مجنون يحكي وعاقل يسمع
22/05/2009, 09:22
سامي كمال أحد فناني الأغنية العراقية ، الذين أبدعوا خلال عقد السبعينات أغنيات لها مذاقها العراقي البحت والتي مازالت في الذاكرة لجمالياتها الموسيقية وعذوبة الحانها ومغزىكلماتها ، أغنيات متجددة نحتاجها في كل مكان وزمان ، ولها من الملامح العراقية المتجذرة في خصوصيتها
أكثر ما يشدنا في أغاني هذا الفنان الرائع هو المذاق العراقي السلس مع لحنه الممتع. و الكثير منا يتذكر الفنان سامي كمال أغنيته الشهير " رايح يارايح وين " والحاصله على جائزة أفضل أغنية عام 1977-1976 ، والتي لابد من الاشاره هنا الى ملحنها المرحوم الفنان الراحل كمال السيد والذي منحه أسمه الفني .
وأصالته العراقية وموسيقاه التي تفيض منها الحانه وصوته الشجي ، وهذا وما نتلمسه في أغانيه على مدى ثلاثة عقود من العطاء.والفنان سامي كمال متمرس في الغناء منذ أواخر ستينات القرن الماضي ، حيث دخل الأذاعة كمنشد في فرقة المنشدين الصباحية.
كان للملحن والفنان الراحل كمال السيد دورا في تقديمه الى الساحة الغنائية العراقيه كصوت غنائي جديد في عام 1974 بأغنيته المشهورة " مدللين " من كلمات الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل، وبعدها توالت الالحان والاغاني التي لها طابعها الشجي والعراقي الاصيل نظرا لنجاحاته المبهره والتي يقتخر بها العراق وشعبه وتغنت بها الاجيال حيث غنى سامي العديد من ألحان المرحوم كمال السيد مثل أغنية " أحبه وأريده " للشاعر كاظم اسماعيل كاطع و " الحب ضاع " كلمات كريم العراقي، وأغنية " بين جرفين العيون " من كلمات الشاعر مهدي عبود السوداني، هذه الأغاني التي اطربتنا والراسخه في ذاكرة العراقيين بصورتها الشعرية الدافئة والرقيقه والشجيه.
تعرض هذا الفنان كغيره من الفنانين والمبدعين العراقيين في اواخر السبعينات الى التعسف والاضطهاد والمطاردة والاعتقال وابعاده من الساحة الفنيه آنذاك مما اضطره كسائر الغالبية من المبدعين الى مغادرة العراق متوجها الى المجهول ...
المجهول هو المنفى حيث لم ولن يكن احد منا انه يتوقع انه هذا المنفى هو كما آل اليه الحال ليمتد الى اكثر من ربع قرن من الزمان كان الهاجس هو المكان الآمن البعيد عن عيون المخبرين وسطوة الجلادين فكانت اولى المحطات في بيروت المحترقه ، بيروت العائمه على النار ، بيروت الحرب، بيروت المرصد ونقطة الانطلاق من جديد نحو الوطن وهنا كان سامي وغيره من الذين غادروا معه وقبله وبعده من المبدعين خاصة استجموا قواهم من جديد ليأسسوا لمرحله مؤقته ( في ذلك الوقت) . وبهذا الوجود المؤقت في هذه المحطة من المنفى لم يهدآ له بال الا ان يقول كلمته، وينشد ، ويغني ، ليشارك زملاءه في المسرح والموسيقى ، أنتج وغنى ولحن العديد من الالحان التي تغني للوطن وتنبذ المنفى وتدعو للعوده مشاركا في المهرجانات الفلسيطينية والوطنيه اللبنانيه حيث كانت اغانيه تنشد الوطن
وكغيره لم يسلم من مطاردة مخابرات النظام الفاشي في بغداد وعملاءه حيث ينتشرون وبشكل مكثف في تلك البقعه المحرره من بيروت آنذاك حيث كان التحرك مقيدا ومجازفه لما للنظام من عيون امتدت الى مؤسسات وطنيه لبنانيه وفلسطينيه وبدآت عملية الاغتيالاتن والملاحقات ، والاختطافات ، فما كان عليه الا ان ينجو مرة اخرى الى محطة اخرى من هذا المنفى وينتقل الى محطته الثانيه في المنفى ( اليمن الديمقراطيه) وهناك ساهم بشكل مباشر وقوي في النهضه الموسيقيه في هذا البلد حيث عمل كمدرسا للموسيقى واسس فرقة غنائيه انتجت الكثير من الاغاني العربية واليمنيه ولم يغب عن باله همه العراقي الذي رافقه في رحلته حيث شارك زملاءه الفنانين المبدعين الذين التحقوا به في هذه البقعة من منفى العراقيين المبدعين أمثال ( الفنان حميد البصري وشوقيه والمرحوم كمال السيد وحمودي عزيز وجعفر حسن) وشاركهم تأسيس اول فرقه موسيقيه غنائيه عراقيه في المنفى وهي ( فرقة الطريق العراقيه) " هذه الفرقه التي انتجت اجمل الاغاني الوطنيه العراقيه التي تغنت بالوطن والناس واخذت على عاتقها الوصول بالاغنيه العرافيه الى مستواها الحقيقي بعد ان دمرت السلطه الفاشية في العراق روحها وتفريغها من محتواها الانساني.
