-
دخول

عرض كامل الموضوع : النص الكامل لحديث الرئيس الأسد مع مجلة "درشبيغل" ا


agha
29/08/2005, 05:29
وفي ما يلي النصّ الحرفي للحوار كما نقتله صحيفة السفير اللبنانية :


-السيد الرئيس، في أكثر من مكان في العالم العربي توجهات واضحة لتطبيق الديموقراطية.. هذا الأمر لا نشعره في سوريا.. لماذا؟
* إن الدول العربية تتطور حاليا بسرعات مختلفة وفي ظل ظروف تاريخية مختلفة. إن مصر، على سبيل المثال، لم تشهد تغييرات في قيادة الحكم كما شهدت سوريا، ومع ذلك وقّعت القاهرة على الصلح مع إسرائيل، بينما، نعيش نحن مع إسرائيل في وضعية "اللا حرب واللا سلم"... وبالمناسبة فقد باشرنا قبل سنوات خطوات باتجاه التطوير أدت إلى أمور غير متوقعة، لكن المهم أننا في سوريا نقود حوارا في هذا المجال.


- لقد استغرق ذلك وقتا، أكثر مما يأمله البعض..
إن سرعة التطور عندنا لها علاقة بتحديات نواجهها ولا نستطيع دائما التأثير فيها.. هناك تدخلات من الخارج في شؤوننا الداخلية.


- تعني بذلك مطالب الولايات المتحدة الأميركية بتطبيق المزيد من الديموقراطية ووقف الدعم للإرهابيين؟
* إن قوة التدخلات الخارجية تؤدي إلى البطء في مسار التطوير داخل سوريا، فالمسار الديموقراطي يجب أن يشمل سوريا بكاملها، ومن الطبيعي في هذا السياق أن تؤثر القضايا العالقة في النزاع الدائر في الشرق الأوسط على مسار التطوير.. هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل حول الأولويات.. التطوير السياسي أم الإنعاش الاقتصادي.


- هل يعيق أحد المسارات المسار الآخر؟
* هناك ارتباط بين الهدفين، السياسي والاقتصادي، فنحن نطلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي لتنشيط الوضع الاقتصادي.. إن أكثر المواطنين السوريين الذين قابلتهم، يرغبون الخلاص من الفقر قبل وضع الدستور الديموقراطي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك موجة الإرهاب التي تعطل أي تطوير ديموقراطي.. يجب علينا التحرك بسرعة وقدر المستطاع قبل تلقي ضربات معاكسة.


- هذا الوضع يؤثر على حياة المواطنين.. من ناحية يجري منحهم حق تكوين أحزاب سياسية، لكن فورا تمنع الأحزاب ويجري القبض على المعارضين..
* أنتم تتحدثون إلى معارضين في بلادنا، ولو أردنا سجنهم لما استوعبتهم السجون.


- إن معظم المعارضين الذين تحدثنا إليهم، قضوا وقتا طويلا في السجن.
* لكنهم الآن خارج السجن.. بالمناسبة، لا يمكن المقارنة ببساطة بين وضعكم في الدول الغربية ووضعنا.. لنأخذ الدين، على سبيل المثال، نجد في بريطانيا كتابا يدعي مؤلفه أن للسيد المسيح أطفالا.. ادعاء كهذا يمر في أوروبا من دون اعتراض أو إراقة دماء.. لكن الحديث في سوريا عن الإسلام بإمكانه أن يؤدي إلى انتفاضات دموية..


- لكن ما علاقة ذلك مع المعارضة الحقيقية في سوريا؟
* عندما نحاسب أحدا، فلا علاقة لهذه المحاسبة بشخصه، بل بمدى تأثير نشاطه على تركيبة الشعب الدينية والعرقية.. هنا ممنوع المساس بسقف الاستقرار أو تعطيله.. قبل شهرين، سمحنا بإنشاء أحزاب وبالإمكان الآن مشاهدة هذه الأحزاب بوضوح.. أنا هنا لن أدعي أن لدينا نشاطات حزبية واسعة، بل أريد أن أدلكم على الأهداف التي نسعى إليها.


- لكن بوضوح أكثر.. مما تخافون؟
* نخاف من تطورات مماثلة لتلك التي حدثت في الجزائر العام 1991. يومها وضعت الحكومة المواطنين أمام تصورات خاطئة، مفادها أن الإسلاميين يهددون بتسلم السلطة.. وما زال الشعب الجزائري حتى اليوم يدفع ثمنا لهذه الحسابات المغلوطة.


