نسمة حيفا
08/08/2008, 14:00
رحلة في ربوع الوطن!
قال لنا استاذ الجغرافيا انه سوف يأخدنا برحلة الى ربوع الوطن لنتعرف على طبيعة وجمال بلادنا عن كثب ، وامرنا بأن نحضر له بعد الاسئلة التي تخص مدننا وقرانا ليجيبنا عليها اثناء الطريق ، ولا سيما ان الانسة تغريد سوف ترافقنا لأن الاستاذ وحده لا يستطيع ان يسيطر على 30 قرداً وسعداناً .
وعندما سمعنا ذلك صرنا نعصر بأنفسنا لشدة الفرح ، فعصب الاستاذ وكشر عن انيابه اللطيفة وصاح بنا " انكتمو يا بقر لسه المدير ما وافق" فشعرنا حينها بالاحباط وعلمنا ان كل الرحلة فارطة.
ولكن في اليوم التالي جاءنا الاستاذ وضرب بالبربيج على الطاولة وقال لنا الرحلة بكرا، وامرنا ان نكون مزروعين امام باب المدرسة في تمام الساعة السابعة والنصف ، عدت الى البيت مسرورة ورحت احضر بعض الاسئلة كما طلب منا الاستاذ ونمت احلم بيوم الغد.
وفي الصباح استيقظت بنشاط ، وكنت مزروعة انا وزملائي امام باب المدرسة عند الساعة السابعة والنصف ورحنا ننتظر الاستاذ والباص الذي سوف يقلنا.
اصبحت الساعة الثامنة وما زلنا واقفين في الطابور وننتظر ..أخيرا وصل الاستاذ بسيارته وأخرج البربيج قبل من السيارة وكشر عن انيابه في وجوهنا ثم ابتسم ابتسامة صفراء وصاح بنا " وقفو في طابور منتظم يا تماسيح"
فوقفنا ورحنا ننتظر .. وبعد قليل وصلت الانسة تغريد ، فنط الاستاذ وفتح لها باب السيارة وحمل عنها الحقيبة ووقفا جانبا يتغامزون ثم ينفجرو ضاحكين ، وكان الاستاذ يستغل ذلك فيتلمس وجنتي الانسة تغريد ورقبتها .
ثم جاء الباص فهوّب الاستاذ بالبربيج وقال لنا "خليكم واقفين يا حوّش" فظللنا متبسمرين بمكاننا وصعد الاستاذ والانسة تغريد الى الباص واجلسها بالمقعد الامامي وانزل الستارة الى نصف الشباك لئلا تضايقها اشعة الشمس ، ثم لوّح لنا بالبربيج من الشباك وصاح بنا " اطلعو يا بهايم" فطلعنا واخذنا نتسابق للجلوس على اللوج ( المقعد الاخير) ، ثم اخذ الاستاذ يعدُنا بعين والعين الاخرى مفنجرة على سيقان الانسة تغريد ، وانطلق الباص مسرعا وعلا صوت المسجلة واخذت عينا الاستاذ تتجول على تقاسيم الانسة تغريد وهي تقدم وصلتها الشرقية في باص الرحلة المدرسية ، وفجأة سكتت الموسيقى وضرب الاستاذ بالبربيج على ارضية الباص وصاح بنا بالمكروفون "زقفو يا طُرش" فرحنا نصفق بشكل آلي ونزدرق ريقنا بتتابع على الانغام الشرقية التي جعلت خصر الانسة تغريد يتحرك كالزنبرك ، وهكذا طوال الطريق نحن نصفق بغثيان والاستاذ منهمك بإلتهام الانسة تغريد عن بُعد .
