ayhamm26
08/08/2009, 23:24
منذ أيام كنت أحاول أن اذكّر أحد أبنائي بفوائد العلم والدراسة والاجتهاد والقراءة، ومن ثم المستقبل العظيم والمميز الذي ينتظره فيما لو اجتهد في دروسه اليوم وفي جامعته بعد أعوام. ورغم أني متأكد أن ابني، الذي احتفلنا منذ أيام بعيد ميلاده الثاني عشر، كان ينتظر بفارغ الصبر حتى أنتهي من محاضرتي المعتادة والمملة، فقد سألني ساخراً وباغتني من حيث لا أعلم: برأيك وما الفائدة من كل ذلك، وهل تعتقد أني إذا ما حصلت على أفضل العلامات سوف أصبح رئيساً للجمهورية في المستقبل؟
حقيقة ورغم أني على ثقة أن ولدي لم يقصد حرفياً السؤال الذي وجهه، فقد شردت مع أفكاري، وسألت نفسي بطريقة مختلفة، لكن من وحي السؤال ذاته: هل يحق لولدي، أو أي طفل آخر، أن يحلم، ولو مجرد حلم بأن يكون يوماً رئيساً للجمهورية؟
في البداية، قلت في نفسي لو لم يكن يحق له ذلك الحلم، رغم صعوبته، ما كان ليحق لطفل أميركي اسمه باراك أوباما أن يحلم، فلولا الحلم لما وصل يوماً إلى ما هو عليه الآن، لكني سرعان ما استدركت وقلت... لكن هذا يحصل في الولايات المتحدة الأميركية البعيدة فقط، فهي بلد الأحلام والفرص، وهي فوق ذلك دولة ديموقراطية، وهي دولة القانون، أما أنا وولدي الوحيد هنا فمازلنا نعيش على أرض عربية، أحلامنا لا تتعدى شقة متواضعة في حي شعبي وسيارة من ماركة متواضعة وأقساطها مريحة، كما أن أحلامنا تتضمحل أحياناً لتصل إلى الدعاء بأن يحمينا الله من «انفلونزا الخنازير» لأننا إذا نسينا رحمة الله واتكلنا على وزارة الصحة ومشافينا الوطنية فقط، فإننا لابد مصابون بهذا الوباء المهلك، أيضاً أحياناً تنكمش أحلامنا بالدعاء والتمني من الله أن يبعد عنا أولاد الحرام وكتبة التقارير، فهؤلاء قساة لا يرحمون، فهم وفيما لو أخبرتهم ساذجاً عن سؤال ابني البريء الخبيث الساخر، فربما سيضعونه مباشرة في مستشفى المجانين، أو يسحبونه من حضن أسرته ويضعونه في سجن الأحداث إلى أن يبلغ سن الرشد ويتعلم الأدب ويتوقف عن الأحلام.
سؤال ابني ذاك، سحبني بعيداً، وفتح عليّ أبواباً لم استطع أن أغلقها حتى ساعة متأخرة من الليل، لدرجة أني قررت ألا أعاود إلقاء محاضراتي تلك عليه، وقلت في نفسي محاولاً اقناع نفسي... وما المشكلة إذا بقي ابني طوال اليوم أمام طاولة الكمبيوتر يتعاطى كل الألعاب العنفية، فتلك الألعاب تبقى مجرد ألعاب، وهي وجدت أصلاً للتسلية وقتل الوقت ولا تتعارض مع الدراسة والعلم.
لكن ورغم أني قررت عدم الطلب منه لاحقاً أن يدرس ويجتهد في دراسته، فقد تورطت أنا نفسي في ذلك الحلم اللذيذ الممتع والخطير، أو ربما الممنوع، أي أن أكون يوماً ما رئيساً للجمهورية.
