yass
24/03/2005, 15:38
مجموعة من الاشخاص انقلبوا على ظهورهم من الضحك بعد سماعهم طرفة من مسؤول كبير ، بينما في فترة الصمت التي تلت هستيريا الضحك هذه ، يقول كل من الحضور في سره " تضرب على هالنكتة شو بايخة " .. هل رأيتم مسؤولا يروي طرفة لا يضحك عليها الحضور .. ؟؟
اذا كان ما طرحه ابراهيم العلي رئيس الجيش الشعبي والعضو القديم في حزب البعث حول حل القيادة القومية للحزب و بعض الافكار الاخرى التي تتعلق بالحزب ذاته ، تعبر عن قناعته ، فهذا لا يعني انه لو لم يتكلم عن تلك القناعات فانه لا يؤمن بها ، ولا ارى من الحكمة في شيء ان نهتم بما يقول الاشخاص وليس بما يؤمنون به ..
وبالتالي يجب الا نكون سعداء بان يؤمن الاشخاص بافكار محددة ويقولون لنا ما لا يؤمنون به او يخبروننا على الدوام بما نريد ان نسمعه ، وخاصة اذا كان هؤلاء الاشخاص في موقع المسؤولية ، او يعملون تحت لواء السلطة او الحزب الحاكم ، فتلك ستكون كارثة بالتأكيد ..
و الافادة من اقوال مثل هؤلاء الاشخاص لا تكون من خلال اقصائهم ، ولكن من خلال بناء حوار فعال معهم والتعرف على وجهات نظرهم والاصغاء لما يريدون قوله ، لانه من الممكن جدا ان يقولوا ما يقولونه من دافع الغيرة والحرص على الحزب والوطن و .. ، وكيف يكون الانسان او المؤسسة او الحزب دائما على صواب ، وحتى انه في مثل هذه الحوارات الفكرية ، ليس من المهم ان نحدد من هو على خطأ ومن هو على صواب ، المهم تبادل وجهات النظر ، وفهم كل طرف للطرف الاخر ..
يقولون ، بانه كان على " العلي " ان يطرح الفكرة داخل الحزب وليس على شاشات التلفزيون ، والسؤال هل لدى احد منكم معلومات بانه لم يفعل ذلك ، ومن ثم كونه .. تعرض لسؤال من محاوره في البرنامج حول الموضوع ، هل تريدون ان تقولوا لي بانه كان يجب ان يجيب بعكس قناعاته ، أي ان يضحك على " النكتة البايخة " ..
من جانبي لم اسمع بابراهيم العلي قبلا ، ولا حتى اعرف ماهية ومهام الجيش الشعبي الذي يترأسه ، ولكني اتكلم حول الفكرة ، وهي حرية التعبير ، حيث يجب ان نعي ان تقييد حرية التعبير ، لا تعني تغيير القناعات ، واذا استطعنا ارهاب الناس لكي نقمع محاولاتهم للتعبير عن انفسهم ، لا يعني اننا سيطرنا على حرية الاعتقاد ، وليس هناك ما يفرح في ان يعبر الناس عن غير ما يعتقدون به ، و ان يضمرون لنا غير ما يظهرونه ، يضحكون على " نكات بايخة " ، ويصفقون لخطاب يرونه مملا ، ويظهرون الاعجاب والتقدير بقرار يعتقدونه خاطئاً ، ويوافقون على وجهة نظر يؤمنون بعكسها .. انها طريقة سهلة لتسيير الامور ، ولكنها بكل تأكيد عقيمة ، لان الضحكة التي تفلق صاحبها لسماعه طرفة سخيفة ، ستتحول بعد قليل الى امتعاض واشمئزاز ، والتصفيق الحاد على خطاب ممل لن يعدو عن كونه جهد عضلي لجلب الضجيج الذي عادة ما يطغى على صوت الحقيقة ، والاعجاب الذي نبديه بقرار نعتقده خاطئ ، سيتحول الى ممانعة لتنفيذ هذا القرار ، ووجهة النظر او الفكرة التي لا نؤمن بها ، سوف نحاربها ونحرص على الا تنتقل للاخر ، وحتى اذا فعلنا ذلك بالاكراه ، سوف لن نستطيع امتلاك القدرة على الاقناع والدفاع عن فكرة لا نؤمن بها اصلا ..
حرية التعبير قد تجعل الأمور أصعب ، ولكن بالتأكيد ستكون النتائج مذهلة وايجابية ، لأني إذا اكتشفت أن الطُرف التي القيها " بايخة " سأحرص على انتقاء طرف افضل في المرة القادمة او حتى اعزف عن القاء " النكات " اصلا ، واذا اكتشفت بان القرار الذي ازمع في اتخاذه لا يحظى بالقبول ، يمكن حينها بذل جهود ( لا تعتمد على القمع وارهاب الاخر ) لاقناع الاخر بجدوى القرار ودفعه لتبنيه ، واذا فشلت فالافضل ان اصل الى صيغة توافقية يمكن ان تلقَ قبولا اكبر ، وحتى انه من الافضل الغاء القرار نهائيا في حال وثقت بانه يلقى معارضة شديدة وليس لدي أي امل في ان ينتقل الى حيز التنفيذ ..