واخيرا وصلنا الى قرية مهجرة تقع على قمة جبل وتطل على السهول والمروج الخضراء ، فنزلنا من الباص ووقفنا في الطابور ثم نزل الاستاذ برفقة الانسة تغريد وقال لنا " الحقوني يا دبابير " فمشينا وراءه هو والانسة حتى جلسا تحت ظل شجرة ، ثم هوّب لنا بالبريج وقال " خليكم واقفين حتى الانسة تتريح" فظللنا واقفين تحت اشعة الشمس والاستاذ والانسة تغريد جالسين بسرور في ظل الشجرة ، وبعدها اكملنا السير فأمرنا الاستاذ بالتوقف لنتمتع بجمال بلادنا وراح هو يتمتع بلمس خصلات شعر الانسة تغريد الذي يطيره الهواء ، ثم سألت الاستاذ عن اسم القرية الموجودين فيها فسلخني بالبربيج وابتسم في وجه الانسة تغريد وقال " هذه القرية اسمها عين غزال متل عيون انستكم الجميلة " فلم افهم من هو الغزال بالضبط ، اسم القرية ام عيون الانسة تغريد.
ثم سأله صديقي عبدو لماذا القرية خالية من السكان يا استاذ ؟ فسلخة الاستاذ بالبربيج على افاه جاب اجلو وصاح به " لا تسأل اسئلة خارجة عن موضوع الرحلة يا بهيم" . وبعدها سألته صديقتي فريحة ماذا يوجد داخل تلك البيوت الحجرية ؟ فلمعت عينا الاستاذ ولم يسلخها بالبربيج وقال لنا بلطف " استنو حتى نذهب انا والانسة تغريد لنستكشف ما بداخلها حتى لا تتعرضو للاذى ثم نذهب لأكتشاف ذلك مع بعض " فأنطلق الاستاذ والانسة في جولتهم الاستكشافية ، ورحنا نلعب ونلهو ونأكل ساندويشاتنا ونرشق بعض بالمياه حتى نُبرّد ثم جلسنا نلعب اكس اوو على الاوراق التي احضرناها معنا لندوّن عليها المعلومات التي يعطينا اياها الاستاذ في طريق الرحلة .
ومضت ساعة ولم يأتي الاستاذ ولا الانسة تغريد ولم يتجرأ احد منا ان يبتعد اكثر من المسافة التي امرنا بها الاستاذ لأن البربيج لنا بالمرصاد.
ثم جاء الاستاذ والانسة تغريد وكان الاستاذ يترنح يمينا ويسارا وكانت الانسة تغريد تسنده على كتفها وكانت رقبتها مليئة بالبقع الحمراء فظننا ان البيوت مليئة " بالهسهس " ، ثم استلقى الاستاذ تحت الشجرة وراح يشخر ، اما الانسة تغريد فقد امرتنا بتوظيب اغراضنا وراحت هي توقظ الاستاذ بحرارة ، فاستيقظ وسرنا باتجاه الباص وصعدنا ، وانطلق الباص مسرعا في طريقه للعودة ورحنا نصفق بشكل الي وراح خصر الانسة يتحرك كالزنبرك .
وقد عرفت من سياق الرحلة ان الاستاذ هو استاذ جغرافيا بالفعل فقد كان من الواضح ان ربوع الوطن بالنسبه له ليس الا حضن الانسة تغريد والتمتع بتضاريسها المتمثلة بالجبال العلوية والسهول السفلية والمنحدرات التي تصل بينهما .
وقد تركت رحلتنا المدرسيه هذه في ربوع الوطن اوراق الاكس اوو التي استقرت في سفح الجبل ، وعمليات حربية من نوع خاص داخل بيوت القرية المهجرة من السكان ، وامتزجت نسمة جبال الوطن العليلة برائحة العرق النتنة ، وراحت " الدلعونا والعتابا" تصارع " الحنطور" الذي اصر ان يسحب معه الدلعونا المستقرة في قمة الجبل الى قعر الوادي ، لتبقى ربوع الوطن تنتظر رحلة مدرسية صادقة ومخلصة لتحتضنها .
------------------------------------------------------------------------------------------
انشالله بتعجبكو وبانتظار ارائكم ..
