mhsen77
09/09/2009, 02:38
«صوت الشعب» العدد 218 (1712) 13-19 آب 2009
يصل انقطاع الكهرباء في بيتي، أو في حارتي، أو في القطاع السكني الذي أسكنه، إلى أربع ساعات يومياً.. على فترتين... فترة صباحية، وأخرى ظُهرية.. ويبدو أني محظوظ لأني أسكن في دمشق، فكثير من الدساكر، تنقطع كهرباؤها على مدى نصف يوم..
لكن حظي، الذي أحسد عليه، وأحتاج لخرزة زرقاء من أجل درئه، يكلفني الكثير، وهو يعني توقف سلسلة من الأجهزة الضرورية لعملي.. ومنها توقف الكمبيوتر عن العمل، وبالتالي تعطل شبكة الأنترنيت، وغياب البريد الألكتروني، وتعطل جهاز الفاكس، وتوقف مروحة السقف عن العمل، وغرقي مرقي في العرق... وكلها أمور بسيطة قياساً إلى ما يحدث في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، حيث يترافق العجاج مع التقنين، وتصبح الحالة جزءاً من اختبار الجحيم.. رغم كثرة المؤمنين..
وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحدٌ سبباً لتقنين الكهرباء.. سوى التقصير في حسابات الحاجة المتزايدة سنوياً لحاجة البلاد من الكهرباء، والتي تصل إلى 8% كل عام، حسب نسبة التزايد السكاني.. وهذا يعني أن الخطط الخمسية الرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، والثامنة، والتاسعة، والعاشرة، أهملت التخطيط الكهربائي، وأفسحت المجال لاستيراد المصابيح البترولية من الصين.. وأصابع الشموع من أرتيريا!...
وحين حساباتي لخسائري الكهربائية، أجدها هزيلة أمام خسائر آلاف الورشات الصغيرة.. من نجّارين وحدّادين، وخيّاطين، وحلاقين، ونسّاجين، ومصوّرين، وحذّائين.. وبينما كانت في الصيف الماضي ساعتين، أضحت أريع ساعات.. واستنتاجاً من الواقع الحالي، فإن (تقنين) الصيف المقبل سيصل إلى ثماني ساعات.. وبناء عليه وعليه البناء، حين ستنطلق مركبة فضائيّة لتحطّ على سطح المريخ في صيف سنة 2011، سنكون نحن مستضيئين بنور القمر الرباني!..
مما يثير الحنق حقاً أن أحداً من المسؤولين الكهربائيين من توتر 360 فولت، واستطاعة خمسين وات، لم يشرفنا بظهوره البهي، ولا بصوته الشجي، على الشاشات المضيئة، ليشرح لنا سبب التقنين، ولو بلغة الصم والبكم.. ربما لأن الخجل يقتضي الاحتجاب خلف برقع الصمت..
وطالما سمعنا أخبارا،ً بدأت قبل ما يقرب من عشر سنوات، عن مشاريع توليد الكهرباء من طاقة الرياح، ويبدو أن أصحاب هذه المشاريع وقّعوا صفقة مراوح، لأن المراوح فيها رائحة (بهارات)، وهم ما يزالون جادين في البحث عن الرياح في محافظة حمص!... وقبل فترة ليست وجيزة سمعنا عن مشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.. وقيل يومذاك أنهم سيبدؤون التجربة على أعمدة الإنارة في الشوارع، ثم ينتقلون منها إلى الحدائق العامة، ومنها إلى البيوت، بحيث يتمكن المواطن من تأمين كهرباء بيته مجاناً.. ثم يبيع الفائض إلى الشبكة العامة.. وبدل أن يدفع المواطن ثمن فواتير كهرباء، سيقبض بدلاً عن كهربائه المصدرة...
و.. يقول إخواننا المصريون في أمثالهم الشعبية: "أسمع كلامك، أصدَّقو... أشوف عمايلك.. أتْعَجِّب!"..
وفي التعابير الشاميّة: "رح تفقع مرارتي من هالمرارة".. وقد فقعت فعلاً.. ولكن ع العتمة.. وتصبحون على ألف ألف شمعة!.. ودمتم مُعتمين!...
