yass
21/03/2005, 13:45
وهي ميزة ، وتستلزم الكثير للحصول عليها ، وربما هي أصعب من أية درجة علمية، أو من الحصول على وظيفة مرموقة في احدى الشركات الكبرى ، وثمن الحصول على هذا اللقب باهظ ، وقد يكون فراق ابدي لتراب الوطن ، والمقابل سبيل نمضي فيه بعد ان سدت في الوجوه كل السبل ، ربما لقمة عيش ، وربما هرب من العوز والفاقة ، وربما بحث عن المستقبل الذي ضاع في الوطن ، ولانه لا يوجد لاجئ من البطالة او لاجئ من الفقر ، او لاجئ من اليأس .
يستسلم للحالة ويسلم نفسه الى فاعلي الخير الذين يرسمون له السيناريو الوهمي ، ويستخرجون له ما يلزم من شهادات الخبرة ويمضون به في اجراءات معقدة ليستلم الشهادة بدرجة لاجئ سياسي ..
لم يولد هكذا .. هو واحد من ابناء هذا الوطن ، طفل يلعب مع اقرانه في الزقاق العتيق ، وصبي يذهب إلى المدرسة متعمد بحبات المطر .. يتحلق عند عربة " فول " في يوم دمشقي بارد ، وامل يقفز الى البعيد .. لحياة دافئة كريمة ومستقبل مشرق ..
تُسد كل السبل في وطن عاجز بأهله ، و يتحول المشهد الطفولي الناصع البياض الى صورة الواقع القاتم , يمر الوقت طويل بطيء وفي كثير من الاحيان يتوقف ، ويضيق الوطن بأبنائه ، ويكفر الابن بالوطن .. وتبدأ رحلة السفر ، الهجرة الى غير رجعة .. طريق طويل وشاق ومؤلم .. وكل الامل ان يكون في نهايته المستقبل .. واكتشاف متأخر : لا مستقبل بدون وطن ..
في هذا المشهد الذي رسمناه سويا ، ومنذ اللحظة الأولى التي يطل فيه رأسنا إلى العالم ، يمتلئ الرحم الذي خرج الجسد منه روحا من بقية الروح التي تبعث فينا ، تعيش معنا ، الألم ، القلق ، التوجس ، و الحيرة ، وفي كثير من الأحيان الحسرة التي تلتصق بخطواتنا المتعثرة . دعوات بالرضى ، وابتهالات للخالق باللطف والرحمة ..
وغالبا ، ما تتخلى الأم عن بعض أجزائها المبعثرة حولها ، وتلّوح لها تطير الى البعيد ، موت على أمل الحياة ، وفراق ليس بعده موعد .. ووجود يتحول فراغا تملؤه الذكريات وبعض الأمل .. أمل يكبر ليتسع الوطن .. امل في مستقبل يحقق اللقاء .. واخشى يا أمي ان يكون اللقاء بعيد ..
كل عام وأنتِ بخير ..
نضال معلوف
-------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
يستسلم للحالة ويسلم نفسه الى فاعلي الخير الذين يرسمون له السيناريو الوهمي ، ويستخرجون له ما يلزم من شهادات الخبرة ويمضون به في اجراءات معقدة ليستلم الشهادة بدرجة لاجئ سياسي ..
لم يولد هكذا .. هو واحد من ابناء هذا الوطن ، طفل يلعب مع اقرانه في الزقاق العتيق ، وصبي يذهب إلى المدرسة متعمد بحبات المطر .. يتحلق عند عربة " فول " في يوم دمشقي بارد ، وامل يقفز الى البعيد .. لحياة دافئة كريمة ومستقبل مشرق ..
تُسد كل السبل في وطن عاجز بأهله ، و يتحول المشهد الطفولي الناصع البياض الى صورة الواقع القاتم , يمر الوقت طويل بطيء وفي كثير من الاحيان يتوقف ، ويضيق الوطن بأبنائه ، ويكفر الابن بالوطن .. وتبدأ رحلة السفر ، الهجرة الى غير رجعة .. طريق طويل وشاق ومؤلم .. وكل الامل ان يكون في نهايته المستقبل .. واكتشاف متأخر : لا مستقبل بدون وطن ..
في هذا المشهد الذي رسمناه سويا ، ومنذ اللحظة الأولى التي يطل فيه رأسنا إلى العالم ، يمتلئ الرحم الذي خرج الجسد منه روحا من بقية الروح التي تبعث فينا ، تعيش معنا ، الألم ، القلق ، التوجس ، و الحيرة ، وفي كثير من الأحيان الحسرة التي تلتصق بخطواتنا المتعثرة . دعوات بالرضى ، وابتهالات للخالق باللطف والرحمة ..
وغالبا ، ما تتخلى الأم عن بعض أجزائها المبعثرة حولها ، وتلّوح لها تطير الى البعيد ، موت على أمل الحياة ، وفراق ليس بعده موعد .. ووجود يتحول فراغا تملؤه الذكريات وبعض الأمل .. أمل يكبر ليتسع الوطن .. امل في مستقبل يحقق اللقاء .. واخشى يا أمي ان يكون اللقاء بعيد ..
كل عام وأنتِ بخير ..
نضال معلوف
-------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////