chefadi
30/09/2006, 16:06
من وقت ما انتشرت ثقافة البامبرز ودخلت " الحفوضات " المستوردة الى سورية مع خطوات مباركة بتحرير تجارة البضائع الاجنبية عبر الاقطار العربية ،اصبح كل " قضاء حاجة " لابني الصغير يكلف 50 ل.س ،
ومع التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية والتنافس المحموم بين المصدرين من كلٍ من مصر والسعودية انخفضت تكلفة " قضاء الحاجة " للاطفال الصغار الى 20 ل.س في كل مرة .. بمتوسط 3 مرات في اليوم مضروبة بـ 30 يوم يصبح الناتج 1800 ل.س ندفعها عن كل طفل سوري " ليقضي حاجته " في " حفوض " مستورد ، والمبلغ الشهري يوازي المكافأة السنوية الانتاجية التي أخذتها العام الفائت وتصورت في حفل مهيب بجانب الوزير ..
بدأ الناس " يلفون " الموز لاولادهم بدل الحمص والفلافل والبيض ، يقولون انه بات ارخص ثمنا ويحتوي على قيمة غذائية عالية وسعر الوجبة " صندويشة الموز " لا يتجاوز الـ 10 ل.س وهو ارخص ما يمكن ان يشكل وجبة لطفلك ..
ويعود الفضل في توفر هذه المادة الى لحظة انهيار الاتحاد السوفيتي ، حيث وجدنا انفسنا " ياغافل الك الله " لوحدنا في عالم يعتمد على الاندماجات ، وتعلقنا ( معتمدين على خبرتنا في الثمانينات مع باصات النقل الداخلي ) بقطار الانفتاح الاقتصادي الذي فاتنا ، واصبحت اتفاقيات الشراكة الاوربية التي كنا " متـنحين " لسنوات طويلة على رفضها ، مكسباً وطنياً مهماً وكالعادة هناك في سوريا جوقة تعزف وتغني الحانها على النوطة الموسيقية.
ومن كان اشتراكيا اصبح يغني مواويل اقتصاد السوق .. واصبحنا نسوق العربات في المولات ( على مبدأ شم ولا تذوق ) ونقف بالطوابير على صناديق الحسابات وليس هناك ممنوع غير البارفانات ومساحيق التجميل ومنتجات العناية بالبشرة .. التي حصرت بيعها مع اخواتها في المناطق الحرة ..
عمر ابني من عمر برنامج الاصلاح ، وقد انتظرنا يا سامعين الصوت الى اليوم ستة سنوات ، قلتم اصلاح اقتصادي قبل السياسي ، قلنا ماشي .. ماشي الحال .. ثم قلتم اصلاح مالي قبل الاصلاح الاقتصادي قلنا .. " وانا مالي ؟ .. مالي مالي " فليكن المهم الاصلاح .. قلتم الاداري اولا .. قلنا يا سيدي "أي حاجة المهم اصلاح وخلاص" .. وما خلصنا .. ومازالت اطنان الاوراق والمحاضر والمقالات حبيسة الادراج.
وعملتم حسب ديمواقراطية والدي الله يذكره بالخير .. عندما اتصل بي وكان عمري حوالي عشرون عاما ،وقال لي " اين امك " قلت بالحمام ، فأمرني ان استعجلها واصطحبها الى محل يبيع المفروشات فهو يريد ان يأخذ رأيها في شراء طاولة للمطبخ .. وهكذا كان .. احبت امي الطاولة المستديرة .. واشترى ابي طبعا الطاولة المستطيلة ..
وهكذا فعلت حكومتنا .. سألتنا رأينا وعملت كما يريد الدردري ..
اما محاربة الفساد فهي مثل " سيكارة " الحمرا الطويلة .. تشعل وتطفي حسب المزاج .. وابني يا ايها السادة بدأ يكبر ويسأل ويريد ان يتعلم فنون الحياة ، فماذا نعلمه.. ؟؟!
أسئلة ..
" شو بدو عمو الشرطي من شوفير السرفيس ؟؟ " ..
" ايمتا بدو يصير عنا سيارة ..؟ "
" بابا .. بابا .." ( جاءني مدهوشا ) .. " بيت رفيقي بيشربو من الحنفية .. ياعيب الشوم ما عندن بيدونات .. " ...!!! ، ..
" وبيعمولها .. على الكرسي " ؟؟!! ( شي بيضحك )..
" صاحب البيت على الباب .. ما بدك تشوفو ؟؟".
" ليش بتضلوا بتتخانقوا انت و الماما.. ؟؟ "
" بابا .. ليش ما عندي .. اخ " ؟؟
أجوبة ..
لك أخ يا ابني شو بدي قلك ..
شوف يا ابني .. " شو هي " .. ؟
" برافو عليك مصاري " ..
"هي مية ليرة يا بابا "..
وما معنا غيرها لاخر الشهر ..
ويسمونها " قطعة نقدية صغيرة " ؟؟
يعني بتحل مشكلة صغيرة ..
والمبلغ المالي الكبير .. بيحل مشكلة كبيرة
فهمان يا بابا ..
نحنا يا بابا ببلد كل شي حقو مصاري .. كل شي فيك تشتريه ..
واذا كانت مصارياتك قلال .. بتشتري مع الخبز موز من عند عمو ابو ياسر ..
