بدليل أنه لم يحدث أي خلل أثناء سير الامتحان، وبدليل أيضاً أن رئيس المركز وأمين السر ومندوب التربية لم يوجهوا أية ملاحظة على المراقبة في تلك القاعة أو غيرها. وبعد ذلك مضى كل في سبيله. واعتقد عزيز أن الأمر انتهى عند هذا الحد. لكنه اكتشف بعد يومين أن الموضوع غير ذلك ، ومن خلال متابعة الموضوع توصل إلى العديد من المفاجآت المذهلة. المفاجأة الأولى قيام مدير التربية بإنهاء تكليفه بالقرار 596 / س تاريخ 18//6/2008. والمفاجأة الثانية أن سبب إنهاء التكليف كان ( لتهاونه بالمراقبة وتطاوله بألفاظ على زميلته المراقبة لجديتها (علماً أنه لم يكن متهاوناً بالمراقبة وما حصل بينه وبين المراقبة لم يخرج عن حدود النقاش وإبداء الرأي، رغم أنهما لم يتفقا بذلك وهذا ليس مشكلة. أما المفاجأة الثالثة فهي أن رئيس المركز كمال شيخو حسن قال خطياً انه (لم ير ولم يسمع ما يوحي بإخلال عزيز الحنش بالتعليمات الامتحانية (. لكن المفاجأة التي كانت من العيار الثقيل هي أن عزيز عرف بعد ذلك أن تلك المراقبة لم تكن سوى ابنة رئيس دائرة الامتحانات. ويبدو أنها مدللة عند والدها حبتين، ولذلك تظن هي ويظن والدها ) ومرة أخرى نذكّر أن بعض الظن إثم ( أنه يحق لها ما لا يحق لغيرها، وكان على عزيز أن يتلقى تأنيبها ــ وربما أكثر من ذلك ــ وهو صامت دون أن ينبس ببنت شفة، وإذا صفعته على خده الأيمن عليه أن يدير لها خده الأيسر، ولأنه لم يفعل ذلك تم إنهاء تكليفه وإحالته للتحقيق ) بناء على مقتضيات المصلحة العامة (. ومع أن عزيزاً أخبرنا بعد يومين أن الموضوع انتهى بتبويس الشوارب، فإننا مازلنا نتساءل: هل كان إرسال ابنة رئيس دائرة الامتحانات إلى ذلك المركز وتلك القاعة، مجرد مصادفة أم المفاجأة الخامسة التي لم ينتبه إليها عزيز.؟
ومن الإجراءات المحلية الأخرى نقل المراقب محمد أحمد حمادة من مركز أحمد ياسين إلى مركز عياض الفهري، لرفضه السماح لبعض الطلبة المكتوب على صدورهم ممنوع اللمس أو الاقتراب أو التصوير بالغش. وعلل مدير التربية قراره بنقل محمد بأنه تم ) بناء على مقتضيات المصلحة العامة (كما تم نقل المعلم برجس خضر الرميض أمين سر مركز عكاظ طابق ثان في القامشلي، إلى مركز الاحتياط ، وأيضاً السبب هو ) بناء على مقتضيات المصلحة العامة (.ولأن المراقبة ابتهاج كبرو بشير في مركز صلاح الدين بالقامشلي، منعت إحدى الطالبات )اسمها لدينا ( من الغش، اتهمتها الطالبة ) كذباً وافتراء ( بأنها كانت تسمح لبعض الطالبات دون غيرهن بالغش.
- المغترب السوري في ألمانيا وضاح حماد الأسعد حضر إلى مكتبنا، وقدم لنا تقريراً يبين فيه وجود عدة أخطاء في أسئلة مادة اللغة الألمانية لطلاب الثالث الثانوي الفرع الأدبي. نذكرها على مسؤوليته لأننا لا نجيد اللغة الألمانية ولا نعرف عنها شيئاً.
