lilianne
06/06/2009, 10:25
من روائع الأدب الصيني
في الصين القديمة , كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّج ملكًا ,
ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون.
وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة ,
كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء.
وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًا
لكي يجد الأجدر بينهن.
أخبرت الخادمة العجوز ابنتها التي تكنّ حبًا دفينًا للأمير.
وتفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا.
لف اليأس بالمرأة وقالت :
(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟
سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ.
اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك!
أعرف تمامًا أنكِ تتألمين ,
ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون! ))
أجابتها الفتاة :
(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم ,
أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار
ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات
إلى جانب الأمير , فهذا يسعدني
حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري))
وصلت الفتاة , وحينها كانت أجمل الفتيات
قد وصلن إلى القصر ,
وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحليّ ,
وهن مستعدات للتنافس بشتّى الوسائل
من أجل الفرصة التي سنحت لهن.
أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :
(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ,
ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة ,
ستكون إمبراطورة الصين المقبلة )).
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في قصيص من الفخار
اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة
مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء .
جرّبت الفتاة شتّى الوسائل ,
وسألت المزارعين والفلاحين فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا ,
ولكن لم تحصل على أية نتيجة.
يومًا بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ،
رغم أن حبّها ظل متأججًا.
مضت الأشهر الستة , ولم يظهر شيءٌ في قصيصها.
ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير ,
فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذه المدّة ,
وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين.
كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها ,
وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم.
حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت الفتاة مع
قصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛
وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان.
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات
بكثير من الاهتمام والانتباه.
وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره , وأشار إلى
ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة.
احتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.
عندها فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :
(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك
التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة ))
فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة ,
ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )).
من كتاب : كالنهر الذي يجري
للمؤلف : باولو كويلهو
الصدق من أجمل وأرقى الحلي التي تزين المرأة الفاضلة
وتــجعلها ملــكة متوجه على عرش الاحترام والتقدير
في الصين القديمة , كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّج ملكًا ,
ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون.
وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة ,
كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء.
وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًا
لكي يجد الأجدر بينهن.
أخبرت الخادمة العجوز ابنتها التي تكنّ حبًا دفينًا للأمير.
وتفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا.
لف اليأس بالمرأة وقالت :
(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟
سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ.
اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك!
أعرف تمامًا أنكِ تتألمين ,
ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون! ))
أجابتها الفتاة :
(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم ,
أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار
ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات
إلى جانب الأمير , فهذا يسعدني
حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري))
وصلت الفتاة , وحينها كانت أجمل الفتيات
قد وصلن إلى القصر ,
وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحليّ ,
وهن مستعدات للتنافس بشتّى الوسائل
من أجل الفرصة التي سنحت لهن.
أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :
(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ,
ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة ,
ستكون إمبراطورة الصين المقبلة )).
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في قصيص من الفخار
اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة
مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء .
جرّبت الفتاة شتّى الوسائل ,
وسألت المزارعين والفلاحين فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا ,
ولكن لم تحصل على أية نتيجة.
يومًا بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ،
رغم أن حبّها ظل متأججًا.
مضت الأشهر الستة , ولم يظهر شيءٌ في قصيصها.
ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير ,
فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذه المدّة ,
وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين.
كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها ,
وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم.
حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت الفتاة مع
قصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛
وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان.
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات
بكثير من الاهتمام والانتباه.
وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره , وأشار إلى
ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة.
احتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.
عندها فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :
(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك
التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة ))
فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة ,
ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )).
من كتاب : كالنهر الذي يجري
للمؤلف : باولو كويلهو
الصدق من أجمل وأرقى الحلي التي تزين المرأة الفاضلة
وتــجعلها ملــكة متوجه على عرش الاحترام والتقدير