واذا كانت مصرياتك كتار بتشتري البلد كلها .. يا بابا ..
سألني ابني الصغير ..
من عند ابو ياسر .. ؟ ؟ ؟ ؟
نضال معلوف
ومع التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية والتنافس المحموم بين المصدرين من كلٍ من مصر والسعودية انخفضت تكلفة " قضاء الحاجة " للاطفال الصغار الى 20 ل.س في كل مرة .. بمتوسط 3 مرات في اليوم مضروبة بـ 30 يوم يصبح الناتج 1800 ل.س ندفعها عن كل طفل سوري " ليقضي حاجته " في " حفوض " مستورد ، والمبلغ الشهري يوازي المكافأة السنوية الانتاجية التي أخذتها العام الفائت وتصورت في حفل مهيب بجانب الوزير ..
بدأ الناس " يلفون " الموز لاولادهم بدل الحمص والفلافل والبيض ، يقولون انه بات ارخص ثمنا ويحتوي على قيمة غذائية عالية وسعر الوجبة " صندويشة الموز " لا يتجاوز الـ 10 ل.س وهو ارخص ما يمكن ان يشكل وجبة لطفلك ..
ويعود الفضل في توفر هذه المادة الى لحظة انهيار الاتحاد السوفيتي ، حيث وجدنا انفسنا " ياغافل الك الله " لوحدنا في عالم يعتمد على الاندماجات ، وتعلقنا ( معتمدين على خبرتنا في الثمانينات مع باصات النقل الداخلي ) بقطار الانفتاح الاقتصادي الذي فاتنا ، واصبحت اتفاقيات الشراكة الاوربية التي كنا " متـنحين " لسنوات طويلة على رفضها ، مكسباً وطنياً مهماً وكالعادة هناك في سوريا جوقة تعزف وتغني الحانها على النوطة الموسيقية.
ومن كان اشتراكيا اصبح يغني مواويل اقتصاد السوق .. واصبحنا نسوق العربات في المولات ( على مبدأ شم ولا تذوق ) ونقف بالطوابير على صناديق الحسابات وليس هناك ممنوع غير البارفانات ومساحيق التجميل ومنتجات العناية بالبشرة .. التي حصرت بيعها مع اخواتها في المناطق الحرة ..
عمر ابني من عمر برنامج الاصلاح ، وقد انتظرنا يا سامعين الصوت الى اليوم ستة سنوات ، قلتم اصلاح اقتصادي قبل السياسي ، قلنا ماشي .. ماشي الحال .. ثم قلتم اصلاح مالي قبل الاصلاح الاقتصادي قلنا .. " وانا مالي ؟ .. مالي مالي " فليكن المهم الاصلاح .. قلتم الاداري اولا .. قلنا يا سيدي "أي حاجة المهم اصلاح وخلاص" .. وما خلصنا .. ومازالت اطنان الاوراق والمحاضر والمقالات حبيسة الادراج.
وعملتم حسب ديمواقراطية والدي الله يذكره بالخير .. عندما اتصل بي وكان عمري حوالي عشرون عاما ،وقال لي " اين امك " قلت بالحمام ، فأمرني ان استعجلها واصطحبها الى محل يبيع المفروشات فهو يريد ان يأخذ رأيها في شراء طاولة للمطبخ .. وهكذا كان .. احبت امي الطاولة المستديرة .. واشترى ابي طبعا الطاولة المستطيلة ..
وهكذا فعلت حكومتنا .. سألتنا رأينا وعملت كما يريد الدردري ..
اما محاربة الفساد فهي مثل " سيكارة " الحمرا الطويلة .. تشعل وتطفي حسب المزاج .. وابني يا ايها السادة بدأ يكبر ويسأل ويريد ان يتعلم فنون الحياة ، فماذا نعلمه.. ؟؟!
أسئلة ..
" شو بدو عمو الشرطي من شوفير السرفيس ؟؟ " ..
" ايمتا بدو يصير عنا سيارة ..؟ "
" بابا .. بابا .." ( جاءني مدهوشا ) .. " بيت رفيقي بيشربو من الحنفية .. ياعيب الشوم ما عندن بيدونات .. " ...!!! ، ..
" وبيعمولها .. على الكرسي " ؟؟!! ( شي بيضحك )..
" صاحب البيت على الباب .. ما بدك تشوفو ؟؟".
" ليش بتضلوا بتتخانقوا انت و الماما.. ؟؟ "
" بابا .. ليش ما عندي .. اخ " ؟؟
أجوبة ..
لك أخ يا ابني شو بدي قلك ..
شوف يا ابني .. " شو هي " .. ؟
" برافو عليك مصاري " ..
"هي مية ليرة يا بابا "..
وما معنا غيرها لاخر الشهر ..
ويسمونها " قطعة نقدية صغيرة " ؟؟
يعني بتحل مشكلة صغيرة ..
والمبلغ المالي الكبير .. بيحل مشكلة كبيرة
فهمان يا بابا ..
نحنا يا بابا ببلد كل شي حقو مصاري .. كل شي فيك تشتريه ..
واذا كانت مصارياتك قلال .. بتشتري مع الخبز موز من عند عمو ابو ياسر ..
واذا كانت مصرياتك كتار بتشتري البلد كلها .. يا بابا ..
سألني ابني الصغير ..
من عند ابو ياسر .. ؟ ؟ ؟ ؟
نضال معلوف