الخطأ الأول تم تغيير اسم بطل القصة ) النص ( إلى اسم آخر من قصة أخرى من الكتاب ،وعندما وضعوا الأسئلة من النص ليتم الإجابة عنها، طلبوا الإجابة على بطل القصة الحقيقي غير الموجود أساساً في القصة. هذا إضافةً إلى وجود شخصين آخرين في القصة. ما أربك الطلاب وجعلهم يحتارون في ترجمة النص، وكذلك عدم القدرة في الإجابة عن الأسئلة، وخاصةً السؤال السادس الذي يحتوي على
خطأ لغوي واضح، ما حرم الطلاب من أكثر من عشر علامات أكيدة.
وجاء في السؤال الثاني عن أحرف الجر بواقع 30% من العلامة الأصلية وهي أربعون ) 13 درجة ( فقط لأحرف الجر وهذه ليست صيغة امتحانية بالمطلق، هذا إذا أردنا أن نتناسى قيمة الدرجات لأحرف الجر فإنه يطرح علينا سؤال آخر كيف يتم خلط أدوات التعريف مع أحرف الجر. إضافةً إلى ورود الكثير من الجمل التي تحمل عدة أوجه للأحرف، وبالتالي يكون الطالب أمام عدة خيارات صحيحة لكن ما مدى مطابقتها لسلم العلامات،الذي يستحيل أن يكون منصفاً وموضوعياً نتيجة لكثرة الخيارات الصحيحة المطروحة. بحيث لم يبق سوى الاجتهاد الشخصي للمصحح. مع العلم أن هناك ما هو أهم من أحرف الجر في اللغة الألمانية، لكي يشاطرها الدرجات أو على الأقل كمادة خصبة للأسئلة ) العكوس أدوات التعريف والتنكير النهايات الأعداد الأزمنة)...الخ .
الخطأ الثالث : وهو ورود كلمة أجنبية ) انكليزي (في السؤال الرابع. وبغض النظر عن أهمية هذه الكلمة ،هل نحن بمادة )لخبط لخابيط ( انكليزي عربي ألماني أم مادة ألماني .
الخطأ الرابع : يقول السائل شكل جمل مفيدة في السؤال الخامس : وقاموا بوضع كل ثلاث كلمات على حدة، وطرحوا سؤالهم. وأنا أطرح السؤال هنا كيف يتم التشكيل ؟ هل كل كلمة ؟ أم أرتبّ ؟ أم أشكلّ من كل ثلاث كلمات جملة ؟ بالنسبة للترتيب )أي ترتيب كل ثلاث كلمات ( لا يمكن قواعدياً ولا بأي شكل من الأشكال. وبالنسبة لكل كلمة فهذا غير منطقي لأن هنالك خمس عشرة كلمة فيتم تشكيل خمس عشرة جملة، والسؤال يتضمن خمس درجات فقط أي نظرياً ثلث درجة لكل جملة مفيدة وهذا غير صحيح. يبقى الاحتمال الثالث وهو الأقرب إلى طلب السائل ألا وهو كل ثلاث كلمات نضعها في جملة. أما ما فهمه الطلاب فكان الترتيب، والبعض القليل فهم كل كلمة في جملة.
لكن ما فهمته أنا ) وعلى الأغلب ما أراده الممتحن ( هو الاحتمال الثالث أي كل ثلاث كلمات في جملة، ولو حسبناها رياضياً كم عدد الاحتمالات الموجود لثلاث كلمات ) احتمال عددي ( في الجملة؟ أظن الكثير. فكيف للمصحح أن يستوعب الكثير من الجمل خلال التصحيح، ولم لا تكون بقية الجمل هي أدق أو على الأقل نصفها أي عشرات الألوف من الجمل. عملياً هذا يعني من المستحيل إيجاد سلم تصحيح منصف لهذا السؤال، ما يضطر المصحح للاعتماد على اجتهاده الشخصي، وهذا يحتاج أن يكون عبقرياً في اللغة .
وما زاد الطين بلة إن ضعف الأسئلة وركاكة جملها. والأخطاء التي ذكرناها دلت دليلاً قاطعاً على أن واضع الأسئلة ليس على دراية كافية باللغة الألمانية.
