Anggelo
31/08/2005, 18:51
تمهيد
يعرف المؤرخون التاريخ بأنه أحداث الماضى , ويقسم الباحثين التاريخ إلى أقسام كثيرة ومتشعبة لا حصر لها منها :
التاريخ الدينى – تاريخ الأمم – تاريخ حياة أفرد أو شخصيات هامة – تاريخ علمى .. ألخ
ويمكن القول بعبارة شاملة مختصرة قصيرة " أن كل شئ حولنا له تاريخ " ... ألخ
وعندما نبحث فى تاريخ أقباط مصر " تاريخ الأمم " سوف يقابلنا أشخاص عاشوا فى هذا التاريخ وصنعوا أحداثة قد تكون أفعالهم حسنة وقد تكون سيئة بغض النظر عن إنتمآءاتهم الدينية أو العرقية التى توجههم , فلا يوجد كائن حى معصوم من الخطأ إلا الرب وحدة .
إجتاحت مصر جيوش عديدة لأمم قوية خلال حقبات مختلفة من العصور ولم تستطع هذه الأمم أن تذيب الشعب المصرى بأن تفقدة هويتة الوطنية المصرية العريقة – فمصر هو النهر الذى يجرى فى عروق المصريين فالمصرى يفخر فى بلاد غربته بقولة :-
" أنا مصرى" :::: أولا >>>>> ثم >>>>> " أنا قبطى" :::: ثانيا
والعالم الغربى والشرقى يعرف تاريخ مصر الفرعونية أصل الحضارة ويعرف أيضاً تاريخ الأقباط الذين حافضوا على الإيمان المسيحى الذى وافق ميل المصرى وسلوكه الإنسانى لمدة 1935 عاما تحت حكم الإحتلال الإسلامى العربى وتحت الحكم الرومانى والبيزنطى والفارسى ,
لهذا لم تستطع الأمم ذو آلات الحرب أن تحتوى مصر فالهكسوس مثلاً الذين إحتلوا مصر ما يزيد عن 400 سنة أعجبو بالمصريين وقلدوهم فى حياتهم اليومية ثم ذهبوا أبعد من ذلك بأن عبدوا آلهتهم , أما الإسكندر الأكبر( المقدونى - ذو القرنين) القائد اليونانى الشهير الذى وصل بجيشة إلى الهند وإحتلها , إشتاق أن يلبس تاج مصر ويتوج على عرشها فذهب إلى واحة سيوة حيث معبد الآلهة أيزيس .
وقائمة الأمم التى إحتلت مصر كثيرة , فحكم مصر وغزاها الفرس والرومان والعرب وغيرهم
وسوف تجد فى المقالات التالية أن الغزاة وزوار مصر أخذوا من عقائدها وأسلوب الحياة فيها , ثم قاموا بنقل كل ما شاهدوه إلى بلادهم با أنهم أخذوا الفضائل الدينية وأضافوها بطريقة أو أخرى إلى معتقداتهم واسلوبهم فى المعيشة .
بالإضافة إلى الغزاة .. هناك الزوار الذين قدموا إلى مصر بقصد دراسة علومها وآثارها – أو السياحة – الترويح – العلاج – العمل – المشاهير – القادة .. أما الفئة المهمة التى سجلت لنا التاريخ هم الكتاب والمؤرخون
وداس على تراب أرض مصر اعظم وأكبر الأنبياء منهم : -
إبراهيم الخليل – إسحق – يعقوب أب الاباء – الأسباط الأثنى عشر - موسى كليم الرب الذى تربى وتعلم كل حكمة المصريين وعلومهم – أرميا النبى – أما المسيح فقد باركها طفلاً ومعه أمه العذراء مريم ويوسف النجار .. وقد ارسل لها رسلاً مثل مرقس وبطرس ..
وحاول الغزاة إحتواء هوية مصر وتغييرها فلم يستطيعوا وشعروا بغربتهم فيها لأنهم أجانب عنها , وفى النهاية إحتوتهم مصر إلا أن إحتوائهم لم يكن كاملاً , وذلك لأن إنتماؤهم العرقى أو الدينى ليس مصرياً خالصاً فإنهم لا يفتخرون بمصريتهم بالرغم من انهم لا يعرفون غير مصر وطناً لهم , فيشربون من نيلها ولا يرتوون , ويأكلون من خيراتها ولا يشبعون , فيقولون أنهم مصريون وأن دينهم الإسلام ولكن عند البحث فى صميم عقيدتهم الإسلامية تجد أن الإسلام تجنس وليس ديناً , ومن هنا تسقط عنهم الهوية المصرية لأن شريعتهم الإسلامية وقرآنهم يأمرهم بقتل أهل البلاد الوطنيين المصريين الأصليين الذين هم المسيحيون القبط , كما تدفعهم عقيدتهم إلى سرقة وسلب خيرات مصر وآثارها , والذى يمد يدة وينهب ويسلب خيرات بلد تسقط عنه صفة الإنتماء لهذا البلد لأنه لا بد وان يكون غاصباً ومحتلاً ومستعمراً , لأن الغاصب ياخذ ولا يعطى
ومن الملاحظ أيضاً أن الشعب المصرى أبناء الفراعنة أحرار مصر قد أستطاعوا أن يخبئوا مصريتهم الأصلية فى إنعزالهم الدينى فحمى ذلك نقاء دم الشعب الفرعونى , وقد يكون حدث هذا بقصد أو دون قصد , فبإيمانهم بالمسيحية حولوا أمتهم إلى أمة روحية مسيحية خالصة , لها ملك هو السيد المسيح له المجد لا يطوله حكام الأرض أو ولاة السلطة , فاذابوا بذلك مصريتهم فى قبطيتهم (مسيحيتهم) , وساعدهم على ذلك الخلاف الدينى الأخير الذى وقع بينهم وبين القسطنطينية , والآن لا يمكن الفصل بين الدين المسيحى والهوية المصرية عند القبطى , فاصبح هدف القبطى هو أنه بالمحافظة على مسيحيتة وطهارتها فى قلبه يحمى مصر أيضاً وتراثها الحضارى الموجود فى دمة وتوارثة من آباؤه واجداده .