غادر اليمن الى سوريا بعد ان قضى فيها عدة سنوات محطته الثانيه في المنفى " وهناك التحق برفيق دربه كمال السيد وزملاء منفاه الفنان كوكب حمزة والفنان المطرب فلاح صبار وآخرين ليأسسوا من جديد فرقتهم الموسيقية والغنائية ( فرقة بابل الغنائية ) عام 1983 حيث كانت هذه الفرقه وزميلتها فرقة الطريق في اليمن صوتا عراقيا حقيقيا للانسان العراقي المنفي حيث كانت الاغاني الوطنية والتراثية تشكل المصدر الروحي الملهم لهاتين الفرقتين.
قدم الفنان سامي كمال لهذه الفرقه العشرات من الاغاني والالحان اضافة الى عمله مع الشبيبه الفلسطينية التي اسس لها فرقة مهمه ( ولنا حديث آخر عن نشاط الفنان عربيا)
نظره سريعه على عناوين اغانيه ومجموعاته الغنائيه التي صدرت له في بيروت وعدن ودمشق نرى ان الوطن ، الامل ، الحب ـ العوده ، الغربه ، التحريض على معاداة الفاشية والعنصرية والشوفينيه لنظام فاشي قل نظيره في تاريخنا في عالمنا القديم والحديث حيث كانت مجموعته التي صدرت في دمشق عام 1984 شاهدا على ذلك والتي تشدنا للوطن وتنشد الحريه وتحمل كل هذه المعاني التي ذكرت....
فكانت ( لبغداد).. ( دكيت بابك ياوطن) .. ( صويحب) التي اشتهر بها.. ( يــابــحــر ) ... (مشتــاكَــ) .. ( دكَيت بابك ياوطن) ..( شلون بيه وبيك يبنادم) وغيرها الكثير .. الكثير...اين انتم واي نحن من هــذا الفنان ومتى ... ومتى ننصف مبدعينا الذين اعطوا للانسان والوطن الكثير...تحيه اليك ... ياسامي ... فنانا ... وانسانا ....ومناضلا....
هنا سأقوم برفع بعض أغاني المطرب لنتعرف عليه وعلى نكهة عراقية جديدة
أكثر ما يشدنا في أغاني هذا الفنان الرائع هو المذاق العراقي السلس مع لحنه الممتع. و الكثير منا يتذكر الفنان سامي كمال أغنيته الشهير " رايح يارايح وين " والحاصله على جائزة أفضل أغنية عام 1977-1976 ، والتي لابد من الاشاره هنا الى ملحنها المرحوم الفنان الراحل كمال السيد والذي منحه أسمه الفني .
وأصالته العراقية وموسيقاه التي تفيض منها الحانه وصوته الشجي ، وهذا وما نتلمسه في أغانيه على مدى ثلاثة عقود من العطاء.والفنان سامي كمال متمرس في الغناء منذ أواخر ستينات القرن الماضي ، حيث دخل الأذاعة كمنشد في فرقة المنشدين الصباحية.
كان للملحن والفنان الراحل كمال السيد دورا في تقديمه الى الساحة الغنائية العراقيه كصوت غنائي جديد في عام 1974 بأغنيته المشهورة " مدللين " من كلمات الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل، وبعدها توالت الالحان والاغاني التي لها طابعها الشجي والعراقي الاصيل نظرا لنجاحاته المبهره والتي يقتخر بها العراق وشعبه وتغنت بها الاجيال حيث غنى سامي العديد من ألحان المرحوم كمال السيد مثل أغنية " أحبه وأريده " للشاعر كاظم اسماعيل كاطع و " الحب ضاع " كلمات كريم العراقي، وأغنية " بين جرفين العيون " من كلمات الشاعر مهدي عبود السوداني، هذه الأغاني التي اطربتنا والراسخه في ذاكرة العراقيين بصورتها الشعرية الدافئة والرقيقه والشجيه.
تعرض هذا الفنان كغيره من الفنانين والمبدعين العراقيين في اواخر السبعينات الى التعسف والاضطهاد والمطاردة والاعتقال وابعاده من الساحة الفنيه آنذاك مما اضطره كسائر الغالبية من المبدعين الى مغادرة العراق متوجها الى المجهول ...
