sona78
18/10/2008, 14:34
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////روبرت كستيليو في مكاتب «الأخبار» (مروان طحطح)يختصر «روبرت كستيليو» حكاية سكان أميركا الأصليين. مقاتل في صفوف حركة الهنود الحمر. معتقل سياسي لمدة 14 عاماً، ومناضل من أجل حق شعبه بالحرية. كستيليو في لبنان ليبرهن أن ما يجري في فلسطين يشبه ما حصل قبل قرون في «ماشيكا» التي أصبحت اليوم ... أميركا
بسام القنطار
الحزن الذي يسكن «روبرت كستيليو» (60 عاماً) يخبرك الكثير عن أحزان شعبه، الذي تعرّض للإبادة الجماعية المنظّمة قبل قرون. تدمع عيناه عندما يسمع عن عذابات معتقلي «غوانتانمو». فالرجل الذي أمضى 14 عاماً في سجون وكالات الاستخبارات الأمريكية هو الأقدر على تخيّل ما يحدث في هذا المعتقل.
يعدّ «كستيليو» واحداً من قادة «حركة الهنود الحمر» التي نشأت قبل ثلاثين عاماً للمطالبة بحق السكان الأصليين بالحرية والسيادة على أرضهم التي توارثوها عن أجدادهم.
«كستيليو» في بيروت بدعوة من معهد الدراسات الدولية، ومركز باحث للدراسات ودار الحمرا، للتحدث في ندوة عن «المشروع الصهيوأمريكي» وبمناسبة مرور أكثر من خمسمئة عام على اكتشاف كريستوفر كولومبس لأميركا. يصر «كستيليو» على العودة إلى ذلك الزمن، عندما وصل «كولومبس» عام 1492 الى تلك الأرض، حيث كان يقدّر عدد أجداد «كستيليو» من قبائل «أوننداجو» و«موهاك» و«شيروكي» بما بين 40 مليوناً إلى 120، وكلهم كان يطلق عليهم الهنود الأميركان، أو الهنود الحمر.
يتقمّص «كستيليو» بسرعة شخصية الراوي. حركة اليدين لا تتوقف أثناء الكلام. لديه الكثير ليرويه عن صعوبة حياة الهنود الحمر، والمعاناة التي يتعرضون لها. عن المحميات التي أجبروا على السكن فيها، بعدما جرى استخراج جميع ثرواتها الطبيعية، وتركت مطمراً للنفايات النووية الملوّثة. عن العنف الجنسي المرتكب ضد نساء أميركا الأصليات في الولايات المتحدة. ويؤكد أن امرأة واحدة من ثلاث نساء منتميات إلى السكان الأصليين تتعرض للاغتصاب في مرحلة ما من حياتها، ولا تطالب معظمهن بالعدالة، لأنهن يعرفن أن مطالبتهن ستقابل بالتقاعس أو اللامبالاة.
يقول «كستيليو»: «منذ أن كنت طفلاً، وُوجهت بعنصرية. من الصعب أن تكون محاطاً برعاة البقر، وأن تحكم بعقليتهم. لقد صارعت من أجل دخول المدرسة، كان صعباً عليّ في البداية أن أعرف ما هو الفرق بين السود والصفر والحمر والبيض. لكني لاحقاً فهمت، وعرفت أني أنتمي إلى قبيلة سكنت هذه الأرض منذ ما يزيد على 10 آلاف سنة». ويضيف: «لقد قتلونا بكل الوسائل والطرق حرقاً وشنقاً ورمياً بالرصاص. لقد جلبوا معهم الأمراض كالجدريّ والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والدفتريا والسعال الديكي والملاريا، وبقية الأوبئة التي حصدتنا، ولم تبقِ منا إلا بضعة آلاف».
ينتقل «كستيليو» مباشرة إلى ما حدث في فلسطين عام 1948، الذي برأيه «هو نسخة مصغّرة عمّا حصل في أميركا». ويضيف «هناك كانت الولادة المبكرة للأيديولوجية الصهيونية. فالاستيطان الأوروبي لأميركا أظهر العلامات الأولى للأيديولوجية الصهيونية. والسبق الذي حققه الغزاة على حساب الهنود الحمر كان محركاً عملياً، لإخضاع العالم للفكرة الصهيونية إزاء أرض فلسطين».