قال لنا استاذ الجغرافيا انه سوف يأخدنا برحلة الى ربوع الوطن لنتعرف على طبيعة وجمال بلادنا عن كثب ، وامرنا بأن نحضر له بعد الاسئلة التي تخص مدننا وقرانا ليجيبنا عليها اثناء الطريق ، ولا سيما ان الانسة تغريد سوف ترافقنا لأن الاستاذ وحده لا يستطيع ان يسيطر على 30 قرداً وسعداناً .
وعندما سمعنا ذلك صرنا نعصر بأنفسنا لشدة الفرح ، فعصب الاستاذ وكشر عن انيابه اللطيفة وصاح بنا " انكتمو يا بقر لسه المدير ما وافق" فشعرنا حينها بالاحباط وعلمنا ان كل الرحلة فارطة.
ولكن في اليوم التالي جاءنا الاستاذ وضرب بالبربيج على الطاولة وقال لنا الرحلة بكرا، وامرنا ان نكون مزروعين امام باب المدرسة في تمام الساعة السابعة والنصف ، عدت الى البيت مسرورة ورحت احضر بعض الاسئلة كما طلب منا الاستاذ ونمت احلم بيوم الغد.
وفي الصباح استيقظت بنشاط ، وكنت مزروعة انا وزملائي امام باب المدرسة عند الساعة السابعة والنصف ورحنا ننتظر الاستاذ والباص الذي سوف يقلنا.
اصبحت الساعة الثامنة وما زلنا واقفين في الطابور وننتظر ..أخيرا وصل الاستاذ بسيارته وأخرج البربيج قبل من السيارة وكشر عن انيابه في وجوهنا ثم ابتسم ابتسامة صفراء وصاح بنا " وقفو في طابور منتظم يا تماسيح"
فوقفنا ورحنا ننتظر .. وبعد قليل وصلت الانسة تغريد ، فنط الاستاذ وفتح لها باب السيارة وحمل عنها الحقيبة ووقفا جانبا يتغامزون ثم ينفجرو ضاحكين ، وكان الاستاذ يستغل ذلك فيتلمس وجنتي الانسة تغريد ورقبتها .
ثم جاء الباص فهوّب الاستاذ بالبربيج وقال لنا "خليكم واقفين يا حوّش" فظللنا متبسمرين بمكاننا وصعد الاستاذ والانسة تغريد الى الباص واجلسها بالمقعد الامامي وانزل الستارة الى نصف الشباك لئلا تضايقها اشعة الشمس ، ثم لوّح لنا بالبربيج من الشباك وصاح بنا " اطلعو يا بهايم" فطلعنا واخذنا نتسابق للجلوس على اللوج ( المقعد الاخير) ، ثم اخذ الاستاذ يعدُنا بعين والعين الاخرى مفنجرة على سيقان الانسة تغريد ، وانطلق الباص مسرعا وعلا صوت المسجلة واخذت عينا الاستاذ تتجول على تقاسيم الانسة تغريد وهي تقدم وصلتها الشرقية في باص الرحلة المدرسية ، وفجأة سكتت الموسيقى وضرب الاستاذ بالبربيج على ارضية الباص وصاح بنا بالمكروفون "زقفو يا طُرش" فرحنا نصفق بشكل آلي ونزدرق ريقنا بتتابع على الانغام الشرقية التي جعلت خصر الانسة تغريد يتحرك كالزنبرك ، وهكذا طوال الطريق نحن نصفق بغثيان والاستاذ منهمك بإلتهام الانسة تغريد عن بُعد .
