Nasserm
30/09/2009, 21:44
جمال عبد الناصر وأربعون عاما مضت
د. محمد صالح المسفر
29/09/2009
اعلم أن حديثي اليوم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يسر البعض من الناس ولكنه يغيظ البعض الآخر وليس لي أي اعتراض على من سيغضبهم حديثي، لكني أقول على من يغضب أو من يعترض أن يبين أسباب اعتراضه أو تحفظه من واقع الملاحظة والمقارنة فيما حدث وفيما يحدث اليوم مع الأخذ في الاعتبار الظروف الزمنية والانجازات والإخفاقات.
استطيع القول ان عبد الناصر تولى القيادة السياسية في مصر لمدة ستة عشر عاما لم يهدأ له بال، فمنذ اللحظة الأولى لتوليه الإدارة السياسية وهو يواجه أعاصير سياسية تحيط بمصر من كل اتجاه، ومؤامرات داخلية بتمويل وتوجيه وإدارة خارجية بهدف إسقاط النظام القائم. كان يربض على قناة السويس أكثر من خمسين ألف جندي بريطاني وخلفهم أنشئت دولة دخيلة في هذا الشرق مدججة بأحدث أنواع السلاح يعينها ويحميها دول كبرى وكلتا القوتين عيناهما على مصر.
لا أريد أن انكأ جراح الماضي ولكني الفت النظرالى ما فعل تنظيم الأخوان المسلمين في مصر ابتدأ في الفترة التي سبقت العدوان الثلاثي عليها عام 1956، وحالهم اليوم في مصر أمام نظام ظالم جعلهم يعيشون في أبشع وأشنع وأقسى ظروف مرت بهم عبر تاريخهم السياسي ولم يحركوا ساكنا. إنهم اليوم وفي ظل الجمهورية الرابعة يطاردون في كل قرى ومدن وأرياف مصر وحتى خارج حدودها ونهايتهم المعتقلات والعذاب الأليم، إنهم لا يحركون ساكنا اليوم كما كانوا يفعلون في عهد ناصر لان أعداء مصر بالأمس لم يصطفوا إلى جانب تنظيم الأخوان اليوم لان حال مصر يروق لكل أعدائها.
نظام عبد الناصر رحمه الله وضع لمصر هيبة في الساحة الدولية يحترمها الأصدقاء ويهابها الأعداء كانت القاهرة تعج بكل عمالقة التاريخ السياسي وصناعه من نهرو إلى تيتو إلى نيكروما وغيرهم، وكانت قبلة أحرار العالم الثالث الذين يجاهدون لنيل حرية أوطانهم من ربقة الاستعمار الأوروبي، إلى جانب رجالات الأدب والفلسفة والفن مرورا بكبار رجال الإعلام والثقافة الذين كانت القاهرة قبلتهم لان تاريخ الشرق يكتب في القاهرة في ذلك الزمان.
فما هو حال مصر اليوم في هذا المجال؟ لم يعد يرتاد مصر اليوم إلا السماسرة وتجار اللحم الأبيض، وجحافل كتاب 'المارينز' وأصبحت مكانا لأشرس عتاة الصهيونية العالمية أعداء مصر الألداء أمثال ميناحيم بيغن، وشارون، ونتانياهو، وليبرمان، وشتان بين ضيوف مصر في عهد عبد الناصر وضيوفها اليوم في ظل الجمهورية الرابعة.
في عهد عبد الناصر استعادت مصر سيادتها على قناة السويس، وأخرجت القوات البريطانية، وبني السد العالي الذي حمى مصر من العطش وما انفك يحميها، وجعل التعليم مجانا لكل شعب مصر، وانهى عصر الإقطاع، وفي عهده رحل الاستعمار الغربي عن كافة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ومن يشك في هذا القول عليه مراجعة كتب التاريخ في ذلك العصر، وفي عهده تحققت الوحدة بين القاهرة ودمشق، وتآمر العرب والغرب على تلك الوحدة وحدث الانفصال، وحدثت النكسة أو الهزيمة عام 1967 ولن استعرض أسبابها، ولكن في عهده أعيد بناء القوات المسلحة المصرية ووضعت الخطط لاستعادة الارض كاملة، ولكن لم يمهله القدر ليجني ثمار جهوده من اجل استعادة الأرض ولكن جيش مصر العظيم كان وفيا لقائده على الرغم من رحيله عنهم، لكن دبلوماسية التحريك قضت على دبلوماسية التحرير ولم يتسن لجيش مصر العظيم إنهاء مهمته في التحرير الكامل.
