وشم الجمال
22/06/2009, 12:04
احترف التوحد بالليل الذي يغريه بكل الغوايات,,,لا يؤمن بأن الليل خلق للنوم,,,ولا يعنيه
أن يرهق جسده بالقهوة والتبغ والتفكير ,,,يعتبر النوم حالة استعجال للموت ,,,فيعقد تسوية بينهما بأن يخلد إليه
ثلاث ساعات قبل أن يعانق عقرب الساعات الرقم الأعظم,,,,فالسواد ملكه ولا يسممح للزمن أن يقتنص منه
أعز ما يملك,,,
عيسى ,,,كان والده يقول له دوما أنه خلق واسمه مكتوب على جبينه,,,في ليلة رأس السنة ,,
حين جاءها المخاض ليخبر هذه الدنيا الوسيعة,,,هل عشقه لليل يؤكد اندماغه في رحم أمه,؟؟؟
والده الذي ما زال ينبض شبابا ويخفي وراء نظارته بريقا عشقيا لا يخطئه أبدا,,,يجعله واثقا أن رحم أمه
زرع به في ليلة حميمية لا تتكرر,,,
شرفة منزله التي يتعربش عليها الياسمين تعيده إلى حلمه فينغمس فيه أكثر ,,,تذكره بالأساطير اليونانية
التي يهوى العيش بين ثناياها,,,تتخبط في ذاكرته كلمات مدرّسه الذي لا ينفك يلعن العقل البشري
الذي خلق كل هذه الأساطير قائلا: كيف لهذا الكون أن يظل قائما وسط كل تلكـ الخرافة؟؟عقولهم كانت مجمدة,,,
تخرج ضحكته صافية عذبة وكأن تلك الكلمات تدغدغ رغبته في كسر وحدته التي ما اعترف بها أبدا,,,فهو
دوما مع احدى رفيقيه الليل أو الكتاب,,,أو معهما سوية ,,,
انبثقت عيناها الترابيتين الوثنيتين في تلك اللحظة وتردد صدى صوتها الموسيقي وهي
تسأله لو خيرت في أن تكون آلهة يونانية فأي الآلهة تختار أن تكون؟
سؤالها كان عفويا كهي لم يستغربه فهي كانت مزيجا من كل الحضارات القديمة والحديثة
حضورها شهي يبعث فيه سيالات غريبة فيجد
في حلوة روحها ورقة حديثها وعيناها اللتان تعانقان الأفق سحرا لا يقاوم كانت تضفي على الوقت صفة القداسة
,,,سألته ذاك السؤال ولم يعرف بم يجيب أو لأكن أكثر دقة لم يكن راغبا في أن يفكر فاختصر على نفسه وقال:زيوس أجل سأكون زيوس,,,
نظرت إلأيه بطرف عينها وقالت ليس لك أمان فتساءل في خبث :ولم يا أميرتي؟فقالت بامتعاض مصطنع لأن
زيوس لم يترك آلهة ولا انثى بشرية تعجبه الا وكان له بها نصيب,,,,
كان يشتهي في تلكـ النبضة أن يحتويها بين أضلعه ويغمرها ويقول لها أنت كل آلهة الكون وكل نساء الدنيا
ولكنه نظر إليها وقال وأنت أي الآلهة تتمنين أن تكونين؟
استنشقت رائحة البحر حتى امتلأت رئتاها به وجلست على رمل الشاطئ الندي فتبعها مستمعا: سأطلب منكـ يا زيوس يا رب الأرباب
أن أكون خليطا من آلهة الحب والخمر والزمن والحرب حتى ازرع الحب في قلوب البشر
وأوقف كل الحروب ويجرب الجميع نشوة الخمر وبالأخص المعذبين في الأرض وصمتت,,,فسأل عيسى :والزمن؟
احمر وجهها الأسمر فأصر عليها عيسى :ولم آلهة الزمن؟
فقالت حتى الزمن عند اللحظة التي أكون بها معك فتمتد وتمتد ولا تنتهي
كانت هذه المرة الأولى التي تصرح بها بشئ من مشاعرها تجاهه لم يعرف بم يرد ,,لم يجد الكلمات التي
تختصر حرقته وشوقه وعشقه الذي ما عاد يحتمل الكتمان وعندما استجمع طاقته ليقول لها أحبك
رآها تركض مبتعدة لا يدري هل تهرب منه ام من كلماتها التي تسللت من فمها دون ان تتمكن من كبح جماحها,,,
