العيثوب
12/09/2009, 08:34
نتنياهو لزعماء إيباك في واشنطن:
السوريون لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخلية..؟
النظام السوري نصف صديق.. وليس عدواً
الأسد يلعب بالحواشي والأطراف: لبنانيين وفلسطينيين.. ويبقى آمناً؟
»حزب الله« ليس حزب الأسد. إنه حزب إيران
تحالف النظام وإيران تحالف المصلحة والخوف
إيران لا تريد لبنان.. تريد تفكيك الخليج وتعتبر النفط شيعياً
إيران أبلغتنا: لماذا تستعيد إسرائيل وجودها التاريخي ولا تستعيده فارس..؟
المحرر -واشنطن / خاص:
نقلت أوساط أميركية عن نتنياهو أنه أجاب خلال أحد لقاءاته الخاصة على سؤال »لماذا لا تجلو إسرائيل عن الجولان فتساعد على خروج النظام السوري من المحور الإيراني« ..؟ بالقول : »ولكن الرسائل السرية التي تصلنا من السوريين تؤكد أنهم لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخلية تتصل بالنظام . وإذا كانت سورية مستعدة لتوقيع سلام مع إسرائيل فإن إسرائيل مستعدة غداً للجلاء عن الجولان . أضاف نتنياهو : على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسرائيل . وحين سئل عن مغزى ضرب المركز النووي ومن قبله الغارة على سورية قال : »لقد أبلغونا ذلك وقد فعلنا ما كانوا يريدون ولا يستطيعونه لظروفهم« . ثم ضحك نتنياهو وقال : »ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها . على أي حال فقد قتلوا من أبلغنا ذلك على الرغم من أنه حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبلغنا«.
وفي جلسة أخرى مطولة مع بعض رجال الإدارة الجديدة ، شرح نتنياهو للمجتمعين الأسباب التي تعتقد إسرائيل أن سورية غير مستعجلة على تحرير الجولان وتفضل أن تبقيه ورقة بيدها على أن تستعيده.
قال نتنياهو إن سورية »تستخدم احتلال الجولان لتشديد قبضة النظام على الحكم وتجنب تغييرات أساسية سوف يفرضها السلام وتهدد تركيبة النظام«.
وأخرج نتنياهو من جيبه ورقة سجل عليها بعض الملاحظات قال : »إن السلام سوف يفرض على سورية إلغاء قانوني الطوارئ والجندية الإجبارية وهما القانونان اللذان يمنحان الحكم في سورية سلطات مطلقة ومبررات الاستمرار . أضاف : إن إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية سوف يلغي المحاكم الاستثنائية التي يحكم النظام بها ويشدد قبضته على الشعب . أيضاً فإن الجلاء عن الجولان وقيام السلام سوف يفرض إلغاء الجندية الإجبارية التي يستخدمها لتطويع المثقفين أو حملهم على الهرب خارج البلاد باسم التخصص ثم يستقرون في الخارج فيرتاح النظام من شريحة مثقفة قد تفسد الرأي العام بطروحات الديموقراطية والحرية والانفتاح.
إذاً ، يقول نتنياهو ، فإن النظام في سورية محتاج لبقاء إسرائيل في الجولان ، بقدر ما هي إسرائيل مرتاحة لبقائها هناك.
وأعطى نتنياهو مثالاً على صحة هذه المعادلة هدوء الجبهة لأكثر من خمس وثلاثين عاماً من دون أي حادث يذكر . فلا مقاومة ولا تهديد . مجرد حديث سياسي عن الجولان المحتل والترحيب بمفاوضات متقطعة يحتاجها النظام من دون الوصول بها إلى حل . لا هو يريد الجلاء ولا هو يريد الجولان . الآن على الأقل ولمرحلة طويلة مقبلة.
أضاف نتنياهو : طبعاً هناك مفاوضات لتقطيع الوقت وإشعار الرأي العام في الداخل أن النظام مهتم بالجولان ، إضافة لرسالة يودّ النظام إيصالها إلى الخارج تؤكد أن خيار النظام هو التفاوض وليس الحرب.
وحين سئل نتنياهو : هل تعتقد أن تغيير النظام سوف يحرك الجبهة ويطرح إشكاليتها مع أي نظام سوري جديد قال : إذا جاء النظام الجديد من رحم هذا النظام فلا خوف ولا قلق . أما إذا جاء النظام من رحم التطرف الوطني أو الديني فالأمر مختلف وهو ما لا تريده إسرائيل وتخشاه وتفضل أن يبقى هذا النظام الذي يجيد لعبة تقطيع الوقت.
