freesyria
24/05/2009, 18:48
حياة قصيرة
جاء صوتها العفوي غنيا بذلك الفرح, أورق أشجارا لم تعد تطمح أكثر من ان تكون حطبا..
تتلون اشياء الغرفة بألوان جديدة غير الأبيض والأسود..
جاء صوتها ينفخ بوق انذار..
الذاكرة المتصدئة من تفاصيل الحياة..
كان ذلك الصوت كافيا ليربكه...ليهز كيانه...
ليفجر رغبة قديمة منسية في البكاء او حتى في الصراخ...
حتما لم يكن مستعدا... يعترف انه لم يكن مستعدا..
لم يكن كيانه مهيا لهكذا اجتياح..لهكذا استسلام..لهكذا ضعف..
ابدا لم يكن صوته الخائن الوحيد...
يكتشف ذلك بنفسه و الخدر المستشري كالمجنون في شفتيه..
وذلك الرجفان المرضي الذي حل بيديه وبسماعة الهاتف..
كل هذا قد حصل,
وهي مازالت تبحث عن ماهية هذا الشخص الذي يسرق منها لحظات مهملة من حياتها..
لحظات سيمزجها باتقان فسيفسائي مع اهم لوحاته...
مضت كلمة او كلمتان قبل ان تدركه و تستدركه بذلك التوازن المتقن الكلمات.. البارد العاطفة...المزين بالمجاملات.
اختفت كل الكلمات من باحته...
تشوهت معالم اوطانه..
لم يعد قائدا بعد تلك اللحظة..بعد ان اصبح كيانه خارجا عن القانون...ومعلنا الانقلاب.
وسط هذه الانقسامات والانهيارات في الوجدان والاحساس...
تقول له:
انظر.. يجب ان تعرف انني الان سعيدة بزواجي.. وانني انتظر مولودا!!
ترى ماذا كان ينتظر منها.....
ان تقول له محتاجة اليك!!!
او انها تحبه حتى هذه اللحظة!!!
كانت العواصف مازالت تخترق تفكيره عندما قال ولم يقل:
اعتذر عن انانيتي في اتصالي بك...... احبك جدا لدرجة الموت..
اعلم انك سعيدة جدا ... اعلم انك اغلى من كل هذا الوجود..
اعلم انك تعيشين الحياة التي تريدين... اعلم انك اروع واجمل شيء حصل لي في هذه الحياة.
اعلم انك تحبين زوجك..... اعلم اني اتخلى عن حياتي مقابل ان المس يديك..
حتما..هو على يقين انه بعد دقائق قليلة سينتهي الاتصال.. وستنتهي حياته داخل الحياة.
لكن كل ما كان يستطيع تذوقه وقتئذ هو تلك اللحظة...
كل ما كان يستطيع تنفسه هو روحها..
ثواني من الصمت ..
كانما يريد لصدى الكلمات ان تاخذ نصيبها من الاتصال..
تسأله عن احواله.. ولماذا يتصل من خارج البلد؟؟
كان تواقا ليقول لها انها بلاده..وانه نفي عنها منذ اللحظة التي انتهت علاقتهما... لكنه قال:
انه يبحث عن بداية جديدة لحياته..
بعد مسلسل من الانهزامات الدراماتيكية في الحياة والعمل,كان اخرها طلاق لزواج لم يدم اكثر من سنة.
تصيح مستغربة: طلاق ؟؟لماذا؟؟
لم يستطع ان يجيبها.. سؤال كبير لجواب لايعرفه جيدا سواها!!
لم يستطع ان يجيبها.. والدموع تطرق الابواب لم تعد تريد الانتظار..
فجأة....امتلكته رغبة في انهاء الاتصال..
يتساءل في قرارة نفسه.. ماالذي يفعله هنا؟؟
مالذي سيتغير بعد هذا... سوى فوضى حقيقية للحواس...
سوى انهزام اخر يضاف لانهزاماته السابقة..
هل سيستجدي بها!!
هل سيقول لها انه رحل عن نفسه!!
انه يئس بعدها من البحث عن معنى لحياته !!
انه لم يعد يستطيع مواصلة التحدث الى صورتها الفوتوغرافية التي عتقت,
بالرغم من كونها رفيقه الوحيد وكل راسماله!!
لكنه لم يقل كل ذلك...
لم يرد ان يصدّر الفوضى اليها..
اراد لحياتها ان تبقى رتيبة وهادئة كما كانت..
تمنى لها التوفيق والسعادة...
وعدها الوعد الذي سيندم عليه في حياته...
سيختفي من ايامها نهائيا....
ولن يسمح بانانيته ان يتواصل معها بعد اليوم...
حفنة من المجاملات و اغلاق للسماعة....
في مساء الساعة الثامنة والنصف من ذلك اليوم, انتهت تلك الحياة القصيرة داخل الحياة...
وعادت اللاحياة تاخذ مجراها..
يخرج من الفندق, يستوقفه مقهى على الطريق..بضع سجائر متلاحقة وحاجة الى الكتابة....
