lostman1
11/10/2008, 10:18
الحزب الأبوسفياني - النفاقيّة الإسلاموية مشرعنة !!!
نبيل فياض 2 يوليو 2004
تذكر أمهات المصادر الإسلاميّة أنّ أبا سفيان بن حرب، الذي كان ألدّ أعداء الإسلام في بداية الدعوة، لم يسلم إلاّ بعد أن سقطت مكّة في أيدي المسلمين، ورأى بأم عينيه جحافل الجيش المسلم وهي تجتاحها؛ وساعد في ذلك كثيراً إلحاح العبّاس بن عبد المطّلب عليه أن يفعل، ومخاطبة النبي لكبريائه بأن "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن". لكن أمهات المصادر تلك ذاتها؛ تقول إنّ أبا سفيان ظلّ على موقفه الرافض للدين الجديد حتى خلافة عثمان. فأبو سفيان، كما تناقلت النصوص؛ قال لعثمان بن عفّان وقت آلت الخلافة للأخير: "تلقّفوها [الخلافة] تلقف الكرة؛ فوالله ما من جنّة ولا نار"!!!
يا عيني خليفة مسلم و هو ملحد لاديني - لا جنة و لا نار ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// ، ماذا لو صرح شخص عادي بهذا الرأي بعمله أو بالمجتمع .. ماذا كان سيحصل ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
مع ذلك، ومنذ انتصار الحزب الأبي سفياني حين نُصّب معاوية ابنه خليفة في القدس، والذي وصل إلى قمته مع يزيد بن معاوية، الذي أعاد التأكيد على موقف جدّه، حين قال:لعبت هاشم بالملك فلا ............... ملك جاء، ولا وحي نزل
صار أي اقتراب نقدي من إسلاميّة هذا الحزب موضع تكفير من شيوخ السلاطين ووعّاظهم!
تتفق الأديان كلّها في أنّ الخلاص شأن فردي؛ وبلغة إسلاموية يمكننا القول، إنّ الأب الصالح لا يستطيع أخذ أولاده الطالحين معه إلى الجنّة. – من هنا، لا مناص من الاستغراب من مواقف أولئك القسريّة أو النفاقيّة إسلاميّاً؛ مادام الله ذاته، وفق النصوص المقدّسة أو شبه المقدّسة، لم يفرض على الإنسان الإيمان دون قناعة.
وإذا كانت القسريّة الدينيّة السمة-المظلّة التي تجمع تحتها معظم أصناف التيار الأصولي المعارض الحالي، فإنّ النفاقيّة-الانتهازية-الأباسفيانيّة الدينيّة هي السمة المشتركة عند كلّ شيوخ الحكّام ووعّاظ السلاطين.
لو سألت أحد رجالات الطبقة الأخيرة عن موقفه من العلمانيّة، على افتراض، جدلاً، أن لديه الحدّ الأدنى من الثقافة بحيث يمكنه فهم مضمون "علمانيّة" تعريفيّاً، فسوف يقول دون تفكير قطعاً: "العلمانيّة كفر محض هدفها نسف الإسلام من جذوره؛ ولا يحقّ لمسلم يعتز بإسلامه الموافقة على أي وجود للعلمانيّة في مجتمع ذي غالبيّة إسلاميّة: لا بد من تطبيق شرع الله بدل القوانين الوضعيّة التي اختطّها البشر".
