mblue
28/11/2008, 02:48
الزمان : منذ عدة أيام
المكان : مدينتي الحبيبة
الوقت : الساعة الثانية عشرة ظهرا
الحدث :
في واحدة من اكبر المدن السورية وأشدها ازدحاما , وفي منتصف ذلك اليوم وأثناء توجهي لقضاء بعض الأعمال في مركز المدينة , لم أشأ ان استقل سيارة أجرة فبعد الارتفاع الأخير لأسعار المنتجات النفطية تحولت تجربة ركوب سيارة اجرة الى سباق مع الزمن للوصول بأسرع وقت وعبر أقصر طريق لتجنب دفع
" فاتورة " الترفيه الباهظة الثمن " مقارنة " بوسائل المواصلات العامة ...
اتجهت الى احد مواقف باصات النقل الداخلي ومثلي كمثل الجمهور الواقف عشوائيا منتظرا لقدوم هذه المركبة العجيبة انتظرت لما يقارب العشرين دقيقة حتى رأيت ملامح الأمل قد ارتسمت على محيا الجماهير الغفيرة التي كانت قد زادت الى الضعف منذ ان بدات رحلتي في ظهيرة ذلك اليوم
تجمعنا حول الباب وكل يحاول الحصول على مكان " ليس للجلوس " ولكن مكان يستطيع فيه الوقوف للوصول الى وجهته المنشودة
وبعد ان دفع كل من الركاب ما يستحق عليه من اجرة , اغلق الباب وبدأت الرحلة .
هذه الرحلة التي هي أشبه بمغامرة متعددة المراحل من الانزلاق والتعثر والاصطدام , والجو الخانق الناتج عن عشرات الأنفس التي تستنشق الهواء ذاته في ذلك " السيرك " المتحرك ... سيرك ؟؟!! نعم سيرك ... لأنه يحتاج فقط الى بضعة من الجماهير التي تصفق بعد كل حركة بهلوانية يقوم بها الركاب عند كل انعطاف يقوم به السائق أو عند كل " دعسة " فرامل يتسبب بها .
وبعد ان قطعنا حوالي ثلث الطريق , كان " الباص " العجيب قد امتلأ عن آخره ولم يعد يتسع لوقوف حتى نصف شخص , ومع ذلك فقد كنا نتوقف عند كل
" موقف " للتزود بأعداد جديدة من الركاب الذين طال انتظارهم لوسيلة نقلهم هذه والذين تأخر معظمهم عن مواعيده وعن جدوله الزمني وهو شيئ اعتدنا عليه في أيامنا هذه , فعلى الرغم من أنها اولى ساعات الزحام , وهي من اكثر ساعات اكتظاظ الشوارع بالناس والسيارات , وعلى الرغم من كون هذا " الخط " أحد أهم خطوط المدينة حيوية وأشدها ازدحاما , إلا أن ... باصا واحدا لا بل اثنين
" حتى اكون منصفا " كانا فقط من وكلت اليهما مهمة توصيل هذه الكميات الهائلة من المواطنين الى وجهاتهم
كنت ألاحظ من النوافظ نظرات المارة والمتفرجين على هذه المركبة ذات الشكل العجيب وقد امتلأت بالركاب بل حتى ان بعضهم قد " تدلى " من على الأبواب الأمامية والخلفية على حد سواء وتراه واضعا قدما في الداخل ويتأرجح ثلثا جسده خارجا وكل ذلك في سبيل الوصول الى غايته السامية بالوصول الى المكان الذي يريد دون أن تتعرض ميزانيته " لصدمة " نتيجة استخدام سيارة أجرة .
ناهيك عن الاصطدامات بين الشباب والشيوخ والنساء وتزاحمهم على الأماكن الشاغرة ( ان وجدت ) ناهيك عن صياح السائق بالركاب كي " ينحشروا " أكثر في الداخل ويوفروا مكانا للوافدين الجدد
وصلت أخيرا بعد 45 دقيقة من التزحلق والتأرجح .. وصلت اخيرا ... وبعد معركة حامية للنزول , نزلت , ثم التفت , ونظرت , وتحسرت , هل يعقل أن نكون بهذا العجز حتى لا نستطيع ان نوفر لأنفسنا طريقو ملائمة للتنقل داخل مدينتنا ؟؟!!!
هل عجزت العقليات الاقتصادية والعبقريات التخطيطية عن توفير استراتيجية لعمل هذه الآلات بحيث توفر للمواطنين خدمة بسيطة كخدمة المواصلات في ظل ارتفاع الاسعار وازدحام الطرقات ؟؟؟؟
هل أصبح من غير الممكن أن ندفع بمركبة " باص " اضافية لكي نتغلب على الزيادة العددية الناجمة عن الازدحام في ساعات الذروة ؟؟؟!!!
هل أصبح ليتر " المازوت " ذو قيمة اكبر من المواطن !!!! وذو اهمية أكبر من أن يصل كل واحد منا الى وجهته ضمن وقت ملائم ؟؟؟
هل أصبحت هذه المتطلبات من الرفاهيات بالنسبة لنا ؟؟!! بينما هي من أهم الضروريات !!!
ما هو معنى الوقت اذا كنا سنمضي نصف اعمارنا على الطرقات ؟؟؟ وكيف كنا سنعمل لو أننا كنا من البلاد التي تعداد سكانها بالمليارات ؟؟؟!!!
إلى متى يا وطني ؟؟؟ إلى متى !!!
المكان : مدينتي الحبيبة
الوقت : الساعة الثانية عشرة ظهرا
الحدث :
في واحدة من اكبر المدن السورية وأشدها ازدحاما , وفي منتصف ذلك اليوم وأثناء توجهي لقضاء بعض الأعمال في مركز المدينة , لم أشأ ان استقل سيارة أجرة فبعد الارتفاع الأخير لأسعار المنتجات النفطية تحولت تجربة ركوب سيارة اجرة الى سباق مع الزمن للوصول بأسرع وقت وعبر أقصر طريق لتجنب دفع
" فاتورة " الترفيه الباهظة الثمن " مقارنة " بوسائل المواصلات العامة ...
اتجهت الى احد مواقف باصات النقل الداخلي ومثلي كمثل الجمهور الواقف عشوائيا منتظرا لقدوم هذه المركبة العجيبة انتظرت لما يقارب العشرين دقيقة حتى رأيت ملامح الأمل قد ارتسمت على محيا الجماهير الغفيرة التي كانت قد زادت الى الضعف منذ ان بدات رحلتي في ظهيرة ذلك اليوم
تجمعنا حول الباب وكل يحاول الحصول على مكان " ليس للجلوس " ولكن مكان يستطيع فيه الوقوف للوصول الى وجهته المنشودة
وبعد ان دفع كل من الركاب ما يستحق عليه من اجرة , اغلق الباب وبدأت الرحلة .
هذه الرحلة التي هي أشبه بمغامرة متعددة المراحل من الانزلاق والتعثر والاصطدام , والجو الخانق الناتج عن عشرات الأنفس التي تستنشق الهواء ذاته في ذلك " السيرك " المتحرك ... سيرك ؟؟!! نعم سيرك ... لأنه يحتاج فقط الى بضعة من الجماهير التي تصفق بعد كل حركة بهلوانية يقوم بها الركاب عند كل انعطاف يقوم به السائق أو عند كل " دعسة " فرامل يتسبب بها .
وبعد ان قطعنا حوالي ثلث الطريق , كان " الباص " العجيب قد امتلأ عن آخره ولم يعد يتسع لوقوف حتى نصف شخص , ومع ذلك فقد كنا نتوقف عند كل
" موقف " للتزود بأعداد جديدة من الركاب الذين طال انتظارهم لوسيلة نقلهم هذه والذين تأخر معظمهم عن مواعيده وعن جدوله الزمني وهو شيئ اعتدنا عليه في أيامنا هذه , فعلى الرغم من أنها اولى ساعات الزحام , وهي من اكثر ساعات اكتظاظ الشوارع بالناس والسيارات , وعلى الرغم من كون هذا " الخط " أحد أهم خطوط المدينة حيوية وأشدها ازدحاما , إلا أن ... باصا واحدا لا بل اثنين
" حتى اكون منصفا " كانا فقط من وكلت اليهما مهمة توصيل هذه الكميات الهائلة من المواطنين الى وجهاتهم
كنت ألاحظ من النوافظ نظرات المارة والمتفرجين على هذه المركبة ذات الشكل العجيب وقد امتلأت بالركاب بل حتى ان بعضهم قد " تدلى " من على الأبواب الأمامية والخلفية على حد سواء وتراه واضعا قدما في الداخل ويتأرجح ثلثا جسده خارجا وكل ذلك في سبيل الوصول الى غايته السامية بالوصول الى المكان الذي يريد دون أن تتعرض ميزانيته " لصدمة " نتيجة استخدام سيارة أجرة .
ناهيك عن الاصطدامات بين الشباب والشيوخ والنساء وتزاحمهم على الأماكن الشاغرة ( ان وجدت ) ناهيك عن صياح السائق بالركاب كي " ينحشروا " أكثر في الداخل ويوفروا مكانا للوافدين الجدد
وصلت أخيرا بعد 45 دقيقة من التزحلق والتأرجح .. وصلت اخيرا ... وبعد معركة حامية للنزول , نزلت , ثم التفت , ونظرت , وتحسرت , هل يعقل أن نكون بهذا العجز حتى لا نستطيع ان نوفر لأنفسنا طريقو ملائمة للتنقل داخل مدينتنا ؟؟!!!
هل عجزت العقليات الاقتصادية والعبقريات التخطيطية عن توفير استراتيجية لعمل هذه الآلات بحيث توفر للمواطنين خدمة بسيطة كخدمة المواصلات في ظل ارتفاع الاسعار وازدحام الطرقات ؟؟؟؟
هل أصبح من غير الممكن أن ندفع بمركبة " باص " اضافية لكي نتغلب على الزيادة العددية الناجمة عن الازدحام في ساعات الذروة ؟؟؟!!!
هل أصبح ليتر " المازوت " ذو قيمة اكبر من المواطن !!!! وذو اهمية أكبر من أن يصل كل واحد منا الى وجهته ضمن وقت ملائم ؟؟؟
هل أصبحت هذه المتطلبات من الرفاهيات بالنسبة لنا ؟؟!! بينما هي من أهم الضروريات !!!
ما هو معنى الوقت اذا كنا سنمضي نصف اعمارنا على الطرقات ؟؟؟ وكيف كنا سنعمل لو أننا كنا من البلاد التي تعداد سكانها بالمليارات ؟؟؟!!!
إلى متى يا وطني ؟؟؟ إلى متى !!!