-
عرض كامل الموضوع : شو ضيعنا !
بعد الستارة الأخيرة مسحنا دمعة شذت عن طريق أسلافها..دمعة نذرت نفسها للجمال..و أهرقت نفسها على خدود جعدها زمن قبيح.
و تسرب مصادفة في الأمسية الخريفية عطر ياسمينة كان يحبها مؤلفنا الجميل..لكنه الآن ابعد من أن يشمها ..حيث هو.. هو و جيتاره على غيمة، أو قمة كان قد حلم بها في العاشرة من عمره.
"لا بد للروح من أوركسترا تعزفها، و لا بد للجسد من جسد آخر يعزفه"..هكذا قالت الكلارينيت في الحركة الثانية.. "والخبز" اعترضت الكونترباصات بعدها..
و اهتز القلب كآبة طويلاً على أوتار الكمنجات التي هدأت عندما بدأ الجيتار يذبح علنا وهو يقول.."دعوا الخبز للنمل" ..و الاوركسترا تضعف أمام واقع لا تحكمه حكمة وإنما جمال..مسترحمة تصرخ "لماذا؟"...
"نملنا أوفر حظاً من صراصير ليلنا يا أيتها الكائنات الموسيقية. أصرخي فليرحمنا الجمال"
"فليرحمنا الجمال"..
كان جاري الموظف قلقاً من حوارٍ لا يريد أن يفهمه .. وغادر منذ قليل.
والحنين الى ما لسنا ندري، يفتك بهشاشة كياننا..نظرنا الى بعضنا، ورأينا كم نحن أجمل.
نحن أجمل من حكمتنا، من أيامنا ومن واقع لا شئ فيه واقعي.!
و تسرب العطر الى الرصيف والجسر وحافة النهر ...وتالق فوقنا في أضواء الشارع و في انعكاسها على المطر الذي باغتنا فجأة..
علّنا نعود يوما الى ما تمنينا ونحن صغارٌ علّنا نعود الى الحلم..
علكم تعودون الى الحلم.
خطانا نحو أنفسنا نرسمها بنفسنا، لا نحتاج الى خرائط السلطة ولا سيَرِ العظماء لنعرف ما نريد.. دائما كنا مضللين –عن أنفسنا- و نحن نحاول أن نتبع غيرنا، عندما بدأنا نتبع أمهاتنا و مذ بدأنا نطيع سلطة أبانا ، وسلطة أنتمائاتنا التي تورطنا بها، بالوراثة أو لنحس بالأمان ، أو لنهرب من عبثية حياتنا بوهم سميناه خلاصنا.
حلِمنا ، و كنا ذاتنا، عندما كنا أطفالاً بأمس الحاجة الى غيرنا، وعوقبنا على هذا، و تسطيع أن ترى الآن و حولك صراخ الراشدين على الأطفال؛ احتجاجاً على إرادة حرة يفتقدونها في ذواتهم ، و عندما أصبحنا راشدين مستقلين، تخلينا عن أنفسنا ، أنظروا الينا كم اصبحنا مدجنين..واحسرتاه ماذا فعلنا بأنفسنا!
و ها أنا أقف الآن أمام ما تبقى من ذاتي وطفولتي ، ما تبقى من استثنائيتي و تميز وجودي..هشّاً متجلد الأطراف، في برد كانون الأول، أقرأ كلماتك يا صديقي الأول "هرمان هيسه":
"لم أكن أريد إلا أن أعيش وفق الدوافع التي تنبع من ذاتي الحقيقية. فلماذا كان الأمر بهذه الصعوبة؟!" إشارة استفهام وتعجب تتبعها حسرة طويلة ثقيلة على قلوبنا.. أهكذا أردنا نحيا..اهكذا نريد أن نموت.
ثم : "قلة من الناس ، في أيامنا هذه يعرفون ما هو الأنسان، وكثيرون يحسون بهذا الجهل فيموتون بسببه، وبسهولة كبيرة" ......يتبع
el3ageed
11/01/2009, 14:17
هذا ما أحاول قوله بلغتي الخاصّة ..لكن
آذان من تسمع و تقنع ...نحاور أنفسنا كثيراً و نحن نجدّف في ذاك الزورق الكبير و نستمر بالتجديف
تأخذنا نفس التيارات لنفس الموانئ و ننزل كلنا على نفس الرصيف و نعجز عن البقاء هناك عندما ينوون العودة ...