يصل انقطاع الكهرباء في بيتي، أو في حارتي، أو في القطاع السكني الذي أسكنه، إلى أربع ساعات يومياً.. على فترتين... فترة صباحية، وأخرى ظُهرية.. ويبدو أني محظوظ لأني أسكن في دمشق، فكثير من الدساكر، تنقطع كهرباؤها على مدى نصف يوم..
لكن حظي، الذي أحسد عليه، وأحتاج لخرزة زرقاء من أجل درئه، يكلفني الكثير، وهو يعني توقف سلسلة من الأجهزة الضرورية لعملي.. ومنها توقف الكمبيوتر عن العمل، وبالتالي تعطل شبكة الأنترنيت، وغياب البريد الألكتروني، وتعطل جهاز الفاكس، وتوقف مروحة السقف عن العمل، وغرقي مرقي في العرق... وكلها أمور بسيطة قياساً إلى ما يحدث في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، حيث يترافق العجاج مع التقنين، وتصبح الحالة جزءاً من اختبار الجحيم.. رغم كثرة المؤمنين..
وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحدٌ سبباً لتقنين الكهرباء.. سوى التقصير في حسابات الحاجة المتزايدة سنوياً لحاجة البلاد من الكهرباء، والتي تصل إلى 8% كل عام، حسب نسبة التزايد السكاني.. وهذا يعني أن الخطط الخمسية الرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، والثامنة، والتاسعة، والعاشرة، أهملت التخطيط الكهربائي، وأفسحت المجال لاستيراد المصابيح البترولية من الصين.. وأصابع الشموع من أرتيريا!...
وحين حساباتي لخسائري الكهربائية، أجدها هزيلة أمام خسائر آلاف الورشات الصغيرة.. من نجّارين وحدّادين، وخيّاطين، وحلاقين، ونسّاجين، ومصوّرين، وحذّائين.. وبينما كانت في الصيف الماضي ساعتين، أضحت أريع ساعات.. واستنتاجاً من الواقع الحالي، فإن (تقنين) الصيف المقبل سيصل إلى ثماني ساعات.. وبناء عليه وعليه البناء، حين ستنطلق مركبة فضائيّة لتحطّ على سطح المريخ في صيف سنة 2011، سنكون نحن مستضيئين بنور القمر الرباني!..
مما يثير الحنق حقاً أن أحداً من المسؤولين الكهربائيين من توتر 360 فولت، واستطاعة خمسين وات، لم يشرفنا بظهوره البهي، ولا بصوته الشجي، على الشاشات المضيئة، ليشرح لنا سبب التقنين، ولو بلغة الصم والبكم.. ربما لأن الخجل يقتضي الاحتجاب خلف برقع الصمت..
وطالما سمعنا أخبارا،ً بدأت قبل ما يقرب من عشر سنوات، عن مشاريع توليد الكهرباء من طاقة الرياح، ويبدو أن أصحاب هذه المشاريع وقّعوا صفقة مراوح، لأن المراوح فيها رائحة (بهارات)، وهم ما يزالون جادين في البحث عن الرياح في محافظة حمص!... وقبل فترة ليست وجيزة سمعنا عن مشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.. وقيل يومذاك أنهم سيبدؤون التجربة على أعمدة الإنارة في الشوارع، ثم ينتقلون منها إلى الحدائق العامة، ومنها إلى البيوت، بحيث يتمكن المواطن من تأمين كهرباء بيته مجاناً.. ثم يبيع الفائض إلى الشبكة العامة.. وبدل أن يدفع المواطن ثمن فواتير كهرباء، سيقبض بدلاً عن كهربائه المصدرة...
و.. يقول إخواننا المصريون في أمثالهم الشعبية: "أسمع كلامك، أصدَّقو... أشوف عمايلك.. أتْعَجِّب!"..
وفي التعابير الشاميّة: "رح تفقع مرارتي من هالمرارة".. وقد فقعت فعلاً.. ولكن ع العتمة.. وتصبحون على ألف ألف شمعة!.. ودمتم مُعتمين!...