ارتشف ما تبقى من فنجان قهوته قائلا جمالها كان منبثقا من عفويتها فهي تجعل الرجل الذي يقف أمامها
أكثر صدقا مع نفسه واكثر نقاء معها,,,
في سنة تعارفهما وفي عيد ميلاده أحضرت له هدية مغلفة خمن أنها كتاب فاستئذنها كي يفتحها فأومأت بعذوبة أن أجل فكانت طوق الياسمين
تلك الرواية الرائعة التي لطالما حدثته عنها,,,وعن كاتبها واشتهى ان يقرأها ودوما يتلهى بكتاب آخر ,,باغته الإهداء الذي كتبته
بخطها "هناك هزيمة واحدة لا نملك حيالها شيئا قد تكون أمام رجل أو أمام وطن أو أمام رجل بحجم وطن"
وذيلته باسمها صبا ,,,رفع رأسه كي يشكرها فوجدها قد غابت كالسراب
شعر برغبة عنيفة في أن يقرأ هذه الرواية فقد كانت تقول دوما انها تشعر أن واسيني اختصرها في مريم بطلة طوق الياسمين,,,
فتح أولى صفحات الكتاب فانبعث عبير لا يقاوم من بين صفحاته
خطر ببال عيسى أنها عطرت الكتاب فوجد بين كل صفحة واخرى زهرة ليمون وياسمينة,,,
أغلق الكتاب وبدأ يفكر فيها,,,دوما تبهره فيجد نفسه منجذبا نحوها دون أدنى مقاومة ,,,لا شئ يشبهها لا شئ يشبهها,,,
,,,وفي اليوم التالي أراد أن يعبر لها عن فرحته بهديتها فلم يجد الكلمات واكتفى بأن قبّل يدها
ابتسمت بطفولة,,,سألها لم زهر الليمون والياسمين؟فأجابت لأن رائحتها مستمدة من روحك,,,
تسللت دمعة هاربة من مقلتيه لم يستطع أن يحبسها ووجد نفسه يتهالك أمام ذكراها ,,,أراد أن يصرخ أن يبكي فتسمع كل روح تسكن هذا الكون صرخاته,,,,
رن جرس الهاتف ليبدد كل ما اجتاحه,,
- الو نعم
كنت أعلم أنك ما زلت مستيقظا- اشعر باختناق
هل ستفتح لي الباب أم سأنتظر كثيرا؟يتبع
أن يرهق جسده بالقهوة والتبغ والتفكير ,,,يعتبر النوم حالة استعجال للموت ,,,فيعقد تسوية بينهما بأن يخلد إليه
ثلاث ساعات قبل أن يعانق عقرب الساعات الرقم الأعظم,,,,فالسواد ملكه ولا يسممح للزمن أن يقتنص منه
أعز ما يملك,,,
عيسى ,,,كان والده يقول له دوما أنه خلق واسمه مكتوب على جبينه,,,في ليلة رأس السنة ,,
حين جاءها المخاض ليخبر هذه الدنيا الوسيعة,,,هل عشقه لليل يؤكد اندماغه في رحم أمه,؟؟؟
والده الذي ما زال ينبض شبابا ويخفي وراء نظارته بريقا عشقيا لا يخطئه أبدا,,,يجعله واثقا أن رحم أمه
زرع به في ليلة حميمية لا تتكرر,,,
شرفة منزله التي يتعربش عليها الياسمين تعيده إلى حلمه فينغمس فيه أكثر ,,,تذكره بالأساطير اليونانية
التي يهوى العيش بين ثناياها,,,تتخبط في ذاكرته كلمات مدرّسه الذي لا ينفك يلعن العقل البشري
الذي خلق كل هذه الأساطير قائلا: كيف لهذا الكون أن يظل قائما وسط كل تلكـ الخرافة؟؟عقولهم كانت مجمدة,,,
تخرج ضحكته صافية عذبة وكأن تلك الكلمات تدغدغ رغبته في كسر وحدته التي ما اعترف بها أبدا,,,فهو
دوما مع احدى رفيقيه الليل أو الكتاب,,,أو معهما سوية ,,,
انبثقت عيناها الترابيتين الوثنيتين في تلك اللحظة وتردد صدى صوتها الموسيقي وهي
تسأله لو خيرت في أن تكون آلهة يونانية فأي الآلهة تختار أن تكون؟
سؤالها كان عفويا كهي لم يستغربه فهي كانت مزيجا من كل الحضارات القديمة والحديثة
حضورها شهي يبعث فيه سيالات غريبة فيجد