حلمت أني وصلت للرئاسة عن طريق صناديق انتخاب زجاجية وحقيقية، وبعد منافسة حامية الوطيس مع منافسين يمثلون أحزاباً كبيرة حقيقية وليست مجرد أحزاب كرتونية هزيلة تتلقى مخصصاتها المالية من الحكومة وجيوب الناس الفقراء.
حلمت أني ومنذ اليوم الأول لوصولي إلى الرئاسة، أني ذهبت إلى السجون وأفرجت عن جميع سجناء الرأي، لأني مقتنع تماماً أن صراع الآراء والاختلاف في الرؤى السياسية لا يعني أن اولئك خونة، ثم ان ذلك يتعارض مع مبدأ الديموقراطية التي وصلت بموجبها إلى الرئاسة. أيضاً حلمت بأني أقدم اعتذاراً جمهورياً لهؤلاء السجناء عن تلك الفترة، وفوق ذلك قمت بتعويضهم مالياً ومعنوياً عن كل تلك الأعوام، لا بل ولكوني رئيساً منتخباً ديموقراطيا قررت أن أرسل هؤلاء المساكين إلى الخارج في رحلة استجمام وترفيه ويحق لهم أن يصطحبوا معهم زوجاتهم وأطفالهم.
وبعد أن ارتاح ضميري من هذه القضية الحساسة والإنسانية، قررت أن أعقد اجتماعاً أمنياً عاجلاً بصفتي القائد العام للجيش والقوات المسلحة، مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وبعد أن ذكرتهم بأني الرئيس المنتخب ديموقراطياً من قبل الشعب، فإني أطلب إليهم أن يقدموا لي دراسة فورية ومستفيضة عن الأجهزة والمؤسسات الأمنية الفائضة عن الحاجة، أو تلك المؤسسات المختصة فقط بمراقبة الناس والمواطنين، بحيث نختصر تلك المؤسسات ونقلصها إلى مؤسسات قليلة العدد مهتمة فقط بشؤون الأمن الوطني والتهديدات الخارجية، وخلال الاجتماع سردت الفوائد الكبيرة لمثل هذا التحول، وأولاها الفوائد التي ستعود على الخزينة جراء التوفير الكبير في الأموال المهدورة على مؤسسات همها الوحيد مراقبة الناس وأفكارهم وكتاباتهم وأحلامهم.
أيضاً حلمت أني أضع حلاً فورياً لمشاكل الانترنت البطيئة والمتخلفة والمراقبة والمحجوبة، بأن نتوقف عن استيراد أجهزة الرقابة الالكترونية التي تكلف الخزينة ملايين الدولارات، ونستورد بدلاً عنها أنظمة تساعد في تسريع الشبكة العنكبوتية. طبعاً حلمت بذلك لأن قراءة المقالة في صحيفة عربية على الانترنت تكلفني تضييع خمس ساعات يومياً لكثرة التوقفات والأعطال في الشبكة المحلية.
أيضاً حلمت بأني أزور مؤسسات القضاء، وأضع حداً للفساد القائم هناك، واعطي أوامر باسم الشعب الذي انتخبني بأن تتوقف كل أشكال التدخلات الأمنية والوساطات في القضاء، والويل لمن يخالف قدسية القضاء.
حلمت بأني أبني مستشفيات كبيرة في كل المدن والقرى البعيدة، وأبني مدارس مجهزة بآخر وسائل التعليم الحديث، بحيث يستوعب الصف الدراسي لعشرين تلميذاً فقط، يصلون إلى مدارسهم مجاناً عبر وسائل نقل حكومية كتلك الحافلات الصفراء الطويلة المنتشرة في كل الدول المتقدمة، وأن تتوافر في تلك المدارس مساحات خضراء كبيرة وأخرى للعب والتسلية، فمدارسنا اليوم أصبحت جداً بائسة وهي عبارة عن مجرد كتل اسمنتية كئيبة محشورة بتلاميذ كئيبين, وجوههم صفراء من الجوع والفقر.
