قرصان الأدرياتيك
15/10/2009, 17:32
الحديثُ الأوّل
كانَ ذاكَ المساءُ ثقيلاً عليَّ كعتمتِه، خرجتُ من المنزلِ ورحتُ أتمشّى لعلّي بهذا أدفعُ عنّي ما كانَ فيَّ من ألمٍ وقلقٍ واضطراب. نظرتُ إلى بيروتَ ثمَّ إلى البحرِ وسرّحتُ الطَّرفَ باحمرارِ الأفقِ بعدَ مقتلِ شمسِ ذاك النّهار. أخرجتُ من جيبي علبةَ التّبغِ ثمَّ فرشتُ وريقاته الخضراء على الورقة البيضاء وأدخلتُ في مؤخّرتِها فيلتراً صغيراً ولففتُها بإحكام! أشعلتُها وأعدتُ من جديد النّظرَ إلى الجبالِ فالبحرِ فبيروتَ، وقلقي يزدادُ وألمي ينمو، واللفافةُ تحترقُ ولا شيءَ معها يحترقُ سوى رئتيَّ!
مكثتُ على هذه الحال نصفَ ساعةٍ أحرقتُ فيها ثلاث لفافاتٍ وأعصابي. قرّرتُ أن أعودَ إذ لم تسعفْني الطّبيعة بكلّ سحرِها، ولم يكن لها أن تُخرجَني ممّا أنا فيهِ. مررتُ في طريقي على دكّانٍ صغير، دخلتُه مسلِّماً، ثمَّ جلتُ بناظريَّ بين الرّفوف لا أعلمُ ماذا أريد... أخيراً وقعتْ عينايَ على زجاجةٍ بيضاءَ شفّافةٍ وكانَ ما فيها أيضاً أبيضَ شفّافاً، أشرتُ إليها وقلتُ للبائع: هاتِ من فضلِك زجاجةَ الفودكا تلك! دفعتُ ثمنَها وخرجتُ...
أخرجتُها من الكيس ووضعتُها أمامي على الطّاولة التي عجّتْ بكلِّ ما هبَّ ودبَّ. أقربُ الأشياء إليها كانَ كتابَ "برهان العسل" ابتعتُه على طلبِ صديقٍ سألني أن أقرأَه، وهو كتابٌ فيه من الأقوال ما يوقفُ شعرَ الرّأسِ وأشياء أخرى!
الوقتُ يمشي الهوينة، والدّقائقُ تمرُّ عليَّ كأنّها ساعات، ولم يكن لي من سبيلٍ إلى اغتيالِ الزّمن سوى نثره هباءً... وبدونِ أن أفعلَ شيئاً أضعتُ عدّة ساعات، وفجأةً طُرقَ البابُ، التفتُّ نحوه وقلتُ في نفسي مَن عساه يكون الطّارق في مثلِ هذا الوقت! فتحتُه وإذ بصديقي محمّد إبراهيم يبتسمُ ملء شدقيه:
- مساءُ الخير يا عزيزي
- مساءُ النّور، أهلاً أهلاً ويا مرحباً، تفضّل
- دخلَ سريعاً فرددتُ البابَ ببطءٍ وأعملتُ فكري في صديقي وقدومِه المفاجئ...
كانَ محمّد إبراهيم شابّاً مصريّاً أسمرَ كأهلِ النّيل قويَّ البنية ذكيّاً يحملُ في صدرِه قلباً طيّباً لكنّه بالمقابل كانَ يتجنّبُ الشرَّ بقدر ابتعادِه عنه! يعشقُ الفولَ فتراه وجبتَه المفضّلة ليلَ نهار، درسَ الاقتصاد ويعمل به الآن ولهذا فهو يتنقّل من مكانٍ إلى آخر... قدمَ بيروت للاطّلاع على أحوال لبنان الاقتصاديّة وما يُمكن لمصريٍّ مثله أن يفعلَ في مثل هذا البلد المُضطرب.