المجهول هو المنفى حيث لم ولن يكن احد منا انه يتوقع انه هذا المنفى هو كما آل اليه الحال ليمتد الى اكثر من ربع قرن من الزمان كان الهاجس هو المكان الآمن البعيد عن عيون المخبرين وسطوة الجلادين فكانت اولى المحطات في بيروت المحترقه ، بيروت العائمه على النار ، بيروت الحرب، بيروت المرصد ونقطة الانطلاق من جديد نحو الوطن وهنا كان سامي وغيره من الذين غادروا معه وقبله وبعده من المبدعين خاصة استجموا قواهم من جديد ليأسسوا لمرحله مؤقته ( في ذلك الوقت) . وبهذا الوجود المؤقت في هذه المحطة من المنفى لم يهدآ له بال الا ان يقول كلمته، وينشد ، ويغني ، ليشارك زملاءه في المسرح والموسيقى ، أنتج وغنى ولحن العديد من الالحان التي تغني للوطن وتنبذ المنفى وتدعو للعوده مشاركا في المهرجانات الفلسيطينية والوطنيه اللبنانيه حيث كانت اغانيه تنشد الوطن
وكغيره لم يسلم من مطاردة مخابرات النظام الفاشي في بغداد وعملاءه حيث ينتشرون وبشكل مكثف في تلك البقعه المحرره من بيروت آنذاك حيث كان التحرك مقيدا ومجازفه لما للنظام من عيون امتدت الى مؤسسات وطنيه لبنانيه وفلسطينيه وبدآت عملية الاغتيالاتن والملاحقات ، والاختطافات ، فما كان عليه الا ان ينجو مرة اخرى الى محطة اخرى من هذا المنفى وينتقل الى محطته الثانيه في المنفى ( اليمن الديمقراطيه) وهناك ساهم بشكل مباشر وقوي في النهضه الموسيقيه في هذا البلد حيث عمل كمدرسا للموسيقى واسس فرقة غنائيه انتجت الكثير من الاغاني العربية واليمنيه ولم يغب عن باله همه العراقي الذي رافقه في رحلته حيث شارك زملاءه الفنانين المبدعين الذين التحقوا به في هذه البقعة من منفى العراقيين المبدعين أمثال ( الفنان حميد البصري وشوقيه والمرحوم كمال السيد وحمودي عزيز وجعفر حسن) وشاركهم تأسيس اول فرقه موسيقيه غنائيه عراقيه في المنفى وهي ( فرقة الطريق العراقيه) " هذه الفرقه التي انتجت اجمل الاغاني الوطنيه العراقيه التي تغنت بالوطن والناس واخذت على عاتقها الوصول بالاغنيه العرافيه الى مستواها الحقيقي بعد ان دمرت السلطه الفاشية في العراق روحها وتفريغها من محتواها الانساني.
غادر اليمن الى سوريا بعد ان قضى فيها عدة سنوات محطته الثانيه في المنفى " وهناك التحق برفيق دربه كمال السيد وزملاء منفاه الفنان كوكب حمزة والفنان المطرب فلاح صبار وآخرين ليأسسوا من جديد فرقتهم الموسيقية والغنائية ( فرقة بابل الغنائية ) عام 1983 حيث كانت هذه الفرقه وزميلتها فرقة الطريق في اليمن صوتا عراقيا حقيقيا للانسان العراقي المنفي حيث كانت الاغاني الوطنية والتراثية تشكل المصدر الروحي الملهم لهاتين الفرقتين.
قدم الفنان سامي كمال لهذه الفرقه العشرات من الاغاني والالحان اضافة الى عمله مع الشبيبه الفلسطينية التي اسس لها فرقة مهمه ( ولنا حديث آخر عن نشاط الفنان عربيا)
نظره سريعه على عناوين اغانيه ومجموعاته الغنائيه التي صدرت له في بيروت وعدن ودمشق نرى ان الوطن ، الامل ، الحب ـ العوده ، الغربه ، التحريض على معاداة الفاشية والعنصرية والشوفينيه لنظام فاشي قل نظيره في تاريخنا في عالمنا القديم والحديث حيث كانت مجموعته التي صدرت في دمشق عام 1984 شاهدا على ذلك والتي تشدنا للوطن وتنشد الحريه وتحمل كل هذه المعاني التي ذكرت....
فكانت ( لبغداد).. ( دكيت بابك ياوطن) .. ( صويحب) التي اشتهر بها.. ( يــابــحــر ) ... (مشتــاكَــ) .. ( دكَيت بابك ياوطن) ..( شلون بيه وبيك يبنادم) وغيرها الكثير .. الكثير...اين انتم واي نحن من هــذا الفنان ومتى ... ومتى ننصف مبدعينا الذين اعطوا للانسان والوطن الكثير...تحيه اليك ... ياسامي ... فنانا ... وانسانا ....ومناضلا....
هنا سأقوم برفع بعض أغاني المطرب لنتعرف عليه وعلى نكهة عراقية جديدة