THE_FREE_SPIRT
26/04/2009, 22:10
بين سارية السواس والمثقف
تستجيب سارية السواس من حيث لا تدري لميول الاغلبية وليس للاغلبية في هذا المحل ثقافة انما رغبات
تتقاطع في منطقة المرح وتفترق بعده .في منطقة التقاطع تلك يكمن الطيش البهيج .طيش مؤطر .شعبي وسوري بامتياز.
فان غنت سارية السواس اغنيتها الشهيرة (بس امسع مني ) فانها تطابق الذوق العام على الفور وتاتي على صورته وقياسه .تختصر المسافة بينها وبين سامعها وتشعره انه هو الذي يغني .باسلوبه ومنطقه في الحب ومخاطبة المحبوب.حيثت تنادي محبوبها الذي اعتذر كما يبدو باعذار واهية لم تقلها الاغنية فقاطعته وذكرته انه سبب لها الجنون بمبالغة شائعة الفها الجمهور. في لهوه وجده. كحد من حدود التحمل وتكمل الاغنية ضمن هذه الحدود .ثم تستانف ب(اسمع بس اسمع مابدأت به) بنقلة جديدة ضمن الطابق نفسه.حيث قطع وامر ثم قطع وامرين ونشوة تضع ذروتها في محل سهل بمتناول الايدي كدفع باب غير مقفل وعبور غرفة قليلة الاثاث .تدرك بانتباهة واحدة يكاد سائق السرفيس عند سماعها ان يرفع يداً للرقص ويترك الاخرى على المقود فلايريد ولاتريد منه الاغنية ان يترك الطريق بل يبقي التسلية بمكانها المنضبط المريح كالذهاب الى حفلة عرس . سارية التي ترعرعت مع الحفلات تجلب العرس الى السامع بطبل وزمر ومقدم ظريف يجعلها دلوعة للشعب ويبدو الشعب في حفلاتها المصورة سعيدا جدا .فلقد عثر على لحظته الذهبية.لحظة البسط التي تملأ الرأس.خالصة من غير نتوءات الحزن والتأمل ووفق ما أعتاد عليه من وضوح وخفة . راضيا باقل المعاني ولايطلب اكثر .في بلاغة لاتتفوق على بلاغته ومسرة من عجينة مسراته.فان هيمن على اللحظة بمد الذراع فوق الطاولة فانه يقضي على كل الشكوك كأنه يقول هاهو الفرح . وترقص مضخة الفرح بعفوية ومن غير اتقان ككل البنات تحرك يديها بدولاب او تطوي ركبتيها ثم تستقيم لتركل الهواء . رقص من غير تكلف يشبه اللعب . يطول احيانا ويستغنى به عن الكلام
يعزز المونتاج البدائي لبعض تسجيلاتها ذلك اللعب فيستنسخها على الشاشة الى ساريتين ترقصان وقد يتدخل واحد من طاقمها الجذل ويقول عبر مكبر الصوت (يرجى الاطلاع واجراء اللازم)يوظف عبارة بيروقراطية بشيء من الهزء والفصاحة ليحطم بها بيروقراطية اخرى تعيق الانفلات الطفولي وبصوته الحاسم يشحن العبارة الرسمية بمعان مضمرة كلها مضاد للالتزام ولبرهة قصيرة فقط بعيدة عن التعقل وضمن المزاج. ومن يقتطع مضغة من مزاج الجماهير يجد طفلا يرتدي شاربا ولحية ويفتح الشباك دوما لكل قافز للشابة التي بلغ اجرها خمس ملايين ليرة في احدى المرات .ولغيرها ممن اراد الفوز في المناقصة . فارقص كما تشاء يامواطن .ولاتلتفت لمثقف يدور حول نفسه.يبحث عن شيء ليقول عنه شيئا ولايجد غير مزاجك الثمين ليشنأط عليه (بتشديد الطاء وفتحها) ويحزر لماذا تسمع سارية السواس ولماذا يعلو صوتها الغلامي الصداح من وسائط النقل وغرف العزاب ومهاجع الجنود ويتهمها بانها تهبط بالذوق وكانه كان راقيا قبلها وقبل غيرها ممن سبقوها في طريق العسل الى مخيخ الاكثرية