لقد كانت آخر انجازات ذلك العملاق العربي المصري الجنسية جمال عبد الناصر رحمه الله إطفاء نار الحرب الضروس التي اشتعلت في عمان بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني وكان له ما أراد وأطفئت نار الفتنة المسلحة في عمان، وكان رحمه الله رغم معاناته الصحية يصر على أن يتم عمله بوداع آخر ضيوف قمة المصالحة العربية أمير الكويت، وبوداعه ودع عبد الناصر الدنيا ليلاقي ربه. وهو في أحسن انتصاراته.
مصر العزيزة اليوم ينخرها الفساد بكل أشكاله وألوانه، وفي كل مؤتمر دولي يعقد على تراب مصر العزيزة يعود بأوخم العواقب على امتنا العربية والإسلامية، دماء تسيل في اليمن، ومؤامرات التفتيت في السودان تتصاعد، وفي الصومال حرب بين الأشقاء والقاهرة منشغلة بحرب التوريث، وحصار مصري رهيب مفروض على اهلنا في قطاع غزة، والجيش الصهيوني يقتنص كل مصري يقترب من خطوط التماس والقيادة المصرية تقبل الاعتذارات الصهيونية في كل مرة.
يا للهول! هذا حال مصر اليوم فساد مستشر، كما تقول الصحافة المصرية، وفقر مدقع، وبطالة تتزايد معدلاتها، آخر القول رحم الله جمال عبد الناصر ورحم مصر من بعده من عبث العابثين.
د. محمد صالح المسفر
29/09/2009
اعلم أن حديثي اليوم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يسر البعض من الناس ولكنه يغيظ البعض الآخر وليس لي أي اعتراض على من سيغضبهم حديثي، لكني أقول على من يغضب أو من يعترض أن يبين أسباب اعتراضه أو تحفظه من واقع الملاحظة والمقارنة فيما حدث وفيما يحدث اليوم مع الأخذ في الاعتبار الظروف الزمنية والانجازات والإخفاقات.
استطيع القول ان عبد الناصر تولى القيادة السياسية في مصر لمدة ستة عشر عاما لم يهدأ له بال، فمنذ اللحظة الأولى لتوليه الإدارة السياسية وهو يواجه أعاصير سياسية تحيط بمصر من كل اتجاه، ومؤامرات داخلية بتمويل وتوجيه وإدارة خارجية بهدف إسقاط النظام القائم. كان يربض على قناة السويس أكثر من خمسين ألف جندي بريطاني وخلفهم أنشئت دولة دخيلة في هذا الشرق مدججة بأحدث أنواع السلاح يعينها ويحميها دول كبرى وكلتا القوتين عيناهما على مصر.
لا أريد أن انكأ جراح الماضي ولكني الفت النظرالى ما فعل تنظيم الأخوان المسلمين في مصر ابتدأ في الفترة التي سبقت العدوان الثلاثي عليها عام 1956، وحالهم اليوم في مصر أمام نظام ظالم جعلهم يعيشون في أبشع وأشنع وأقسى ظروف مرت بهم عبر تاريخهم السياسي ولم يحركوا ساكنا. إنهم اليوم وفي ظل الجمهورية الرابعة يطاردون في كل قرى ومدن وأرياف مصر وحتى خارج حدودها ونهايتهم المعتقلات والعذاب الأليم، إنهم لا يحركون ساكنا اليوم كما كانوا يفعلون في عهد ناصر لان أعداء مصر بالأمس لم يصطفوا إلى جانب تنظيم الأخوان اليوم لان حال مصر يروق لكل أعدائها.