حلمت أني رئيس محبوب يلتقي بالناس كل ما تسنى له ذلك، في الأسواق وفي الملاعب والمساجد والكنائس، طبعاً ليس على الطريقة السابقة في الحقبة الاستبدادية حيث يجرى كل ذلك كما لو يشبه التمثيلية المعدة سلفاً والتي يشرف عليه كل رؤساء الأجهزة الأمنية شخصياً، وفيها نشاهد كيف أن رجال الامن ينتشرون في الطرقات قبل أيام من المناسبة ويفتشون البيوت بيتاً بيتاً، كما أن رجالاً عريضي المناكب يلبسون نظارات شمسية يهرولون جرياً على الأقدام مثل كلاب الصيد أمام وخلف وعلى ميمنية وميسرة السيارة الرئاسية، بل من خلال طريقة طبيعية جداً، تشبه تحركات الرئيس الأميركي باراك أوباما وزياراته إلى المطاعم الشعبية.
حلمت أني أصدر قرارات صارمة بمنع تعليق صوري على الجدران والأماكن الأثرية والتاريخية وفي المكاتب وعلى زجاج السيارات، وحلمت بأني أمنع كتابة كل الشعارات السياسية على الجدران وفي الكتب المدرسية، وأمنع رجال الدين من الدعاء لي دائماً في كل مناسبة، كما حلمت أني أبني المكتبات في كل المدن والقرى، وأبني مساكن للفقراء المحرومين منها، وأرفع رواتب كل الموظفين وبالأخص معلمي المدارس وأساتذة الجامعات ومن هم في الجيش، وأعطي المرأة التي انفصلت عن زوجها الأجنبي وتعيش على أراضي الجمهورية، حق جنسية الدولة لأبنائها.
حلمت، حلمت، حلمت طوال الليل، لكن دون أن أجيب عن سؤال ولدي البريء الخبيث الساخر... هل يمكن أن يصبح رئيساً للجمهورية فيما لو كان الأول على كل مدرسته وجامعته كل عام، لا بل هل يحق له اليوم مجرد الحلم؟ كل ما أعرفه أننا كنا نحلم عندما كنا صغاراً مثل هذه الأحلام دون أي عقبات أو عقوبات تذكر... لكن ذلك كله كان في الماضي البعيد البريء.
زين الشامي.جريدة الرأي الكويتية.
حقيقة ورغم أني على ثقة أن ولدي لم يقصد حرفياً السؤال الذي وجهه، فقد شردت مع أفكاري، وسألت نفسي بطريقة مختلفة، لكن من وحي السؤال ذاته: هل يحق لولدي، أو أي طفل آخر، أن يحلم، ولو مجرد حلم بأن يكون يوماً رئيساً للجمهورية؟
في البداية، قلت في نفسي لو لم يكن يحق له ذلك الحلم، رغم صعوبته، ما كان ليحق لطفل أميركي اسمه باراك أوباما أن يحلم، فلولا الحلم لما وصل يوماً إلى ما هو عليه الآن، لكني سرعان ما استدركت وقلت... لكن هذا يحصل في الولايات المتحدة الأميركية البعيدة فقط، فهي بلد الأحلام والفرص، وهي فوق ذلك دولة ديموقراطية، وهي دولة القانون، أما أنا وولدي الوحيد هنا فمازلنا نعيش على أرض عربية، أحلامنا لا تتعدى شقة متواضعة في حي شعبي وسيارة من ماركة متواضعة وأقساطها مريحة، كما أن أحلامنا تتضمحل أحياناً لتصل إلى الدعاء بأن يحمينا الله من «انفلونزا الخنازير» لأننا إذا نسينا رحمة الله واتكلنا على وزارة الصحة ومشافينا الوطنية فقط، فإننا لابد مصابون بهذا الوباء المهلك، أيضاً أحياناً تنكمش أحلامنا بالدعاء والتمني من الله أن يبعد عنا أولاد الحرام وكتبة التقارير، فهؤلاء قساة لا يرحمون، فهم وفيما لو أخبرتهم ساذجاً عن سؤال ابني البريء الخبيث الساخر، فربما سيضعونه مباشرة في مستشفى المجانين، أو يسحبونه من حضن أسرته ويضعونه في سجن الأحداث إلى أن يبلغ سن الرشد ويتعلم الأدب ويتوقف عن الأحلام.