واخيرا وصلنا الى قرية مهجرة تقع على قمة جبل وتطل على السهول والمروج الخضراء ، فنزلنا من الباص ووقفنا في الطابور ثم نزل الاستاذ برفقة الانسة تغريد وقال لنا " الحقوني يا دبابير " فمشينا وراءه هو والانسة حتى جلسا تحت ظل شجرة ، ثم هوّب لنا بالبريج وقال " خليكم واقفين حتى الانسة تتريح" فظللنا واقفين تحت اشعة الشمس والاستاذ والانسة تغريد جالسين بسرور في ظل الشجرة ، وبعدها اكملنا السير فأمرنا الاستاذ بالتوقف لنتمتع بجمال بلادنا وراح هو يتمتع بلمس خصلات شعر الانسة تغريد الذي يطيره الهواء ، ثم سألت الاستاذ عن اسم القرية الموجودين فيها فسلخني بالبربيج وابتسم في وجه الانسة تغريد وقال " هذه القرية اسمها عين غزال متل عيون انستكم الجميلة " فلم افهم من هو الغزال بالضبط ، اسم القرية ام عيون الانسة تغريد.
ثم سأله صديقي عبدو لماذا القرية خالية من السكان يا استاذ ؟ فسلخة الاستاذ بالبربيج على افاه جاب اجلو وصاح به " لا تسأل اسئلة خارجة عن موضوع الرحلة يا بهيم" . وبعدها سألته صديقتي فريحة ماذا يوجد داخل تلك البيوت الحجرية ؟ فلمعت عينا الاستاذ ولم يسلخها بالبربيج وقال لنا بلطف " استنو حتى نذهب انا والانسة تغريد لنستكشف ما بداخلها حتى لا تتعرضو للاذى ثم نذهب لأكتشاف ذلك مع بعض " فأنطلق الاستاذ والانسة في جولتهم الاستكشافية ، ورحنا نلعب ونلهو ونأكل ساندويشاتنا ونرشق بعض بالمياه حتى نُبرّد ثم جلسنا نلعب اكس اوو على الاوراق التي احضرناها معنا لندوّن عليها المعلومات التي يعطينا اياها الاستاذ في طريق الرحلة .
ومضت ساعة ولم يأتي الاستاذ ولا الانسة تغريد ولم يتجرأ احد منا ان يبتعد اكثر من المسافة التي امرنا بها الاستاذ لأن البربيج لنا بالمرصاد.
ثم جاء الاستاذ والانسة تغريد وكان الاستاذ يترنح يمينا ويسارا وكانت الانسة تغريد تسنده على كتفها وكانت رقبتها مليئة بالبقع الحمراء فظننا ان البيوت مليئة " بالهسهس " ، ثم استلقى الاستاذ تحت الشجرة وراح يشخر ، اما الانسة تغريد فقد امرتنا بتوظيب اغراضنا وراحت هي توقظ الاستاذ بحرارة ، فاستيقظ وسرنا باتجاه الباص وصعدنا ، وانطلق الباص مسرعا في طريقه للعودة ورحنا نصفق بشكل الي وراح خصر الانسة يتحرك كالزنبرك .
وقد عرفت من سياق الرحلة ان الاستاذ هو استاذ جغرافيا بالفعل فقد كان من الواضح ان ربوع الوطن بالنسبه له ليس الا حضن الانسة تغريد والتمتع بتضاريسها المتمثلة بالجبال العلوية والسهول السفلية والمنحدرات التي تصل بينهما .
وقد تركت رحلتنا المدرسيه هذه في ربوع الوطن اوراق الاكس اوو التي استقرت في سفح الجبل ، وعمليات حربية من نوع خاص داخل بيوت القرية المهجرة من السكان ، وامتزجت نسمة جبال الوطن العليلة برائحة العرق النتنة ، وراحت " الدلعونا والعتابا" تصارع " الحنطور" الذي اصر ان يسحب معه الدلعونا المستقرة في قمة الجبل الى قعر الوادي ، لتبقى ربوع الوطن تنتظر رحلة مدرسية صادقة ومخلصة لتحتضنها .
------------------------------------------------------------------------------------------
انشالله بتعجبكو وبانتظار ارائكم ..