بنت البحر
23/08/2005, 23:22
منذ أن زُرعت في هذه الدنيا ذات ليلة شتوية .."نبت" داخلي وجلّ شديد من الانضمام إلى "حظيرة" البشر , وربما من أجل هذا "كمنت" في بطن أمي متأخرة عن موعدي " المقرر " ما يربو عن الشهر , وعندما فعلت ذلك بعد عملية "شفط" عاتية حولت "احتجاجاتي" المستشفى بأكمة إلى " ملهى" .
كبرت , وأخذ عقلي الصغير " يضج " بالكثير من الأسئلة التي لم تجد لها أذان صاغية رغم إعادة طرحها الآلاف المرات ,كانت أمي تكتفي بعبارة " بكره تكبرين وتعرفين " لتملأ بها " فم " إلحاحي ..
بطبيعة الحال كان بعض الأسئلة ـ وربما هذا مما زاد من حنق أمي ـ من قبيل :
ـ أين تذهب الشمس عندما تغيب ؟
ـ لماذا يعدو القمر حولي أينما ذهبت؟
ـ لماذا لا يموت (توم ) بعد أن " تفعسه " أحدى السيارات في أفلام الكرتون !!
إلا أن أغلب أسئلتي توجهت لعالم البشر , هذا العالم الذي ظل " يحقنني " بجرعات منتظمة من الحيرة التي " تُذيب " كل المحاولات التي أمارسها "للاتساق" مع بني جنسي , فكلما زادت معرفتي بالبشر زاد حبي للأشياء فعلى سبيل المثال لا يمكن أن أكتب بـ " مسطره " أو أمسح بـ (مبراة ) , و "الثلاجة " لتبريد الأشياء بعكس " الفرن " فهو لتسخينها أو حتى حرقها , أرأيتم ما أجمل "الجوامد" وما أوضحها ,رغم أنها لا تتكلم ولا تفكر ولا تشعر مثل البشر, حتى الغريب والجديد منها يُرفق معه "كروكي " يشرح طريقة استعماله , فلماذا لا يكون لكل "آدمي " "كروكي " يوضح طريقة التعاطي معه!! , لذا التصقت بالأشياء ,واكتفيت بأنصاف الإجابات وربما أرباعها , مرتكبة أثماً أكبر من نقصها إلا وهو الاقتناع بها ,وعن كثب أخذت ارقب و " بعين المحايد " ـ على اعتبار أنني أدمية الأصل , شيئية ( نسبة إلى الأشياء ) الهوى ـ الغي الذي يجيد " حياكتة" البشر , الأمر الذي "يثير " عاصفة من التناقضات التي لا تفتأ تفتك بي .
في المدرسة توقعت نوعاً من الترحيب فأخذت "أُسقط" أسئلتي الواحد تلو الآخر على معلماتي اللائي ضقن ذرعاً بهذه الطالبة " النشبه" مما حدا بالكثير من معلماتي إلى إخراجي من الفصل عند زيارة المديرة أو المشرفة التربوية وفقا لنظام "الإعارة الشهير" ـ والذي لا يختلف في فكرته وأهدافه مع نظام "إعارة اللاعبين" ـ حيث تجري عملية " فلترة " للصف لتخرج الطالبة "المش ولابد " ويؤتى بطالبة" ممتازة " حتى تسير الحصة بسلام !! , عني عن الذكر أنني وبلا فخر كنت من أوائل الطالبات "المفلترات " .
أسئلة بعمر "العمر " تكدست فوق بعضها البعض بانتظار الإجابة تشبه إلى حد بعيد "كرة الثلج " التي بدأت صغيره وأخذت تتضخم شيئا فشيئا , في زمن"حمى " الأسئلة و" أنيميا " الإجابات .
ـ لماذا .. تصر أمي على استقبال جارتنا "صاحبة أثقل دم ولحم " في التاريخ .. والتي لا تعترف بأبسط حقوق الجيرة , ولا باختراع أسمة " لهاتف " ولا بمبدأ " الجرس " عند الدخول .
ـ لماذا .. يصنف الناس إلى "نخب أول " و"نخب ثاني " بناء على ماركة ساعاتهم ..
ـ لماذا .. "يتقتق" العالم الغربي كل يوم ـ أن لم يكن كل دقيقة ـ عن أفكار وحلول يمكن أن تساهم في حل الكثير من مشاكلنا .. إلا أننا نصر على استهلاك "الكاتشب " و "الكنتاكي " و" جوليا روبرتوس "..