- هناك مثلا قضية النائب رياض سيف.. لقد انتقد احتكار السلطة.. فحكم عليه بالسجن خمس سنوات..
* لقد هدّد وحدة البلاد وخالف قانونا يفرض العقاب على من يمس وحدة الأمة بتنوعها العرقي وجماعاتها الدينية.


- لكن، ألم ينتقد رياض سيف العلاقات داخل السلطة؟
* لا أبدا. لا تجري محاسبة أي شخص لأنه هاجمني شخصيا، لكن المساس بوحدة المجتمع قضية أخرى خطيرة.


- كذلك يوجد العديد من الصحافيين السوريين يجري التضييق على عملهم وحتى سجنهم... متى تقام فعلا حرية صحافية؟
* نحن لم نمنع أحدا من التعبير عن رأيه الشخصي.


- مؤخرا جرى سجن مراسل صحيفة "الحياة" عدة أشهر.
* هذه قضية أخرى.. القوانين السورية تمنع الصحافيين من كتابة التقارير المتعلقة بالشؤون العسكرية.. يمكن أن يكون هذا الموقف سليما أو خاطئا، لكن هذا هو القانون.


- ذكرتم أن مكافحة الفقر أهمّ من الديموقراطية.. هل يعني ذلك أنكم تتبعون النهج الصيني: الانفتاح الاقتصادي من دون الإصلاح السياسي؟
* عندما أقول إن الأولوية هي للاقتصاد، فذلك لا يعني إطلاقا تجميد الإصلاحات السياسية.. من الجائز أن يكون السبق للإصلاح الاقتصادي في السنوات الخمس الماضية وذلك من أجل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين.. عندما يستيقظ احدهم صباحا ولا يجد ما يأكله فهذا الوضع خطير، أما عندما أقول لهذا الجائع إنني سأسمح بحرية إنشاء الأحزاب، فماذا تراه يجيب؟ بالنسبة إلينا، ليس مهما النموذج الصيني أو سواه من النماذج.. نحن نلبي حاجات مجتمعنا وبلادنا.


- متى يقوم في سوريا نظام حرية أحزاب؟
* من أجل الحوار الاجتماعي احتجنا إلى خمس سنوات.. نحن الآن في المرحلة التالية، أي في مرحلة الحوار حول الأحزاب. إن الأمور هنا لا تسير بسرعة والمغرب على سبيل المثال، قطع هذه المرحلة في ثلاث سنوات.


- هل يتحقق ذلك قبل الانتخابات العامة في العام 2007؟
* بكل تأكيد، لكن في أيامنا الحاضرة لا يستطيع المرء التنبؤ بأحداث المستقبل البعيد.. أنا لا أحتمل أي خطأ.. أفضل السير بخطوات بطيئة على القفز أربعة أمتار مع احتمال السقوط قبل الوصول.


- كيف ستمنع النموذج الجزائري من التحقيق.. أي احتمال قيام أحزاب دينية منتخبة ديموقراطيا لكنها لا تمارس النهج الديموقراطي؟
* مرة اخرى: لا يمكننا تطوير الشرق بمعايير غربية.. لديكم في ألمانيا الحزب المسيحي الديموقراطي، وهو يندمج جيدا داخل الحياة في بلادكم، وفي المقابل لا يوجد عندكم أحزاب قومية كبيرة بسبب تاريخكم.. الأوضاع في سوريا تستقر عندما يصبح المجتمع علمانيا، وهذا يتطلب وقتا.


- في العديد من خطبه، الرئيس الأميركي جورج بوش ينتقد وضع الحرية وراء الاستقرار.. هل يعنيكم بذلك؟
* الحرية والديموقراطية هما وسائل كما هو الاستقرار.. إن الهدف الأخير هو تحقيق التقدم والرفاهية. إن من يقدّم الحرية على الاستقرار يلحق ضررا بالنمو والرخاء.. وبالمناسبة لا يمكن اعتبار سجن "أبو غريب" ولا "غوانتانامو" ولا ما يحدث في العراق.. نماذج جيدة للحرية.