سؤال ابني ذاك، سحبني بعيداً، وفتح عليّ أبواباً لم استطع أن أغلقها حتى ساعة متأخرة من الليل، لدرجة أني قررت ألا أعاود إلقاء محاضراتي تلك عليه، وقلت في نفسي محاولاً اقناع نفسي... وما المشكلة إذا بقي ابني طوال اليوم أمام طاولة الكمبيوتر يتعاطى كل الألعاب العنفية، فتلك الألعاب تبقى مجرد ألعاب، وهي وجدت أصلاً للتسلية وقتل الوقت ولا تتعارض مع الدراسة والعلم.
لكن ورغم أني قررت عدم الطلب منه لاحقاً أن يدرس ويجتهد في دراسته، فقد تورطت أنا نفسي في ذلك الحلم اللذيذ الممتع والخطير، أو ربما الممنوع، أي أن أكون يوماً ما رئيساً للجمهورية.
حلمت أني وصلت للرئاسة عن طريق صناديق انتخاب زجاجية وحقيقية، وبعد منافسة حامية الوطيس مع منافسين يمثلون أحزاباً كبيرة حقيقية وليست مجرد أحزاب كرتونية هزيلة تتلقى مخصصاتها المالية من الحكومة وجيوب الناس الفقراء.
حلمت أني ومنذ اليوم الأول لوصولي إلى الرئاسة، أني ذهبت إلى السجون وأفرجت عن جميع سجناء الرأي، لأني مقتنع تماماً أن صراع الآراء والاختلاف في الرؤى السياسية لا يعني أن اولئك خونة، ثم ان ذلك يتعارض مع مبدأ الديموقراطية التي وصلت بموجبها إلى الرئاسة. أيضاً حلمت بأني أقدم اعتذاراً جمهورياً لهؤلاء السجناء عن تلك الفترة، وفوق ذلك قمت بتعويضهم مالياً ومعنوياً عن كل تلك الأعوام، لا بل ولكوني رئيساً منتخباً ديموقراطيا قررت أن أرسل هؤلاء المساكين إلى الخارج في رحلة استجمام وترفيه ويحق لهم أن يصطحبوا معهم زوجاتهم وأطفالهم.
وبعد أن ارتاح ضميري من هذه القضية الحساسة والإنسانية، قررت أن أعقد اجتماعاً أمنياً عاجلاً بصفتي القائد العام للجيش والقوات المسلحة، مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وبعد أن ذكرتهم بأني الرئيس المنتخب ديموقراطياً من قبل الشعب، فإني أطلب إليهم أن يقدموا لي دراسة فورية ومستفيضة عن الأجهزة والمؤسسات الأمنية الفائضة عن الحاجة، أو تلك المؤسسات المختصة فقط بمراقبة الناس والمواطنين، بحيث نختصر تلك المؤسسات ونقلصها إلى مؤسسات قليلة العدد مهتمة فقط بشؤون الأمن الوطني والتهديدات الخارجية، وخلال الاجتماع سردت الفوائد الكبيرة لمثل هذا التحول، وأولاها الفوائد التي ستعود على الخزينة جراء التوفير الكبير في الأموال المهدورة على مؤسسات همها الوحيد مراقبة الناس وأفكارهم وكتاباتهم وأحلامهم.