- بماذا تُفكّر؟! (قالَها وهو ينظرُ إليَّ باسماً)
- لا شيء... بلى، بلى، أفكّر فيك وفي قدومِك هذه السّاعة من الليل
- ها ها ها... لا تقلق، أردتُ مسامرتَك بعدما وجدتُك تعباً بالأمس
- لكنّي اعتقدتُ أنّك لم ترَ منّي شيئاً، فقد حاولتُ جهدي الحفاظَ على طبيعتي
- بتُّ أعرفُك يا صديقي، وإن لم يكن التعبُ والقلقُ باديَين على وجهِك فهما يظهران في أفعالِك وأقوالِك
- لهذا أقولُ لكَ دائماً أنتَ تُعجبُني وتزدادُ قرباً منّي
- هل ستبقى تحدّثني وحلقي يجفّ وصدري يلتهب؟
- لا، لا، عذراً... نسيتُ نفسي في غمرة التفكير، ماذا نشربُ اليومَ؟
- أرى كأسَك هناك، ماذا شربت؟
- فودكا... أتريدُ منها؟
- لا، أنا أفضّل الغربيّين وما يشربون ويصنعون، لستُ مثلك ميّالاً إلى بلاد الجليد والزمهرير
- حسناً... عندي الرّوم، وأظنّه سيعجبك...
بعدَ أن أعددتُ لمحمّد كأساً من المنكر والنّكير، عدّلتُ كأسي وأضفتُ إليها قطعتين من الثّلج وجلستُ قبالته أنظرُ إليه راغباً عن بدء الحديث
- هذا أنت منذ عرفتُك، لا تبوحُ بشيءٍ ولا تُقدم على حديث، ماذا تريد؟ هل أقولُ أنا في ما كنتَ تفكّر فيه بالأمس، صدّقني لا أعرف!
كنتُ حينَها أعدُّ لفافةً من التبغ الذي وصلني قبلَ أيّام من بلدة جبلة السوريّة، فسألتُه
- ألا يُعجبك أن تنفخَ الدخانَ وتشرب النّارَ؟
- لا، شكراً، فأنا بالإضافة إلى تجنّبي الدخانَ والمدخّنين أكرهه!
هززتُ رأسي ضاحكاً وقلتُ له
- أنتَ لم تتذوّق من الحياةِ بعد إلا صحنَ فول... وقليلاً من الشّراب... ها ها ها...
- قلْ لي، ما الذي كانَ يُقلقك البارحة؟!
- لا شيء... كنت قلقاً فقط!
- ولماذا؟
- لأنّي لستُ أجدُ الرّاحة في هذا العالم!
- ومن تُراه منّا يجدُ الرّاحة؟!
- لا أعني هذا... أعني راحة الوجود في عالم الإنسان لا الحياة، فالحياة صعبة ونحن جميعنا نعلم ذلك!
- لستُ أفهمك... لماذا تفصل الحياة عن الوجود، وهل هنالك فصلٌ بين هذا وذاك؟!
- نعم... فالحياةُ واحدة لكلّ ذي بشر، لا بل لكلّ حيّ موجود...
- والوجود؟!
- فأمّا الوجود الذي أعنيه فهو ما يربطُ شخصاً مثلك أو مثلي بالحياة وبعالم الحياة
كان محمّد يشربُ كأسَه ببطء شديد، وحالما قلتُ ذلك، دفعَ كلَّ ما تبقّى فيها إلى جوفِه فاحترقَ وأغمضَ عينيه وقال وهو يمسحُ ما أهدره منها على ذقنِه:
- منذ متى وأنتَ تتعاطى فلسفة الحياة؟ أراك تفكّر وتفكّر وتتعب وتقلق وأخيراً تخرجُ علينا بكلمات لا أفهمُ ماذا تريد منها...
- لا أريدُ شيئاً، أريدُ أن أفكّ عقدة وجودي في هذا الكون...