خلال الحديث الذي امتد ثلاث ساعات وتناول كل شؤون المنطقة ومستقبلها سئل نتنياهو رأيه في الرئيس بشار الأسد والفارق ما بينه وبين والده الرئيس الراحل فقال:
حافظ الأسد كان سيد لعبته ومؤسس النظام . ولده وارث يعرف شيئاً ويجهل أشياء . تساعده القوى الداخلية التي أرسى قواعدها والده على البقاء ولكنه ما زال يتعامل معها من موقع وارثها لا موقع صانعها . والدليل على ذلك التغييرات المتعاقبة التي يجريها في أجهزة أمنه ومردّها الخوف من أن تأكله . في سورية لا يوجد نظام ديموقراطي . يوجد نظام نصف ملكي نصف ديكتاتوري . وفي كل الأحوال فنحن ننظر إليه على أنه نظام نصف صديق وليس عدواً . الزمن وحده كفيل بنقله من موقعه هذا لموقع الصديق . بشار الأسد يعرف جيداً أنه ما دامت جبهة الجولان ساكنة واللعب بالحواشي والأطراف ، أي بالفلسطينيين واللبنانيين ، فإن الموضوع يظل آمناً له . »حزب الله« في لبنان ليس حزبه . إنه حزب إيران . وتحالفه مع إيران ليس صلباً . إنه تحالف المصلحة والخوف . وقد طالما أمدّنا من موقعه هذا بما نريد . نعطيه ويعطينا . نمرر له ويمرر لنا . من هنا ، فإننا نحرص عليه ويفيد موضوع الجولان في لعبة بقائه . وبالعودة لموضوع الجولان يجب أن لا ننسى أن سكانه من الدروز وهي طائفة منافسة لا يطمئن إليها الأسد والعلويون . لذلك ، فهو يفضل بقاءها خارجاً على أن يستردها ويفيدنا هذا . ولقد قرأت حين تسلمت رئاسة الحكومة وثائق الاتصالات السرية مع النظام السوري والاتفاق على الحديقة المفتوحة فأعجبني مع بعض الملاحظات الجانبية . إنه يؤكد أن النظام لا يريد الجولان . يريد صيغة تعيده ولا تعيده . صيغة تحافظ على أمنيه السوري والإسرائيلي . وفي هذا الموضوع أتفق مع الذي أداروا المفاوضات الخاصة إلى حد كبير . وحين نعود غداً للحديث عن الجولان سيظل موضوع الحديقة المفتوحة أساس أي اتفاق . غير أن هذا لن يكون غداً . فالأسد في ما أبلغنا يريد أن يكون توقيعه على السلام التوقيع الأخير . إن عقدة السلام الآن هي إيران التي تريد حصتها من الشرق الأوسط مستعينة بـ»حزب الله« وبعناصر من الطائفة الشيعية في مواطن انتشارها على امتداد الشرق الأوسط وبخاصة في الخليج . إيران لا تريد لبنان وتعتبره عبئاً عليها . تريد تفكيك الخليج . تريد النفط وتعتبره شيعياً . تريد إضعاف الأنظمة العربية بحيث يسهل إقامة نظام إقليمي تسيطر عليه وتأخذ موقعها في ما تعتقده أنه حقها . تقول لنا إيران عبر رسلها : لماذا تستعيد إسرائيل حضورها ونفوذها في المنطقة ولا تستعيده فارس ..؟ الموضوع ليس قابلاً للمناقشة لأن إيران دولة كبيرة ويهدد تمدّدها أمن إسرائيل خصوصاً وأنها تتطلع لامتلاك القنبلة النووية . حضرت نقاشاً مع مجموعة فارسية مهاجرة في الغرب . قال بعضهم إن في الشرق الأوسط ثلاث دول إقليمية كبرى تستطيع إدارته هي إيران وتركيا وإسرائيل وإن الانطلاق من هذه المسلمة سوف يعيد خلط أوراق المنطقة . وحين سأل أحدهم وماذا عن مصر أجاب : لقد ترهلت كثيراً ولم تعد قادرة على إدارة مشكلاتها لتلعب دوراً خارج حدودها.
وفي نهاية اللقاء عاد نتنياهو ليؤكد أن الخطر الذي يجب التعامل معه اليوم هو إيران وأذرعها وخصوصاً »حزب الله« ذراعها الأولى في لبنان و»حماس« ذراعها الأخرى في فلسطين . بعد ذلك سيكون سهل على الغرب تحجيم إيران واستعادتها لدورها الشرق أوسطي الذي فقدته بثورتها الإسلامية.