هنا تجد نفسك مجبراً على سؤاله، بالانطلاق من قواعده ذاتها: وما هو موقف سماحتك إذا طالب الهندوس في الهند بما تطالب به أنت، وألغوا العلمانيّة لأنها بنظرهم كفر، وفرضوا شريعتهم المسمّاة شريعة مانو، من منطلق قسرية رأي الأكثريّة،على كلّ هندي، هندوسيّاً كان أم غير هندوسي؟ ما رأيك أن يفعل الهندوس مع النساء المسلمات في الهند، ويفرضوا عليهن الساري المكشوف في المنطقة الوسطى الشهير ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////، كما تفعل ملالي إيران حين يفرضون منظورهم لما هو لباس إسلامي على النساء، بغضّ النظر عن أديانهن؟ ما رأيك أن يطبّق اليهود الهالاخا العبرانيّة الشهيرة ، من منطلق قاعدة الغالبيّة التي تبشّرنا بها ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////، على كلّ سكّان إسرائيل؟ ما رأيك أن يُفرض تنصير المجتمع الأمريكي بواقع أن المسيحيين المؤمنين هم الغالبيّة، غير الساحقة ربما، في الولايات المتحدة؟" سيُذعر الرجل دون ريب؛ قد يواجهك بقذائف تكفيريّة من العيار الثقيل؛ قد يفعّل لك أسطوانة المؤامرة الشهيرة؛ لكنه حتماً لن يستطيع أن يجيبك بالحد المنطقي الأدنى.
بعد الانتخابات الجزائريّة الأشهر، التي أوشكت فيها "الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ" على الفوز بالغالبيّة الساحقة من مقاعد البرلمان الجزائري، هجم شيوخ الجبهة إياها، الذين لم يصدّقوا وقتها أنفسهم، على وسائل الإعلام الغربيّة، التي بدورها كانت تبحث عن "طرائف" شرقيّة مسلّية، ضمن أخبار غربيّة تثير الضجر الباعث على النعاس، ليقولوا بالفم الملآن: "إنّ الديمقراطيّة كفر صريح؛ وهم إن قبلوا بها فذلك فقط كي توصلهم إلى الحكم". إذن، وكما قلنا باستمرار، الديمقراطيّة بالنسبة لهؤلاء هي الخنزير الأجرب النجس الذي سيوصلهم إلى آخر الطريق، أي الحكم؛ وهم على استعداد تام لتحمّل نجاسته التكتيكيّة بل والترحيب بها إذا كانت تخدم هدفهم الاستراتيجي. الأمر ذاته يمكن أن ينطبق على أقطار عربيّة أخرى غير الجزائر، تطالب فيها الحركات الإسلاموية بالديمقراطيّة، لا حبّاً بها، بل طمعاً بما يمكن أن تحققه لهم الديمقراطية المزعومة من مكاسب سلطويّة.
وحده بن لادن أحرز قصب السبق بجمعه بين القسريّة الدينيّة والنفاقيّة الأبي سفيانيّة. فهذا الرجل، الذي أُسكن بهواجس الخلافة وعودتها وطهرانيّة الإسلام الأوّلي، لم يمانع للحظة، في سبيل تحقيق ما اعتقد كثيرون خطأ أنه مشروع ديني تقوي، وهو لا يخرج عن حلم السلطوية قط، في أن يتحالف مع الأمريكان [بلغته: الصليبيون] من أجل طرد السوفييت الاشتراكيين الكفّار من أفغانستان وتأسيس دولة خلافته المزعومة حتى على أطلال كابول – لا أعتقد أنّه كان بامكانه تحقيق مشروعه خارج أفغانستان، لأن الحد الأدنى للعقل في أية دولة أخرى كان سيعيق عليه ذلك ..
من أكثر الأمور بداهة إبستمولوجيّاً هذه الأيام أن الدين مسألة شخصيّة أوّلاً وأخيراً؛ ولا يحق لمطلق بشر، تحت أيّة راية، مصادرة حق الآخر في الاعتقاد بما يشاء، ما دام هذا الاعتقاد لا يشكّل أي نوع من الاعتداء على حقوق الغير. وكما قال ألبرت لانغه في عمله الهام،تاريخ الماديّة، فإن إمكانيّة البشري للتواصل مع الماوراء تظل محكومة بقدرات هذا البشري الحسيّة الإدراكيّة المحدّدة للغاية بالظروف الزمانيّة المكانيّة؛ وإطلاق أية تجربة من عقالها الزماني المكاني، كروح هائمة، قد يبدو مستغرباً من منطلق الصيرورة الهيراقليطيّة؛ مع ذلك، ليس من المرفوض على الإطلاق إيمان من يشاء بمطلقيّة تجربة شرط أن لا يفرض قناعته على غيره، أو يستنكر على غيره نمطيّة قناعاته وإن بدت له غير مألوفة
.