ضحكَ وضحكَ حتّى استحالَ سمارُه احمراراً وقال:
- من قال لك إنَّ وجودَك عقدة؟ وإذا افترضتُ معك ذلك، فمن ذاك الغبيّ الذي أنبأك بأنّك قادرٌ على حلِّ مثل هذه العقد؟
- أنا هو ذاك الغبيّ... (ونفختُ في وجهِه من دخان لفافتي)
قامَ من مكانِه مبعداً بيده الدخانَ، وصبَّ لهُ كأساً جديدة واستدرك يقول:
- عذراً... لم أعنِ ذلك، لكنّي أراك تَنشدُ ما لا يُنشَد، وتطلب المستحيل، وفي هذا حماقة...
- قد يكونُ كما تقول، لكنَّ البحثَ فيه وعنه ليسَ حماقةً أو غباءً كما تقول
- وإن كنتَ تعرفُ مُسبقاً أنّك لن تصل؟
- حتّى وإن كنتُ أعلمُ ذلك، فالبحثُ من شأنِه أن يقودَك إلى أشياءَ لم تخطر لك على بال، واكتشافات لم تتوقّعها
- مثل ماذا؟
- كأن تُدرك يوماً أنَّ عقلَ الإنسان المحدود لا يُمكنه بكلّ قدراتِه اكتشافَ ذاته بكليّتها
- هذا بديهيّ
- لكنّه ليسَ أمام عينيك دائماً، وأنا أريدُه أن يكون كذلك
- أنتَ تدور في متاهة عليكَ أن تخرجَ منها لأنّها تُتعبك بدون فائدة
- بلا فائدة بالنسبة إليك، لا إليّ
- أوف منك... بدأتَ تُتعبني معك... لا، لا، لن أفعل مثلك...
- ها ها ها ها ها لوهلة ظننتُك وقعتَ...
- أبداً، إنَّ مشاغلي منصبّة على عالم الاقتصاد، لا عالم الأفكار والتنظير
- إذن حدثني عن آخر الأخبار...
وقفتُ أحدّقُ في جدران الغرفة وأطلُّ من نافذتها على عالمٍ مليءٍ بالأضواء والعتمات، وصديقي محمّد يتحدّث عن البورصة وعوالمها بانفعالٍ وشوق!
كانَ ذاكَ المساءُ ثقيلاً عليَّ كعتمتِه، خرجتُ من المنزلِ ورحتُ أتمشّى لعلّي بهذا أدفعُ عنّي ما كانَ فيَّ من ألمٍ وقلقٍ واضطراب. نظرتُ إلى بيروتَ ثمَّ إلى البحرِ وسرّحتُ الطَّرفَ باحمرارِ الأفقِ بعدَ مقتلِ شمسِ ذاك النّهار. أخرجتُ من جيبي علبةَ التّبغِ ثمَّ فرشتُ وريقاته الخضراء على الورقة البيضاء وأدخلتُ في مؤخّرتِها فيلتراً صغيراً ولففتُها بإحكام! أشعلتُها وأعدتُ من جديد النّظرَ إلى الجبالِ فالبحرِ فبيروتَ، وقلقي يزدادُ وألمي ينمو، واللفافةُ تحترقُ ولا شيءَ معها يحترقُ سوى رئتيَّ!
مكثتُ على هذه الحال نصفَ ساعةٍ أحرقتُ فيها ثلاث لفافاتٍ وأعصابي. قرّرتُ أن أعودَ إذ لم تسعفْني الطّبيعة بكلّ سحرِها، ولم يكن لها أن تُخرجَني ممّا أنا فيهِ. مررتُ في طريقي على دكّانٍ صغير، دخلتُه مسلِّماً، ثمَّ جلتُ بناظريَّ بين الرّفوف لا أعلمُ ماذا أريد... أخيراً وقعتْ عينايَ على زجاجةٍ بيضاءَ شفّافةٍ وكانَ ما فيها أيضاً أبيضَ شفّافاً، أشرتُ إليها وقلتُ للبائع: هاتِ من فضلِك زجاجةَ الفودكا تلك! دفعتُ ثمنَها وخرجتُ...