ونحن نرى اليوم أن إنتماء المسلمين الذين يعيشون فى مصر يميلون بدون وعى بالإنتماء والإنضمام لأمم إسلامية أخرى والإضرار بمصر , لهذا إذا إحتل مصر مستعمر من دينه فإنه ينضم إليه بل أنه يساعده فى نهب مصر وسلب خيراتها , وهو لا يرى أن خيرات مصر تذهب لأطماع شخصية خاصة أو مغامرات حربية مغلفة بالنعرة الدينية.
ونرى أيضاً من خلال التاريخ أن أمما كثيرة فقدت حريتها وهويتها بعد غزو الأمم لأراضيها , أما الأقباط فبالرغم من سقوط مصر وإحتلالها من أمم عديدة , لم تستطع هذه الأمم بما لها من جبروت وقوة حربية أن تنزع حريتهم منهم , لأن حريتهم هى حرية فى المسيح التى أعلنها لهم فى قوله : " إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا " ( يوحنا8: 36) وقال فى موضع آخر : " تعرفون الحق والحق يحرركم" ( يوحنا8: 32) بمعنى حرية ضد كل قوى الشر وسلطان الخطيئة والظلمة , وهى حرية شاملة عامة ليس لها حدود لأنها أمر إلهى .
والحرية التى أعطاها لنا السيد المسيح حرية داخلية لا يستطيع أحد أن ينزعها منا فالظاهر للأمم التى إحتلت مصر ومنها العرب المسلمين أنهم إستطاعوا أن يذلوا الأقباط وأن الأقباط أصبحوا عبيداً لهم وأن الأقباط فى درجة المواطنة الثانية , فليس هناك إذا حقوقاً للأقباط.
ولكن فى واقع الأمر أن القبطى يشعر بالحرية وأنه ينعم بالقلب الكبير فى ارضة وعلى تراب وطنه بالرغم من الظلم والمعاناة التى يبتليه به المحتل الإسلامى , وحتى ولو أنه لا يملك شيئاً وليس فى يده سلطان فإنه يشعر بالأسف لقصور تفكيرهم , وياسف لتحكمهم فإزدادت مصر تخلفاً عن الركب الحضارى قرناً بعد قرن منذ إحتلالهم لمصر وحتى الآن , ولكن ليس فى يده إلا أن يعمل بامانه كل فى موقعة ويمكن القول أن عمل الأقباط فقط قد حفظ مصر من الإنهيار التام .
والمصرى هو القبطى هو الأصلى والأصيل فهو يحب مصر من كل قوته وقدرته , يحب نيلها الخالد , يعشق عبق ترابها ونسمة جوها , يعطيها من عنده فيضيف إلى حضارتها ويرتقى بعلومها لهذا راى المصريون أن الغزاة أقل منهم حضارة بالرغم من تفوقهم الحربى نتيجة لوحشيتهم
وإكتشف الأقباط أن العرب المسلمين الذين إحتلوا مصر لهم أخلاق وعادات وطباع غير حضارية بل وبربرية فى بعض الأحيان , وهذا الأخلاق لا تتناسب مع طبيعة المصرى القبطى الأصلى والأصيل العرقية ولا حتى تقترب من طباعهم الهادئة .
ولأن المصرى ميال لقيادة الحضارة والبحث عن كل جديد فى حياته فقد حاول بإستمرار وحب وطول أناة أن يقدم كل ما عنده من علم وثقافة وفلسفة بل وطعام وملبس وخلافة فى سخاء لكل قادم إلى مصر مهما كانت عقيدته أو أخلاقة.
فلم يبخل القبطى على مر العصور ومنذ نشأة مصر ونشأته فى مصر على أى محتاج أو محتل أو زائر أو هارب أن يخدمه ويفرح قلبه , ويعطيه من خيرات بيته وبيت أبيه أو حتى يحميه إذا كان مظلوما وهارباً من البطش.
لأن المصرى القبطى الأصيل بطبعه خٌير لا يوجد فى قلبه إلا الحب والعطاء
كيف تعامل الغزاة أو الزوار مع المصريين الأقباط ( سكان مصر الوطنيين الأصليين أصحاب مصر) ؟
هذا هو محور تاريخ أقباط مصر تعيشه مع آبائك وأجدادك العظماء الذى تقرأه الآن .
اخى الحبيب المسلم ابن جدى الذى لم يستطع دفع الجزية لفقرة وإضطر أن يعتنق الإسلام , أنا لا ألوم جدك لأنه أراد أن يربى اباك حتى لا يموت أو يذبح كما يذبحون الأبرياء الآن ويباع أبوك فى اسواق العبيد وتباع جدتك وأمك وأخوتك البنات فى أسواق الجوارى ويصبحن متعه للمسلم ..
اليوم لك وقفه إقرأ وقارن بين التاريخ المسيحى النظيف الطاهر وتاريخ الإسلام ولك فى النهاية اتخاذ القرار ولكن فكر ماذا ستقول حينما يسألك الديان العادل السيد المسيح قائلاً : من هو إلهك ؟ ما هو دينك هذا ؟ من هو نبيك ؟ وما هى أخلاقة ؟ وما هى أخلاقك ؟ ومن قتلت ؟ ومن أغتصبت ؟ ولماذا كذبت ؟ ولماذا سرقت ونهبت ؟ إن أعمالك تتبعك لن تستطيع أن تهرب منها الديان السيد المسيح الذى يعرف كل شئ عنك المسيح هو الديان .. ( البخارى جزء3 ص 107 ) ( سورة الزخرف آية 61 )( لاتقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا) ,
.. أخى المسلم لقد جاء السيد المسيح بالحب والسلام والأمان لكل الناس لهذا دعاه التوراه فى نبوءه أنه ملك السلام .. تذكر - يوم الحساب وأن الذى سيحاسبك ويدينك هو السيد المسيح وبالعقل والمنطق فالسيد المسيح سيدين العالم بشريعته هو التى جاء بها هو .. شريعة الحب والسلام .. وليست بشريعة الغاب .. وليست بشريعة الإسلام التى هى كل مضمونها التشريعى القتل والإرهاب والإغتصاب والنكاح والجنس والسرقة .. ألخ
.. مهما قالوا لك غير ذلك .. فلن تقدر ساعتها أن تقف أمام الديان السيد المسيح وتقول : قالولى
لماذا نعيد كتابة تاريخ أقباط مصر؟
أقباط مصر أحتفظوا بصفاتهم ومقوماتهم وتماسكهم كأمة قاومت فى إباء وشمم إستعمار إستيطانى إسلامى دام حوالى 1425 سنة ..
ربما تختلف الأمة القبطية فى أهدافها فى الحياة عن باقى اللأم ولكنها ما زالت أمة لها تاريخها الطويل والمؤثر فى العالم حتى يومنا الحاضر , وهذا التاريخ الطويل يبين قيمتها فى الحياة بين الأمم , لهذا نفاخر ونفتخر بتاريخنا بين الأمم , ويرجع هذا التاريخ المعروف فى جميع معاهد العالم إلى ما قدمه آباؤهم من ميراث حضارى .
ولم يعتمد الأبناء على أمجاد الآباء بل أنتشروا بين الأمم يعملون فى جد وإجتهاد ولهم فخر أن من بين أبناء مصر المسيحيين العشرة مليون وصل السيد بطرس بطرس غالى إلى منصب السكرتير العام للأمم المتحدة , فوصلوا فى ميزان تقدير الأمم الأخرى لهم إلى فوق .
وبالنسبه إلى وجودهم وتواجدهم فى معركة البقاء كأمة فقد خرجوا منتصرين من الإبادة والإضطهاد والذل الإسلامى طيلة 1425 سنة .
ولا يمكن لأمه أن تبقى على طريق الوجود فى الحياة مالم يكن لها تاريخ طويل وراءها , ومن هذا الإمتداد الطويل الخلفى تسير الأمة القبطية إلى الأمام إلىغايتها فحاضرهم اليوم لا يختلف كثيراً ماضيهم فما زالت هناك العوامل الداخلية تعمل على إفناء أبنائها وإبادتهم , يتمثل خطر الإبادة فى الإسلام فى مصر وقرآنه الذى ينص فى آياته بقتلهم لأنهم لا يؤمنون بالله ورسوله محمد .. لهذا لن ينفصل إذاً حاضر الأقباط عن ماضيهم , لهذا يجب أن يدرس كل قبطى تاريخ أقباط مصر .. لأنه بهذا التاريخ يطلع الأقباط على التضحيات التى قدمها آباؤهم وأجدادهم فى سبيل بقائهم وبقاء المسيحية فى مصر .
وتكلمنا عن إختلاف الأمة القبطية عن باقى الأمم ونتكلم هنا عن الرابط بينهم والهدف , والرابط الذى يربط ابناء هذه الأمة هو حبهم الشديد للرب يسوع , وهذا الحب يملأ قلوبهم وفكرهم وحياتهم , يحركهم جميعاً كعمل نشط للعمل على منفعة هذه الأمة وبهذا الرباط الإلهى توزعت المواهب للعمل الدؤوب فى صبر كقطرات المياة المتساقطة التى حفرت مجرى النيل فى أراضيهم , ولا شك أنهم يأملون فى الحصول على ملكوت السماء كثمرة روحية , ولكنهم كأمة أرضية لا يستطيعون الوقوف مكتوفى الأيدى يرون خراب بلادهم وديارهم وأرضهم بواسطة العابثين هذا من ناحية الوطن ومن ناحية اخرى معاملتهم فى وطنهم كعبد مهان وتسهيل سرقتهم وإغتصاب عرضهم والإستيلاء على أراضيهم , ولا يوجد متدينا يعبد إلهاً حقيقياً يستكين لهذا الظلم ولا يوجد إلها يترك أتباعه فى هذا الظلم مالم يكونون هم الذين يحبون ذل الشيطان وإستعباده لهم .
================================================== ==============
تفسير القرطبى على سورة الزخرف 43 / آية 61
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ
قَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر : يُرِيد الْقُرْآن ; لِأَنَّهُ يَدُلّ عَلَى قُرْب مَجِيء السَّاعَة , أَوْ بِهِ تُعْلَم السَّاعَة وَأَهْوَالهَا وَأَحْوَالهَا .
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة أَيْضًا : إِنَّهُ خُرُوج عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , وَذَلِكَ مِنْ أَعْلَام السَّاعَة . لِأَنَّ اللَّه يُنَزِّلهُ مِنْ السَّمَاء قُبَيْل قِيَام السَّاعَة , كَمَا أَنَّ خُرُوج الدَّجَّال مِنْ أَعْلَام السَّاعَة .
وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَقَتَادَة وَمَالِك بْن دِينَار وَالضَّحَّاك " وَإِنَّهُ لَعَلَم لِلسَّاعَةِ " ( بِفَتْحِ الْعَيْن وَاللَّام ) أَيْ أَمَارَة .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة " وَإِنَّهُ لَلْعِلْم " ( بِلَامَيْنِ ) وَذَلِكَ خِلَاف لِلْمَصَاحِفِ .
وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود . قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمْ السَّلَام فَتَذَاكَرُوا السَّاعَة فَبَدَءُوا بِإِبْرَاهِيم فَسَأَلُوهُ عَنْهَا فَلَمْ يَكُنْ عِنْده مِنْهَا عِلْم , ثُمَّ سَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْده مِنْهَا عِلْم ; فَرَدَّ الْحَدِيث إِلَى عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَالَ : قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُون وَجْبَتهَا فَأَمَّا وَجْبَتهَا فَلَا يَعْلَمهَا إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ; فَذَكَرَ خُرُوج الدَّجَّال - قَالَ : فَأَنْزِل فَأَقْتُلهُ . وَذَكَرَ الْحَدِيث , خَرَّجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه . وَفِي صَحِيح مُسْلِم [ فَبَيْنَمَا هُوَ - يَعْنِي الْمَسِيح الدَّجَّال - إِذْ بَعَثَ اللَّه الْمَسِيح اِبْن مَرْيَم فَيَنْزِل عِنْد الْمَنَارَة الْبَيْضَاء شَرْقِيّ دِمَشْق بَيْن مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَة مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسه قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَان كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفْسه إِلَّا مَاتَ وَنَفْسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفه فَيَطْلُبهُ حَتَّى يُدْرِكهُ بِبَابِ لُدّ فَيَقْتُلهُ ... ] الْحَدِيث .
وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيّ وَالزَّمَخْشَرِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [ يَنْزِل عِيسَى بْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ السَّمَاء عَلَى ثَنِيَّة مِنْ الْأَرْض الْمُقَدَّسَة يُقَال لَهَا أَفِيق بَيْن مُمَصَّرَتَيْنِ وَشَعْر رَأْسه دَهِين وَبِيَدِهِ حَرْبَة يَقْتُل بِهَا الدَّجَّال فَيَأْتِي بَيْت الْمَقْدِس وَالنَّاس فِي صَلَاة الْعَصْر وَالْإِمَام يَؤُمّ بِهِمْ فَيَتَأَخَّر الْإِمَام فَيُقَدِّمهُ عِيسَى وَيُصَلِّي خَلْفه عَلَى شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَقْتُل الْخَنَازِير وَيَكْسِر الصَّلِيب وَيُخَرِّب الْبِيَع وَالْكَنَائِس وَيَقْتُل النَّصَارَى إِلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ ] .
وَرَوَى خَالِد عَنْ الْحَسَن قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ الْأَنْبِيَاء إِخْوَة لَعَلَّات أُمَّهَاتهمْ شَتَّى وَدِينهمْ وَاحِد وَأَنَا أَوْلَى النَّاس بِعِيسَى اِبْن مَرْيَم إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنه نَبِيّ وَإِنَّهُ أَوَّل نَازِل فَيَكْسِر الصَّلِيب وَيَقْتُل الْخِنْزِير وَيُقَاتِل النَّاس عَلَى الْإِسْلَام ] . قَالَ الْمَاوَرْدِيّ : وَحَكَى اِبْن عِيسَى عَنْ قَوْم أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا نَزَلَ عِيسَى رُفِعَ التَّكْلِيف لِئَلَّا يَكُون رَسُولًا إِلَى ذَلِكَ الزَّمَان يَأْمُرهُمْ عَنْ اللَّه تَعَالَى وَيَنْهَاهُمْ . وَهَذَا قَوْل مَرْدُود لِثَلَاثَةِ أُمُور ; مِنْهَا الْحَدِيث , وَلِأَنَّ بَقَاء الدُّنْيَا يَقْتَضِي التَّكْلِيف فِيهَا , وَلِأَنَّهُ يَنْزِل آمِرًا بِمَعْرُوفٍ وَنَاهِيًا عَنْ مُنْكَر . وَلَيْسَ يَسْتَنْكِر أَنْ يَكُون أَمْر اللَّه تَعَالَى لَهُ مَقْصُورًا عَلَى تَأْيِيد الْإِسْلَام وَالْأَمْر بِهِ وَالدُّعَاء إِلَيْهِ . قُلْت : ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ لَيَنْزِلَن عِيسَى اِبْن مَرْيَم حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَن الصَّلِيب وَلَيَقْتُلَن الْخِنْزِير وَلَيَضَعَن الْجِزْيَة وَلَتُتْرَكَن الْقِلَاص فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَن الشَّحْنَاء وَالتَّبَاغُض وَالتَّحَاسُد وَلَيَدْعُوَن إِلَى الْمَال فَلَا يَقْبَلهُ أَحَد ] . وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ كَيْف أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ , اِبْن مَرْيَم فِيكُمْ وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ ] وَفِي رِوَايَة [ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ ] قَالَ اِبْن أَبِي ذِئْب : تَدْرِي [ مَا أَمَّكُمْ مِنْكُمْ ] ؟ قُلْت : تُخْبِرنِي , قَالَ : فَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبّكُمْ وَسُنَّة نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِمْ : فَهَذَا نَصّ عَلَى أَنَّهُ يَنْزِل مُجَدِّدًا لِدِينِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي دُرِسَ مِنْهُ , لَا بِشَرْعٍ مُبْتَدَأ وَالتَّكْلِيف بَاقٍ ; عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ هُنَا وَفِي كِتَاب التَّذْكِرَة .
وَقِيلَ : " وَإِنَّهُ لَعِلْم لِلسَّاعَةِ " أَيْ وَإِنَّ إِحْيَاء عِيسَى الْمَوْتَى دَلِيل عَلَى السَّاعَة وَبَعْث الْمَوْتَى ; قَالَهُ اِبْن إِسْحَاق . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى " وَإِنَّهُ " وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعِلْم لِلسَّاعَةِ ; بِدَلِيلِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : [ بُعِثْت أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ] وَضَمَّ السَّبَّابَة وَالْوُسْطَى ; خَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم . وَقَالَ الْحَسَن : أَوَّل أَشْرَاطهَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
" فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا " فَلَا تَشُكُّونَ فِيهَا ; يَعْنِي فِي السَّاعَة ; قَالَهُ يَحْيَى بْن سَلَّام .
وَقَالَ السُّدِّيّ : فَلَا تُكَذِّبُونَ بِهَا , وَلَا تُجَادِلُونَ فِيهَا فَإِنَّهَا كَائِنَة لَا مَحَالَة .
" وَاتَّبِعُونِ " أَيْ فِي التَّوْحِيد وَفِيمَا أُبَلِّغكُمْ عَنْ اللَّه .
" هَذَا صِرَاط مُسْتَقِيم " أَيْ طَرِيق قَوِيم إِلَى اللَّه , أَيْ إِلَى جَنَّته . وَأَثْبَتَ الْيَاء يَعْقُوب فِي قَوْله : " وَاتَّبِعُونِ " فِي الْحَالَيْنِ , وَكَذَلِكَ " وَأَطِيعُونِ " . وَأَبُو عَمْرو وَإِسْمَاعِيل عَنْ نَافِع فِي الْوَصْل دُون الْوَقْف , وَحَذَفَ الْبَاقُونَ فِي الْحَالَيْنِ .