لقد اختلط العالم بشعوبه وإثنيّاته وأديانه إلى درجة غير مسبوقة؛ من هنا، فالعزلة المعرفيّة لم تعد واردة عمليّاً. والتعدّدية هي الهويّة الثقافيّة للقرن الحادي والعشرين. وأولى أبجديّات الحضارة بمعناها العصري هي القبول بالآخر، شخصاً وتجربة وتراثاً، مهما بدا ذلك كلّه غريباً على مسامعنا. وكلّ من عايش تجارب دينيّة-ثقافيّة-تراثيّة متباينة، يكتشف بسهولة هائلة أن ما هو مقبول هنا يمكن أن يكون مرفوضاً بالمطلق هناك؛ ما هو حقيقة مسلّم بها دون أية علامة استفهام هناك يمكن أن تكون نكتة سمجة هنا.
إنّ أبسط قواعد التعامل الإنساني تتضمّن رفض ثقافة الغيتو، التي تعكس باديء ذي بديء الإحساس بالدونيّة الثقافيّة. ولمّا كنا نؤمن إبستمولوجيّاً أن لا ثقافة أفضل من غيرها معرفيّاً، فلكلّ ثقافة خصائصها المميّزة دون أن يعني ذلك تفوّقها على غيرها، فإن أية دعوة لنشر ثقافة الغيتو، كما يفعل المتأسلمون في الغرب مثلاً، لا تعني غير الدعوة إلى أحد أشكال الشوفينيّة الدينيّة المرفوضة منطقاً وأخلاقاً وحضارة.
.
نبيل فياض 2 يوليو 2004
تذكر أمهات المصادر الإسلاميّة أنّ أبا سفيان بن حرب، الذي كان ألدّ أعداء الإسلام في بداية الدعوة، لم يسلم إلاّ بعد أن سقطت مكّة في أيدي المسلمين، ورأى بأم عينيه جحافل الجيش المسلم وهي تجتاحها؛ وساعد في ذلك كثيراً إلحاح العبّاس بن عبد المطّلب عليه أن يفعل، ومخاطبة النبي لكبريائه بأن "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن". لكن أمهات المصادر تلك ذاتها؛ تقول إنّ أبا سفيان ظلّ على موقفه الرافض للدين الجديد حتى خلافة عثمان. فأبو سفيان، كما تناقلت النصوص؛ قال لعثمان بن عفّان وقت آلت الخلافة للأخير: "تلقّفوها [الخلافة] تلقف الكرة؛ فوالله ما من جنّة ولا نار"!!!
يا عيني خليفة مسلم و هو ملحد لاديني - لا جنة و لا نار ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// ، ماذا لو صرح شخص عادي بهذا الرأي بعمله أو بالمجتمع .. ماذا كان سيحصل ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
مع ذلك، ومنذ انتصار الحزب الأبي سفياني حين نُصّب معاوية ابنه خليفة في القدس، والذي وصل إلى قمته مع يزيد بن معاوية، الذي أعاد التأكيد على موقف جدّه، حين قال:لعبت هاشم بالملك فلا ............... ملك جاء، ولا وحي نزل
صار أي اقتراب نقدي من إسلاميّة هذا الحزب موضع تكفير من شيوخ السلاطين ووعّاظهم!
