..AHMAD
21/10/2009, 01:35
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
كانت دمشق يوم أمس على موعدٍ مع حفيد “ثربانتس” ، الكاتب والشاعر والباحث الإسباني “أنطونيو غالا” ، مقيماً أمسية شعرية في مكتبة الأسد بعنوان “البحث عن الانسان”.
أسرعت من مكتبي بعد أن لمحت مصادفةً زاوية لـ لقمان ديركي بعنوان “أنطونيو غالا هنا” منوهاً إلى وجوده وكان وقت قرائتي للزاوية قبل الأمسية بساعة تقريباً ، أسرعت إلى مكتبة الأسد وأنا مدركٌ لخيبتي في أن أجد مقعداً، ولكن كنت قد احتطت لمثل هذه المواقف ، فبطاقتي الصحفية لديّ وأستطيع أن أدخل ، ولو على مسافة بعيدة أو وراء المكبرات الصوتية في المكتبة.
ولا أدري إن كان ما حصل هو من حسن حظي ، أم من سوء الحظ “بشكلٍ عام” ، فدخلت المكتبة وأنا مغمضٌ عينيّ خوفاً من أن يذهلني تراكم الحضور فوق بعضها ، بل وصلت توقعاتي بأن أجد جثثاً ملقاة على الأرض بعد معركة للحصول على مقاعد ، ولكن لم أتعثر بشيء ، وصلت للصف الأول واتخذت مقعدي، لم أحاول أن أنظر إلى الوراء ، لأنه على بعد صف أو صفين كحدٍ أقصى ، لن تجد أي شيء يتحرك في المكتبة، هذا هو الحضور، 50 شخص حد أقصى، هذا ما احتوته مكتبة الأسد ، وبل كان معظمهم ، كانو من الصحافة ، أي فقط هم هنا كي يغطوا الحدث ، وآخر ما يهمهم هو وجود أنطونيو غالا ام عبد الرحمن الداخل أم كان عابر سبيل.
لم ينفع إلقاء الضوء من قبل غالا على حقبة تتألف من 800 سنة من زاويته الخاصة والأقرب للعرب ، في حين يرى باقي المستشرقين كـ “كلوديو سانشيز” أن الفتوحات العربية أو الإسلامية لم تؤثر في تركيبة النسل الإسباني بل وصل به المعاداة لتلك الفترة في اعتبار ابن حزم أنه غير عربي ، وأن الإسلام – في نظرته – دين شبقي ، وغير قادر على إنتاج شخصية عظيمة كإبن حزم.
وأيضاً لم تنفع مع أنطونيو غالا روايته “المخطوط القرمزي” وتجسيده لأبي عبدالله الصغير آخر سلاطين الأندلس المفقود التي يشير فيها غالا إلى أن الفتح الشرقي للأندلس لم يكن بالسلاح ، إنما كان فتحاً ثقافياً ، ولا نفعت معه أيضاً رواية الوله التركي التي يركز فيها على اللقاء بين الشرق والغرب ، والأزمة المثارة في توصيف أن الشرقيين غير قادرين على تمثيل نفسهم من خلال قصة حب تنتهي نهاية مأساوية ربما للإشارة إلى الأزمة الواقعة بين الثقافتين .
كل هذا ، لم ينفع أنطونيو غالا، كي يستقطب أكثر من 30 شخصاً إلى مكتبة تتسع للمئات بأسوأ حالاتها.
ما حصل معي ، في أمسية أنطونيو غالا، جعلني اعيد النظر في مقاطعتي للأدب والفنون الهابطة ، لأنّي ربما لم ألتق بهم كلّهم ، ولكن طالما القرارات تصدر عن الجمهور في معظم الأحيان وبنسبة 70 في المائة ، فإن أيضا هذا هو الجمهور نفسه الذي أبى أن يحضر أمسية شاعر وروائي كأنطونيو غالا.
كعادته جمهورنا العظيم ، يستحيل التنبؤ بردات فعله ، ويصعب المراهنة عليه ، فهذا هو نفسه الجمهور الذي كان منهمكاً في مواكبة الأنشطة الثقافية ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية وما تلاها من نشاطات ، أجده الآن في أنشطة مناقضة تماماً في المحتوى والمستوى والقيم وأظن بأن جمهوراً ، يستطيع ان يهمش زيارةً غير رسمية، وأمسية شعرية ، لشخص جدير بالحضور الثقافي كأنطونيو غالا، وهو الآن منشغل بحفلة لأحدٍ أرقى وأقدر من أنطونيو غالا.
ابتدأ انطونيو غالا وانتهى بجملة : أيها السوريون أنتم أجداد الجميع.