أخرجتُها من الكيس ووضعتُها أمامي على الطّاولة التي عجّتْ بكلِّ ما هبَّ ودبَّ. أقربُ الأشياء إليها كانَ كتابَ "برهان العسل" ابتعتُه على طلبِ صديقٍ سألني أن أقرأَه، وهو كتابٌ فيه من الأقوال ما يوقفُ شعرَ الرّأسِ وأشياء أخرى!
الوقتُ يمشي الهوينة، والدّقائقُ تمرُّ عليَّ كأنّها ساعات، ولم يكن لي من سبيلٍ إلى اغتيالِ الزّمن سوى نثره هباءً... وبدونِ أن أفعلَ شيئاً أضعتُ عدّة ساعات، وفجأةً طُرقَ البابُ، التفتُّ نحوه وقلتُ في نفسي مَن عساه يكون الطّارق في مثلِ هذا الوقت! فتحتُه وإذ بصديقي محمّد إبراهيم يبتسمُ ملء شدقيه:
- مساءُ الخير يا عزيزي
- مساءُ النّور، أهلاً أهلاً ويا مرحباً، تفضّل
- دخلَ سريعاً فرددتُ البابَ ببطءٍ وأعملتُ فكري في صديقي وقدومِه المفاجئ...
كانَ محمّد إبراهيم شابّاً مصريّاً أسمرَ كأهلِ النّيل قويَّ البنية ذكيّاً يحملُ في صدرِه قلباً طيّباً لكنّه بالمقابل كانَ يتجنّبُ الشرَّ بقدر ابتعادِه عنه! يعشقُ الفولَ فتراه وجبتَه المفضّلة ليلَ نهار، درسَ الاقتصاد ويعمل به الآن ولهذا فهو يتنقّل من مكانٍ إلى آخر... قدمَ بيروت للاطّلاع على أحوال لبنان الاقتصاديّة وما يُمكن لمصريٍّ مثله أن يفعلَ في مثل هذا البلد المُضطرب.
- بماذا تُفكّر؟! (قالَها وهو ينظرُ إليَّ باسماً)
- لا شيء... بلى، بلى، أفكّر فيك وفي قدومِك هذه السّاعة من الليل
- ها ها ها... لا تقلق، أردتُ مسامرتَك بعدما وجدتُك تعباً بالأمس
- لكنّي اعتقدتُ أنّك لم ترَ منّي شيئاً، فقد حاولتُ جهدي الحفاظَ على طبيعتي
- بتُّ أعرفُك يا صديقي، وإن لم يكن التعبُ والقلقُ باديَين على وجهِك فهما يظهران في أفعالِك وأقوالِك
- لهذا أقولُ لكَ دائماً أنتَ تُعجبُني وتزدادُ قرباً منّي
- هل ستبقى تحدّثني وحلقي يجفّ وصدري يلتهب؟
- لا، لا، عذراً... نسيتُ نفسي في غمرة التفكير، ماذا نشربُ اليومَ؟
- أرى كأسَك هناك، ماذا شربت؟
- فودكا... أتريدُ منها؟
- لا، أنا أفضّل الغربيّين وما يشربون ويصنعون، لستُ مثلك ميّالاً إلى بلاد الجليد والزمهرير
- حسناً... عندي الرّوم، وأظنّه سيعجبك...
بعدَ أن أعددتُ لمحمّد كأساً من المنكر والنّكير، عدّلتُ كأسي وأضفتُ إليها قطعتين من الثّلج وجلستُ قبالته أنظرُ إليه راغباً عن بدء الحديث
- هذا أنت منذ عرفتُك، لا تبوحُ بشيءٍ ولا تُقدم على حديث، ماذا تريد؟ هل أقولُ أنا في ما كنتَ تفكّر فيه بالأمس، صدّقني لا أعرف!
كنتُ حينَها أعدُّ لفافةً من التبغ الذي وصلني قبلَ أيّام من بلدة جبلة السوريّة، فسألتُه
- ألا يُعجبك أن تنفخَ الدخانَ وتشرب النّارَ؟
- لا، شكراً، فأنا بالإضافة إلى تجنّبي الدخانَ والمدخّنين أكرهه!
