i m sam
06/03/2009, 15:58
صحوت فجأة من شرودي والذي على ما يبدو كان طويلاً فقد وجدت نفسي أتسلق جبل قاسيون بسيارتي الصغيرة .
آخر ما أتذكره أني كنت أشتري قهوتي الصباحية من صديقتي " آلة الاكسبريسو " فقد تعودت التصبّح بها يوميا. لكن ما الذي قادني إلى هناك وما الأفكار التي كانت تملئ رأسي فأوصلتني إلى هنا لم أعد أعرف.
ما أعرفه أن شيئا ما في قاسيون جذبني إليه , شيء جعلني أقود سيارتي في صباح يوم الجمعة حيث الشوارع فارغة أو تكاد من السيارات – ويبدو أن هذا ما ساعد على طول شرودي- لأتوقف بجانب الصخرة الكبيرة فيه مترجلا من السيارة وحاملا كوب قهوتي لأشعل السيجارة الخامسة فعلبة السجائر الجديدة التي اشتريتها مع فنجان قهوتي كانت تنقص هذا العدد فإما أنني استهلكتها كلها في طريقي أو أن الشركة المصنعة بدأت بتخفيض عدد السجائر في كل علبة.
لم أناقش هذه الفكرة في وقتها كثيرا فمنظر دمشق في ذلك الصباح المشمس بعد أيام ممطرة ينسيك الدنيا بما فيها ويجعلك تبحث عن أشلاءك التي بعثرتها خلال مسيرة حياتك في دمشق تبحث في كل حارة وعلى كل جدار مبنى يظهر من قاسيون في كل حديقة وبجانب مدرستك القديمة لتجد نفسك وقد نسيت ما كان بك
ويلفحك النسيم العليل مناديا لتفتح ذراعيك فتجد انك تحتضن دمشق بينهما.
دمشق بكل تاريخها وكل حاضرها وتشعر بشعور ملوكها الأوائل هل يا ترى وقفوا بنفس مكانك وتطلعوا إلى دمشق كما فعلت .
هل يا ترى وقف رهبانها هنا من قبل وتأملوا عظمة الخالق .
والصوفيون فيها هل جلسوا هنا بحلقات ذكرهم علّ تجليات نورانية تتنزل عليهم.
كلّ هذا وأكثر تستشعره وأنت هناك على قمة جبل شهد بداية البدايات وأسندت دمشق رأسها على سفوحه كعذراء غفت في حضن معشوقها.
اثنان متلازمان أبديان ثلّثهما بردى فلا فرّق الدهر بينهم من قبل وآمل أنه لن يفرقهم.
عدت إلى سيارتي لأرفع صوت المذياع قليلا فمازالت فيروز تصدح بصوتها الملائكي.
جلست قليلا لاستعيد ما كان يؤرقني , لكنني ملِكٌ أقف على قاسيون ودمشق بين ذراعي وفيروز تصدح ورطوبة بردى تعلل النسيم . نعم إني ملكٌ فما عادت المشاكل تغريني ولا عاد الهمّ ياخذني كما كان صباحا. ملكٌ والملوك تتحكم بأقدارها لا العكس, الآن عرفت لم ناداني قاسيون والآن عرفت ما سرّ قاسيون. انه يجعلنا ودون أن ندري عظماء .
من هناك دعوت الله لكم أنتم يا من تحبون دمشق ألا يحرمكم الله منها. وانتم يا من أتعبكم التعب وأرقكم الهمُّ ... عليكم بقاسيون فهو خير الدواء.
آخر ما أتذكره أني كنت أشتري قهوتي الصباحية من صديقتي " آلة الاكسبريسو " فقد تعودت التصبّح بها يوميا. لكن ما الذي قادني إلى هناك وما الأفكار التي كانت تملئ رأسي فأوصلتني إلى هنا لم أعد أعرف.
ما أعرفه أن شيئا ما في قاسيون جذبني إليه , شيء جعلني أقود سيارتي في صباح يوم الجمعة حيث الشوارع فارغة أو تكاد من السيارات – ويبدو أن هذا ما ساعد على طول شرودي- لأتوقف بجانب الصخرة الكبيرة فيه مترجلا من السيارة وحاملا كوب قهوتي لأشعل السيجارة الخامسة فعلبة السجائر الجديدة التي اشتريتها مع فنجان قهوتي كانت تنقص هذا العدد فإما أنني استهلكتها كلها في طريقي أو أن الشركة المصنعة بدأت بتخفيض عدد السجائر في كل علبة.
لم أناقش هذه الفكرة في وقتها كثيرا فمنظر دمشق في ذلك الصباح المشمس بعد أيام ممطرة ينسيك الدنيا بما فيها ويجعلك تبحث عن أشلاءك التي بعثرتها خلال مسيرة حياتك في دمشق تبحث في كل حارة وعلى كل جدار مبنى يظهر من قاسيون في كل حديقة وبجانب مدرستك القديمة لتجد نفسك وقد نسيت ما كان بك
ويلفحك النسيم العليل مناديا لتفتح ذراعيك فتجد انك تحتضن دمشق بينهما.
دمشق بكل تاريخها وكل حاضرها وتشعر بشعور ملوكها الأوائل هل يا ترى وقفوا بنفس مكانك وتطلعوا إلى دمشق كما فعلت .
هل يا ترى وقف رهبانها هنا من قبل وتأملوا عظمة الخالق .
والصوفيون فيها هل جلسوا هنا بحلقات ذكرهم علّ تجليات نورانية تتنزل عليهم.
كلّ هذا وأكثر تستشعره وأنت هناك على قمة جبل شهد بداية البدايات وأسندت دمشق رأسها على سفوحه كعذراء غفت في حضن معشوقها.
اثنان متلازمان أبديان ثلّثهما بردى فلا فرّق الدهر بينهم من قبل وآمل أنه لن يفرقهم.
عدت إلى سيارتي لأرفع صوت المذياع قليلا فمازالت فيروز تصدح بصوتها الملائكي.
جلست قليلا لاستعيد ما كان يؤرقني , لكنني ملِكٌ أقف على قاسيون ودمشق بين ذراعي وفيروز تصدح ورطوبة بردى تعلل النسيم . نعم إني ملكٌ فما عادت المشاكل تغريني ولا عاد الهمّ ياخذني كما كان صباحا. ملكٌ والملوك تتحكم بأقدارها لا العكس, الآن عرفت لم ناداني قاسيون والآن عرفت ما سرّ قاسيون. انه يجعلنا ودون أن ندري عظماء .
من هناك دعوت الله لكم أنتم يا من تحبون دمشق ألا يحرمكم الله منها. وانتم يا من أتعبكم التعب وأرقكم الهمُّ ... عليكم بقاسيون فهو خير الدواء.