يعرف المؤرخون التاريخ بأنه أحداث الماضى , ويقسم الباحثين التاريخ إلى أقسام كثيرة ومتشعبة لا حصر لها منها :
التاريخ الدينى – تاريخ الأمم – تاريخ حياة أفرد أو شخصيات هامة – تاريخ علمى .. ألخ
ويمكن القول بعبارة شاملة مختصرة قصيرة " أن كل شئ حولنا له تاريخ " ... ألخ
وعندما نبحث فى تاريخ أقباط مصر " تاريخ الأمم " سوف يقابلنا أشخاص عاشوا فى هذا التاريخ وصنعوا أحداثة قد تكون أفعالهم حسنة وقد تكون سيئة بغض النظر عن إنتمآءاتهم الدينية أو العرقية التى توجههم , فلا يوجد كائن حى معصوم من الخطأ إلا الرب وحدة .
إجتاحت مصر جيوش عديدة لأمم قوية خلال حقبات مختلفة من العصور ولم تستطع هذه الأمم أن تذيب الشعب المصرى بأن تفقدة هويتة الوطنية المصرية العريقة – فمصر هو النهر الذى يجرى فى عروق المصريين فالمصرى يفخر فى بلاد غربته بقولة :-
" أنا مصرى" :::: أولا >>>>> ثم >>>>> " أنا قبطى" :::: ثانيا
والعالم الغربى والشرقى يعرف تاريخ مصر الفرعونية أصل الحضارة ويعرف أيضاً تاريخ الأقباط الذين حافضوا على الإيمان المسيحى الذى وافق ميل المصرى وسلوكه الإنسانى لمدة 1935 عاما تحت حكم الإحتلال الإسلامى العربى وتحت الحكم الرومانى والبيزنطى والفارسى ,
لهذا لم تستطع الأمم ذو آلات الحرب أن تحتوى مصر فالهكسوس مثلاً الذين إحتلوا مصر ما يزيد عن 400 سنة أعجبو بالمصريين وقلدوهم فى حياتهم اليومية ثم ذهبوا أبعد من ذلك بأن عبدوا آلهتهم , أما الإسكندر الأكبر( المقدونى - ذو القرنين) القائد اليونانى الشهير الذى وصل بجيشة إلى الهند وإحتلها , إشتاق أن يلبس تاج مصر ويتوج على عرشها فذهب إلى واحة سيوة حيث معبد الآلهة أيزيس .
وقائمة الأمم التى إحتلت مصر كثيرة , فحكم مصر وغزاها الفرس والرومان والعرب وغيرهم
وسوف تجد فى المقالات التالية أن الغزاة وزوار مصر أخذوا من عقائدها وأسلوب الحياة فيها , ثم قاموا بنقل كل ما شاهدوه إلى بلادهم با أنهم أخذوا الفضائل الدينية وأضافوها بطريقة أو أخرى إلى معتقداتهم واسلوبهم فى المعيشة .
بالإضافة إلى الغزاة .. هناك الزوار الذين قدموا إلى مصر بقصد دراسة علومها وآثارها – أو السياحة – الترويح – العلاج – العمل – المشاهير – القادة .. أما الفئة المهمة التى سجلت لنا التاريخ هم الكتاب والمؤرخون
وداس على تراب أرض مصر اعظم وأكبر الأنبياء منهم : -
إبراهيم الخليل – إسحق – يعقوب أب الاباء – الأسباط الأثنى عشر - موسى كليم الرب الذى تربى وتعلم كل حكمة المصريين وعلومهم – أرميا النبى – أما المسيح فقد باركها طفلاً ومعه أمه العذراء مريم ويوسف النجار .. وقد ارسل لها رسلاً مثل مرقس وبطرس ..
وحاول الغزاة إحتواء هوية مصر وتغييرها فلم يستطيعوا وشعروا بغربتهم فيها لأنهم أجانب عنها , وفى النهاية إحتوتهم مصر إلا أن إحتوائهم لم يكن كاملاً , وذلك لأن إنتماؤهم العرقى أو الدينى ليس مصرياً خالصاً فإنهم لا يفتخرون بمصريتهم بالرغم من انهم لا يعرفون غير مصر وطناً لهم , فيشربون من نيلها ولا يرتوون , ويأكلون من خيراتها ولا يشبعون , فيقولون أنهم مصريون وأن دينهم الإسلام ولكن عند البحث فى صميم عقيدتهم الإسلامية تجد أن الإسلام تجنس وليس ديناً , ومن هنا تسقط عنهم الهوية المصرية لأن شريعتهم الإسلامية وقرآنهم يأمرهم بقتل أهل البلاد الوطنيين المصريين الأصليين الذين هم المسيحيون القبط , كما تدفعهم عقيدتهم إلى سرقة وسلب خيرات مصر وآثارها , والذى يمد يدة وينهب ويسلب خيرات بلد تسقط عنه صفة الإنتماء لهذا البلد لأنه لا بد وان يكون غاصباً ومحتلاً ومستعمراً , لأن الغاصب ياخذ ولا يعطى
ومن الملاحظ أيضاً أن الشعب المصرى أبناء الفراعنة أحرار مصر قد أستطاعوا أن يخبئوا مصريتهم الأصلية فى إنعزالهم الدينى فحمى ذلك نقاء دم الشعب الفرعونى , وقد يكون حدث هذا بقصد أو دون قصد , فبإيمانهم بالمسيحية حولوا أمتهم إلى أمة روحية مسيحية خالصة , لها ملك هو السيد المسيح له المجد لا يطوله حكام الأرض أو ولاة السلطة , فاذابوا بذلك مصريتهم فى قبطيتهم (مسيحيتهم) , وساعدهم على ذلك الخلاف الدينى الأخير الذى وقع بينهم وبين القسطنطينية , والآن لا يمكن الفصل بين الدين المسيحى والهوية المصرية عند القبطى , فاصبح هدف القبطى هو أنه بالمحافظة على مسيحيتة وطهارتها فى قلبه يحمى مصر أيضاً وتراثها الحضارى الموجود فى دمة وتوارثة من آباؤه واجداده .