تتفق الأديان كلّها في أنّ الخلاص شأن فردي؛ وبلغة إسلاموية يمكننا القول، إنّ الأب الصالح لا يستطيع أخذ أولاده الطالحين معه إلى الجنّة. – من هنا، لا مناص من الاستغراب من مواقف أولئك القسريّة أو النفاقيّة إسلاميّاً؛ مادام الله ذاته، وفق النصوص المقدّسة أو شبه المقدّسة، لم يفرض على الإنسان الإيمان دون قناعة.
وإذا كانت القسريّة الدينيّة السمة-المظلّة التي تجمع تحتها معظم أصناف التيار الأصولي المعارض الحالي، فإنّ النفاقيّة-الانتهازية-الأباسفيانيّة الدينيّة هي السمة المشتركة عند كلّ شيوخ الحكّام ووعّاظ السلاطين.
لو سألت أحد رجالات الطبقة الأخيرة عن موقفه من العلمانيّة، على افتراض، جدلاً، أن لديه الحدّ الأدنى من الثقافة بحيث يمكنه فهم مضمون "علمانيّة" تعريفيّاً، فسوف يقول دون تفكير قطعاً: "العلمانيّة كفر محض هدفها نسف الإسلام من جذوره؛ ولا يحقّ لمسلم يعتز بإسلامه الموافقة على أي وجود للعلمانيّة في مجتمع ذي غالبيّة إسلاميّة: لا بد من تطبيق شرع الله بدل القوانين الوضعيّة التي اختطّها البشر".
هنا تجد نفسك مجبراً على سؤاله، بالانطلاق من قواعده ذاتها: وما هو موقف سماحتك إذا طالب الهندوس في الهند بما تطالب به أنت، وألغوا العلمانيّة لأنها بنظرهم كفر، وفرضوا شريعتهم المسمّاة شريعة مانو، من منطلق قسرية رأي الأكثريّة،على كلّ هندي، هندوسيّاً كان أم غير هندوسي؟ ما رأيك أن يفعل الهندوس مع النساء المسلمات في الهند، ويفرضوا عليهن الساري المكشوف في المنطقة الوسطى الشهير ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////، كما تفعل ملالي إيران حين يفرضون منظورهم لما هو لباس إسلامي على النساء، بغضّ النظر عن أديانهن؟ ما رأيك أن يطبّق اليهود الهالاخا العبرانيّة الشهيرة ، من منطلق قاعدة الغالبيّة التي تبشّرنا بها ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////، على كلّ سكّان إسرائيل؟ ما رأيك أن يُفرض تنصير المجتمع الأمريكي بواقع أن المسيحيين المؤمنين هم الغالبيّة، غير الساحقة ربما، في الولايات المتحدة؟" سيُذعر الرجل دون ريب؛ قد يواجهك بقذائف تكفيريّة من العيار الثقيل؛ قد يفعّل لك أسطوانة المؤامرة الشهيرة؛ لكنه حتماً لن يستطيع أن يجيبك بالحد المنطقي الأدنى.
بعد الانتخابات الجزائريّة الأشهر، التي أوشكت فيها "الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ" على الفوز بالغالبيّة الساحقة من مقاعد البرلمان الجزائري، هجم شيوخ الجبهة إياها، الذين لم يصدّقوا وقتها أنفسهم، على وسائل الإعلام الغربيّة، التي بدورها كانت تبحث عن "طرائف" شرقيّة مسلّية، ضمن أخبار غربيّة تثير الضجر الباعث على النعاس، ليقولوا بالفم الملآن: "إنّ الديمقراطيّة كفر صريح؛ وهم إن قبلوا بها فذلك فقط كي توصلهم إلى الحكم". إذن، وكما قلنا باستمرار، الديمقراطيّة بالنسبة لهؤلاء هي الخنزير الأجرب النجس الذي سيوصلهم إلى آخر الطريق، أي الحكم؛ وهم على استعداد تام لتحمّل نجاسته التكتيكيّة بل والترحيب بها إذا كانت تخدم هدفهم الاستراتيجي. الأمر ذاته يمكن أن ينطبق على أقطار عربيّة أخرى غير الجزائر، تطالب فيها الحركات الإسلاموية بالديمقراطيّة، لا حبّاً بها، بل طمعاً بما يمكن أن تحققه لهم الديمقراطية المزعومة من مكاسب سلطويّة.
