أبو حـلب
16/10/2008, 00:48
على الرغم مما يحدث في الولايات المتحدة من انهيار مالي واقتصادي،
فإن قلة من المحللين امتلكوا بالفعل جرأة توقع انهيار هذه الإمبراطورية التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها في القوة والقدرة،
فالأكثرية هنا تتجنب المجازفة بالخوض في احتمالات انهيار الولايات المتحدة،
وذلك إما تأثراً بدعاية أن أميركا قضاء لا راد له، وقدر على العالمين التسليم له،
وإما خضوعاً للمعادلة القاهرة التي تقول: إن (الدين والرأسمالية شبيهان: الأول لا يخطئ والثانية لا تفشل بالفعل)،
وقد تجد ضمن هذه الأغلبية من تجتمع فيه صفتا التسليم السياسي، والخضوع الاقتصادي معاً،
وذلك إما للإيمان وإما الإعجاب وإما الانبهار بالنموذج الأميركي،
وإما بدافع الرهان على دعم أو حماية أو رعاية لا يمكن ضمان استمرارها إلا من خلال أميركا مستبدة متحكمة،
وإما من باب استمراء التبعية والقهر والخضوع.
لذلك، لابد من دعوة هذا الفريق الأكثري إلى مراجعة بعض الحقائق غير القابلة للنقض ومنها: أن الامبراطورية الأميركية وإن كانت الأقوى في التاريخ، ف
إن الواقع أثبت أنها أضعف من أن تستفرد بالعالم وتفرض عليه واقع الأحادية القطبية.
هي الدولة الأعظم ثراء، وناتجها القومي يتعدى الأربعة عشر ألف ترليون دولار(14 ألف مليار دولار)
ولكنها أيضاً الدولة الأكثر اختلالاً في الإنفاق والأكبر من حيث العجز في الموازنة.
ميزانيتها العسكرية 700 مليار دولار،
وجيشها هو الأول من حيث القدرة والتجهيز والتسليح والتدريب، لكن قاموسه يكاد يخلو من كلمة انتصار.
مجتمعها يشهد كل دقيقة: 25 جريمة قتل، و23 حالة اغتصاب، و575 جريمة سرقة، و1166 حالة تهديد بالسلاح.
عدد الأميين فيها يتراوح بين 20 إلى 27 مليون نسمة، ويعجز 22% من شبابها (بين 21 إلى 25 سنة) عن فهم أي مقال سياسي أو اقتصادي منشور في أي صحيفة،
ويعاني 60% ممن هم دون السابعة عشرة من عمرهم من ضعف القدرة على القراءة السليمة.
هي الأكثر تبشيراً بالحرية والديمقراطية وسيادة القانون، لكنها في واقع الأمر، الراعي الرسمي لكل الدكتاتوريات والحركات العنصرية في العالم.
ادعاؤها حماية الشعوب والدفاع عن حقوق الإنسان، تفضحه حقيقة أنها صاحبة السجل الأسوأ في العدوان والتدمير والتخريب والانتهاكاتات.