ونحن نرى اليوم أن إنتماء المسلمين الذين يعيشون فى مصر يميلون بدون وعى بالإنتماء والإنضمام لأمم إسلامية أخرى والإضرار بمصر , لهذا إذا إحتل مصر مستعمر من دينه فإنه ينضم إليه بل أنه يساعده فى نهب مصر وسلب خيراتها , وهو لا يرى أن خيرات مصر تذهب لأطماع شخصية خاصة أو مغامرات حربية مغلفة بالنعرة الدينية.
ونرى أيضاً من خلال التاريخ أن أمما كثيرة فقدت حريتها وهويتها بعد غزو الأمم لأراضيها , أما الأقباط فبالرغم من سقوط مصر وإحتلالها من أمم عديدة , لم تستطع هذه الأمم بما لها من جبروت وقوة حربية أن تنزع حريتهم منهم , لأن حريتهم هى حرية فى المسيح التى أعلنها لهم فى قوله : " إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا " ( يوحنا8: 36) وقال فى موضع آخر : " تعرفون الحق والحق يحرركم" ( يوحنا8: 32) بمعنى حرية ضد كل قوى الشر وسلطان الخطيئة والظلمة , وهى حرية شاملة عامة ليس لها حدود لأنها أمر إلهى .
والحرية التى أعطاها لنا السيد المسيح حرية داخلية لا يستطيع أحد أن ينزعها منا فالظاهر للأمم التى إحتلت مصر ومنها العرب المسلمين أنهم إستطاعوا أن يذلوا الأقباط وأن الأقباط أصبحوا عبيداً لهم وأن الأقباط فى درجة المواطنة الثانية , فليس هناك إذا حقوقاً للأقباط.
ولكن فى واقع الأمر أن القبطى يشعر بالحرية وأنه ينعم بالقلب الكبير فى ارضة وعلى تراب وطنه بالرغم من الظلم والمعاناة التى يبتليه به المحتل الإسلامى , وحتى ولو أنه لا يملك شيئاً وليس فى يده سلطان فإنه يشعر بالأسف لقصور تفكيرهم , وياسف لتحكمهم فإزدادت مصر تخلفاً عن الركب الحضارى قرناً بعد قرن منذ إحتلالهم لمصر وحتى الآن , ولكن ليس فى يده إلا أن يعمل بامانه كل فى موقعة ويمكن القول أن عمل الأقباط فقط قد حفظ مصر من الإنهيار التام .
والمصرى هو القبطى هو الأصلى والأصيل فهو يحب مصر من كل قوته وقدرته , يحب نيلها الخالد , يعشق عبق ترابها ونسمة جوها , يعطيها من عنده فيضيف إلى حضارتها ويرتقى بعلومها لهذا راى المصريون أن الغزاة أقل منهم حضارة بالرغم من تفوقهم الحربى نتيجة لوحشيتهم
وإكتشف الأقباط أن العرب المسلمين الذين إحتلوا مصر لهم أخلاق وعادات وطباع غير حضارية بل وبربرية فى بعض الأحيان , وهذا الأخلاق لا تتناسب مع طبيعة المصرى القبطى الأصلى والأصيل العرقية ولا حتى تقترب من طباعهم الهادئة .
ولأن المصرى ميال لقيادة الحضارة والبحث عن كل جديد فى حياته فقد حاول بإستمرار وحب وطول أناة أن يقدم كل ما عنده من علم وثقافة وفلسفة بل وطعام وملبس وخلافة فى سخاء لكل قادم إلى مصر مهما كانت عقيدته أو أخلاقة.
فلم يبخل القبطى على مر العصور ومنذ نشأة مصر ونشأته فى مصر على أى محتاج أو محتل أو زائر أو هارب أن يخدمه ويفرح قلبه , ويعطيه من خيرات بيته وبيت أبيه أو حتى يحميه إذا كان مظلوما وهارباً من البطش.
لأن المصرى القبطى الأصيل بطبعه خٌير لا يوجد فى قلبه إلا الحب والعطاء
كيف تعامل الغزاة أو الزوار مع المصريين الأقباط ( سكان مصر الوطنيين الأصليين أصحاب مصر) ؟
هذا هو محور تاريخ أقباط مصر تعيشه مع آبائك وأجدادك العظماء الذى تقرأه الآن .
اخى الحبيب المسلم ابن جدى الذى لم يستطع دفع الجزية لفقرة وإضطر أن يعتنق الإسلام , أنا لا ألوم جدك لأنه أراد أن يربى اباك حتى لا يموت أو يذبح كما يذبحون الأبرياء الآن ويباع أبوك فى اسواق العبيد وتباع جدتك وأمك وأخوتك البنات فى أسواق الجوارى ويصبحن متعه للمسلم ..
اليوم لك وقفه إقرأ وقارن بين التاريخ المسيحى النظيف الطاهر وتاريخ الإسلام ولك فى النهاية اتخاذ القرار ولكن فكر ماذا ستقول حينما يسألك الديان العادل السيد المسيح قائلاً : من هو إلهك ؟ ما هو دينك هذا ؟ من هو نبيك ؟ وما هى أخلاقة ؟ وما هى أخلاقك ؟ ومن قتلت ؟ ومن أغتصبت ؟ ولماذا كذبت ؟ ولماذا سرقت ونهبت ؟ إن أعمالك تتبعك لن تستطيع أن تهرب منها الديان السيد المسيح الذى يعرف كل شئ عنك المسيح هو الديان .. ( البخارى جزء3 ص 107 ) ( سورة الزخرف آية 61 )( لاتقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا) ,
.. أخى المسلم لقد جاء السيد المسيح بالحب والسلام والأمان لكل الناس لهذا دعاه التوراه فى نبوءه أنه ملك السلام .. تذكر - يوم الحساب وأن الذى سيحاسبك ويدينك هو السيد المسيح وبالعقل والمنطق فالسيد المسيح سيدين العالم بشريعته هو التى جاء بها هو .. شريعة الحب والسلام .. وليست بشريعة الغاب .. وليست بشريعة الإسلام التى هى كل مضمونها التشريعى القتل والإرهاب والإغتصاب والنكاح والجنس والسرقة .. ألخ
.. مهما قالوا لك غير ذلك .. فلن تقدر ساعتها أن تقف أمام الديان السيد المسيح وتقول : قالولى
لماذا نعيد كتابة تاريخ أقباط مصر؟
أقباط مصر أحتفظوا بصفاتهم ومقوماتهم وتماسكهم كأمة قاومت فى إباء وشمم إستعمار إستيطانى إسلامى دام حوالى 1425 سنة ..
