-
دخول

عرض كامل الموضوع : حكاية الفقير الذي أسس أمبراطورية...


المحارب العتيق
29/12/2008, 02:14
حكاية الفقير الذي أسس إمبراطورية...



قصة طويلة ... لمن لتمنا ان تقرءها تبحث عن صور له فلا تجد الا صورتين منشورتين فقط. ليس شخصا عاديا لئلا تجد صورا له. يملك ثالث اكبر مجموعة لتصنيع الالبسة في العالم. صنفته مجلة "فوربس" الاميركية اثرى رجل في اسبانيا وثامن اغنى ملياردير في العالم مع ثروة تخطت 24 مليار دولار. انه الاسباني امانسيو اورتيغا مؤسس مجموعة انديتكس التي تضم عددا من اشهر ماركات الالبسة مثل "زارا" و"ماسيمو ديوتي" و"بول اند بير". اما السر في عدم نشر صور له فيكمن في فلسفة عمله وطبعه غير المحب للاضواء.



امانسيو اورتيغا غاونا.. ابن عائلة فقيرة

ابن عامل في سكة الحديد لم يتابع صفوفه الدراسية، لكنه عرف كيف يتعلم من الحياة اليومية بصمت، ويسبك خبرته بتواضع. ادرك جميع مفاصل بيزنس صناعة الثياب من المتابعة في النهار والتجربة في الليل. عدد كبير من الاسبان لا يعرف اسمه حتى، فهو لم يعط الصحافة المحلية ولا العالمية اي مقابلة على الاطلاق. صنع نفسه بنفسه وبنى امبراطورية تضم 14 ألف موظف يعملون في اكثر من 3 الاف متجر حول العالم.

ابن عائلة فقيرة، ولد امانسيو اورتيغا غاونا في 28 آذار عام 1936 في بوسدونغو دو ارباس في مدينة ليون الاسبانية. لا يعرف الكثير عن طفولته حتى سن الرابعة عشرة عندما توجهت عائلته الى شمال غرب اسبانيا لتسكن في المدينة الصناعية في لا كورونا بسبب وظيفة والده الذي كان يعمل في سكك الحديد. حينها اضطر اورتيغا إلى ترك المدرسة والعمل لمساعدة اهله في مصروف البيت. عمل بائعا في محلات للالبسة الجاهزة، وكانت وظيفته توصيل الملابس لزبائن اثرياء.

وهذه المهمة اليومية اثرت كثيرا على افكاره هو الذي قرر في ما بعد صناعة البسة لجميع الناس باسعار منخفضة. بعد عامين، انتقل للعمل مساعدا للخياطين في معمل الشركة نفسها. وهنا ايضا كسب خبرة في مراحل الانتاج.

بداية النجاح

في بداية ستينيات القرن الماضي، وبعد عمل مضن وجهود حثيثة، اصبح اورتيغا مديرا لاحد متاجر الالبسة في لا كورونا. وهنا لاحظ ايضا ان معظم الازياء تصمم وتصنع ليشتريها الاثرياء، لذا قرر دخول معترك الابتكار، فبدأ يفكر بوسيلة تخفض التكلفة على المصنع ليبيع بضاعته باسعار رخيصة. وانطلق لشراء اول مجموعة من الاقمشة الرخيصة الثمن من مدينة برشلونة الاسبانية.

وفي نهاية كل اسبوع عمل في المتجر، كان يمضي يومي السبت والاحد في منزل العائلة ساعيا لتصميم ازياء جديدة ومحاولا تقطيع الملابس يدويا من دون استخدام معدات الخياطة. وما هي الا فترة وجيزة حتى استطاع بيع اول مجموعة من تصميمه وتنفيذه، وهي كناية عن ملابس نوم باسعار زهيدة. ومن الارباح التي جمعها والاموال التي كان ادخرها من وظيفته، افتتح اورتيغا اول مصنع له عام 1963 وكان عمره لم يتخط 27 عاما.