هي الإمبراطورية المستعدة عن طيب خاطر لأن يصل إنفاقها على الحروب والخراب والدمار في العالم إلى خمسة ترليونات دولار،
وقد أنفقت منها بالفعل خلال السنوات التي تلت احتلال أفغانستان ثلاثة تريليونات دولار
كانت تكفي حسبما يبيّن المحلل الأميركي جيم لوب، لتقليل نسبة الفقراء والجائعين في العالم إلى ما دون النصف،
على حين يقول جوزيف ستيغليتز الاقتصادي الحائز جائزة نوبل: إن هذا المبلغ يكفي لبناء 8 ملايين وحدة سكنية في الولايات المتحدة، و15 مليون مدرسة عمومية،
ويضمن الرعاية الصحية لنحو 530 مليون طفل لعام واحد، ويوفر منحاً جامعية لـ43 مليون طالب،
وحتى لا يتصور البعض أن أميركا العظمى ليست بحاجة إلى مثل هذه الخدمات،
نذكر بما قيل قبل أسابيع في الكونغرس من أن الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى ترليون دولار بشكل عاجل لإنقاذ بنيتها التحتية من الانهيار،
وهذا ما أكدته الرابطة الأميركية للمهندسين المدنيين وتقرير نشر مؤخراً في مجلة (نيويورك ريفيو أوف بوكس)
جاء فيه إن أميركا تحتاج بشكل عاجل إلى 250 ألف مليون دولار لإعادة أبنية المدارس الحكومية إلى حال معقولة،
وأن 30% من الجسور فقدت صلاحيتها وتحتاج إلى نحو 9.4 بلايين دولار كل سنة لمدة عشرين عاماً لإصلاحها،
وإن عدد السدود غير الآمنة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 33%، وإن هناك عجزاً كبيراً في الميزانيات المخصصة لمياه الشرب،
كما أن مخصصات الصرف الصحي لا تكاد تكفي حتى للمحافظة على حالها السيئ الراهن، و
يعاني النقل الجوي نقصاً شديداً في عدد مهابط الطائرات وقد وقعت 1.8 مليون ساعة تأخير في مواعيد اقلاع الطائرات في عام 2007.
هي أميركا التي لطالما شكت التقارير الرسمية من أن نصف في المئة من شعبها يتحكم بشكل كامل
من خلال الفساد والعمولات والرشاوى بـ 27% من الناتج القومي (نحو 3.7 آلاف مليار دولار)،
وهو يساوي مئتي ضعف ما ينفق سنوياً على المساعدات المالية للفقراء.
توقع انهيار الولايات المتحدة إذاً ليس من باب المجازفة، لكنه ضمن حساب الاحتمالات الواقعية،
أما المؤكد فقد عبر عنه توماس فينغار كبير المحللين الاستخباراتيين الأميركيين قبل تفجر الأزمة المالية الأخيرة،
وذلك في تقرير نشرت الواشنطن بوست فقرات منه في 10/9/2008 حتى يستفيد منه الرئيس الأميركي القادم،
وفيه قال فينغار: إن أميركا ستبقى قوة بارزة، لكن قيادتها ستتآكل سياسياً وثقافياً واقتصادياً .
عن الوطن السورية :D
فإن قلة من المحللين امتلكوا بالفعل جرأة توقع انهيار هذه الإمبراطورية التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها في القوة والقدرة،
فالأكثرية هنا تتجنب المجازفة بالخوض في احتمالات انهيار الولايات المتحدة،
وذلك إما تأثراً بدعاية أن أميركا قضاء لا راد له، وقدر على العالمين التسليم له،
وإما خضوعاً للمعادلة القاهرة التي تقول: إن (الدين والرأسمالية شبيهان: الأول لا يخطئ والثانية لا تفشل بالفعل)،
وقد تجد ضمن هذه الأغلبية من تجتمع فيه صفتا التسليم السياسي، والخضوع الاقتصادي معاً،
وذلك إما للإيمان وإما الإعجاب وإما الانبهار بالنموذج الأميركي،
وإما بدافع الرهان على دعم أو حماية أو رعاية لا يمكن ضمان استمرارها إلا من خلال أميركا مستبدة متحكمة،
وإما من باب استمراء التبعية والقهر والخضوع.
لذلك، لابد من دعوة هذا الفريق الأكثري إلى مراجعة بعض الحقائق غير القابلة للنقض ومنها: أن الامبراطورية الأميركية وإن كانت الأقوى في التاريخ، ف
إن الواقع أثبت أنها أضعف من أن تستفرد بالعالم وتفرض عليه واقع الأحادية القطبية.
هي الدولة الأعظم ثراء، وناتجها القومي يتعدى الأربعة عشر ألف ترليون دولار(14 ألف مليار دولار)
ولكنها أيضاً الدولة الأكثر اختلالاً في الإنفاق والأكبر من حيث العجز في الموازنة.
ميزانيتها العسكرية 700 مليار دولار،
وجيشها هو الأول من حيث القدرة والتجهيز والتسليح والتدريب، لكن قاموسه يكاد يخلو من كلمة انتصار.
