personita
30/09/2008, 18:45
نوجد، فنبكي، هكذا نتنشق الحياة بحرارة أول شهقة.. ثم تطوقنا المحظورات: لا تبك! هلا ضحكت لسبب؟! ( فهو بغيره من قلة الأدب) لماذا لا تقعد مثل الأولاد المهذبين؟ ثيابك! سوف تتسخ إذا ما لعبت بالطين! لا تقل أريد! لا تقل -و لا بأي وجه- لا أريد، لا تخرج (عن القطيع) ثم إذا خرجت، لا تتأخر! ( تذكر دائما أن هناك ثمة ذئب!)..
ثم نصل آخر المنعطف الأول، و تكبر أحلامنا (و تصغر آمالنا في تحيقيقها) و أخيرا نستسلم
و نذعن لكل اللاءات و نضع لائحة نصب أعيننا بما يجب أن نمنع بدورنا، ما دمنا قد كبرنا و تعلمنا كيف لا نقول لا، و ابتداء من لحظة "الوعي" هذه، نمعن في الإذعان لمصائرنا، هكذا نتجاوز بتفاني المؤمن، أول فشل (في نظام السلطة )، أول صدمة (في جهاز القلب) ، أول ضجر (في أوعية الدم)، و أول رغبة في احتراف القفز على الحواجز( في ملعب العرف) حقناَ للدم.. و ماء الوجه..
و لا بأس إن قعدنا القرفصاء، بعد عشرين سنة قضيناها بين المدرسة و البيت، و البيت و المدرسة، أليست أمَّنا؟ ( أم أن أمنا هي من كانت المدرسة، على حد قول الشاعر، إذا ما أعددتها..) لا فرق، فنحن لم نُعِدًّها، و نحن بالنهاية "مسلِّمون".. و الكتب كلها تذكرنا "إن نسينا أو أخطأنا".. لعل الذكرى تنفع المستسلمين..
ولا بأس إن نجحنا، بعد أن كرَّسنا بعض الجهد (و بعض الأحذية التي تهرأت في رحلة البحث) في الحصول على وظيفة تلائم شواهدنا العليا (التي لولا الله و الحياء، لكان مصيرها مصير الأحذية الآنفة الذكر)، في مصلحة عمومية، أو إذا حالفنا الحظ و مبدأ " الوسطية" -و خير الأمور المتوسَّط فيها- كي نعمل بكل جدارة، عند شركة أجنبية، نعد قهوة الصباح و نكتفي بشم رائحتها الزكية و نحن نقدمها لرئيسنا..
و لا بأس إن قضينا ما تبقى لنا، نحلم.. بترقية لا تأتي، ببيت لا نشتريه، بزيجة مريحة، لا تكلفنا "شقاء العمر".. برجل متحرر من وطأة التاريخ ( و وطـأة النعال على الجبين).. بطفل نلقنه بعض الدرس الذي لم نتعلم أبدا: خذ حاجتك من الدفء ثم اخرج، الذئب لا يأكل أولئك الذين يصقلهم الطريق إلى الغاب!
و لا بأس إن وصلنا آخر منعطف من حياتنا و نحن نحلم، فهناك حياة بعد الموت.. و لسنا هنا بصدد طرح جدل عقيم حول إذا ما كان هناك ثمة بعث و حساب و حياة أبدية في النعيم أو الجحيم، فلربما يكون الأمر تطاولا على مُسَلَّمات تعلمنا كيف لا نطرحها (حتى لا يطرحنا السؤال أرضا)، لكننا نكون داخل إطار الجدل الشرعي إذا ما نحن تساءلنا، لمجرد السؤال:
هل هناك حياة قبل الموت؟!
ثم نصل آخر المنعطف الأول، و تكبر أحلامنا (و تصغر آمالنا في تحيقيقها) و أخيرا نستسلم
و نذعن لكل اللاءات و نضع لائحة نصب أعيننا بما يجب أن نمنع بدورنا، ما دمنا قد كبرنا و تعلمنا كيف لا نقول لا، و ابتداء من لحظة "الوعي" هذه، نمعن في الإذعان لمصائرنا، هكذا نتجاوز بتفاني المؤمن، أول فشل (في نظام السلطة )، أول صدمة (في جهاز القلب) ، أول ضجر (في أوعية الدم)، و أول رغبة في احتراف القفز على الحواجز( في ملعب العرف) حقناَ للدم.. و ماء الوجه..
و لا بأس إن قعدنا القرفصاء، بعد عشرين سنة قضيناها بين المدرسة و البيت، و البيت و المدرسة، أليست أمَّنا؟ ( أم أن أمنا هي من كانت المدرسة، على حد قول الشاعر، إذا ما أعددتها..) لا فرق، فنحن لم نُعِدًّها، و نحن بالنهاية "مسلِّمون".. و الكتب كلها تذكرنا "إن نسينا أو أخطأنا".. لعل الذكرى تنفع المستسلمين..
ولا بأس إن نجحنا، بعد أن كرَّسنا بعض الجهد (و بعض الأحذية التي تهرأت في رحلة البحث) في الحصول على وظيفة تلائم شواهدنا العليا (التي لولا الله و الحياء، لكان مصيرها مصير الأحذية الآنفة الذكر)، في مصلحة عمومية، أو إذا حالفنا الحظ و مبدأ " الوسطية" -و خير الأمور المتوسَّط فيها- كي نعمل بكل جدارة، عند شركة أجنبية، نعد قهوة الصباح و نكتفي بشم رائحتها الزكية و نحن نقدمها لرئيسنا..
و لا بأس إن قضينا ما تبقى لنا، نحلم.. بترقية لا تأتي، ببيت لا نشتريه، بزيجة مريحة، لا تكلفنا "شقاء العمر".. برجل متحرر من وطأة التاريخ ( و وطـأة النعال على الجبين).. بطفل نلقنه بعض الدرس الذي لم نتعلم أبدا: خذ حاجتك من الدفء ثم اخرج، الذئب لا يأكل أولئك الذين يصقلهم الطريق إلى الغاب!
و لا بأس إن وصلنا آخر منعطف من حياتنا و نحن نحلم، فهناك حياة بعد الموت.. و لسنا هنا بصدد طرح جدل عقيم حول إذا ما كان هناك ثمة بعث و حساب و حياة أبدية في النعيم أو الجحيم، فلربما يكون الأمر تطاولا على مُسَلَّمات تعلمنا كيف لا نطرحها (حتى لا يطرحنا السؤال أرضا)، لكننا نكون داخل إطار الجدل الشرعي إذا ما نحن تساءلنا، لمجرد السؤال:
هل هناك حياة قبل الموت؟!