مجنون يحكي وعاقل يسمع
10/12/2008, 21:36
لنهرب قليلاً من لسعات الشمس الحارقة , خرجنا إلى العمل قبل العصافير , وربما لأن تحصيل لقمة العيش بالنسبة لنا أصعب منها لذلك علينا أن نجتهد قبلها , وبينما نحن على الطريق السريع , حيث كل شيء هنا مصاب بداء السرعة المزمن وبالرغم من ذلك كل شيء يسير القهقرى .
التفت إلي زميلي في الشقاء والغربة وسألني دون أن ينبس بحرف
- سمعت هل يعجبك ذلك ؟!!
حاولت تجاهل السؤال الذي سألني إياه ولم يسالني , فرماني بنظرة غاضبة وحاول أن يتبعها بشيء آخر فقاطعته هزّة خفيفة من رأسي وابتسامة ولا أمّرّ منها متبوعة بكلمة
- يستحقون.
رميتها هكذا وكأنني لم أسمع بالخبر الذي نقله الراديو
فجاءني السؤال الغاضب
- كأنك لم تسمع
_ سمعت
كلمة واحدة كأن الذي قالها لفظ آخر ماعنده
- سمعت!؟ تقول سمعت و وماالذي سمعت؟سمعت ما قالته المحطة؟
وكادت هزة الرأس الموافقة على سؤاله أن تخرجه عن طوره وتخرج السيارة التي يقودها في عصر السرعة وعلى الطريق السريع عن طورها وعن خط سيرها , ولا أدري مالذي أنقذنا
_ قف قليلاً خارج الطريق , وأرح نفسك قليلاً قبل أن نتابع
قلت له وببرودة لا مثيل لها , فانفجر زميلي وصديقي في وجهه وكأنني أنا من أصدر الحكم بالجلد
-ولكنهما طبيبان الا تعلم ماذا يعني طبيبان
لا يعني لي شيئاً أن يكون الإنسان طبيباً
- كيف ؟
- لكل إنسان مهمة في الحياة عليه أن يتقنها بأمانة مهما كانت
_ هل تصدق ما تقوله الرواية , كذب إنهم يريدون تشويه سمعتنا نحن المصريين
_ أنهم يحاولون تلميع صورتهم
- كيف تصدق بأن طبيبا يفعل ما يتهمونه به
- لست بصدد أن أصدق أو لا أصدق مايقال
ولكنك تقول بأنهم يستحقون الجلد
نعم يا صديقي , قلت متابعاً وأنا وأنت نستحق الجلد , هل تظن يا صديقي لو وقف الطبيبان ولو وقفت أنت ووقفت أنا في وجه الظلم, في وجه الصوص والمجرمين الذين سرقو كل خيرات بلداننا , كنّا سنتعرض لما نتعرض له
انتقلت عدوة الإبتسامة البلهاء من وجهي إلى وجهه , وحاول إعادة السيارة إلى الطريق, وهو يهز رأسه بالطريقة التي كنت قد هززت رأسي بها
- معك حق, قال لي , ولأخفف عمّا اختلج في نفسه أم في نفسي لست أدري ,قلت
_ لاتنسى يا عزيزي أنك وإياي نعيش في مملكة الإنسانية وكذلك الطبيبان , فهل من المعقول أن ينفذ حكم الجلد بالناس جلاد في مملكة الإنسانية, سوف يأتون بطفل فيه من الإنسانية ما في العالم أجميع ويداعب كل من الطبيبين ويضع على جبين كل منهم قبلاً بعدد الجلدات في حيثيات الحكم الإلهي الصادر
ثم ألا ترى معي بأننا تعودنا على الجلد الجسدي بعد أن أدمنّا كل أنواع الجلد النفسي والفكري, وهل يؤلم الشاة السلخ بعد الذبح
_ نعم نستحق اكثر من الجلد
قال لي وهو يحبس دمعتين من دموع الرجال الشرقيين ,بينما كنت أتمعن في شريط الوطن المنشور على حبل الغسيل وهو يبحث عن يدين لتغسلاه
التفت إلي زميلي في الشقاء والغربة وسألني دون أن ينبس بحرف
- سمعت هل يعجبك ذلك ؟!!
حاولت تجاهل السؤال الذي سألني إياه ولم يسالني , فرماني بنظرة غاضبة وحاول أن يتبعها بشيء آخر فقاطعته هزّة خفيفة من رأسي وابتسامة ولا أمّرّ منها متبوعة بكلمة
- يستحقون.
رميتها هكذا وكأنني لم أسمع بالخبر الذي نقله الراديو
فجاءني السؤال الغاضب
- كأنك لم تسمع
_ سمعت
كلمة واحدة كأن الذي قالها لفظ آخر ماعنده
- سمعت!؟ تقول سمعت و وماالذي سمعت؟سمعت ما قالته المحطة؟
وكادت هزة الرأس الموافقة على سؤاله أن تخرجه عن طوره وتخرج السيارة التي يقودها في عصر السرعة وعلى الطريق السريع عن طورها وعن خط سيرها , ولا أدري مالذي أنقذنا
_ قف قليلاً خارج الطريق , وأرح نفسك قليلاً قبل أن نتابع
قلت له وببرودة لا مثيل لها , فانفجر زميلي وصديقي في وجهه وكأنني أنا من أصدر الحكم بالجلد
-ولكنهما طبيبان الا تعلم ماذا يعني طبيبان
لا يعني لي شيئاً أن يكون الإنسان طبيباً
- كيف ؟
- لكل إنسان مهمة في الحياة عليه أن يتقنها بأمانة مهما كانت
_ هل تصدق ما تقوله الرواية , كذب إنهم يريدون تشويه سمعتنا نحن المصريين
_ أنهم يحاولون تلميع صورتهم
- كيف تصدق بأن طبيبا يفعل ما يتهمونه به
- لست بصدد أن أصدق أو لا أصدق مايقال
ولكنك تقول بأنهم يستحقون الجلد
نعم يا صديقي , قلت متابعاً وأنا وأنت نستحق الجلد , هل تظن يا صديقي لو وقف الطبيبان ولو وقفت أنت ووقفت أنا في وجه الظلم, في وجه الصوص والمجرمين الذين سرقو كل خيرات بلداننا , كنّا سنتعرض لما نتعرض له
انتقلت عدوة الإبتسامة البلهاء من وجهي إلى وجهه , وحاول إعادة السيارة إلى الطريق, وهو يهز رأسه بالطريقة التي كنت قد هززت رأسي بها
- معك حق, قال لي , ولأخفف عمّا اختلج في نفسه أم في نفسي لست أدري ,قلت
_ لاتنسى يا عزيزي أنك وإياي نعيش في مملكة الإنسانية وكذلك الطبيبان , فهل من المعقول أن ينفذ حكم الجلد بالناس جلاد في مملكة الإنسانية, سوف يأتون بطفل فيه من الإنسانية ما في العالم أجميع ويداعب كل من الطبيبين ويضع على جبين كل منهم قبلاً بعدد الجلدات في حيثيات الحكم الإلهي الصادر
ثم ألا ترى معي بأننا تعودنا على الجلد الجسدي بعد أن أدمنّا كل أنواع الجلد النفسي والفكري, وهل يؤلم الشاة السلخ بعد الذبح
_ نعم نستحق اكثر من الجلد
قال لي وهو يحبس دمعتين من دموع الرجال الشرقيين ,بينما كنت أتمعن في شريط الوطن المنشور على حبل الغسيل وهو يبحث عن يدين لتغسلاه