ينطلق مدلل الابوين في ادانته لنجمة العرب (كما قدمت بنادي الكاستيلو برعاية الاخوين جانم في حلب) او نجمة العرب (في طاحونة الحلاوة في الغاب) من معطف نخبوي يستعيره لليلة واحدة فيبدو فضفاضا عليه ويكاد ينعت الجو بالبروليتاري الرث (لولا حميمية الكلمة على قلبه)ويحجم عن ذلك ويذكر بمطربيه البروليتاريين ويجعلهم مسطرة تقيس الضعة والرفعة فيما يسمع الناس ويشتهون والمفارقة انه يستقوي بهذه الشهوات الوضيعة في مواقع اخرى اكثر وعورة .حين يجد الجد ويزيغ عقله الكربوج فلايبصرويعجز عن ادخال ابرة بخيط في الفن وغير الفن .والعلة جهله بجهله وجهله بقصور معرفته فيمضي بجهليه ليحاكم الظاهرة السواسية وغيرها من الظواهر .
فلاينبغي والحال هذه.لدلوعة الشعب ان تشتكي من محاكمة غير لازمة لها .ومما لاشك فيه ان وظيفة من نمط ناطق رسمي او مستشار لسارية السواس هي وظيفة لذيذة ولو بنصف اجر .حيث ينافح المرء عن مغنية على وجهها ضوء وطيبة ويفند نقدا ثقافيا في مكانه الخاطئ بيسر وسهولة وعلى طريقة اسمع بس
اسمع .فدع سارية السواس تعمل . دعها تغني. واستمع
:Dمنقووووووووووووووووووووو ووووول من موقع الجمل
تستجيب سارية السواس من حيث لا تدري لميول الاغلبية وليس للاغلبية في هذا المحل ثقافة انما رغبات
تتقاطع في منطقة المرح وتفترق بعده .في منطقة التقاطع تلك يكمن الطيش البهيج .طيش مؤطر .شعبي وسوري بامتياز.
فان غنت سارية السواس اغنيتها الشهيرة (بس امسع مني ) فانها تطابق الذوق العام على الفور وتاتي على صورته وقياسه .تختصر المسافة بينها وبين سامعها وتشعره انه هو الذي يغني .باسلوبه ومنطقه في الحب ومخاطبة المحبوب.حيثت تنادي محبوبها الذي اعتذر كما يبدو باعذار واهية لم تقلها الاغنية فقاطعته وذكرته انه سبب لها الجنون بمبالغة شائعة الفها الجمهور. في لهوه وجده. كحد من حدود التحمل وتكمل الاغنية ضمن هذه الحدود .ثم تستانف ب(اسمع بس اسمع مابدأت به) بنقلة جديدة ضمن الطابق نفسه.حيث قطع وامر ثم قطع وامرين ونشوة تضع ذروتها في محل سهل بمتناول الايدي كدفع باب غير مقفل وعبور غرفة قليلة الاثاث .تدرك بانتباهة واحدة يكاد سائق السرفيس عند سماعها ان يرفع يداً للرقص ويترك الاخرى على المقود فلايريد ولاتريد منه الاغنية ان يترك الطريق بل يبقي التسلية بمكانها المنضبط المريح كالذهاب الى حفلة عرس . سارية التي ترعرعت مع الحفلات تجلب العرس الى السامع بطبل وزمر ومقدم ظريف يجعلها دلوعة للشعب ويبدو الشعب في حفلاتها المصورة سعيدا جدا .فلقد عثر على لحظته الذهبية.