- ولدى مناقشة نقيب المعلمين محمد هيجل بوضع الامتحانات ) وهو رئيس دائرة الامتحانات السابق ( ، أكد أن ما حدث من تفتيش داخل القاعات هو مخالف للتعليمات الامتحانية. إذ لا يجوز تفتيش الطالب إلا إذا أصبح وجوده يشكل خطراً داخل القاعة، حيث يتم إخراج الطالب بمعرفة رئيس المركز ويتم تفتيشه ومن ثم يعاد إلى القاعة، ) وهذا الأمر أوضحناه أمام معاون الوزير والفريق الوزاري، وبحضور عدد من المسؤولين عن العملية التربوية في المحافظة ).
أما خضر أحمد خضر رئيس دائرة الامتحانات بالحسكة فأكد أن (الامتحانات العامة لدورة 2008 سارت سيراً حسناً ثم يقول ان عدد تقارير الغش ولجميع الشهادات بلغ /894/ تقريراً ويوضح أن إنهاء تكليف المراقب عزيز الحنش تم بناء على تقرير مندوب التربية. وأشاد بجهود مندوبة الوزارة وأثنى على ما فعلته في مركز الحسن بن الهيثم للإناث، وأبدى إعجابه بالتصريح الذي ذكرته في إحدى الصحف ونصحنا بالاطلاع عليه. ووصف الامتحانات بالمعركة وما تتطلبه المعركة من إجراءات وقتية يتم اتخاذها. وهي حالات احترازية من أجل الحفاظ على سلامة سير الامتحان.
- لا ندري كيف يمكن أن نعتبر أن الامتحانات سارت سيراً حسناً، وعدد تقارير الغش بلغ هذا العام رقماً قياسياً، حيث كان أعلى رقم على مستوى سورية. ولاسيما أن هذا الرقم صار مصدراً للتندر في مختلف أنحاء المحافظة، وخبراً رئيساً في الصحف ووسائل الإعلام. لدرجة أن البعض اعتبر أن عدد تقارير الغش هو بمنزلة 894 تقرير إدانة للخلل الموجود في الامتحانات والقائمين عليها. وهو بشكل أو بآخر 894 فضيحة في امتحانات الحسكة هذا العام، وخاصة إذا أخذنا النقاط التالية بنظر الاعتبار:
1إن التفتيش تم خلافاً للتعليمات الامتحانية داخل القاعات لا خارجها.
2 إن التفتيش تم أثناء سير الامتحان، ما أدخل الرعب والخوف في نفوس الطلبة وأثر على قدراتهم الذهنية وتركيزهم وقدرتهم على الإجابة.
3ـ التفتيش استغرق زمناً ضاع على الطلبة وهذا الزمن من حقهم.
4 الكثير من الطلاب الذين كتبت بهم تقارير غش، لم يغشوا. حتى ولو كانت لديهم قصاصات مخبأة هنا أو هناك. أي أنهم لم يستفيدوا من تلك القصاصات على الإطلاق ولم يتمكنوا من استعمالها.
5إن بعض العقوبات التي صدرت بحق بعض المراقبين، صدرت بدون تعليل أو توضيح للمخالفة التي ارتكبها المراقب سوى ( بناء على مقتضيات المصلحة العامة ) فهل نقل مراقب لأنه لم يسمح لبعض الطلبة بالغش هو للمصلحة العامة. وخاصة أن هذا المراقب سمع التهديد بنقله من بعض الطلبة بأذنه؟.
يبقى لدينا سؤال أخير، وهو طالب أنهى امتحانه وسلم ورقته وخرج من المركز الامتحاني وصار في الشارع، بأي قانون أو عرف يتم توقيف هذا الطالب و تفتيشه ومن ثم إعادته إلى داخل المركز وتنظيم تقرير غش بحقه؟.
خليل اقطيني
الجمل نقلاً عن تشرين