المصنع الذي حمل اسم "كونفيسيونيز غووا" كان مخصصا في البداية لتصنيع برنصات للحمامات، ومعه دارت عجلة التصنيع والبيع لاعوام عدة.

انطلاق زارا





سرعان ما ذاع صيت زارا التي تميزت بمفهوم

حتى عام 1975، كان اورتيغا يوزع منتجاته على متاجر ومحلات مختلفة في جميع انحاء اسبانيا. وفي العام نفسه، قرر اطلاق علامة "زارا". فافتتح لهذا الغرض اول متجر تحت اسم زارا في اشهر مجمع تجاري في لا كورونا. وربما يدين بسرعة شهرة علامته التجارية الجديدة الى نجاحه في اختيار المكان ايضا. فالمجمع التجاري يرتاده عدد كبير من المتسوقين يوميا.

وسرعان ما ذاع صيت زارا التي تميزت بمفهوم "البسة على الموضة باسعار رخيصة". هذه المعادلة كانت قد استخدمت في الولايات المتحدة مع محلات "غاب"، وفي المملكة المتحدة مع متاجر "نكست"، لكن الفكرة كانت جديدة في اسبانيا، حيث سيطرت لمدة طويلة على سوق الالبسة مجموعتا "كورتي انغلس" و "كورتفيل"، لكنهما لم يسعيا لمحاكاة اذواق الشباب الاسباني الطامح إلى الموضة العالمية. واستطاعت زارا الانتشار بسرعة عبر بناء شبكة من المتاجر في زوايا اسبانيا الاربع.

وفي اول تقرير حول البيانات المالية للشركة، كتب اورتيغا اهداف تأسيس زارا: "الهدف من زارا هو جعل الموضة اكثر ديموقراطية، فبعكس فكرة ان الموضة هي حق الثري، نحن نقدمها لتلمس جميع طبقات المجتمع، وهي مستوحاة من الذوق والرغبات والحياة اليومية للرجال والنساء في عصرنا".

نحو العالمية

لم يكتف اورتيغا في نجاح ماركة واحدة، فقرر اطلاق علامات تجارية مختلفة لتحاكي اذواق شرائح المجتمع المتنوعة. وفي عام 1985، اسس مع زوجته روزاليا ميرا مجموعة إنديتكس، وهي مختصر لاسم "اندستريا دي ديسينو تكستيل"، حتى تحتضن زارا واخواتها. وهذه المظلة الواحدة بدأت منذ اليوم الاول لتأسيسها في تنويع العلامات التجارية للالبسة فخلقت "ماسيمو ديوتي" و "بول اند بير".

وفي احدى رسائله بصفته رئيسا لمجلس ادارة انديتكس، التي وجهها لموظفيه، قال اورتيغا: "الرغبة في الابتكار التي شكلت شرارة انطلاقنا منذ اعوام طويلة هي التي خلقت الواقع الحالي لشركتنا. الخبرة المتراكمة ليست كافية لتؤمن لنا الريادة.. التوسع العالمي هوالهدف الاساسي".

ومن هنا، بدأت انديتكس في التوسع خارج حدود اسبانيا. فنشرت مكاتب ادارية لعلاماتها التجارية في معظم دول العالم، ابرزها ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة واميركا اللاتينية والكويت. وفي عام 1989، افتتح اورتيغا متجره رقم مائة. وتقوم قاعدة عمل المجموعة على شبكة تصنيع وتوزيع قادرة على ايصال البسة جديدة الى جميع المتاجر حول العالم باسابيع قليلة، وهي اسرع من منافسيها بـ 12 مرة في هذا المجال.

