مُصيبة
16/08/2008, 18:15
ومن الشباك لأرمي لك حالي..في تلك المدرسة الصغيرة..في الدور الثاني..في نهاية الممر..يوجد فصل..مزدجم بالطالبات..كُنا خمسون طالبة في نفس الصف..لم نشعر بالإزدحام مع الأستاذه سوزان..فكانت ترفه عنا بتلك الأخلاق الرفيعة..كنا ندرس جغرافية العراق..بكل استمتاع..رن الجرس..ليعلن إنتهاء جنتنا مع أ/سوزان..أقصد حصة أ/سوزانخرجت ولم ننته من الدرس بعد..دخلت عبيسة الوجه..بنظاراتها ذات الإطار الناري..بس(بصوت لو سمعته الجبال لهربت حجارتها رعبًا)كانت جميلة المنظر..بشكل لا يليق بأخلاقها..عكس الفاضلة سوزان..قالت..أنا من سيلقنكن دروس الجغرافيا بدلًا من أ/سوزان..أمر من المديرة.. صرخنا لا..لا..لا..قالت (شت أب)أكملنا عامنا الدراسي معها..وفي نهاية العام..كلنا راسبات..في العام التالي..وفي نفس الصف..ونفس العدد..شعرنا بالازدحام والاختناق..فقد شعرنا بضيق (الوسيعة)..كانت توجه للطالبات الأسئلة..لم أكن منبهةٌ لما تقول..فكنت أفكر بالأهم..ضربت بيدها على طاولتي البالغة من العمر عشرون عامًا أو أكثر.قائلة::شبيج وين رحتي..فد مرة شرحت وأنتِ وياي؟هسة كَومي وكَفي..لوطلعي برات الصف::نهضت وسحبت طاولتي حتى اقتربت من الشباك..(ركبت)على الطاولة لأقذف بنفسي من الشباك..قائلة,,أستاذتي بشعة الأخلاق(ومن الشباك لأرمي لك حالي)عندما حاولت القذف بنفسي سمعت صراخ ..وصوت حزين يقول لا لا ..أرجوكِ أنا من يجب أن يفعل ذلك..!!تلفتت يمنة ويسرة..ترى من يتحدث..لم يكن الصوت صادرًا من زميلاتي..فهن يبادلنني نفس نظرات التعجب والاستغراب..قال الصوت..أنا الشباكــ!!أنتِ لن تقيمي دائمًا هنا..فلا ترمي بنفسكِ..لكن أنا..ليس لدي فرصة إلا هذه..فلقد شجعتني..سأرمي بنفسي لأرتاح..من الأصوات والأرواح المزعجة..تمسكت به وقلت لا أرجوك..إنها فرصتي..فقال..لا يا صغيرتي..أنا من سيفعل..بإمكانكِ الذهاب أما أنا فلا..رمى بنفسه ..فأصبح حطامًا في الفناء الخارجي..أما نحن فما زلنا مع الأرواح المزعجة التي هرب منها الشباك..** ** ** ** **((كتبت القصة بحصة التفصيل من زود الطفش ..يلعن أبو دراسة المدارس))كانت هذه هي أول قصة أكتبها في المدرسة..لا تبخلوا علي بالنقد البناء..أعزائي..شكرًا لكم على القراءة..