هززتُ رأسي ضاحكاً وقلتُ له
- أنتَ لم تتذوّق من الحياةِ بعد إلا صحنَ فول... وقليلاً من الشّراب... ها ها ها...
- قلْ لي، ما الذي كانَ يُقلقك البارحة؟!
- لا شيء... كنت قلقاً فقط!
- ولماذا؟
- لأنّي لستُ أجدُ الرّاحة في هذا العالم!
- ومن تُراه منّا يجدُ الرّاحة؟!
- لا أعني هذا... أعني راحة الوجود في عالم الإنسان لا الحياة، فالحياة صعبة ونحن جميعنا نعلم ذلك!
- لستُ أفهمك... لماذا تفصل الحياة عن الوجود، وهل هنالك فصلٌ بين هذا وذاك؟!
- نعم... فالحياةُ واحدة لكلّ ذي بشر، لا بل لكلّ حيّ موجود...
- والوجود؟!
- فأمّا الوجود الذي أعنيه فهو ما يربطُ شخصاً مثلك أو مثلي بالحياة وبعالم الحياة
كان محمّد يشربُ كأسَه ببطء شديد، وحالما قلتُ ذلك، دفعَ كلَّ ما تبقّى فيها إلى جوفِه فاحترقَ وأغمضَ عينيه وقال وهو يمسحُ ما أهدره منها على ذقنِه:
- منذ متى وأنتَ تتعاطى فلسفة الحياة؟ أراك تفكّر وتفكّر وتتعب وتقلق وأخيراً تخرجُ علينا بكلمات لا أفهمُ ماذا تريد منها...
- لا أريدُ شيئاً، أريدُ أن أفكّ عقدة وجودي في هذا الكون...
ضحكَ وضحكَ حتّى استحالَ سمارُه احمراراً وقال:
- من قال لك إنَّ وجودَك عقدة؟ وإذا افترضتُ معك ذلك، فمن ذاك الغبيّ الذي أنبأك بأنّك قادرٌ على حلِّ مثل هذه العقد؟
- أنا هو ذاك الغبيّ... (ونفختُ في وجهِه من دخان لفافتي)
قامَ من مكانِه مبعداً بيده الدخانَ، وصبَّ لهُ كأساً جديدة واستدرك يقول:
- عذراً... لم أعنِ ذلك، لكنّي أراك تَنشدُ ما لا يُنشَد، وتطلب المستحيل، وفي هذا حماقة...
- قد يكونُ كما تقول، لكنَّ البحثَ فيه وعنه ليسَ حماقةً أو غباءً كما تقول
- وإن كنتَ تعرفُ مُسبقاً أنّك لن تصل؟
- حتّى وإن كنتُ أعلمُ ذلك، فالبحثُ من شأنِه أن يقودَك إلى أشياءَ لم تخطر لك على بال، واكتشافات لم تتوقّعها
- مثل ماذا؟
- كأن تُدرك يوماً أنَّ عقلَ الإنسان المحدود لا يُمكنه بكلّ قدراتِه اكتشافَ ذاته بكليّتها
- هذا بديهيّ
- لكنّه ليسَ أمام عينيك دائماً، وأنا أريدُه أن يكون كذلك
- أنتَ تدور في متاهة عليكَ أن تخرجَ منها لأنّها تُتعبك بدون فائدة
- بلا فائدة بالنسبة إليك، لا إليّ
- أوف منك... بدأتَ تُتعبني معك... لا، لا، لن أفعل مثلك...
- ها ها ها ها ها لوهلة ظننتُك وقعتَ...
- أبداً، إنَّ مشاغلي منصبّة على عالم الاقتصاد، لا عالم الأفكار والتنظير
- إذن حدثني عن آخر الأخبار...
وقفتُ أحدّقُ في جدران الغرفة وأطلُّ من نافذتها على عالمٍ مليءٍ بالأضواء والعتمات، وصديقي محمّد يتحدّث عن البورصة وعوالمها بانفعالٍ وشوق!