هذا الجمهور الذي كان يبحث عنه أنطونيو غالا في أمسيته
هذا هو الانسان الذي كان يبحث عنه وكان عنوان أمسيته
ولكن... هذا هو الفصام الثقافي الذي وجده في النهاية
من المدونة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
كانت دمشق يوم أمس على موعدٍ مع حفيد “ثربانتس” ، الكاتب والشاعر والباحث الإسباني “أنطونيو غالا” ، مقيماً أمسية شعرية في مكتبة الأسد بعنوان “البحث عن الانسان”.
أسرعت من مكتبي بعد أن لمحت مصادفةً زاوية لـ لقمان ديركي بعنوان “أنطونيو غالا هنا” منوهاً إلى وجوده وكان وقت قرائتي للزاوية قبل الأمسية بساعة تقريباً ، أسرعت إلى مكتبة الأسد وأنا مدركٌ لخيبتي في أن أجد مقعداً، ولكن كنت قد احتطت لمثل هذه المواقف ، فبطاقتي الصحفية لديّ وأستطيع أن أدخل ، ولو على مسافة بعيدة أو وراء المكبرات الصوتية في المكتبة.
ولا أدري إن كان ما حصل هو من حسن حظي ، أم من سوء الحظ “بشكلٍ عام” ، فدخلت المكتبة وأنا مغمضٌ عينيّ خوفاً من أن يذهلني تراكم الحضور فوق بعضها ، بل وصلت توقعاتي بأن أجد جثثاً ملقاة على الأرض بعد معركة للحصول على مقاعد ، ولكن لم أتعثر بشيء ، وصلت للصف الأول واتخذت مقعدي، لم أحاول أن أنظر إلى الوراء ، لأنه على بعد صف أو صفين كحدٍ أقصى ، لن تجد أي شيء يتحرك في المكتبة، هذا هو الحضور، 50 شخص حد أقصى، هذا ما احتوته مكتبة الأسد ، وبل كان معظمهم ، كانو من الصحافة ، أي فقط هم هنا كي يغطوا الحدث ، وآخر ما يهمهم هو وجود أنطونيو غالا ام عبد الرحمن الداخل أم كان عابر سبيل.
لم ينفع إلقاء الضوء من قبل غالا على حقبة تتألف من 800 سنة من زاويته الخاصة والأقرب للعرب ، في حين يرى باقي المستشرقين كـ “كلوديو سانشيز” أن الفتوحات العربية أو الإسلامية لم تؤثر في تركيبة النسل الإسباني بل وصل به المعاداة لتلك الفترة في اعتبار ابن حزم أنه غير عربي ، وأن الإسلام – في نظرته – دين شبقي ، وغير قادر على إنتاج شخصية عظيمة كإبن حزم.
وأيضاً لم تنفع مع أنطونيو غالا روايته “المخطوط القرمزي” وتجسيده لأبي عبدالله الصغير آخر سلاطين الأندلس المفقود التي يشير فيها غالا إلى أن الفتح الشرقي للأندلس لم يكن بالسلاح ، إنما كان فتحاً ثقافياً ، ولا نفعت معه أيضاً رواية الوله التركي التي يركز فيها على اللقاء بين الشرق والغرب ، والأزمة المثارة في توصيف أن الشرقيين غير قادرين على تمثيل نفسهم من خلال قصة حب تنتهي نهاية مأساوية ربما للإشارة إلى الأزمة الواقعة بين الثقافتين .
كل هذا ، لم ينفع أنطونيو غالا، كي يستقطب أكثر من 30 شخصاً إلى مكتبة تتسع للمئات بأسوأ حالاتها.
ما حصل معي ، في أمسية أنطونيو غالا، جعلني اعيد النظر في مقاطعتي للأدب والفنون الهابطة ، لأنّي ربما لم ألتق بهم كلّهم ، ولكن طالما القرارات تصدر عن الجمهور في معظم الأحيان وبنسبة 70 في المائة ، فإن أيضا هذا هو الجمهور نفسه الذي أبى أن يحضر أمسية شاعر وروائي كأنطونيو غالا.
كعادته جمهورنا العظيم ، يستحيل التنبؤ بردات فعله ، ويصعب المراهنة عليه ، فهذا هو نفسه الجمهور الذي كان منهمكاً في مواكبة الأنشطة الثقافية ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية وما تلاها من نشاطات ، أجده الآن في أنشطة مناقضة تماماً في المحتوى والمستوى والقيم وأظن بأن جمهوراً ، يستطيع ان يهمش زيارةً غير رسمية، وأمسية شعرية ، لشخص جدير بالحضور الثقافي كأنطونيو غالا، وهو الآن منشغل بحفلة لأحدٍ أرقى وأقدر من أنطونيو غالا.
ابتدأ انطونيو غالا وانتهى بجملة : أيها السوريون أنتم أجداد الجميع.
هذا الجمهور الذي كان يبحث عنه أنطونيو غالا في أمسيته
هذا هو الانسان الذي كان يبحث عنه وكان عنوان أمسيته
ولكن... هذا هو الفصام الثقافي الذي وجده في النهاية
من المدونة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)