يتحدث «كستيليو» طويلاً عن رفيق عمره المعتقل في السجون الأميركية «ليونارد بيلتير»، وهو واحد من مؤسسي حركة الهنود الحمر. ويعدّ «بيلتير» أحد مشاهير السجناء السياسيين في أميركا. ولقد اعتقل عام 1975 على خلفية اتهامه بمقتل اثنين من عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية، أثناء تبادل إطلاق نار مع حركة الهنود الحمر في محمية «باين ريدج» الهندية.
يحمل «كستيليو» مظلومية «بيلتير» إلى كل مكان. إلى الأمم المتحدة، حيث لجان حقوق الإنسان، التي أدانت الاعتقال التعسفي الذي يتعرض له، وإلى منظمة العفو الدولية، التي أصدرت عدة تقارير عن «خلفية اعتقاله المرتبط بأغراض سياسية»، وعن المحاكمات غير العادلة التي تعرض لها، وفبركة الأدلة، وتهديد الشهود التي أدت الى إصدار عقوبة السجن المؤبّد بحقه.
يقارن «كستيليو» بين ما حدث لحماس وحزب الله في لبنان وفلسطين، وما حدث لقبيلته «تشيراكاوا»، التي رفضت توقيع أي معاهدة سلام مع البيض. «لقد اتهمونا بأننا وحوش ومتخلّفون وهمجيّون، تماماً كما يتهمون اليوم حماس وحزب الله بأنهما إرهابيّان لأنهما يرفضان إجراء مفاوضات سلمية مع إسرائيل».
يتساءل «كستيليو» عن المصلحة في توقيع معاهدة سلام ما دامت ستنقض في أي وقت؟ ويضيف: «لقد وقّع الهنود الحمر 361 معاهدة سلام مع البيض، وجميعها خُرقت. لقد استقبلناهم في البداية بكرم ونبل، ووفّرنا لهم المسكن والطعام وحتى الذهب، ولكنهم كانوا أكثر جشعاً من أن يقبلوا بالبعض، وكان من اللازم أن يحصلوا على الكل، ويفرضوا سلطتهم المطلقة على الأرض». ويردف: «لقد حرقوا البيوت وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ. ثم أقاموا مستوطناتهم المحاطة بالأسوار. لا يمكنني أن أرى جدار الفصل في فلسطين دون أن اتذكّر تلك الأسوار. إنه التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة».
جال «كستيليو» في كل لبنان، وزار قانا ووادي الحجير وبوابة فاطمة. وعن هذه الجولة يقول: «لقد رأيت بنفسي كيف يتعاطى الناس مع ظاهرة حزب الله، وكيف يؤذن الشيخ في جامع جبيل، وبقربه يرن جرس الكنيسة. الصورة النمطية في أميركا مختلفة تماماً عما رأيت». ويضيف: «تأثرت من شدة القسوة التي تعرض لها الشعب اللبناني جراء عدوان إسرائيل في تموز 2006. لقد كان هذا العدوان نموذجاً صارخاً عن استخدام القوة المفرطة وغير المبرّرة. أدين هذه الحرب، وأدين أيضاً حكومة بلادي، التي دعمت وموّلت وقدّمت المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، وغطت المجازر والجرائم التي حدثت».
خَبر «كستيليو» المتاهة المعقدة التي خلقتها حكومة الولايات المتحدة عبر السلطات الاتحادية وسلطات الولايات والسلطات القبلية من أجل إذلال السكان الأصليين وقهرهم. هو يأمل أن يفوز باراك أوباما بالرئاسة «لأنه سوف يغير في السياسة الخارجية القائمة على الاعتداء والحروب. لكنه لن يفعل الكثير من أجل السكان الأصليين، الذين يعانون حتى اليوم التمييز العنصري».
«الحصان الجامح» هو اللقب الأحبّ إلى قلب «كستيليو» ويذكّره برفيق عمره «بيلتير»، الذي كتب من داخل سجنه لـ«كستيليو» قصيدة «روح الحصان الجامح»، وقال فيها: «يقولون إن الصمت هو صوت التواطؤ، لكن الصمت مستحيل. الصمت هو رسالة. تماماً كما أن القيام بلا شيء هو شيء بعينه». يرى «كستيليو» أنه «من المعيب الصمت، ومن العار الاستسلام. لذلك فسوف أبقى مقاتلاً على طريقتي».
