لم يعد عندي صديق
لم يعد عندي حذاء
لقد بدأت المسامير تتكاثر مكان النعال .. حتى تغمدت الجوارب بالدم .. فظننت أن أصدقائي كثر
لقد أقلعوا عن الغسيل .. فتركوا العفن يتحد مع الخيانة
تسألونني أية خيانة
خيانة الصديق للصديق .. خيانة الأخ للأخ .. خيانة الرسالة للحروف ..

لم يعد عندي صديق
لم يعد عندي حذاء
صرت أمشي رغم صمت الآه .. أطحن الحجارة بعظامي الحافية
ماذا أفعل بالحجارة الدامية..
هل أرجم صديقي بها .. كي يعرف معنى الوفاء

أي مفهوم سيُترَكُ للأخوة
أي مفهوم سيترك للنبوة
أي قديسٍ تعرى
ليت آياتٍ تموت .. أمام باب الكبرياء

ليت ما كتب الإله على الدفاتر مبهماً
ليتني لم أستمع لقصائدِ الحق النبيلة
ليتني .. ليتني .. غادرتها قيم الطفولة
ونزعت من قلبي تعاليم المحبة
ونزعت من فكري تفاسير الرجولة
وبقيت مصلوباً على باب الكرامة ...

لم يعد عندي صديق

خيانة الصديق للصديق .. خيانة الأخ للأخ .. خيانة الرسالة للحروف ..


عندما تخون الرسالة حروفها

لا يبقى من الشجون شيء

الصديق هو الشجون

كيف يخون إن كان حقيقة

هنا تكمن الخطيئة

وعندما يخون الصديق
يشعر الإنسان أن كل الحصون
المسماة بالكرامة والأمانة والصداقة
والأخوة والأمان والاستقرار..
قد تحطمت
يشعر أن قد طرد من مجتمعه الضيق
إلى اللامكان ..

***

تحياتي لك جاد