- في واشنطن، يتهمونكم بأنكم "صدام لايت"..
* كانت هناك خلافات قوية بين نهج صدام حسين ونهج والدي في الحكم وقد كلفنا هذا الخلاف خسارة أرواح 15 ألف جندي سوري.. إن صدام حسين لم يكن يسمح إلا برأيه، بينما أنا أتيح المشاركة في الرأي وفي اتخاذ القرارات لأشخاص من خارج الحزب.. لو كنت أتبع نهجا مماثلا لنهج صدام حسين لما تمكنت مع زوجتي وأولادي من السير في الشارع. إن صدام حسين كان مختبئاً.. إن وجود أشخاص ينتقدونني لا يعني ذلك أن الناس تكرهني.


المقاومة في العراق
- في حرب الخليج العام 1991، دعم والدك الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بينما وجهت أنت انتقادات حادة ضد الحرب التي وقعت ضد العراق في العام 2003.
* في الحرب الأولى كان الهدف تحرير شعب عربي وقع تحت الاحتلال. الحرب الأخيرة أدت إلى احتلال دولة عربية.. هذا اختلاف قوي.


- هل تؤيدون المقاومة العراقية للاحتلال وللحكومة الجديدة؟
* تقع في العراق أعمال إرهابية تودي بحياة أبرياء وهذا الامر نرفضه تماما. لكن في المقابل توجد حركات مقاومة وهذا شيء آخر.. إنه شيء طبيعي جدا.


- لكن هل تعتبرون العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال أعمالا شرعية؟
* حول هذه القضية يختلف أيضا رجال الدين، لكن أعتقد أن أكثريتهم تؤيد هذه الأعمال... إنه خلاف نظري ويبقى أن من يرغب تفجير نفسه لن يسألهم ولن يسألني.


- تتهمكم الحكومة الأميركية بدعم المقاومة العراقية عبر الحدود السورية.
* لقد اتهمت أيضا صدام حسين بامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل.. لكن بجدية أكثر.. هل سأل أحدهم الأميركيين عما إذا كان باستطاعتهم حراسة حدودهم مع المكسيك؟ يردون بأن هذا صعب جدا.. نحن نقول للأميركيين وبوضوح تام إن حراسة الحدود مع العراق بشكل جيد أمر مستحيل. ونقول لهم ايضا إن سبب الفوضى هو الحرب التي شنّوها.. ليس جيدا ارتكاب خطأ ورمي المسؤولية لاحقا على الآخرين.


- إن الولايات المتحدة الأميركية تضع سوريا في خانة "الدول المارقة" هل تخافون من أن تطيحكم واشنطن عن السلطة؟
* إنظروا إلى نتيجة تغيير النظام في العراق.. أكيد لن يقول أحد بأنها كانت ناجحة.


عملية السلام
- في آخر حديث أجريناه معكم في العام 2001 ذكرتم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يقود المنطقة إلى الحرب، لكنه الآن يسحب المستوطنين من قطاع غزة.. هل هذه فرصة جديدة للسلام؟
* إن سحب المستوطنين والقوات الإسرائيلية من غزة خطوة جيدة بكل تأكيد.. لكن هذا وحده لا يكفي للسلام، بل المطلوب تطبيق كافة قرارات الأمم المتحدة وعودة اللاجئين وإعادة مرتفعات الجولان وقيام دولة فلسطينية مستقلة.


- هذه المطالب الكثيرة غير واقعية.
* القضية ليست قضية مطالب كثيرة أو قليلة.. إن المكان الذي يجمع مصالح جميع الفرقاء هو الأمم المتحدة وقراراتها.


- لقد كانت إسرائيل دائما مهددة بالحرب والارهاب لذلك تقضي مصلحتها الوطنية بعدم تطبيق بعض القرارات.
* نحن أيضا مهددون من الإرهاب وألمانيا أيضا مهددة.. إن العكس هو الصحيح: إن إحلال السلام هو أفضل طريقة لمكافحة الارهاب.


- نظريا جرى إقفال مكاتب حماس والجهاد في دمشق، لكن القادة ما زالوا فيها، هل هذه لعبة مزدوجة؟
* في الحالة الطبيعية إن المكان الحقيقي لهؤلاء هو في المناطق الفلسطينية.. نحن لم ندعُهم إلى سوريا، بل إسرائيل هي التي طردتهم.


