-
دخول

عرض كامل الموضوع : "مصر بتولع ".. حركة جديدة تتهكم على الحكومة عبر الجوال


sona78
06/10/2008, 18:52
القاهرة - مصطفى سليمان
أطلق شباب مجهولون حركة جديدة بعنوان "مصر بتولع" أرسلت ملايين الرسائل النصية القصيرة على الهواتف النقالة يتهكمون فيها على النظام السياسى، خاصة بعد سلسلة من الحوادث والحرائق التى انتشرت فى المصانع والمؤسسات الحكومية الكبرى.

وأتى حريق كبير في اغسطس/اب الماضي على المبنى التاريخي لمجلس الشورى في العاصمة المصرية، تبعه بعد فترة حريق بالمسرح القومي، ثم انهيار جبل المقطم على المساكن العشوائية التي أقيمت في باطنه مما أدى لمقتل واصابة العشرات.

وقبل أيام، تم اختطاف مجموعة من السائحين الأوروبيين ومرافقيهم المصريين واقتيادهم إلى مناطق خارج الحدود، وتم تحريرهم بعملية نفذتها قوات خاصة خارج الحدود.

وكانت مصادر أمنية وعمالية قد أكدت إن حريقا اندلع قبل يومين في ثلاثة مصانع للنسيج بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى شمال القاهرة، وقدرت الخسائر بملايين الجنيهات.

وأثار الحريق الذي يعتبر الرابع خلال شهرين، والقواسم المشتركة مع الحرائق الأخرى مثل مجلس الشورى، والمسرح القومي، ومصنع للملابس في مدينة العاشر من رمضان، شبهات جنائية حول أسباب هذه الحرائق

وأرجعت بعض التحليلات هذا التهكم على الحكومة والسخرية منها إلى خشية الشعب المصرى من أن يتكفل بدفع فاتورة هذه الحرائق من أموالهم الخاصة ومرتباتهم الهزيلة.

المحلل السياسي محمد جمال عرفة لـ"العربية.نت" إن أبرز هذه الرسائل وأحدثها ما تدوالته ملايين الهواتف النقالة منذ يوم الجمعة 3-10-2008 بعد حريق مصانع المحلة الكبرى.

وتقول الرسالة: "بمناسبة حلول عيد الفطر الماسي تعلن كتائب الشهيد ماس كهربائي الجناح العسكري لحركة "مصر بتولع" عن تقديم هدية لكل مواطن علبة كحك وجركن جاز".

وجاء في رسالة أخرى "ندعو ربنا يحمينا من الصخور المنهارة والمسارح المحترقة ورحلات السفاري المخطوفة.. وكفاية كده علشان نلاقي نفس نعيد وكل عام وأنتم بخير".

ويشير عرفة إلى أن هذه الرسائل تتهكم من الحكومة أو من أوضاع اجتماعية قائمة، ومن بين الرسائل السياسية واحدة تقول: "كل عام وأنتم بخير.. بالنسبة للعرب مبارك عليكم العيد.. وبالنسبة للمصريين مبارك عليكم لآخر العمر"، في إشارة لتولي الرئيس المصري الحكم فترة زمنية طويلة بلغت 28 عاما حتى الآن.

وتقول رسالة ثالثة: "دعاء كل مواطن مصري بمناسبة العيد.. اللهم إننا قد صبرنا ربع قرن فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا واجعله اللهم عيد سعيد أو سيد أو حسني.. أي حاجة بس وحياة حبيبك النبي بلاش يكون عيد مبارك".

وتنتقد رسالة أخرى أسلوب بعض المشاريع الصحية في الدعاية للتبرع لها حيث تقول: "مشروع المليون كحكة تحت رعاية السيدة الأولى.. تبرع ولو بكيلو عين جمل.. تعاطفك لوحده مش كفاية".

ويعلق جمال عرفة المحلل السياسى على هذه الرسائل قائلا "هذه طبيعة الشعب المصرى الذى يستغل النكات السياسية ويبدعها للتعبير عما يجيش فى نفسه من نقد للنظام وللسلطة، وقد تكون حركة جديدة بالفعل مثلها مثل مئات الحركات التى ظهرت خلال العامين الماضيين".

ويضيف عرفة: "الملفت للنظر فى هذه النكات هو الطريقة التى تتداول بها، فقد استغل الشعب المصرى وسائل التكنولوجيا الحديثة فبدلا من القاء مثل هذه النكات على المقاهى كما هى عادة الشعب المصرى، يلقيها فى الهواتف النقالة وغالبا ما يكون شخص واحد هو من ألف هذه النكات أو مجموعة من الشباب لا يجدون الوسيلة السياسية المناسبة للتعبير عن ارادتهم بعيدا عن أعين السلطة والرقابة الأمنية، وبعدها تنتشر وسط الملايين".

ويتابع عرفة "حتى لو افترضنا أن مثل هذه الرسائل يمكن تتبعها حتى الوصول لمصدرها، لن يكون هناك مسوغا للقبض على مرسلها لأنها مجرد نكات".

وأكد "للعربية.نت" "أن مد هذه الرسائل يزيد وينقص تبعا لمدى كراهية الشعب للنظام الحاكم، وهى رصد لموقف سياسى وتعبير عما بداخل كل فرد".

وقال ضياء رشوان الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية لـ"العربية.نت": لقد ازدادت بالفعل هذه الرسائل وقبلها المدونات والمجموعات التي تشكلت على موقع "فيس بوك"، وإجمالا هى ظواهر ملفتة تؤكد كراهية الشعب للنظام الحاكم الذى عليه فى هذه اللحظة أن يتوقف أمامها لدراستها ومعالجة الأوضاع المتدهورة فى مصر".

واعتبر رشوان أن "الرسائل تنفس عن غضب مشحون لا يجد مخرجا له الا فى مثل هذه الرسائل أو المدونات، كما تعبر عن شماتة فيما يحدث للحكومة، وهذا أقصى ما يستطيع الشعب المصري فعله، وفي كلتا الحالتين نواجه قنبلة قابلة للانفجار".