في حلوة روحها ورقة حديثها وعيناها اللتان تعانقان الأفق سحرا لا يقاوم كانت تضفي على الوقت صفة القداسة
,,,سألته ذاك السؤال ولم يعرف بم يجيب أو لأكن أكثر دقة لم يكن راغبا في أن يفكر فاختصر على نفسه وقال:زيوس أجل سأكون زيوس,,,
نظرت إلأيه بطرف عينها وقالت ليس لك أمان فتساءل في خبث :ولم يا أميرتي؟فقالت بامتعاض مصطنع لأن
زيوس لم يترك آلهة ولا انثى بشرية تعجبه الا وكان له بها نصيب,,,,
كان يشتهي في تلكـ النبضة أن يحتويها بين أضلعه ويغمرها ويقول لها أنت كل آلهة الكون وكل نساء الدنيا
ولكنه نظر إليها وقال وأنت أي الآلهة تتمنين أن تكونين؟
استنشقت رائحة البحر حتى امتلأت رئتاها به وجلست على رمل الشاطئ الندي فتبعها مستمعا: سأطلب منكـ يا زيوس يا رب الأرباب
أن أكون خليطا من آلهة الحب والخمر والزمن والحرب حتى ازرع الحب في قلوب البشر
وأوقف كل الحروب ويجرب الجميع نشوة الخمر وبالأخص المعذبين في الأرض وصمتت,,,فسأل عيسى :والزمن؟
احمر وجهها الأسمر فأصر عليها عيسى :ولم آلهة الزمن؟
فقالت حتى الزمن عند اللحظة التي أكون بها معك فتمتد وتمتد ولا تنتهي
كانت هذه المرة الأولى التي تصرح بها بشئ من مشاعرها تجاهه لم يعرف بم يرد ,,لم يجد الكلمات التي
تختصر حرقته وشوقه وعشقه الذي ما عاد يحتمل الكتمان وعندما استجمع طاقته ليقول لها أحبك
رآها تركض مبتعدة لا يدري هل تهرب منه ام من كلماتها التي تسللت من فمها دون ان تتمكن من كبح جماحها,,,
ارتشف ما تبقى من فنجان قهوته قائلا جمالها كان منبثقا من عفويتها فهي تجعل الرجل الذي يقف أمامها
أكثر صدقا مع نفسه واكثر نقاء معها,,,
في سنة تعارفهما وفي عيد ميلاده أحضرت له هدية مغلفة خمن أنها كتاب فاستئذنها كي يفتحها فأومأت بعذوبة أن أجل فكانت طوق الياسمين
تلك الرواية الرائعة التي لطالما حدثته عنها,,,وعن كاتبها واشتهى ان يقرأها ودوما يتلهى بكتاب آخر ,,باغته الإهداء الذي كتبته
بخطها "هناك هزيمة واحدة لا نملك حيالها شيئا قد تكون أمام رجل أو أمام وطن أو أمام رجل بحجم وطن"
وذيلته باسمها صبا ,,,رفع رأسه كي يشكرها فوجدها قد غابت كالسراب
شعر برغبة عنيفة في أن يقرأ هذه الرواية فقد كانت تقول دوما انها تشعر أن واسيني اختصرها في مريم بطلة طوق الياسمين,,,
فتح أولى صفحات الكتاب فانبعث عبير لا يقاوم من بين صفحاته
خطر ببال عيسى أنها عطرت الكتاب فوجد بين كل صفحة واخرى زهرة ليمون وياسمينة,,,
أغلق الكتاب وبدأ يفكر فيها,,,دوما تبهره فيجد نفسه منجذبا نحوها دون أدنى مقاومة ,,,لا شئ يشبهها لا شئ يشبهها,,,
,,,وفي اليوم التالي أراد أن يعبر لها عن فرحته بهديتها فلم يجد الكلمات واكتفى بأن قبّل يدها
ابتسمت بطفولة,,,سألها لم زهر الليمون والياسمين؟فأجابت لأن رائحتها مستمدة من روحك,,,
تسللت دمعة هاربة من مقلتيه لم يستطع أن يحبسها ووجد نفسه يتهالك أمام ذكراها ,,,أراد أن يصرخ أن يبكي فتسمع كل روح تسكن هذا الكون صرخاته,,,,
رن جرس الهاتف ليبدد كل ما اجتاحه,,
- الو نعم
كنت أعلم أنك ما زلت مستيقظا- اشعر باختناق
هل ستفتح لي الباب أم سأنتظر كثيرا؟يتبع