-
دخول

عرض كامل الموضوع : اتمتة الحزب القائد !


Tarek007
22/08/2005, 01:23
خطوة غير مفاجئة، قرر الحزب القائد أتمتة نضالا ته، واتصالاته، وربط أوصاله التنظيمية بشبكة من الحواسب والشاشات الالكترونية وذلك بهدف تفعيل المفاعيل، وتظبيط وترتيب الأهداف والشعارات بواسطة الكومبيوتر منعاً للأخطاء في سلم الأوليات..! ومن ثم زيادة وتيرة التواصل مع الجماهير الأمر الذي يسهِّل تحشيدها إن كان ضد الإمبريالية أو ضد الرجعية أو ضد الملاعين في الداخل بالرغم من أنها محتشدة منذ أربعة عقود على سكة واحدة باتجاه واحد وعقل واحد وقدم واحدة وقد كان هذا الاتجاه معلوماً إلى حين ضاعت البوصلة في الطريق الطويل فصار لزاماً العودة إلى الصف المنضم والتدريب من الآخر على الحبو، والهرولة، وقفز الحواجز لكن هذه المرة باستخدام تكنولوجيا المعلوماتية.
كل ذلك يعتبر من المسائل التي يسهل إدراك مراميها، وتفهم حقيقة مساعيها، واستنباط سافلها وعاليها.!؟ لكن، أن يتكهرب الحزب، ويتأتمت، ويتمطمط بالطول والعرض في الوقت الذي تقطع فيه ألسنة الآخرين ( على قلتهم وتعتيرهم ) وتكسر أقلامهم، وتحجب كلماتهم ، وفي الوقت الذي تبشر فيه وزارة الإعلام بأن قانون إعلامها الجديد سيمكن سورية من إحراز السبق كأول دولة في العالم تشرِّع كم الأفواه حيث سيتضمن القانون المنتظر كل ما من شأنه ضبط النشر الالكتروني، وتظبيط المواقع الانترنيتية، وقوننة كل ذلك على المقاس الأحادي، فإن هذا لفي غاية العجب والتعجب والتعجاب.!؟
حزبنا القائد ورغم عدد أعضاءه المتواضع الذي لا يزيد عن مليون وبضع مئات الآلاف المؤلفة من الرفاق العاملين والأنصار والمؤازرين ( يخزي العين )، يظل بحاجة لرعاية الحكومة وحمايتها، أقصد رعاية وحماية ذرية الحكومة من أجهزة أمنية وخلافه.. ! وهذه الحزورة لم تجد من يحلها بالرغم من انفراط عقد الأحزاب القائدة وتذررها في معظم أنحاء المعمورة وحتى غير المعمورة.!
وحزبنا القائد، يسبح في بحر الجماهير منذ أربعين سنة ونيِّف من غير رقيب ولا حسيب وهاهو يتحول إلى حزبٍ مؤتمت يعني حزب رقمي حدا ثوي معلوماتي كومبيوتري لكن من دون أدنى منافسة من أحد وكيف يكون هناك منافسون على محمل الجد في الوقت الذي تحصى فيه أنفاس المعارضين والمستقلين.. وترصد العيون الكحيلة حركاتهم المحدودة.. وتسترق فيه الآذان المرهفة همساتهم الملعونة.. وفي الوقت الذي كما قلنا حجبت فيه كتاباتهم، وكسرت أقلامهم، ومنعت لقاءاتهم، وأغلقت أبواب منتدياتهم..!؟
وحزبنا القائد الموجود ( مثل إبليس ) في كل شبرٍ بل في كل سنتمتر من أنحاء البلاد، لا يزال يحتاج بعد كل هذه السنين العجاف لمن يحرسه من بضعة أرجل كل ساقين من مدينة.. وبضعة رؤوس كل رأس من دسكرة.. وبضعة أقلام حبر كل قلم من مأساة أو ملهاة..! ومع ذلك يقول المغرضون: إن الحزب الحبيب وقد أخذ الحصرم والزبيب على الناشف، لا يحتاج للمادة الثامنة من الدستور هذه المادة الرصينة التي وضعت للزينة والتحلية فقط لا غير.. وجرى تعزيزها مؤخراً نكاية بالأعداء بدءاً من اللاوطنيين بالمرة وليس نهاية بالشحاذين الذين يفترشون الأرصفة أمام أبواب السفارات العدوة كما تقول الحكومة وحكوماتنا لا تكذب بالمرة كما هو معروف فكيف إذا أرادت تكريم معارضيها فهل هناك طريقة أفضل من إظهارهم بأثواب التسول وهم يمدون أياديهم على أبواب الله وعبيده وسفاراته..!؟
وحزبنا المليوني القائد من القوة والعظمة بحيث لا يحتاج لقانون طواريء ولا ما يشابهه معاذ الله فمثل هذه القوانين الغليظة إنما وضعت لتطفيش الذئاب وكش الذباب وترهيب الأعداء وجواسيسهم لا أكثر ولا أقل.!؟
نعم الحزب القائد قرر أن يتحوسب و يتأتمت لكن بشرط أن تظل تمتمة الأوباش ومن لف لفهم من مشاغبين وملاعين غير مليونيين محظورة سلكياً ولا سلكياً.. يعني بصريح العبارة كل أنواع التمتمة ممنوعة الصاخب منها والهامس.. إن جرت من شباك إلى شباك أو من فم إلى فم أو من إميل إلى إميل.! حتى التأتأة، ستترجم بعد الأتمتة للكشف عن خلفياتها، ومكنوناتها للتأكد من حقيقة المتأتئين إن كانوا أصليين أم مندسين أو شحاذين.!
وهكذا ما لم تلحق أن تفعله الأحزاب القائدة في البلدان الأُخرى بالضمة، والأَخرى بالفتحة، و المتوفاة كلياً أو سريريا،ً فعله حزبنا العظيم هذه الأيام بكل اقتدار.. وهاهو بحمد الله قد أصبح الحزب القائد الوحيد المؤتمت على هذا الكوكب.!

rezgar.com