جريدة الاخبار
بسام القنطار
الحزن الذي يسكن «روبرت كستيليو» (60 عاماً) يخبرك الكثير عن أحزان شعبه، الذي تعرّض للإبادة الجماعية المنظّمة قبل قرون. تدمع عيناه عندما يسمع عن عذابات معتقلي «غوانتانمو». فالرجل الذي أمضى 14 عاماً في سجون وكالات الاستخبارات الأمريكية هو الأقدر على تخيّل ما يحدث في هذا المعتقل.
يعدّ «كستيليو» واحداً من قادة «حركة الهنود الحمر» التي نشأت قبل ثلاثين عاماً للمطالبة بحق السكان الأصليين بالحرية والسيادة على أرضهم التي توارثوها عن أجدادهم.
«كستيليو» في بيروت بدعوة من معهد الدراسات الدولية، ومركز باحث للدراسات ودار الحمرا، للتحدث في ندوة عن «المشروع الصهيوأمريكي» وبمناسبة مرور أكثر من خمسمئة عام على اكتشاف كريستوفر كولومبس لأميركا. يصر «كستيليو» على العودة إلى ذلك الزمن، عندما وصل «كولومبس» عام 1492 الى تلك الأرض، حيث كان يقدّر عدد أجداد «كستيليو» من قبائل «أوننداجو» و«موهاك» و«شيروكي» بما بين 40 مليوناً إلى 120، وكلهم كان يطلق عليهم الهنود الأميركان، أو الهنود الحمر.
يتقمّص «كستيليو» بسرعة شخصية الراوي. حركة اليدين لا تتوقف أثناء الكلام. لديه الكثير ليرويه عن صعوبة حياة الهنود الحمر، والمعاناة التي يتعرضون لها. عن المحميات التي أجبروا على السكن فيها، بعدما جرى استخراج جميع ثرواتها الطبيعية، وتركت مطمراً للنفايات النووية الملوّثة. عن العنف الجنسي المرتكب ضد نساء أميركا الأصليات في الولايات المتحدة. ويؤكد أن امرأة واحدة من ثلاث نساء منتميات إلى السكان الأصليين تتعرض للاغتصاب في مرحلة ما من حياتها، ولا تطالب معظمهن بالعدالة، لأنهن يعرفن أن مطالبتهن ستقابل بالتقاعس أو اللامبالاة.
يقول «كستيليو»: «منذ أن كنت طفلاً، وُوجهت بعنصرية. من الصعب أن تكون محاطاً برعاة البقر، وأن تحكم بعقليتهم. لقد صارعت من أجل دخول المدرسة، كان صعباً عليّ في البداية أن أعرف ما هو الفرق بين السود والصفر والحمر والبيض. لكني لاحقاً فهمت، وعرفت أني أنتمي إلى قبيلة سكنت هذه الأرض منذ ما يزيد على 10 آلاف سنة». ويضيف: «لقد قتلونا بكل الوسائل والطرق حرقاً وشنقاً ورمياً بالرصاص. لقد جلبوا معهم الأمراض كالجدريّ والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والدفتريا والسعال الديكي والملاريا، وبقية الأوبئة التي حصدتنا، ولم تبقِ منا إلا بضعة آلاف».
ينتقل «كستيليو» مباشرة إلى ما حدث في فلسطين عام 1948، الذي برأيه «هو نسخة مصغّرة عمّا حصل في أميركا». ويضيف «هناك كانت الولادة المبكرة للأيديولوجية الصهيونية. فالاستيطان الأوروبي لأميركا أظهر العلامات الأولى للأيديولوجية الصهيونية. والسبق الذي حققه الغزاة على حساب الهنود الحمر كان محركاً عملياً، لإخضاع العالم للفكرة الصهيونية إزاء أرض فلسطين».