وعلى مدار الاسبوع، يستعرض اورتيغا ومجموعة من المديرين الذين وظفهم تصاميم في مقر الشركة الرئيسي في لا كورونا ليختاروا الانسب حسب موضة الموسم. وتعمل انديتكس على شحن بضائع قليلة لتشكيلات مختلفة من الالبسة بهدف تقليص النفقات، ومحاولة منها لتغيير المنتجات بسرعة اكبر.


فلسفة عمله





اعتمد منذ انطلاقته على انتشار سمعته على لسان عملائه أولا بأول

من الغريب في الأمر أن مجموعة انديتكس تكاد لا تعتمد على الاعلانات اطلاقا. اذ تشكل الاعلانات على بند ميزانيتها فقط 0.3 في المائة من تكاليف المجموعة. فأورتيغا اعتمد منذ انطلاقته على انتشار سمعته على لسان عملائه أولا بأول، وهكذا كانت تشتهر علاماته التجارية مع كل متجر يفتتح في زاوية شارع من هنا أو في قلب مجمع تجاري من هناك. ويحكى أن أورتيغا رفض في احدى المرات طلب ممثلة اسبانية شهيرة لتصوير مشهد من فيلم لها في متجر لزارا.

سياسة قلة الاعلانات هذه نشأت بعد سعي أورتيغا منذ بداية نجاحه على تقليص النفقات الى حدودها الدنيا لبيع ألبسته بأسعار رخيصة. هو الذي اكتسب خبرة من خلال عمله الأول عن تكاليف تصنيع الألبسة من الألف الى الياء، وأدرك كم أن عملية الانتقال بين التصميم والتصنيع والتوزيع عملية مكلفة، لذا عرف أهمية ايصال المنتجات الى العميل مباشرة دون المرور بالموزعين.

واستخدم هذه الاستراتيجية في عمله مما خلق ديناميكية لدى زارا التي تملك جميع مراحل الانتاج حتى البيع في الأسواق لتخفيف التكاليف وكسب السرعة والمرونة. وعنصرا السرعة والمرونة هما أساس نجاح أورتيغا ومجموعته انديتكس. فحسب تقرير لمجلة هارفرد بيزنس ريفيو تستطيع زارا، جوهرة مجموعة انديتكس، تصميم وتصنيع الألبسة وتوزيعها على الاسواق العالمية خلال 15 يوما فقط.

كرهه للأضواء

يعرف عن أورتيغا عدم حبه للأضواء لدرجة أن الكثير من الاسبان لا يعرفون اسمه حتى. اذ لا تملك وكالات الأنباء أخبارا عنه سوى التي ينشرها موقع مجموعته على الانترنت. وعلى الرغم من سريته في العمل، صدر عنه عدد من الكتب أشهرها: "القصة السرية لامبراطورية الموضة" للكاتبة سيسيليا مونلور، و"أمانسيو أورتيغا: من الصفر الى زارا".

وتنشر مجموعة انديتكس معلومات قليلة جدا عن حياته الشخصية، لدرجة أن الصحافة الاسبانية تصفه بـ "كابوس الناشرين". فلعقود مضت، كانت هناك صورة واحدة لأورتيغا تتداولها الصحف ووسائل الاعلام المختلفة. وعندما نشرت الشركة أول تقرير لها للرأي العام في عام 1999، ظهرت الصورة الثانية له. ونادرا ما يرتاد أورتيغا الحفلات الرسمية. فعندما زار الأمير الاسباني فيليبي مقر انديتكس، استقبل أحد ممثلي أورتيغا الزائر الملكي. ويقول في أحد تصاريحه النادرة أمام الصحافيين: "لا أرغب الا في حياة هادئة لذا لا أهتم بالظهور الاعلامي كثيرا". ويحكى أن أورتيغا يحافظ على السرية في حياته وأعماله تخوفا من اختطافه من قبل المجموعة الارهابية "ايتا".