ـ لماذا .. يكون "سب الدين " أسهل الطرق واقصرها بل وأشدها فعالية لبلوغ الشهرة ..
ـ لماذا..لا تجد بعض النساء ما تتنافس عليه مع جارتها إلا عدد مخدوماتها فهذه للمطبخ وهذه للبيت وهذه للأولاد وهذه لا لاشي سوى ارتفاع الرقم إلى أربعة .
ـ لماذا .. خلف كل رجل عظيم أمراة , وخلف كل امرأة بائسة رجـ ـل .
ـ لماذا نسب "ولاة أمرنا" ليلا ونهاراً , ابتدأً بالمعقول وانتهاء بالا معقول , وتجبرنا شاشات الأعلام وميكروفونات الإذاعة على القول "نشكر حكومتنا الرشيدة " "والله ما قصروا جعلهم ذخر "
ـ لماذا ..يخرج من جامعاتنا ـ وبعد سنين من الدراسة والاستقصاء ـ من يقول بأن "سورة الفاتحة " مجرد قصيدة شعر!! وأن سيرة الأنبياء أساطير عربية ..
ـ لماذا .. لا تجيد بعض النساء التعامل مع الرجل دون اعتباره " عاشق محتــمل " .
ـ لماذا .. نسب أمريكا في النهار ونغازلها في الليل .
ـ لماذا لا ينتصر الخير إلا في "المسلسلات " .
ـ لماذا " أم كلثوم " أقدس من " نانسي عجرم " ( والحرام بيّن والحلال بيّن) .
ـ لماذا عندما نحب ..... حسناً لن أتحدث عن الحب .
ـ لماذا الإسلام "أفضل الأديان " و"أذل " قوم المسلمون .
ـ لماذا نبدو كأمة كالسحلفاة المقلوبة على ظهرها تنتظر من يعدلها .
ـ لماذا ..كُتب علينا قلة الاستحمام مع أننا نحب النظافة ..
ـ لماذا .. نعرف الطريق إلى الجنة و نصّر على سلك الطريق الأخر .
أتنازل سيل "اللماذات " أعلاه في سبيل استيعاب فكرة واحدة هي
لماذا ..لكل هذه الأسئلة إجابة واحدة .. نعرفها كلنا ..ولا نفعل شيئا حيالها ...
لـمـاذا ؟
أمي
( كبرت ولم أفهم شيئاً )
والآن الآن الآن
أريد أن أعود إلى بطنك .
..............................للامانة منقووووول
كبرت , وأخذ عقلي الصغير " يضج " بالكثير من الأسئلة التي لم تجد لها أذان صاغية رغم إعادة طرحها الآلاف المرات ,كانت أمي تكتفي بعبارة " بكره تكبرين وتعرفين " لتملأ بها " فم " إلحاحي ..
بطبيعة الحال كان بعض الأسئلة ـ وربما هذا مما زاد من حنق أمي ـ من قبيل :
ـ أين تذهب الشمس عندما تغيب ؟
ـ لماذا يعدو القمر حولي أينما ذهبت؟
ـ لماذا لا يموت (توم ) بعد أن " تفعسه " أحدى السيارات في أفلام الكرتون !!
إلا أن أغلب أسئلتي توجهت لعالم البشر , هذا العالم الذي ظل " يحقنني " بجرعات منتظمة من الحيرة التي " تُذيب " كل المحاولات التي أمارسها "للاتساق" مع بني جنسي , فكلما زادت معرفتي بالبشر زاد حبي للأشياء فعلى سبيل المثال لا يمكن أن أكتب بـ " مسطره " أو أمسح بـ (مبراة ) , و "الثلاجة " لتبريد الأشياء بعكس " الفرن " فهو لتسخينها أو حتى حرقها , أرأيتم ما أجمل "الجوامد" وما أوضحها ,رغم أنها لا تتكلم ولا تفكر ولا تشعر مثل البشر, حتى الغريب والجديد منها يُرفق معه "كروكي " يشرح طريقة استعماله , فلماذا لا يكون لكل "آدمي " "كروكي " يوضح طريقة التعاطي معه!! , لذا التصقت بالأشياء ,واكتفيت بأنصاف الإجابات وربما أرباعها , مرتكبة أثماً أكبر من نقصها إلا وهو الاقتناع بها ,وعن كثب أخذت ارقب و " بعين المحايد " ـ على اعتبار أنني أدمية الأصل , شيئية ( نسبة إلى الأشياء ) الهوى ـ الغي الذي يجيد " حياكتة" البشر , الأمر الذي "يثير " عاصفة من التناقضات التي لا تفتأ تفتك بي .