ربما تختلف الأمة القبطية فى أهدافها فى الحياة عن باقى اللأم ولكنها ما زالت أمة لها تاريخها الطويل والمؤثر فى العالم حتى يومنا الحاضر , وهذا التاريخ الطويل يبين قيمتها فى الحياة بين الأمم , لهذا نفاخر ونفتخر بتاريخنا بين الأمم , ويرجع هذا التاريخ المعروف فى جميع معاهد العالم إلى ما قدمه آباؤهم من ميراث حضارى .
ولم يعتمد الأبناء على أمجاد الآباء بل أنتشروا بين الأمم يعملون فى جد وإجتهاد ولهم فخر أن من بين أبناء مصر المسيحيين العشرة مليون وصل السيد بطرس بطرس غالى إلى منصب السكرتير العام للأمم المتحدة , فوصلوا فى ميزان تقدير الأمم الأخرى لهم إلى فوق .
وبالنسبه إلى وجودهم وتواجدهم فى معركة البقاء كأمة فقد خرجوا منتصرين من الإبادة والإضطهاد والذل الإسلامى طيلة 1425 سنة .
ولا يمكن لأمه أن تبقى على طريق الوجود فى الحياة مالم يكن لها تاريخ طويل وراءها , ومن هذا الإمتداد الطويل الخلفى تسير الأمة القبطية إلى الأمام إلىغايتها فحاضرهم اليوم لا يختلف كثيراً ماضيهم فما زالت هناك العوامل الداخلية تعمل على إفناء أبنائها وإبادتهم , يتمثل خطر الإبادة فى الإسلام فى مصر وقرآنه الذى ينص فى آياته بقتلهم لأنهم لا يؤمنون بالله ورسوله محمد .. لهذا لن ينفصل إذاً حاضر الأقباط عن ماضيهم , لهذا يجب أن يدرس كل قبطى تاريخ أقباط مصر .. لأنه بهذا التاريخ يطلع الأقباط على التضحيات التى قدمها آباؤهم وأجدادهم فى سبيل بقائهم وبقاء المسيحية فى مصر .
وتكلمنا عن إختلاف الأمة القبطية عن باقى الأمم ونتكلم هنا عن الرابط بينهم والهدف , والرابط الذى يربط ابناء هذه الأمة هو حبهم الشديد للرب يسوع , وهذا الحب يملأ قلوبهم وفكرهم وحياتهم , يحركهم جميعاً كعمل نشط للعمل على منفعة هذه الأمة وبهذا الرباط الإلهى توزعت المواهب للعمل الدؤوب فى صبر كقطرات المياة المتساقطة التى حفرت مجرى النيل فى أراضيهم , ولا شك أنهم يأملون فى الحصول على ملكوت السماء كثمرة روحية , ولكنهم كأمة أرضية لا يستطيعون الوقوف مكتوفى الأيدى يرون خراب بلادهم وديارهم وأرضهم بواسطة العابثين هذا من ناحية الوطن ومن ناحية اخرى معاملتهم فى وطنهم كعبد مهان وتسهيل سرقتهم وإغتصاب عرضهم والإستيلاء على أراضيهم , ولا يوجد متدينا يعبد إلهاً حقيقياً يستكين لهذا الظلم ولا يوجد إلها يترك أتباعه فى هذا الظلم مالم يكونون هم الذين يحبون ذل الشيطان وإستعباده لهم .
================================================== ==============
تفسير القرطبى على سورة الزخرف 43 / آية 61
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ
قَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر : يُرِيد الْقُرْآن ; لِأَنَّهُ يَدُلّ عَلَى قُرْب مَجِيء السَّاعَة , أَوْ بِهِ تُعْلَم السَّاعَة وَأَهْوَالهَا وَأَحْوَالهَا .
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة أَيْضًا : إِنَّهُ خُرُوج عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , وَذَلِكَ مِنْ أَعْلَام السَّاعَة . لِأَنَّ اللَّه يُنَزِّلهُ مِنْ السَّمَاء قُبَيْل قِيَام السَّاعَة , كَمَا أَنَّ خُرُوج الدَّجَّال مِنْ أَعْلَام السَّاعَة .
وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَقَتَادَة وَمَالِك بْن دِينَار وَالضَّحَّاك " وَإِنَّهُ لَعَلَم لِلسَّاعَةِ " ( بِفَتْحِ الْعَيْن وَاللَّام ) أَيْ أَمَارَة .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة " وَإِنَّهُ لَلْعِلْم " ( بِلَامَيْنِ ) وَذَلِكَ خِلَاف لِلْمَصَاحِفِ .
وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود . قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمْ السَّلَام فَتَذَاكَرُوا السَّاعَة فَبَدَءُوا بِإِبْرَاهِيم فَسَأَلُوهُ عَنْهَا فَلَمْ يَكُنْ عِنْده مِنْهَا عِلْم , ثُمَّ سَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْده مِنْهَا عِلْم ; فَرَدَّ الْحَدِيث إِلَى عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَالَ : قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُون وَجْبَتهَا فَأَمَّا وَجْبَتهَا فَلَا يَعْلَمهَا إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ; فَذَكَرَ خُرُوج الدَّجَّال - قَالَ : فَأَنْزِل فَأَقْتُلهُ . وَذَكَرَ الْحَدِيث , خَرَّجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه . وَفِي صَحِيح مُسْلِم [ فَبَيْنَمَا هُوَ - يَعْنِي الْمَسِيح الدَّجَّال - إِذْ بَعَثَ اللَّه الْمَسِيح اِبْن مَرْيَم فَيَنْزِل عِنْد الْمَنَارَة الْبَيْضَاء شَرْقِيّ دِمَشْق بَيْن مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَة مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسه قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَان كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفْسه إِلَّا مَاتَ وَنَفْسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفه فَيَطْلُبهُ حَتَّى يُدْرِكهُ بِبَابِ لُدّ فَيَقْتُلهُ ... ] الْحَدِيث .
وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيّ وَالزَّمَخْشَرِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [ يَنْزِل عِيسَى بْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ السَّمَاء عَلَى ثَنِيَّة مِنْ الْأَرْض الْمُقَدَّسَة يُقَال لَهَا أَفِيق بَيْن مُمَصَّرَتَيْنِ وَشَعْر رَأْسه دَهِين وَبِيَدِهِ حَرْبَة يَقْتُل بِهَا الدَّجَّال فَيَأْتِي بَيْت الْمَقْدِس وَالنَّاس فِي صَلَاة الْعَصْر وَالْإِمَام يَؤُمّ بِهِمْ فَيَتَأَخَّر الْإِمَام فَيُقَدِّمهُ عِيسَى وَيُصَلِّي خَلْفه عَلَى شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَقْتُل الْخَنَازِير وَيَكْسِر الصَّلِيب وَيُخَرِّب الْبِيَع وَالْكَنَائِس وَيَقْتُل النَّصَارَى إِلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ ] .
وَرَوَى خَالِد عَنْ الْحَسَن قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ الْأَنْبِيَاء إِخْوَة لَعَلَّات أُمَّهَاتهمْ شَتَّى وَدِينهمْ وَاحِد وَأَنَا أَوْلَى النَّاس بِعِيسَى اِبْن مَرْيَم إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنه نَبِيّ وَإِنَّهُ أَوَّل نَازِل فَيَكْسِر الصَّلِيب وَيَقْتُل الْخِنْزِير وَيُقَاتِل النَّاس عَلَى الْإِسْلَام ] . قَالَ الْمَاوَرْدِيّ : وَحَكَى اِبْن عِيسَى عَنْ قَوْم أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا نَزَلَ عِيسَى رُفِعَ التَّكْلِيف لِئَلَّا يَكُون رَسُولًا إِلَى ذَلِكَ الزَّمَان يَأْمُرهُمْ عَنْ اللَّه تَعَالَى وَيَنْهَاهُمْ . وَهَذَا قَوْل مَرْدُود لِثَلَاثَةِ أُمُور ; مِنْهَا الْحَدِيث , وَلِأَنَّ بَقَاء الدُّنْيَا يَقْتَضِي التَّكْلِيف فِيهَا , وَلِأَنَّهُ يَنْزِل آمِرًا بِمَعْرُوفٍ وَنَاهِيًا عَنْ مُنْكَر . وَلَيْسَ يَسْتَنْكِر أَنْ يَكُون أَمْر اللَّه تَعَالَى لَهُ مَقْصُورًا عَلَى تَأْيِيد الْإِسْلَام وَالْأَمْر بِهِ وَالدُّعَاء إِلَيْهِ . قُلْت : ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ لَيَنْزِلَن عِيسَى اِبْن مَرْيَم حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَن الصَّلِيب وَلَيَقْتُلَن الْخِنْزِير وَلَيَضَعَن الْجِزْيَة وَلَتُتْرَكَن الْقِلَاص فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَن الشَّحْنَاء وَالتَّبَاغُض وَالتَّحَاسُد وَلَيَدْعُوَن إِلَى الْمَال فَلَا يَقْبَلهُ أَحَد ] . وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ كَيْف أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ , اِبْن مَرْيَم فِيكُمْ وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ ] وَفِي رِوَايَة [ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ ] قَالَ اِبْن أَبِي ذِئْب : تَدْرِي [ مَا أَمَّكُمْ مِنْكُمْ ] ؟ قُلْت : تُخْبِرنِي , قَالَ : فَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبّكُمْ وَسُنَّة نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِمْ : فَهَذَا نَصّ عَلَى أَنَّهُ يَنْزِل مُجَدِّدًا لِدِينِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي دُرِسَ مِنْهُ , لَا بِشَرْعٍ مُبْتَدَأ وَالتَّكْلِيف بَاقٍ ; عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ هُنَا وَفِي كِتَاب التَّذْكِرَة .
وَقِيلَ : " وَإِنَّهُ لَعِلْم لِلسَّاعَةِ " أَيْ وَإِنَّ إِحْيَاء عِيسَى الْمَوْتَى دَلِيل عَلَى السَّاعَة وَبَعْث الْمَوْتَى ; قَالَهُ اِبْن إِسْحَاق . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى " وَإِنَّهُ " وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعِلْم لِلسَّاعَةِ ; بِدَلِيلِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : [ بُعِثْت أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ] وَضَمَّ السَّبَّابَة وَالْوُسْطَى ; خَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم . وَقَالَ الْحَسَن : أَوَّل أَشْرَاطهَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
" فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا " فَلَا تَشُكُّونَ فِيهَا ; يَعْنِي فِي السَّاعَة ; قَالَهُ يَحْيَى بْن سَلَّام .
وَقَالَ السُّدِّيّ : فَلَا تُكَذِّبُونَ بِهَا , وَلَا تُجَادِلُونَ فِيهَا فَإِنَّهَا كَائِنَة لَا مَحَالَة .
" وَاتَّبِعُونِ " أَيْ فِي التَّوْحِيد وَفِيمَا أُبَلِّغكُمْ عَنْ اللَّه .
" هَذَا صِرَاط مُسْتَقِيم " أَيْ طَرِيق قَوِيم إِلَى اللَّه , أَيْ إِلَى جَنَّته . وَأَثْبَتَ الْيَاء يَعْقُوب فِي قَوْله : " وَاتَّبِعُونِ " فِي الْحَالَيْنِ , وَكَذَلِكَ " وَأَطِيعُونِ " . وَأَبُو عَمْرو وَإِسْمَاعِيل عَنْ نَافِع فِي الْوَصْل دُون الْوَقْف , وَحَذَفَ الْبَاقُونَ فِي الْحَالَيْنِ .