الى ذلك، تنطبع شخصية أورتيغا بالتواضع اذ لا يبدو عليه أنه مؤسس امبراطورية عملاقة لتصنيع الألبسة، فهو لا يحب ارتداء البدلات الرسمية ولا ربطات العنق، بل يفضل اللباس الجينز. وقد تكون حفلتا عرسيه (تزوج مرتين) الشاهدتين الوحيدتين على ارتدائه للكرافات! كما يعمل أورتيغا بجهد ونشاط دائمين مع موظفيه خصوصا في قسمي التصميم والانتاج. فهو مدمن فعلا على العمل.

الادراج في البورصة





ابنته مارتا.. وتعد يده اليمين

يعتبر ادراج مجموعة انديتكس تاريخا مفصليا في حياة أورتيغا. فعند اعلانه لأول مرة عن نيته ادراج انديتكس في سوق مدريد للأوراق المالية عام 2000، شكل هذا الخبر مادة دسمة لمانشيتات الصحف الاقتصادية في اسبانيا.

وحظي الاكتتاب العام بـ 26 في المائة من مجموعته باقبال كثيف من المستثمرين في بداية عام ،2001 ويحكى أن أورتيغا عبر عن انزعاجه من العمل مع مصرفيين استثماريين عند التحضير للاكتتاب. ويقول أحد هؤلاء المصرفيين لصحيفة فايننشال تايمز: "وجدنا هذه الفترة كأنها عذاب بالنسبة لأورتيغا". وعندما أدرجت الشركة في البورصة، أصبح أورتيغا أثرى رجل في اسبانيا بعد ارتفاع السهم 22 في المائة في اليوم الأول. لم يحتفل مؤسس المجموعة بهذا النصر، بل قصد مكاتب العمل في اليوم الثاني وشاهد نشرة الأخبار الصباحية لمدة 15 دقيقة حتى يدرك أنه حصد 2.5 مليار دولار في يوم واحد، ليتناول بعدها وجبة الغداء في كافيتريا الشركة. وارتفعت القيمة السوقية لانديتكس في الأيام الأولى من الادراج الى 9.6 مليارات دولار.

حياته اليوم

يحافظ الملياردير أورتيغا حتى اليوم على صورة المدير المثالي الذي يتناول وجبته مع موظفيه في كافيتريا مقر الشركة الرئيسي في لا كورونا. كما يحافظ على رشاقته عبر ممارسة الرياضة اليومية وهو من محبي مباريات كرة القدم وسباقات السرعة.

ويقول كتاب "القصة السرية لامبراطورية الموضة" انه مستثمر في نادي "ديبورتيفو لا كورونا" لكرة القدم. ويعيش أورتيغا اليوم مع زوجته الثانية فلورا وبناته الثلاث في شقة سرية في وسط لا كورونا نفسها.

ويملك 59.29 في المائة من مجموعة انديتكس التي تضم علامات "زارا" و "ماسيمو ديوتي" و "أويشو" و "زارا هوم" و "كيديز كلاس" و "تيبمبي" و "ستراديفاريوس" و "بول أند بير" و "بيركشا". وتعتبر انديتكس أكبر امبراطورية صناعية في اسبانيا وهي ثالث أكبر مجموعة لصناعة الألبسة في العالم بعد "غاب" الأميركية و"اتش أند أم" السويدية. وتضم مجموعته أكثر من 3 ألاف متجر في 62 دولة حول العالم. كما يملك اورتيغا استثمارات في الغاز والسياحة والعقارات وحصة مؤثرة في أحد أكبر البنوك الاسبانية. بتصرف عن القبس

بطاقة هوية

الاسم: أمانسيو أورتيغا

تاريخ ومحل الولادة: 28 آذار 1936 - اسبانيا

الشهادة الجامعية: لا شهادة

المهنة: مؤسس مجموعة انديتكس

الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لثلاثة أولاد

boozy
30/12/2008, 00:52
في هيك ناس شاطرين الله يعطيهم العافية
ويعطينا شطارة وشوية حظ