أيضاً حلمت أني أضع حلاً فورياً لمشاكل الانترنت البطيئة والمتخلفة والمراقبة والمحجوبة، بأن نتوقف عن استيراد أجهزة الرقابة الالكترونية التي تكلف الخزينة ملايين الدولارات، ونستورد بدلاً عنها أنظمة تساعد في تسريع الشبكة العنكبوتية. طبعاً حلمت بذلك لأن قراءة المقالة في صحيفة عربية على الانترنت تكلفني تضييع خمس ساعات يومياً لكثرة التوقفات والأعطال في الشبكة المحلية.
أيضاً حلمت بأني أزور مؤسسات القضاء، وأضع حداً للفساد القائم هناك، واعطي أوامر باسم الشعب الذي انتخبني بأن تتوقف كل أشكال التدخلات الأمنية والوساطات في القضاء، والويل لمن يخالف قدسية القضاء.
حلمت بأني أبني مستشفيات كبيرة في كل المدن والقرى البعيدة، وأبني مدارس مجهزة بآخر وسائل التعليم الحديث، بحيث يستوعب الصف الدراسي لعشرين تلميذاً فقط، يصلون إلى مدارسهم مجاناً عبر وسائل نقل حكومية كتلك الحافلات الصفراء الطويلة المنتشرة في كل الدول المتقدمة، وأن تتوافر في تلك المدارس مساحات خضراء كبيرة وأخرى للعب والتسلية، فمدارسنا اليوم أصبحت جداً بائسة وهي عبارة عن مجرد كتل اسمنتية كئيبة محشورة بتلاميذ كئيبين, وجوههم صفراء من الجوع والفقر.
حلمت أني رئيس محبوب يلتقي بالناس كل ما تسنى له ذلك، في الأسواق وفي الملاعب والمساجد والكنائس، طبعاً ليس على الطريقة السابقة في الحقبة الاستبدادية حيث يجرى كل ذلك كما لو يشبه التمثيلية المعدة سلفاً والتي يشرف عليه كل رؤساء الأجهزة الأمنية شخصياً، وفيها نشاهد كيف أن رجال الامن ينتشرون في الطرقات قبل أيام من المناسبة ويفتشون البيوت بيتاً بيتاً، كما أن رجالاً عريضي المناكب يلبسون نظارات شمسية يهرولون جرياً على الأقدام مثل كلاب الصيد أمام وخلف وعلى ميمنية وميسرة السيارة الرئاسية، بل من خلال طريقة طبيعية جداً، تشبه تحركات الرئيس الأميركي باراك أوباما وزياراته إلى المطاعم الشعبية.
حلمت أني أصدر قرارات صارمة بمنع تعليق صوري على الجدران والأماكن الأثرية والتاريخية وفي المكاتب وعلى زجاج السيارات، وحلمت بأني أمنع كتابة كل الشعارات السياسية على الجدران وفي الكتب المدرسية، وأمنع رجال الدين من الدعاء لي دائماً في كل مناسبة، كما حلمت أني أبني المكتبات في كل المدن والقرى، وأبني مساكن للفقراء المحرومين منها، وأرفع رواتب كل الموظفين وبالأخص معلمي المدارس وأساتذة الجامعات ومن هم في الجيش، وأعطي المرأة التي انفصلت عن زوجها الأجنبي وتعيش على أراضي الجمهورية، حق جنسية الدولة لأبنائها.
حلمت، حلمت، حلمت طوال الليل، لكن دون أن أجيب عن سؤال ولدي البريء الخبيث الساخر... هل يمكن أن يصبح رئيساً للجمهورية فيما لو كان الأول على كل مدرسته وجامعته كل عام، لا بل هل يحق له اليوم مجرد الحلم؟ كل ما أعرفه أننا كنا نحلم عندما كنا صغاراً مثل هذه الأحلام دون أي عقبات أو عقوبات تذكر... لكن ذلك كله كان في الماضي البعيد البريء.
زين الشامي.جريدة الرأي الكويتية.