نظام عبد الناصر رحمه الله وضع لمصر هيبة في الساحة الدولية يحترمها الأصدقاء ويهابها الأعداء كانت القاهرة تعج بكل عمالقة التاريخ السياسي وصناعه من نهرو إلى تيتو إلى نيكروما وغيرهم، وكانت قبلة أحرار العالم الثالث الذين يجاهدون لنيل حرية أوطانهم من ربقة الاستعمار الأوروبي، إلى جانب رجالات الأدب والفلسفة والفن مرورا بكبار رجال الإعلام والثقافة الذين كانت القاهرة قبلتهم لان تاريخ الشرق يكتب في القاهرة في ذلك الزمان.
فما هو حال مصر اليوم في هذا المجال؟ لم يعد يرتاد مصر اليوم إلا السماسرة وتجار اللحم الأبيض، وجحافل كتاب 'المارينز' وأصبحت مكانا لأشرس عتاة الصهيونية العالمية أعداء مصر الألداء أمثال ميناحيم بيغن، وشارون، ونتانياهو، وليبرمان، وشتان بين ضيوف مصر في عهد عبد الناصر وضيوفها اليوم في ظل الجمهورية الرابعة.
في عهد عبد الناصر استعادت مصر سيادتها على قناة السويس، وأخرجت القوات البريطانية، وبني السد العالي الذي حمى مصر من العطش وما انفك يحميها، وجعل التعليم مجانا لكل شعب مصر، وانهى عصر الإقطاع، وفي عهده رحل الاستعمار الغربي عن كافة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ومن يشك في هذا القول عليه مراجعة كتب التاريخ في ذلك العصر، وفي عهده تحققت الوحدة بين القاهرة ودمشق، وتآمر العرب والغرب على تلك الوحدة وحدث الانفصال، وحدثت النكسة أو الهزيمة عام 1967 ولن استعرض أسبابها، ولكن في عهده أعيد بناء القوات المسلحة المصرية ووضعت الخطط لاستعادة الارض كاملة، ولكن لم يمهله القدر ليجني ثمار جهوده من اجل استعادة الأرض ولكن جيش مصر العظيم كان وفيا لقائده على الرغم من رحيله عنهم، لكن دبلوماسية التحريك قضت على دبلوماسية التحرير ولم يتسن لجيش مصر العظيم إنهاء مهمته في التحرير الكامل.
لقد كانت آخر انجازات ذلك العملاق العربي المصري الجنسية جمال عبد الناصر رحمه الله إطفاء نار الحرب الضروس التي اشتعلت في عمان بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني وكان له ما أراد وأطفئت نار الفتنة المسلحة في عمان، وكان رحمه الله رغم معاناته الصحية يصر على أن يتم عمله بوداع آخر ضيوف قمة المصالحة العربية أمير الكويت، وبوداعه ودع عبد الناصر الدنيا ليلاقي ربه. وهو في أحسن انتصاراته.
مصر العزيزة اليوم ينخرها الفساد بكل أشكاله وألوانه، وفي كل مؤتمر دولي يعقد على تراب مصر العزيزة يعود بأوخم العواقب على امتنا العربية والإسلامية، دماء تسيل في اليمن، ومؤامرات التفتيت في السودان تتصاعد، وفي الصومال حرب بين الأشقاء والقاهرة منشغلة بحرب التوريث، وحصار مصري رهيب مفروض على اهلنا في قطاع غزة، والجيش الصهيوني يقتنص كل مصري يقترب من خطوط التماس والقيادة المصرية تقبل الاعتذارات الصهيونية في كل مرة.
يا للهول! هذا حال مصر اليوم فساد مستشر، كما تقول الصحافة المصرية، وفقر مدقع، وبطالة تتزايد معدلاتها، آخر القول رحم الله جمال عبد الناصر ورحم مصر من بعده من عبث العابثين.