مجتمعها يشهد كل دقيقة: 25 جريمة قتل، و23 حالة اغتصاب، و575 جريمة سرقة، و1166 حالة تهديد بالسلاح.
عدد الأميين فيها يتراوح بين 20 إلى 27 مليون نسمة، ويعجز 22% من شبابها (بين 21 إلى 25 سنة) عن فهم أي مقال سياسي أو اقتصادي منشور في أي صحيفة،
ويعاني 60% ممن هم دون السابعة عشرة من عمرهم من ضعف القدرة على القراءة السليمة.
هي الأكثر تبشيراً بالحرية والديمقراطية وسيادة القانون، لكنها في واقع الأمر، الراعي الرسمي لكل الدكتاتوريات والحركات العنصرية في العالم.
ادعاؤها حماية الشعوب والدفاع عن حقوق الإنسان، تفضحه حقيقة أنها صاحبة السجل الأسوأ في العدوان والتدمير والتخريب والانتهاكاتات.
هي الإمبراطورية المستعدة عن طيب خاطر لأن يصل إنفاقها على الحروب والخراب والدمار في العالم إلى خمسة ترليونات دولار،
وقد أنفقت منها بالفعل خلال السنوات التي تلت احتلال أفغانستان ثلاثة تريليونات دولار
كانت تكفي حسبما يبيّن المحلل الأميركي جيم لوب، لتقليل نسبة الفقراء والجائعين في العالم إلى ما دون النصف،
على حين يقول جوزيف ستيغليتز الاقتصادي الحائز جائزة نوبل: إن هذا المبلغ يكفي لبناء 8 ملايين وحدة سكنية في الولايات المتحدة، و15 مليون مدرسة عمومية،
ويضمن الرعاية الصحية لنحو 530 مليون طفل لعام واحد، ويوفر منحاً جامعية لـ43 مليون طالب،
وحتى لا يتصور البعض أن أميركا العظمى ليست بحاجة إلى مثل هذه الخدمات،
نذكر بما قيل قبل أسابيع في الكونغرس من أن الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى ترليون دولار بشكل عاجل لإنقاذ بنيتها التحتية من الانهيار،
وهذا ما أكدته الرابطة الأميركية للمهندسين المدنيين وتقرير نشر مؤخراً في مجلة (نيويورك ريفيو أوف بوكس)
جاء فيه إن أميركا تحتاج بشكل عاجل إلى 250 ألف مليون دولار لإعادة أبنية المدارس الحكومية إلى حال معقولة،
وأن 30% من الجسور فقدت صلاحيتها وتحتاج إلى نحو 9.4 بلايين دولار كل سنة لمدة عشرين عاماً لإصلاحها،
وإن عدد السدود غير الآمنة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 33%، وإن هناك عجزاً كبيراً في الميزانيات المخصصة لمياه الشرب،
كما أن مخصصات الصرف الصحي لا تكاد تكفي حتى للمحافظة على حالها السيئ الراهن، و
يعاني النقل الجوي نقصاً شديداً في عدد مهابط الطائرات وقد وقعت 1.8 مليون ساعة تأخير في مواعيد اقلاع الطائرات في عام 2007.
هي أميركا التي لطالما شكت التقارير الرسمية من أن نصف في المئة من شعبها يتحكم بشكل كامل
من خلال الفساد والعمولات والرشاوى بـ 27% من الناتج القومي (نحو 3.7 آلاف مليار دولار)،
وهو يساوي مئتي ضعف ما ينفق سنوياً على المساعدات المالية للفقراء.
توقع انهيار الولايات المتحدة إذاً ليس من باب المجازفة، لكنه ضمن حساب الاحتمالات الواقعية،
أما المؤكد فقد عبر عنه توماس فينغار كبير المحللين الاستخباراتيين الأميركيين قبل تفجر الأزمة المالية الأخيرة،
وذلك في تقرير نشرت الواشنطن بوست فقرات منه في 10/9/2008 حتى يستفيد منه الرئيس الأميركي القادم،
وفيه قال فينغار: إن أميركا ستبقى قوة بارزة، لكن قيادتها ستتآكل سياسياً وثقافياً واقتصادياً .
عن الوطن السورية :D