لحظة البسط التي تملأ الرأس.خالصة من غير نتوءات الحزن والتأمل ووفق ما أعتاد عليه من وضوح وخفة . راضيا باقل المعاني ولايطلب اكثر .في بلاغة لاتتفوق على بلاغته ومسرة من عجينة مسراته.فان هيمن على اللحظة بمد الذراع فوق الطاولة فانه يقضي على كل الشكوك كأنه يقول هاهو الفرح . وترقص مضخة الفرح بعفوية ومن غير اتقان ككل البنات تحرك يديها بدولاب او تطوي ركبتيها ثم تستقيم لتركل الهواء . رقص من غير تكلف يشبه اللعب . يطول احيانا ويستغنى به عن الكلام
يعزز المونتاج البدائي لبعض تسجيلاتها ذلك اللعب فيستنسخها على الشاشة الى ساريتين ترقصان وقد يتدخل واحد من طاقمها الجذل ويقول عبر مكبر الصوت (يرجى الاطلاع واجراء اللازم)يوظف عبارة بيروقراطية بشيء من الهزء والفصاحة ليحطم بها بيروقراطية اخرى تعيق الانفلات الطفولي وبصوته الحاسم يشحن العبارة الرسمية بمعان مضمرة كلها مضاد للالتزام ولبرهة قصيرة فقط بعيدة عن التعقل وضمن المزاج. ومن يقتطع مضغة من مزاج الجماهير يجد طفلا يرتدي شاربا ولحية ويفتح الشباك دوما لكل قافز للشابة التي بلغ اجرها خمس ملايين ليرة في احدى المرات .ولغيرها ممن اراد الفوز في المناقصة . فارقص كما تشاء يامواطن .ولاتلتفت لمثقف يدور حول نفسه.يبحث عن شيء ليقول عنه شيئا ولايجد غير مزاجك الثمين ليشنأط عليه (بتشديد الطاء وفتحها) ويحزر لماذا تسمع سارية السواس ولماذا يعلو صوتها الغلامي الصداح من وسائط النقل وغرف العزاب ومهاجع الجنود ويتهمها بانها تهبط بالذوق وكانه كان راقيا قبلها وقبل غيرها ممن سبقوها في طريق العسل الى مخيخ الاكثرية
ينطلق مدلل الابوين في ادانته لنجمة العرب (كما قدمت بنادي الكاستيلو برعاية الاخوين جانم في حلب) او نجمة العرب (في طاحونة الحلاوة في الغاب) من معطف نخبوي يستعيره لليلة واحدة فيبدو فضفاضا عليه ويكاد ينعت الجو بالبروليتاري الرث (لولا حميمية الكلمة على قلبه)ويحجم عن ذلك ويذكر بمطربيه البروليتاريين ويجعلهم مسطرة تقيس الضعة والرفعة فيما يسمع الناس ويشتهون والمفارقة انه يستقوي بهذه الشهوات الوضيعة في مواقع اخرى اكثر وعورة .حين يجد الجد ويزيغ عقله الكربوج فلايبصرويعجز عن ادخال ابرة بخيط في الفن وغير الفن .والعلة جهله بجهله وجهله بقصور معرفته فيمضي بجهليه ليحاكم الظاهرة السواسية وغيرها من الظواهر .
فلاينبغي والحال هذه.لدلوعة الشعب ان تشتكي من محاكمة غير لازمة لها .ومما لاشك فيه ان وظيفة من نمط ناطق رسمي او مستشار لسارية السواس هي وظيفة لذيذة ولو بنصف اجر .حيث ينافح المرء عن مغنية على وجهها ضوء وطيبة ويفند نقدا ثقافيا في مكانه الخاطئ بيسر وسهولة وعلى طريقة اسمع بس
اسمع .فدع سارية السواس تعمل . دعها تغني. واستمع
:Dمنقووووووووووووووووووووو ووووول من موقع الجمل