marochka
10/09/2009, 09:39
من جريدة السفير
مقام عراقي
ساطع نور الدين
تقول النكتة التي شاعت في بيروت امس، في اعقاب صدور بيان مجلس الرئاسة العراقي المدوي الذي انهى الصدام الحاد بين دمشق وبغداد، انه عندما خيّر الاميركيون بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبين الرئيس السوري بشار الاسد، فانهم اختاروا الاخير، ووجهوا رسالة لا تخطئ الى جميع حلفائهم ، في كل مكان، ولا سيما في لبنان.
لم يكن للنكتة وقعها الحسن على الكثيرين من خصوم سوريا اللبنانيين او انصارها الذين تابعوا طوال الاسابيع الثلاثة الماضية بدرجات متفاوتة من الشغف، ذلك الصدام الذي وصل الى حد سحب السفراء وحشد قوات على الحدود وطلب تشكيل محكمة دولية، والذي نظر اليه من بيروت، بحسب التقليد السياسي اللبناني المعروف، من زاوية الصراع الاميركي السوري، او من زاوية الصراع الاميركي الايراني.. قبل ان يثبت ان واشنطن وطهران ودمشق براء من ذلك الدم الذي سفك في تفجيرات بغداد الشهر الماضي ولطخ وجوه جميع القوى السياسية العراقية من دون استثناء، وقبل ان يتضح ان العواصم الثلاث كانت متواطئة ضمنا على المالكي، وهي تستعد للسير جنبا الى جنب في موكب تشييعه.
وبعيدا عن النكات التي لا تليق بهذا المقام العراقي البائس، ولا بأي مقام عربي آخر، فإن الاستنتاج ان بيان مجلس الرئاسة العراقية ، انهى او على الاقل قوض المسستقبل السياسي للمالكي، ليس بعيدا عن الحقيقة، وبات رئيس الوزراء العراقي معزولا، نبذته جميع الاحزاب والائتلافات العراقية الشيعية قبل السنية والكردية، وليس له من نصير سوى حزبه، الدعوة، وبعض الاختراقات التي حققها في صفوف الادارة المدنية والمؤسسة العسكرية والامنية، تحت شعار دولة القانون الذي رفعه العام الماضي، وقاده الى الفوز في انتخابات المحافظات، في معجزة باهرة، يبدو انها لن تتكرر في الانتخابات النيابية في كانون الثاني المقبل.
البيان الصادر من مقر اقامة الرئيس العراقي جلال الطالباني في السليمانية، يوحي بأن الكرد قد انضموا الى التحالف الواسع الذي يود التخلص من المالكي، بعدما بالغ في الرهان على مشروع الدولة المستعادة من وسط الميليشيات، وفي الفراق عن اميركا وايران ومختلف الدول العربية المجاورة، وآخرها سوريا التي انتقاها من بين الجميع كي يصب عليها جام غضبه ويحملها وحدها مسؤولية تعثر ذلك المشروع الذي كان بالنسبة اليه مسألة حياة او موت انتخابي، فصار اشبه باحتضار سياسي لا يمكن ان ينجو منه بسهولة.
قبل ذلك كانت ايران قد حسمت امرها الى جانب الائتلاف الشيعي الجديد الذي شكل لحظة تفجيرات بغداد بقيادة المجلس الاسلامي الاعلى، وبمعزل عن المالكي وحزبه ومشروعه المفرط في التفاؤل، كما كانت اميركا قد جزمت بانها تريد الخروج من العراق الى افغانستان، بغض النظر عن الفراغ الذي يمكن ان تتركه وعن الجهة التي تسده، وبغض النظر عن النكات التي يمكن ان تشيع في بيروت وتخلف بعض الالم لدى جهة لبنانية وبعض الامل لدى جهات اخرى.
مقام عراقي
ساطع نور الدين
تقول النكتة التي شاعت في بيروت امس، في اعقاب صدور بيان مجلس الرئاسة العراقي المدوي الذي انهى الصدام الحاد بين دمشق وبغداد، انه عندما خيّر الاميركيون بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبين الرئيس السوري بشار الاسد، فانهم اختاروا الاخير، ووجهوا رسالة لا تخطئ الى جميع حلفائهم ، في كل مكان، ولا سيما في لبنان.
لم يكن للنكتة وقعها الحسن على الكثيرين من خصوم سوريا اللبنانيين او انصارها الذين تابعوا طوال الاسابيع الثلاثة الماضية بدرجات متفاوتة من الشغف، ذلك الصدام الذي وصل الى حد سحب السفراء وحشد قوات على الحدود وطلب تشكيل محكمة دولية، والذي نظر اليه من بيروت، بحسب التقليد السياسي اللبناني المعروف، من زاوية الصراع الاميركي السوري، او من زاوية الصراع الاميركي الايراني.. قبل ان يثبت ان واشنطن وطهران ودمشق براء من ذلك الدم الذي سفك في تفجيرات بغداد الشهر الماضي ولطخ وجوه جميع القوى السياسية العراقية من دون استثناء، وقبل ان يتضح ان العواصم الثلاث كانت متواطئة ضمنا على المالكي، وهي تستعد للسير جنبا الى جنب في موكب تشييعه.
وبعيدا عن النكات التي لا تليق بهذا المقام العراقي البائس، ولا بأي مقام عربي آخر، فإن الاستنتاج ان بيان مجلس الرئاسة العراقية ، انهى او على الاقل قوض المسستقبل السياسي للمالكي، ليس بعيدا عن الحقيقة، وبات رئيس الوزراء العراقي معزولا، نبذته جميع الاحزاب والائتلافات العراقية الشيعية قبل السنية والكردية، وليس له من نصير سوى حزبه، الدعوة، وبعض الاختراقات التي حققها في صفوف الادارة المدنية والمؤسسة العسكرية والامنية، تحت شعار دولة القانون الذي رفعه العام الماضي، وقاده الى الفوز في انتخابات المحافظات، في معجزة باهرة، يبدو انها لن تتكرر في الانتخابات النيابية في كانون الثاني المقبل.
البيان الصادر من مقر اقامة الرئيس العراقي جلال الطالباني في السليمانية، يوحي بأن الكرد قد انضموا الى التحالف الواسع الذي يود التخلص من المالكي، بعدما بالغ في الرهان على مشروع الدولة المستعادة من وسط الميليشيات، وفي الفراق عن اميركا وايران ومختلف الدول العربية المجاورة، وآخرها سوريا التي انتقاها من بين الجميع كي يصب عليها جام غضبه ويحملها وحدها مسؤولية تعثر ذلك المشروع الذي كان بالنسبة اليه مسألة حياة او موت انتخابي، فصار اشبه باحتضار سياسي لا يمكن ان ينجو منه بسهولة.
قبل ذلك كانت ايران قد حسمت امرها الى جانب الائتلاف الشيعي الجديد الذي شكل لحظة تفجيرات بغداد بقيادة المجلس الاسلامي الاعلى، وبمعزل عن المالكي وحزبه ومشروعه المفرط في التفاؤل، كما كانت اميركا قد جزمت بانها تريد الخروج من العراق الى افغانستان، بغض النظر عن الفراغ الذي يمكن ان تتركه وعن الجهة التي تسده، وبغض النظر عن النكات التي يمكن ان تشيع في بيروت وتخلف بعض الالم لدى جهة لبنانية وبعض الامل لدى جهات اخرى.