عن ربيع دمشق
السوريون لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخلية..؟
النظام السوري نصف صديق.. وليس عدواً
الأسد يلعب بالحواشي والأطراف: لبنانيين وفلسطينيين.. ويبقى آمناً؟
»حزب الله« ليس حزب الأسد. إنه حزب إيران
تحالف النظام وإيران تحالف المصلحة والخوف
إيران لا تريد لبنان.. تريد تفكيك الخليج وتعتبر النفط شيعياً
إيران أبلغتنا: لماذا تستعيد إسرائيل وجودها التاريخي ولا تستعيده فارس..؟
المحرر -واشنطن / خاص:
نقلت أوساط أميركية عن نتنياهو أنه أجاب خلال أحد لقاءاته الخاصة على سؤال »لماذا لا تجلو إسرائيل عن الجولان فتساعد على خروج النظام السوري من المحور الإيراني« ..؟ بالقول : »ولكن الرسائل السرية التي تصلنا من السوريين تؤكد أنهم لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخلية تتصل بالنظام . وإذا كانت سورية مستعدة لتوقيع سلام مع إسرائيل فإن إسرائيل مستعدة غداً للجلاء عن الجولان . أضاف نتنياهو : على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسرائيل . وحين سئل عن مغزى ضرب المركز النووي ومن قبله الغارة على سورية قال : »لقد أبلغونا ذلك وقد فعلنا ما كانوا يريدون ولا يستطيعونه لظروفهم« . ثم ضحك نتنياهو وقال : »ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها . على أي حال فقد قتلوا من أبلغنا ذلك على الرغم من أنه حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبلغنا«.
وفي جلسة أخرى مطولة مع بعض رجال الإدارة الجديدة ، شرح نتنياهو للمجتمعين الأسباب التي تعتقد إسرائيل أن سورية غير مستعجلة على تحرير الجولان وتفضل أن تبقيه ورقة بيدها على أن تستعيده.
قال نتنياهو إن سورية »تستخدم احتلال الجولان لتشديد قبضة النظام على الحكم وتجنب تغييرات أساسية سوف يفرضها السلام وتهدد تركيبة النظام«.
وأخرج نتنياهو من جيبه ورقة سجل عليها بعض الملاحظات قال : »إن السلام سوف يفرض على سورية إلغاء قانوني الطوارئ والجندية الإجبارية وهما القانونان اللذان يمنحان الحكم في سورية سلطات مطلقة ومبررات الاستمرار . أضاف : إن إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية سوف يلغي المحاكم الاستثنائية التي يحكم النظام بها ويشدد قبضته على الشعب . أيضاً فإن الجلاء عن الجولان وقيام السلام سوف يفرض إلغاء الجندية الإجبارية التي يستخدمها لتطويع المثقفين أو حملهم على الهرب خارج البلاد باسم التخصص ثم يستقرون في الخارج فيرتاح النظام من شريحة مثقفة قد تفسد الرأي العام بطروحات الديموقراطية والحرية والانفتاح.
إذاً ، يقول نتنياهو ، فإن النظام في سورية محتاج لبقاء إسرائيل في الجولان ، بقدر ما هي إسرائيل مرتاحة لبقائها هناك.
وأعطى نتنياهو مثالاً على صحة هذه المعادلة هدوء الجبهة لأكثر من خمس وثلاثين عاماً من دون أي حادث يذكر . فلا مقاومة ولا تهديد . مجرد حديث سياسي عن الجولان المحتل والترحيب بمفاوضات متقطعة يحتاجها النظام من دون الوصول بها إلى حل . لا هو يريد الجلاء ولا هو يريد الجولان . الآن على الأقل ولمرحلة طويلة مقبلة.
أضاف نتنياهو : طبعاً هناك مفاوضات لتقطيع الوقت وإشعار الرأي العام في الداخل أن النظام مهتم بالجولان ، إضافة لرسالة يودّ النظام إيصالها إلى الخارج تؤكد أن خيار النظام هو التفاوض وليس الحرب.
وحين سئل نتنياهو : هل تعتقد أن تغيير النظام سوف يحرك الجبهة ويطرح إشكاليتها مع أي نظام سوري جديد قال : إذا جاء النظام الجديد من رحم هذا النظام فلا خوف ولا قلق . أما إذا جاء النظام من رحم التطرف الوطني أو الديني فالأمر مختلف وهو ما لا تريده إسرائيل وتخشاه وتفضل أن يبقى هذا النظام الذي يجيد لعبة تقطيع الوقت.