في المدرسة توقعت نوعاً من الترحيب فأخذت "أُسقط" أسئلتي الواحد تلو الآخر على معلماتي اللائي ضقن ذرعاً بهذه الطالبة " النشبه" مما حدا بالكثير من معلماتي إلى إخراجي من الفصل عند زيارة المديرة أو المشرفة التربوية وفقا لنظام "الإعارة الشهير" ـ والذي لا يختلف في فكرته وأهدافه مع نظام "إعارة اللاعبين" ـ حيث تجري عملية " فلترة " للصف لتخرج الطالبة "المش ولابد " ويؤتى بطالبة" ممتازة " حتى تسير الحصة بسلام !! , عني عن الذكر أنني وبلا فخر كنت من أوائل الطالبات "المفلترات " .
أسئلة بعمر "العمر " تكدست فوق بعضها البعض بانتظار الإجابة تشبه إلى حد بعيد "كرة الثلج " التي بدأت صغيره وأخذت تتضخم شيئا فشيئا , في زمن"حمى " الأسئلة و" أنيميا " الإجابات .
ـ لماذا .. تصر أمي على استقبال جارتنا "صاحبة أثقل دم ولحم " في التاريخ .. والتي لا تعترف بأبسط حقوق الجيرة , ولا باختراع أسمة " لهاتف " ولا بمبدأ " الجرس " عند الدخول .
ـ لماذا .. يصنف الناس إلى "نخب أول " و"نخب ثاني " بناء على ماركة ساعاتهم ..
ـ لماذا .. "يتقتق" العالم الغربي كل يوم ـ أن لم يكن كل دقيقة ـ عن أفكار وحلول يمكن أن تساهم في حل الكثير من مشاكلنا .. إلا أننا نصر على استهلاك "الكاتشب " و "الكنتاكي " و" جوليا روبرتوس "..
ـ لماذا .. يكون "سب الدين " أسهل الطرق واقصرها بل وأشدها فعالية لبلوغ الشهرة ..
ـ لماذا..لا تجد بعض النساء ما تتنافس عليه مع جارتها إلا عدد مخدوماتها فهذه للمطبخ وهذه للبيت وهذه للأولاد وهذه لا لاشي سوى ارتفاع الرقم إلى أربعة .
ـ لماذا .. خلف كل رجل عظيم أمراة , وخلف كل امرأة بائسة رجـ ـل .
ـ لماذا نسب "ولاة أمرنا" ليلا ونهاراً , ابتدأً بالمعقول وانتهاء بالا معقول , وتجبرنا شاشات الأعلام وميكروفونات الإذاعة على القول "نشكر حكومتنا الرشيدة " "والله ما قصروا جعلهم ذخر "
ـ لماذا ..يخرج من جامعاتنا ـ وبعد سنين من الدراسة والاستقصاء ـ من يقول بأن "سورة الفاتحة " مجرد قصيدة شعر!! وأن سيرة الأنبياء أساطير عربية ..
ـ لماذا .. لا تجيد بعض النساء التعامل مع الرجل دون اعتباره " عاشق محتــمل " .
ـ لماذا .. نسب أمريكا في النهار ونغازلها في الليل .
ـ لماذا لا ينتصر الخير إلا في "المسلسلات " .
ـ لماذا " أم كلثوم " أقدس من " نانسي عجرم " ( والحرام بيّن والحلال بيّن) .
ـ لماذا عندما نحب ..... حسناً لن أتحدث عن الحب .
ـ لماذا الإسلام "أفضل الأديان " و"أذل " قوم المسلمون .
ـ لماذا نبدو كأمة كالسحلفاة المقلوبة على ظهرها تنتظر من يعدلها .
ـ لماذا ..كُتب علينا قلة الاستحمام مع أننا نحب النظافة ..
ـ لماذا .. نعرف الطريق إلى الجنة و نصّر على سلك الطريق الأخر .
أتنازل سيل "اللماذات " أعلاه في سبيل استيعاب فكرة واحدة هي
لماذا ..لكل هذه الأسئلة إجابة واحدة .. نعرفها كلنا ..ولا نفعل شيئا حيالها ...
لـمـاذا ؟
أمي
( كبرت ولم أفهم شيئاً )
والآن الآن الآن
أريد أن أعود إلى بطنك .
..............................للامانة منقووووول