نخشى العزلة و الوحدة و الغرق عندما يغمر المدُّ تلك الشواطئ الهادئة...
احتراماتي لك و لقلمك ....
هذا ما أحاول قوله بلغتي الخاصّة ..لكن
آذان من تسمع و تقنع ...نحاور أنفسنا كثيراً و نحن نجدّف في ذاك الزورق الكبير و نستمر بالتجديف
تأخذنا نفس التيارات لنفس الموانئ و ننزل كلنا على نفس الرصيف و نعجز عن البقاء هناك عندما ينوون العودة ...
نخشى العزلة و الوحدة و الغرق عندما يغمر المدُّ تلك الشواطئ الهادئة...
احتراماتي لك و لقلمك ....
شكرا جزيلاً ...هذه دعوة كي نكبر بما تبقى بطفولتنا..
والوحدة ليست مخيفة ..إننا نكون مع الاخرين كي ننسى أنفسنا.
يجب ان نعود الى بعضنا بالعودة الى أنفسنا
el3ageed
11/01/2009, 15:46
و أين سنجدها في هذا الزحام الخانق في هذه اللّجة العمياء ..؟؟
ربما نزورها و نرمي بعضاً من الورود على الضريح و نمضِ..
هاهي صورهم أمامي زملائي في الثانوية..يبدو بيننا بوجه ممتلئ نعمة وفرحة ،نبدو جميعاً متفائلين بأمل قريب و بقلوب تشتاق للحياة..
أهذا ما خبأته لنا السنين..؟
أم أنّ الحياة هكذا دوماً؟؟
بدأ الألم باكراً وليته ينتهي باكراً.
و من يعلم ماذا يخبأ لنا العمر الباقي..أعلينا أن نقلق حيال ذلك؟؟؟
المزيد من الألم و ومضات سعادة قصيرة ..أوليست حياتنا من أجل هذه الومضات ...السعادة الحقيقية؟ ما هذا المصطلح السخيف ألم نخلقه لنبرر بؤسنا المتكرر؟..أولسنا ضعافاً؟؟ الم نهرب من مواجهة ذاتنا في كل مناسبة؟
وهل العمر اقصر من أن نكتشف ابسط حقائقه؟؟.
أشعر أننا أنا وأصدقائي ..نسينا أنفسنا لوهلة امتدت لعمر ..نسينا أنفسنا ..وعزفنا لحناً كئيباً ..وحّدنا وجمعنا ...لحناًً عذباً ككونشرتو وتريات لهاندل..هذه هي مهمتنا كعازفين وسنمضي..الى فراشنا متخمين سكرى بهذا اللحن النبيل الكئيب ..كصباح بارد..
أحبكم اصدقائي ..ولا أعلم أين أنتم في هذه اللحظة ..أأرقون مثلي أنتم ؟..أستجمعنا الأيام مرة أخرى؟..لا أعتقد هذا ...أحني رأسي خشوعاً لآلامكم وآلامي..نعم أحبكم..أنها الحياة ....سنواصل العزف كل من مكانه ولنهدي اللحن الأخير لأمهاتنا الطيبات...ولأمنا الحياة.
مجنون يحكي وعاقل يسمع
14/01/2009, 16:05
أستمتعت بأموج الألم التي تدفقت على جدران ذاكرتي اللعينة , أعدتني من الجنون والكهولة , إلى الجري خلف فراشات صارت أبعد من أمل مواطني عربي ببعض كرامة , نسيم مشاعرك دق على بابي كعبير وردة تسحقها مجنزرات العار والذل
هل علينا أن نرمي آلاتنا ونتوقف عن عزف نشيد الحياة ونؤمن إيمان درويش بالقضاء والقدر ,أم نرفع إيقاع العزف حتى تتراقص أوراق الزيتون
سلام وحرية بجنون
ما أتمناه لك
شكرا.. وعذرا لأني دائماً بتأخر لرد.
بس شكلك من القليلين اللي بيفهموا عن شو عم أحكي بالضبط..
مابفوت لهون لحتى اصنع شهرة ولا حتى أعمل صداقات ولا حتى اتسلى..
و اكيد ماني شاعر ولا كاتب ولا بدي كون هيك عندي مشاريع تانية بس متعلقة باللي حكيتو فوق..
ويتبع...
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة