attempt
19/09/2005, 00:17
يقال: إنه كان في سالف الزمان والمكان، حاكم يحصل على ما يشاء متى ما شاء، فمثلا: إذا رغب في عربة جديدة اشتراها، وإذا أراد ثيابا جديدة اقتناها، أما إذا أعوزه المال كتب بكل بساطة وبراءة: ادفعوا لحامله، وفي يوم غير متوقع من الأيام كتب لأحد التجار أن: ادفع لحامله، غير أن التاجر لم يدفع، فصعق الحاكم واستدعى التاجر، وأخذ يشتم ويرغي ويزبد وبعد أن هدأ وتسكرت مناخيره قليلاً، قال له التاجر: كنت أتمنى ذلك يا سيدي، غير أنني لا أستطيع، فطرده قائلاً له: (طس)، وأتى بتاجر آخر، فقال له أيضاً ما قاله الأول: انه لا يستطيع، لأن المال ينقصه.. وبعدها استدعى الحاكم وزيره وقال له: إن النقود قليلة في البلد، نريد منك طبع أوراق (بنكنوت)، تكفي حاجة كل إنسان، فشحب وجه الوزير وقال: ولكن يا سيدي هذا من شأنه أن يسبب التضخم، ويذكر سيادتكم ما حصل للدولة المجاورة لنا عندما انخفضت عملتها، فأصبحت عندهم السلة المليئة بالبطاطس أغلى من التي تملأ بالأوراق المالية، فلا توجد وجبة غذاء مجاناً بدون مقابل، عندها قطب الحاكم بناظريه واستدعى رجال الاقتصاد ليعدوا له تقريرا عن «قلة النقود» وعلاجها في البلد.. وبعد أسابيع احضروا له مجلدات من آلاف الصفحات مشحونة بالجداول والأرقام، فما كان منه، وهو الذي من الصعب عليه أن يستوعب صفحة واحدة منها، إلا أن رفسها كلها بأقدامه، وصاح قائلا بغضب ائتوني بوزير الاقتصاد، وعندما حضر الأخير وهو يرتعد، صاح به الحاكم قائلا: هل أنت مجنون؟!، هل أنت تريد أن تختبرني؟!، كيف تسمح لنفسك أن تبعث لي بكل هذه المجلدات الضخمة، وكأنه لا وقت عندي غير قراءتها، اختصر وأوجز، وقل لي ماذا هي تحتوي بجملة واحدة فقط لا غير؟!
فقال له الوزير: يا سيدي عندما يقترض الناس أكثر مما يدخرون تقل النقود.. قال له الحاكم: وبعدين؟!، رد عليه الوزير: ولا قبلين، ثم أردف قائلا: افهمني يا سيدي وافتح لي أذنك لا غيرها جيدا: إذا ادخر الناس توفر أكثر المال الذي يمكن إقراضه، وإنني اضمن لك ساعتها أن شبح التضخم سوف يزول.. انعدل ساعتها الحاكم في جلسته وقال وقد تهللت أساريره: إذا كانت هذه هي المشكلة وهذا هو حلها (فبسيطة)، إذن أرجوك ابتداء من اليوم، افتحوا لي حساب ادخار، بل واصدروا مرسوما يحتم على كل الرعايا في بلدي أن يحذوا حذوي.
وخرج الوزير منتصرا وضاحكا، وبعد عشرة أعوام من الادخار والعمل الجاد عادت الأمور إلى نصابها وأكثر.
بقيت كلمة واحدة في نفسي لا بد وان أقولها لكم لأنها تتقافز (كالدبور) حينما يكون بين جسدي وملابسي الداخلية، فلا بد وأن (أطجها) وأقولها لكم: إنني لم اكتب مقالا وأنا (مبلم وطفشان) أكثر مما كتبت هذا اليوم.. فمالي أنا ومال الاقتصاد والحاكم والوزير والتضخم والادخار؟!، ما كان أحسن لي أن اذهب وألعب مع التي صار لها عشر سنوات وهي تغازلني وأنا أتمنع ـ اقصد (زنوبيا) لا غيرها ـ
يا عمي اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب، واترك الكلام الفاضي.
فقال له الوزير: يا سيدي عندما يقترض الناس أكثر مما يدخرون تقل النقود.. قال له الحاكم: وبعدين؟!، رد عليه الوزير: ولا قبلين، ثم أردف قائلا: افهمني يا سيدي وافتح لي أذنك لا غيرها جيدا: إذا ادخر الناس توفر أكثر المال الذي يمكن إقراضه، وإنني اضمن لك ساعتها أن شبح التضخم سوف يزول.. انعدل ساعتها الحاكم في جلسته وقال وقد تهللت أساريره: إذا كانت هذه هي المشكلة وهذا هو حلها (فبسيطة)، إذن أرجوك ابتداء من اليوم، افتحوا لي حساب ادخار، بل واصدروا مرسوما يحتم على كل الرعايا في بلدي أن يحذوا حذوي.
وخرج الوزير منتصرا وضاحكا، وبعد عشرة أعوام من الادخار والعمل الجاد عادت الأمور إلى نصابها وأكثر.
بقيت كلمة واحدة في نفسي لا بد وان أقولها لكم لأنها تتقافز (كالدبور) حينما يكون بين جسدي وملابسي الداخلية، فلا بد وأن (أطجها) وأقولها لكم: إنني لم اكتب مقالا وأنا (مبلم وطفشان) أكثر مما كتبت هذا اليوم.. فمالي أنا ومال الاقتصاد والحاكم والوزير والتضخم والادخار؟!، ما كان أحسن لي أن اذهب وألعب مع التي صار لها عشر سنوات وهي تغازلني وأنا أتمنع ـ اقصد (زنوبيا) لا غيرها ـ
يا عمي اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب، واترك الكلام الفاضي.