sweetbaby
23/10/2008, 23:36
كم غبطت صديقي أبا جهاد على داره الريفية, وخصوصا على شجريتي الزيتون اللتين أصبحتا ملقى للعصافير بالأضافة الى الخير العميم في الزيتون والزيت!!...
وعندما نقول عن شجرة أنها ملقى للعصافير فهذا يعني أنها مكان اقامتهم الدائم, قد يغادرونها سويعات في النهار ولكنم اليها يعودون سريعا, ففيها أسرتهم الخضراء التي يرقدون فيها, وماعشت لاأنسى جوقتهم الرنانة عندا يطلع الفجر, انهم يفوقون أعظم أوركسترا, يزقزقون في انسجام جيبت ويصمتون في وقت واحد وكأنهم يعرفون أصول علم الموسيقا في قراراته وجواباته, في ارتفاع أنغامه وانخفاضها, في فترات الصمت وفترات العزف, واليوم يحدثني صديقي أبو جهاد عن جوقة العصافير بحزن وأسى يقول لي: لم تعد تلك الجوقة كما عرفتها وسمعتها في يوم من الأيام, لقد تغيرت من حال الى حال.
قلت له: ان حديثك يثير قلقي ويؤرقني. ماذا أصاب جوقة عصافير دارك الريفية؟ قال لي: صدق او لاتصدق.
في قيلولة أحد الأيام القائظة, حط رحاله عصفور غريب على احدى الشجرتين وغرابته في طول منقاره, وفي طبيعة غذائه فهو ينقر بمنقاره الطويل الصلب رأس العصفور الدوري, ويمتص مخه, ذعرت عصافير الدوري لحضوره, وانمكمشت على نفسها, وهي في حالة الذعر والانكماش خاطبها قائلا:
انكم تزقزقون كما يحلو لكم تصدحون وتصمتون كل على هواه, وهذه الحالة من الفوضى في الزقزة والصداح لاتعجبني, بل تزعجني, ولذلك سأقوم بإنهاء حالة الفوضى هذه, وأضع لكم برنامجا دقيقا للزقزقة والصداح تحدد فيه فترات الصمت والعزف لكل عصفور منكم, فالعصفور نغم يزقزق من الخامسة صباحا إلى السادسة, العصفور لحن يزقزق من السادسة الى السابعة, والعصفور ورد يزقزق من السابعة الى الثامنة والعصفور عذب يصدح من الثامنة الى التاسفعة, والعصفور صداح يعزف من التاسعة الى العاشرة, والعصفورة يمام تغرد من العاشرة الى الحادية عشرة, والعصفورة هديل تغني من الحادية عشرة الى الثانية عشرة,... وهكذا حتى الساعة السبعة مساء حيث يسود الصمت ويرقد الجميع حتى الفجر ويبدأ تنفيذ البرنامج اليومي بدقة وصرامة, ولكن الفجر أطل, وظل الصمت مخيما فلا عصفور زقزق ولا عصفورة صدحت, وظل صراخ العصفور ذي المنقار الطويل وحدة المسموع ومن يومها سكتت جوقة العصافير.
غسان لافي طعمة
وعندما نقول عن شجرة أنها ملقى للعصافير فهذا يعني أنها مكان اقامتهم الدائم, قد يغادرونها سويعات في النهار ولكنم اليها يعودون سريعا, ففيها أسرتهم الخضراء التي يرقدون فيها, وماعشت لاأنسى جوقتهم الرنانة عندا يطلع الفجر, انهم يفوقون أعظم أوركسترا, يزقزقون في انسجام جيبت ويصمتون في وقت واحد وكأنهم يعرفون أصول علم الموسيقا في قراراته وجواباته, في ارتفاع أنغامه وانخفاضها, في فترات الصمت وفترات العزف, واليوم يحدثني صديقي أبو جهاد عن جوقة العصافير بحزن وأسى يقول لي: لم تعد تلك الجوقة كما عرفتها وسمعتها في يوم من الأيام, لقد تغيرت من حال الى حال.
قلت له: ان حديثك يثير قلقي ويؤرقني. ماذا أصاب جوقة عصافير دارك الريفية؟ قال لي: صدق او لاتصدق.
في قيلولة أحد الأيام القائظة, حط رحاله عصفور غريب على احدى الشجرتين وغرابته في طول منقاره, وفي طبيعة غذائه فهو ينقر بمنقاره الطويل الصلب رأس العصفور الدوري, ويمتص مخه, ذعرت عصافير الدوري لحضوره, وانمكمشت على نفسها, وهي في حالة الذعر والانكماش خاطبها قائلا:
انكم تزقزقون كما يحلو لكم تصدحون وتصمتون كل على هواه, وهذه الحالة من الفوضى في الزقزة والصداح لاتعجبني, بل تزعجني, ولذلك سأقوم بإنهاء حالة الفوضى هذه, وأضع لكم برنامجا دقيقا للزقزقة والصداح تحدد فيه فترات الصمت والعزف لكل عصفور منكم, فالعصفور نغم يزقزق من الخامسة صباحا إلى السادسة, العصفور لحن يزقزق من السادسة الى السابعة, والعصفور ورد يزقزق من السابعة الى الثامنة والعصفور عذب يصدح من الثامنة الى التاسفعة, والعصفور صداح يعزف من التاسعة الى العاشرة, والعصفورة يمام تغرد من العاشرة الى الحادية عشرة, والعصفورة هديل تغني من الحادية عشرة الى الثانية عشرة,... وهكذا حتى الساعة السبعة مساء حيث يسود الصمت ويرقد الجميع حتى الفجر ويبدأ تنفيذ البرنامج اليومي بدقة وصرامة, ولكن الفجر أطل, وظل الصمت مخيما فلا عصفور زقزق ولا عصفورة صدحت, وظل صراخ العصفور ذي المنقار الطويل وحدة المسموع ومن يومها سكتت جوقة العصافير.
غسان لافي طعمة