خلال الحديث الذي امتد ثلاث ساعات وتناول كل شؤون المنطقة ومستقبلها سئل نتنياهو رأيه في الرئيس بشار الأسد والفارق ما بينه وبين والده الرئيس الراحل فقال:
حافظ الأسد كان سيد لعبته ومؤسس النظام . ولده وارث يعرف شيئاً ويجهل أشياء . تساعده القوى الداخلية التي أرسى قواعدها والده على البقاء ولكنه ما زال يتعامل معها من موقع وارثها لا موقع صانعها . والدليل على ذلك التغييرات المتعاقبة التي يجريها في أجهزة أمنه ومردّها الخوف من أن تأكله . في سورية لا يوجد نظام ديموقراطي . يوجد نظام نصف ملكي نصف ديكتاتوري . وفي كل الأحوال فنحن ننظر إليه على أنه نظام نصف صديق وليس عدواً . الزمن وحده كفيل بنقله من موقعه هذا لموقع الصديق . بشار الأسد يعرف جيداً أنه ما دامت جبهة الجولان ساكنة واللعب بالحواشي والأطراف ، أي بالفلسطينيين واللبنانيين ، فإن الموضوع يظل آمناً له . »حزب الله« في لبنان ليس حزبه . إنه حزب إيران . وتحالفه مع إيران ليس صلباً . إنه تحالف المصلحة والخوف . وقد طالما أمدّنا من موقعه هذا بما نريد . نعطيه ويعطينا . نمرر له ويمرر لنا . من هنا ، فإننا نحرص عليه ويفيد موضوع الجولان في لعبة بقائه . وبالعودة لموضوع الجولان يجب أن لا ننسى أن سكانه من الدروز وهي طائفة منافسة لا يطمئن إليها الأسد والعلويون . لذلك ، فهو يفضل بقاءها خارجاً على أن يستردها ويفيدنا هذا . ولقد قرأت حين تسلمت رئاسة الحكومة وثائق الاتصالات السرية مع النظام السوري والاتفاق على الحديقة المفتوحة فأعجبني مع بعض الملاحظات الجانبية . إنه يؤكد أن النظام لا يريد الجولان . يريد صيغة تعيده ولا تعيده . صيغة تحافظ على أمنيه السوري والإسرائيلي . وفي هذا الموضوع أتفق مع الذي أداروا المفاوضات الخاصة إلى حد كبير . وحين نعود غداً للحديث عن الجولان سيظل موضوع الحديقة المفتوحة أساس أي اتفاق . غير أن هذا لن يكون غداً . فالأسد في ما أبلغنا يريد أن يكون توقيعه على السلام التوقيع الأخير . إن عقدة السلام الآن هي إيران التي تريد حصتها من الشرق الأوسط مستعينة بـ»حزب الله« وبعناصر من الطائفة الشيعية في مواطن انتشارها على امتداد الشرق الأوسط وبخاصة في الخليج . إيران لا تريد لبنان وتعتبره عبئاً عليها . تريد تفكيك الخليج . تريد النفط وتعتبره شيعياً . تريد إضعاف الأنظمة العربية بحيث يسهل إقامة نظام إقليمي تسيطر عليه وتأخذ موقعها في ما تعتقده أنه حقها . تقول لنا إيران عبر رسلها : لماذا تستعيد إسرائيل حضورها ونفوذها في المنطقة ولا تستعيده فارس ..؟ الموضوع ليس قابلاً للمناقشة لأن إيران دولة كبيرة ويهدد تمدّدها أمن إسرائيل خصوصاً وأنها تتطلع لامتلاك القنبلة النووية . حضرت نقاشاً مع مجموعة فارسية مهاجرة في الغرب . قال بعضهم إن في الشرق الأوسط ثلاث دول إقليمية كبرى تستطيع إدارته هي إيران وتركيا وإسرائيل وإن الانطلاق من هذه المسلمة سوف يعيد خلط أوراق المنطقة . وحين سأل أحدهم وماذا عن مصر أجاب : لقد ترهلت كثيراً ولم تعد قادرة على إدارة مشكلاتها لتلعب دوراً خارج حدودها.
وفي نهاية اللقاء عاد نتنياهو ليؤكد أن الخطر الذي يجب التعامل معه اليوم هو إيران وأذرعها وخصوصاً »حزب الله« ذراعها الأولى في لبنان و»حماس« ذراعها الأخرى في فلسطين . بعد ذلك سيكون سهل على الغرب تحجيم إيران واستعادتها لدورها الشرق أوسطي الذي فقدته بثورتها الإسلامية.
عن ربيع دمشق