يتحدث «كستيليو» طويلاً عن رفيق عمره المعتقل في السجون الأميركية «ليونارد بيلتير»، وهو واحد من مؤسسي حركة الهنود الحمر. ويعدّ «بيلتير» أحد مشاهير السجناء السياسيين في أميركا. ولقد اعتقل عام 1975 على خلفية اتهامه بمقتل اثنين من عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية، أثناء تبادل إطلاق نار مع حركة الهنود الحمر في محمية «باين ريدج» الهندية.
يحمل «كستيليو» مظلومية «بيلتير» إلى كل مكان. إلى الأمم المتحدة، حيث لجان حقوق الإنسان، التي أدانت الاعتقال التعسفي الذي يتعرض له، وإلى منظمة العفو الدولية، التي أصدرت عدة تقارير عن «خلفية اعتقاله المرتبط بأغراض سياسية»، وعن المحاكمات غير العادلة التي تعرض لها، وفبركة الأدلة، وتهديد الشهود التي أدت الى إصدار عقوبة السجن المؤبّد بحقه.
يقارن «كستيليو» بين ما حدث لحماس وحزب الله في لبنان وفلسطين، وما حدث لقبيلته «تشيراكاوا»، التي رفضت توقيع أي معاهدة سلام مع البيض. «لقد اتهمونا بأننا وحوش ومتخلّفون وهمجيّون، تماماً كما يتهمون اليوم حماس وحزب الله بأنهما إرهابيّان لأنهما يرفضان إجراء مفاوضات سلمية مع إسرائيل».
يتساءل «كستيليو» عن المصلحة في توقيع معاهدة سلام ما دامت ستنقض في أي وقت؟ ويضيف: «لقد وقّع الهنود الحمر 361 معاهدة سلام مع البيض، وجميعها خُرقت. لقد استقبلناهم في البداية بكرم ونبل، ووفّرنا لهم المسكن والطعام وحتى الذهب، ولكنهم كانوا أكثر جشعاً من أن يقبلوا بالبعض، وكان من اللازم أن يحصلوا على الكل، ويفرضوا سلطتهم المطلقة على الأرض». ويردف: «لقد حرقوا البيوت وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ. ثم أقاموا مستوطناتهم المحاطة بالأسوار. لا يمكنني أن أرى جدار الفصل في فلسطين دون أن اتذكّر تلك الأسوار. إنه التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة».
جال «كستيليو» في كل لبنان، وزار قانا ووادي الحجير وبوابة فاطمة. وعن هذه الجولة يقول: «لقد رأيت بنفسي كيف يتعاطى الناس مع ظاهرة حزب الله، وكيف يؤذن الشيخ في جامع جبيل، وبقربه يرن جرس الكنيسة. الصورة النمطية في أميركا مختلفة تماماً عما رأيت». ويضيف: «تأثرت من شدة القسوة التي تعرض لها الشعب اللبناني جراء عدوان إسرائيل في تموز 2006. لقد كان هذا العدوان نموذجاً صارخاً عن استخدام القوة المفرطة وغير المبرّرة. أدين هذه الحرب، وأدين أيضاً حكومة بلادي، التي دعمت وموّلت وقدّمت المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، وغطت المجازر والجرائم التي حدثت».
خَبر «كستيليو» المتاهة المعقدة التي خلقتها حكومة الولايات المتحدة عبر السلطات الاتحادية وسلطات الولايات والسلطات القبلية من أجل إذلال السكان الأصليين وقهرهم. هو يأمل أن يفوز باراك أوباما بالرئاسة «لأنه سوف يغير في السياسة الخارجية القائمة على الاعتداء والحروب. لكنه لن يفعل الكثير من أجل السكان الأصليين، الذين يعانون حتى اليوم التمييز العنصري».
«الحصان الجامح» هو اللقب الأحبّ إلى قلب «كستيليو» ويذكّره برفيق عمره «بيلتير»، الذي كتب من داخل سجنه لـ«كستيليو» قصيدة «روح الحصان الجامح»، وقال فيها: «يقولون إن الصمت هو صوت التواطؤ، لكن الصمت مستحيل. الصمت هو رسالة. تماماً كما أن القيام بلا شيء هو شيء بعينه». يرى «كستيليو» أنه «من المعيب الصمت، ومن العار الاستسلام. لذلك فسوف أبقى مقاتلاً على طريقتي».
جريدة الاخبار