اغتيال الحريري
- العديد من السياسيين اللبنانيين يحمّل نظامكم مسؤولية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.. وبعضهم يقول إن خلافا وقع بينك وبينه في آخر زيارة له إلى دمشق.
* وآخرون قالوا أيضا بأنني هددته والبعض يقول بأن مسؤولا في المخابرات السورية وجه مسدسه إلى رأس الحريري... هذه ببساطة مهزلة. في آخر لقاء تحدثنا حول إمكانية التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود: كان كل شيء واضحا: الحريري كان غير موافق فقلت له: لن نستخدم الآن أي ضغط عليك. عد إلى لبنان وأعلمنا بقرارك النهائي.. وبعد أيام قليلة وافق على رأينا... لماذا تقتل سوريا رجلا لا يختلف معها؟ هذا كلام لا معنى له. في الحقيقة إن سوريا هي أكثر من تضرر من تبعات هذه الحادثة.


- لقد اضطررتم إلى سحب 14 ألف جندي من لبنان، لكنك لم تشارك شخصيا في مراسم دفن الحريري.
* طبيعي لم أشارك. كانت القضية تتعلق بالكرامة الشخصية في مواجهة هذه الاتهامات.


- إن مدعياً عاماً المانياً مكلف من قبل الأمم المتحدة التحقيق في ملابسات اغتيال الرئيس الحريري.. ما هو موقفكم في حال طلب التحقيق مع سوريين حول قضية الاغتيال؟
* نحن نتعاون من دون أي تحفظ.. نحن لنا مصلحة أيضا في هذه التحقيقات لأنها تزيل التهم الخاطئة.. هذا في حال لم تأت النتائج مزوّرة ولأهداف سياسية.. إن سوريا لا علاقة لها إطلاقا في قضية الاغتيال..إطلاقا.


- هل بإمكانك التأكيد بأن لا أحد من رجال الاستخبارات أو أي مواطن سوري ضالع في قضية الاغتيال؟
* أنا متأكد تماما.. إن عملا كهذا يتطلب مشاركة أشخاص لهم تأثير ومؤسسات.. ولو حدث هذا الأمر لعلمنا به.


- وهل تسمحون للمدعي العام ميليس بتوجيه أسئلة إلى أي مواطن سوري؟
* لقد قلت إن له حق الاستماع إلى إفادة من يشاء.. إن هذا الأمر هو في مصلحتي الشخصية، كما هو في مصلحة سوريا.

----------------------------------------------------------------

صياد الطيور
29/08/2005, 18:21
لا تجري محاسبة أي شخص لأنه هاجمني شخصيا، لكن المساس بوحدة المجتمع قضية أخرى خطيرة


القوانين السورية تمنع الصحافيين من كتابة التقارير المتعلقة بالشؤون العسكرية.. يمكن أن يكون هذا الموقف سليما أو خاطئا، لكن هذا هو القانون.


أفضل السير بخطوات بطيئة على القفز أربعة أمتار مع احتمال السقوط قبل الوصول.


الأوضاع في سوريا تستقر عندما يصبح المجتمع علمانيا، وهذا يتطلب وقتا.


إن وجود أشخاص ينتقدونني لا يعني ذلك أن الناس تكرهني


ويبقى أن من يرغب تفجير نفسه لن يسألهم ولن يسألني.


ليس جيدا ارتكاب خطأ ورمي المسؤولية لاحقا على الآخرين.


إنظروا إلى نتيجة تغيير النظام في العراق.. أكيد لن يقول أحد بأنها كانت ناجحة.


اغتيال الحريري
- العديد من السياسيين اللبنانيين يحمّل نظامكم مسؤولية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.. وبعضهم يقول إن خلافا وقع بينك وبينه في آخر زيارة له إلى دمشق.
* وآخرون قالوا أيضا بأنني هددته والبعض يقول بأن مسؤولا في المخابرات السورية وجه مسدسه إلى رأس الحريري... هذه ببساطة مهزلة. في آخر لقاء تحدثنا حول إمكانية التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود: كان كل شيء واضحا: الحريري كان غير موافق فقلت له: لن نستخدم الآن أي ضغط عليك. عد إلى لبنان وأعلمنا بقرارك النهائي.. وبعد أيام قليلة وافق على رأينا... لماذا تقتل سوريا رجلا لا يختلف معها؟ هذا كلام لا معنى له. في الحقيقة إن سوريا هي أكثر من تضرر من تبعات هذه الحادثة.



الله يحيمك ويوفقك يا كبير
:angel:

vodo
30/08/2005, 02:00
شكرا يا اغا :)