وحده بن لادن أحرز قصب السبق بجمعه بين القسريّة الدينيّة والنفاقيّة الأبي سفيانيّة. فهذا الرجل، الذي أُسكن بهواجس الخلافة وعودتها وطهرانيّة الإسلام الأوّلي، لم يمانع للحظة، في سبيل تحقيق ما اعتقد كثيرون خطأ أنه مشروع ديني تقوي، وهو لا يخرج عن حلم السلطوية قط، في أن يتحالف مع الأمريكان [بلغته: الصليبيون] من أجل طرد السوفييت الاشتراكيين الكفّار من أفغانستان وتأسيس دولة خلافته المزعومة حتى على أطلال كابول – لا أعتقد أنّه كان بامكانه تحقيق مشروعه خارج أفغانستان، لأن الحد الأدنى للعقل في أية دولة أخرى كان سيعيق عليه ذلك ..
من أكثر الأمور بداهة إبستمولوجيّاً هذه الأيام أن الدين مسألة شخصيّة أوّلاً وأخيراً؛ ولا يحق لمطلق بشر، تحت أيّة راية، مصادرة حق الآخر في الاعتقاد بما يشاء، ما دام هذا الاعتقاد لا يشكّل أي نوع من الاعتداء على حقوق الغير. وكما قال ألبرت لانغه في عمله الهام،تاريخ الماديّة، فإن إمكانيّة البشري للتواصل مع الماوراء تظل محكومة بقدرات هذا البشري الحسيّة الإدراكيّة المحدّدة للغاية بالظروف الزمانيّة المكانيّة؛ وإطلاق أية تجربة من عقالها الزماني المكاني، كروح هائمة، قد يبدو مستغرباً من منطلق الصيرورة الهيراقليطيّة؛ مع ذلك، ليس من المرفوض على الإطلاق إيمان من يشاء بمطلقيّة تجربة شرط أن لا يفرض قناعته على غيره، أو يستنكر على غيره نمطيّة قناعاته وإن بدت له غير مألوفة
.
لقد اختلط العالم بشعوبه وإثنيّاته وأديانه إلى درجة غير مسبوقة؛ من هنا، فالعزلة المعرفيّة لم تعد واردة عمليّاً. والتعدّدية هي الهويّة الثقافيّة للقرن الحادي والعشرين. وأولى أبجديّات الحضارة بمعناها العصري هي القبول بالآخر، شخصاً وتجربة وتراثاً، مهما بدا ذلك كلّه غريباً على مسامعنا. وكلّ من عايش تجارب دينيّة-ثقافيّة-تراثيّة متباينة، يكتشف بسهولة هائلة أن ما هو مقبول هنا يمكن أن يكون مرفوضاً بالمطلق هناك؛ ما هو حقيقة مسلّم بها دون أية علامة استفهام هناك يمكن أن تكون نكتة سمجة هنا.
إنّ أبسط قواعد التعامل الإنساني تتضمّن رفض ثقافة الغيتو، التي تعكس باديء ذي بديء الإحساس بالدونيّة الثقافيّة. ولمّا كنا نؤمن إبستمولوجيّاً أن لا ثقافة أفضل من غيرها معرفيّاً، فلكلّ ثقافة خصائصها المميّزة دون أن يعني ذلك تفوّقها على غيرها، فإن أية دعوة لنشر ثقافة الغيتو، كما يفعل المتأسلمون في الغرب مثلاً، لا تعني غير الدعوة إلى أحد أشكال الشوفينيّة الدينيّة المرفوضة منطقاً وأخلاقاً وحضارة.
.