جاء صوتها العفوي غنيا بذلك الفرح, أورق أشجارا لم تعد تطمح أكثر من ان تكون حطبا..
تتلون اشياء الغرفة بألوان جديدة غير الأبيض والأسود..
جاء صوتها ينفخ بوق انذار..
الذاكرة المتصدئة من تفاصيل الحياة..
كان ذلك الصوت كافيا ليربكه...ليهز كيانه...
ليفجر رغبة قديمة منسية في البكاء او حتى في الصراخ...
حتما لم يكن مستعدا... يعترف انه لم يكن مستعدا..
لم يكن كيانه مهيا لهكذا اجتياح..لهكذا استسلام..لهكذا ضعف..
ابدا لم يكن صوته الخائن الوحيد...
يكتشف ذلك بنفسه و الخدر المستشري كالمجنون في شفتيه..
وذلك الرجفان المرضي الذي حل بيديه وبسماعة الهاتف..
كل هذا قد حصل,
وهي مازالت تبحث عن ماهية هذا الشخص الذي يسرق منها لحظات مهملة من حياتها..
لحظات سيمزجها باتقان فسيفسائي مع اهم لوحاته...
مضت كلمة او كلمتان قبل ان تدركه و تستدركه بذلك التوازن المتقن الكلمات.. البارد العاطفة...المزين بالمجاملات.
اختفت كل الكلمات من باحته...
تشوهت معالم اوطانه..
لم يعد قائدا بعد تلك اللحظة..بعد ان اصبح كيانه خارجا عن القانون...ومعلنا الانقلاب.
وسط هذه الانقسامات والانهيارات في الوجدان والاحساس...
تقول له:
انظر.. يجب ان تعرف انني الان سعيدة بزواجي.. وانني انتظر مولودا!!
ترى ماذا كان ينتظر منها.....
ان تقول له محتاجة اليك!!!
او انها تحبه حتى هذه اللحظة!!!
كانت العواصف مازالت تخترق تفكيره عندما قال ولم يقل:
اعتذر عن انانيتي في اتصالي بك...... احبك جدا لدرجة الموت..
اعلم انك سعيدة جدا ... اعلم انك اغلى من كل هذا الوجود..
اعلم انك تعيشين الحياة التي تريدين... اعلم انك اروع واجمل شيء حصل لي في هذه الحياة.
اعلم انك تحبين زوجك..... اعلم اني اتخلى عن حياتي مقابل ان المس يديك..
حتما..هو على يقين انه بعد دقائق قليلة سينتهي الاتصال.. وستنتهي حياته داخل الحياة.
لكن كل ما كان يستطيع تذوقه وقتئذ هو تلك اللحظة...
كل ما كان يستطيع تنفسه هو روحها..
ثواني من الصمت ..
كانما يريد لصدى الكلمات ان تاخذ نصيبها من الاتصال..
تسأله عن احواله.. ولماذا يتصل من خارج البلد؟؟
كان تواقا ليقول لها انها بلاده..وانه نفي عنها منذ اللحظة التي انتهت علاقتهما... لكنه قال:
انه يبحث عن بداية جديدة لحياته..
بعد مسلسل من الانهزامات الدراماتيكية في الحياة والعمل,كان اخرها طلاق لزواج لم يدم اكثر من سنة.
تصيح مستغربة: طلاق ؟؟لماذا؟؟
لم يستطع ان يجيبها.. سؤال كبير لجواب لايعرفه جيدا سواها!!
لم يستطع ان يجيبها.. والدموع تطرق الابواب لم تعد تريد الانتظار..
فجأة....امتلكته رغبة في انهاء الاتصال..
يتساءل في قرارة نفسه.. ماالذي يفعله هنا؟؟
مالذي سيتغير بعد هذا... سوى فوضى حقيقية للحواس...
سوى انهزام اخر يضاف لانهزاماته السابقة..
هل سيستجدي بها!!
هل سيقول لها انه رحل عن نفسه!!
انه يئس بعدها من البحث عن معنى لحياته !!
انه لم يعد يستطيع مواصلة التحدث الى صورتها الفوتوغرافية التي عتقت,
بالرغم من كونها رفيقه الوحيد وكل راسماله!!
لكنه لم يقل كل ذلك...
لم يرد ان يصدّر الفوضى اليها..
اراد لحياتها ان تبقى رتيبة وهادئة كما كانت..
تمنى لها التوفيق والسعادة...
وعدها الوعد الذي سيندم عليه في حياته...
سيختفي من ايامها نهائيا....
ولن يسمح بانانيته ان يتواصل معها بعد اليوم...
حفنة من المجاملات و اغلاق للسماعة....
في مساء الساعة الثامنة والنصف من ذلك اليوم, انتهت تلك الحياة القصيرة داخل الحياة...
وعادت اللاحياة تاخذ مجراها..
يخرج من الفندق, يستوقفه مقهى على الطريق..بضع سجائر متلاحقة وحاجة الى الكتابة....