saba n
19/02/2009, 12:17
تسارع نبضي وأنا أتابع تلك المشاهد التي تستعرض كتل الأجساد المحترقة وبقع الدماء المتناثرة على ارض كربلاء وبغداد...، حاولت أكثر من مرة اتصل به لكن انشغال الخطوط منعني من ان اطمئن على عموّرة....عيناي تبحث في وجوه الفتيان المتجهمة من هول الحدث...وكلّي أمل في أن أراه يخطف أمامي...فمي لايكفّ عن هذيانه في طلب الرحمة...وأناملي لا تكف العبث بالريمونت تارة" وبالهاتف تارة" اخرى...تطوّقني لسماع صوته يردّ علي كعادته ليخبرني انه بخير...وليسرد ما اعتاد من الأخبار والحكايا عن العن العزاء...ومواكب اهل البيت..
ها الحمد لله...حصلت على خط..والهاتف يرنّ...و لكن ما من مجيب...!!!..،
مضت الساعة طويلة..ثقيلة...تثقل على صدري فيها الأنفاس...وأعصابي كلها مشدودة تنتظر الجواب...ففكرت ان الجأ الى احد معارفي هناك...(صباح أبو الكافتريا)..فلعله يسعفني بما يعرف...
_الو..منو..
_أني...يوسف..يوسف..
_ها يوسف..اشلونك اخي..اشلون صحتك...لبنان..لبنان اشلونها...انت هسه موبلبنان..
_اي بلبنان....بخير..كلنا بخير...بغداد اشلونها... الاهل اشلونهم...خو ما اكو احد متأذي بالانفجارات...
_لا الحمد لله...ان شاء الله ماكو... اني وعائلتي كلنا بخير....ولو اكو اشكم ولد من جماعتنا ...الله يرحمهم راحو شهداء...اثنين..واحد منهم هذا الولد عامر..تعرفه موهيج استاذ...
_عامر...تقصد عمر عبد الله ...صديقي...لا يمعود قول غيرها صباح..
_الله يرحمه ..جان صديقك...اني اسف لان سمعتها مني...بس للاسف....جان خوش ولد...جان طيب...جان...
اودعته دون ان اكون واعيا" لكلماتي ...وشعور غريب يتملكني ...وعيناي المتمركزتان نحوشاشة التلفاز...صارت تبصر صديقي بين الشبان واقفا" يسقي الزائرين ماءا"....كان هناك...مع انه قد مات وصارت اشلاؤه كتلا" محترقة...لكن لا ادري كيف رأته عيناي يتخاطفبين الفتيان ثم يقف بالقرب من قدر كبير اسود وهو يقلّب محتوياته...مع انه قد مات ...وسالت دماؤه مختلطة بدم الكثير من العراقيين...وما عاد هناك....ذلك الفتى الذي ولدت احلامه هناك...بين الشفاه التي اتعبها مضغ الاحاديث العتيقة...والسواعد التي ارهقها حمل اعباء التاريخ ...هناك ولدت احلامه...في الليالي التي تعجّ بألحان التذمر...واليوم يقولون لي انه مات ...بعد ان ملأ عينيه من منظر المشاعل والتكيات الحسينية ...بعد ان ملأ اسماعه بنداءات الحسين...،يقولون لي ..انه (مات)...مات ..فويل للدموع التي تتجمد في مقلتيّ...والدهشة التي تخنق العبرات في صدري...يقولون لي..(مات)...ذلك الفتى الذي اقنعني ان اشهد ان لا أله ألا الله.... ويقولون لي ...مات...صديقي...مات صديقي...ولكنني لا ازال ارى ملامحه تبرز لي...وصوته يعلو...ويعلو... وكلماته يلهج بها فمي...ويعلو ..صوتي يعلو...يا شهيــــــــــــــــــــــ ـــــد....ياشهيــــــــــــ ــــــــــــــــــــد
ها الحمد لله...حصلت على خط..والهاتف يرنّ...و لكن ما من مجيب...!!!..،
مضت الساعة طويلة..ثقيلة...تثقل على صدري فيها الأنفاس...وأعصابي كلها مشدودة تنتظر الجواب...ففكرت ان الجأ الى احد معارفي هناك...(صباح أبو الكافتريا)..فلعله يسعفني بما يعرف...
_الو..منو..
_أني...يوسف..يوسف..
_ها يوسف..اشلونك اخي..اشلون صحتك...لبنان..لبنان اشلونها...انت هسه موبلبنان..
_اي بلبنان....بخير..كلنا بخير...بغداد اشلونها... الاهل اشلونهم...خو ما اكو احد متأذي بالانفجارات...
_لا الحمد لله...ان شاء الله ماكو... اني وعائلتي كلنا بخير....ولو اكو اشكم ولد من جماعتنا ...الله يرحمهم راحو شهداء...اثنين..واحد منهم هذا الولد عامر..تعرفه موهيج استاذ...
_عامر...تقصد عمر عبد الله ...صديقي...لا يمعود قول غيرها صباح..
_الله يرحمه ..جان صديقك...اني اسف لان سمعتها مني...بس للاسف....جان خوش ولد...جان طيب...جان...
اودعته دون ان اكون واعيا" لكلماتي ...وشعور غريب يتملكني ...وعيناي المتمركزتان نحوشاشة التلفاز...صارت تبصر صديقي بين الشبان واقفا" يسقي الزائرين ماءا"....كان هناك...مع انه قد مات وصارت اشلاؤه كتلا" محترقة...لكن لا ادري كيف رأته عيناي يتخاطفبين الفتيان ثم يقف بالقرب من قدر كبير اسود وهو يقلّب محتوياته...مع انه قد مات ...وسالت دماؤه مختلطة بدم الكثير من العراقيين...وما عاد هناك....ذلك الفتى الذي ولدت احلامه هناك...بين الشفاه التي اتعبها مضغ الاحاديث العتيقة...والسواعد التي ارهقها حمل اعباء التاريخ ...هناك ولدت احلامه...في الليالي التي تعجّ بألحان التذمر...واليوم يقولون لي انه مات ...بعد ان ملأ عينيه من منظر المشاعل والتكيات الحسينية ...بعد ان ملأ اسماعه بنداءات الحسين...،يقولون لي ..انه (مات)...مات ..فويل للدموع التي تتجمد في مقلتيّ...والدهشة التي تخنق العبرات في صدري...يقولون لي..(مات)...ذلك الفتى الذي اقنعني ان اشهد ان لا أله ألا الله.... ويقولون لي ...مات...صديقي...مات صديقي...ولكنني لا ازال ارى ملامحه تبرز لي...وصوته يعلو...ويعلو... وكلماته يلهج بها فمي...ويعلو ..صوتي يعلو...يا شهيــــــــــــــــــــــ ـــــد....ياشهيــــــــــــ ــــــــــــــــــــد