عندما تحصل على اصوات من حولك دون قناعاتهم ، فانك تجدّف وحدك في القارب بينما يهتف الاخرون لك ، اما اذا نجحت في الحصول على قناعاتهم فان الجميع سوف يجدفون معك وهم صامتون ..
نضال معلوف
--------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
اذا كان ما طرحه ابراهيم العلي رئيس الجيش الشعبي والعضو القديم في حزب البعث حول حل القيادة القومية للحزب و بعض الافكار الاخرى التي تتعلق بالحزب ذاته ، تعبر عن قناعته ، فهذا لا يعني انه لو لم يتكلم عن تلك القناعات فانه لا يؤمن بها ، ولا ارى من الحكمة في شيء ان نهتم بما يقول الاشخاص وليس بما يؤمنون به ..
وبالتالي يجب الا نكون سعداء بان يؤمن الاشخاص بافكار محددة ويقولون لنا ما لا يؤمنون به او يخبروننا على الدوام بما نريد ان نسمعه ، وخاصة اذا كان هؤلاء الاشخاص في موقع المسؤولية ، او يعملون تحت لواء السلطة او الحزب الحاكم ، فتلك ستكون كارثة بالتأكيد ..
و الافادة من اقوال مثل هؤلاء الاشخاص لا تكون من خلال اقصائهم ، ولكن من خلال بناء حوار فعال معهم والتعرف على وجهات نظرهم والاصغاء لما يريدون قوله ، لانه من الممكن جدا ان يقولوا ما يقولونه من دافع الغيرة والحرص على الحزب والوطن و .. ، وكيف يكون الانسان او المؤسسة او الحزب دائما على صواب ، وحتى انه في مثل هذه الحوارات الفكرية ، ليس من المهم ان نحدد من هو على خطأ ومن هو على صواب ، المهم تبادل وجهات النظر ، وفهم كل طرف للطرف الاخر ..
يقولون ، بانه كان على " العلي " ان يطرح الفكرة داخل الحزب وليس على شاشات التلفزيون ، والسؤال هل لدى احد منكم معلومات بانه لم يفعل ذلك ، ومن ثم كونه .. تعرض لسؤال من محاوره في البرنامج حول الموضوع ، هل تريدون ان تقولوا لي بانه كان يجب ان يجيب بعكس قناعاته ، أي ان يضحك على " النكتة البايخة " ..
من جانبي لم اسمع بابراهيم العلي قبلا ، ولا حتى اعرف ماهية ومهام الجيش الشعبي الذي يترأسه ، ولكني اتكلم حول الفكرة ، وهي حرية التعبير ، حيث يجب ان نعي ان تقييد حرية التعبير ، لا تعني تغيير القناعات ، واذا استطعنا ارهاب الناس لكي نقمع محاولاتهم للتعبير عن انفسهم ، لا يعني اننا سيطرنا على حرية الاعتقاد ، وليس هناك ما يفرح في ان يعبر الناس عن غير ما يعتقدون به ، و ان يضمرون لنا غير ما يظهرونه ، يضحكون على " نكات بايخة " ، ويصفقون لخطاب يرونه مملا ، ويظهرون الاعجاب والتقدير بقرار يعتقدونه خاطئاً ، ويوافقون على وجهة نظر يؤمنون بعكسها .. انها طريقة سهلة لتسيير الامور ، ولكنها بكل تأكيد عقيمة ، لان الضحكة التي تفلق صاحبها لسماعه طرفة سخيفة ، ستتحول بعد قليل الى امتعاض واشمئزاز ، والتصفيق الحاد على خطاب ممل لن يعدو عن كونه جهد عضلي لجلب الضجيج الذي عادة ما يطغى على صوت الحقيقة ، والاعجاب الذي نبديه بقرار نعتقده خاطئ ، سيتحول الى ممانعة لتنفيذ هذا القرار ، ووجهة النظر او الفكرة التي لا نؤمن بها ، سوف نحاربها ونحرص على الا تنتقل للاخر ، وحتى اذا فعلنا ذلك بالاكراه ، سوف لن نستطيع امتلاك القدرة على الاقناع والدفاع عن فكرة لا نؤمن بها اصلا ..
حرية التعبير قد تجعل الأمور أصعب ، ولكن بالتأكيد ستكون النتائج مذهلة وايجابية ، لأني إذا اكتشفت أن الطُرف التي القيها " بايخة " سأحرص على انتقاء طرف افضل في المرة القادمة او حتى اعزف عن القاء " النكات " اصلا ، واذا اكتشفت بان القرار الذي ازمع في اتخاذه لا يحظى بالقبول ، يمكن حينها بذل جهود ( لا تعتمد على القمع وارهاب الاخر ) لاقناع الاخر بجدوى القرار ودفعه لتبنيه ، واذا فشلت فالافضل ان اصل الى صيغة توافقية يمكن ان تلقَ قبولا اكبر ، وحتى انه من الافضل الغاء القرار نهائيا في حال وثقت بانه يلقى معارضة شديدة وليس لدي أي امل في ان ينتقل الى حيز التنفيذ ..
عندما تحصل على اصوات من حولك دون قناعاتهم ، فانك تجدّف وحدك في القارب بينما يهتف الاخرون لك ، اما اذا نجحت في الحصول على قناعاتهم فان الجميع سوف يجدفون معك وهم صامتون ..
نضال معلوف
--------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////