ayhamm26
22/10/2009, 02:11
راعني أن يقول الدليل السياحي التركي "انه يفضل التعامل مع السياح المغاربة أو الجزائريين على التعامل مع السياح السوريين"، رغم العلاقات الجيدة بين بلدينا ، وأشار إلى" أن عمله يفرض عليه أن يكون دبلوماسيا ، ولكنه لا يستطيع إلا أن يخبرني بهذه الحقيقة رغم أنني لم اسأله "..
ومن المبررات التي ساقها الدليل السياحي ، لاستيائه ممن يقابلهم من السياح السوريين أنهم غالبا ما ينظرون إليه نظرة دونية ،وينادونه " مصطفى" وقد "رفعوا الكلفة " دون أن يسبق اسمه لقب" أستاذ أو سيد أو أخ" ، مع انه ، بحسب قوله ، شاب تركي يمثل تركيا كلها ، وهو دليل سياحي حاصل على بطاقة رسمية من بلاده للعمل في هذه المهنة التي تحتاج إلى ثقافة وعلم وخبرة ، وهو أيضا خريج جامعي محترم درس في كلية الآداب قسم اللغة العربية في دمشق وعاش فيها أربع سنوات تاركا أهله وبلده استانبول، بينما بالمقابل يقول له السائح المغربي "يا أخي" ، وعندما يريد أن يطلب منه شيئا يقول له " لو سمحت" ، ولا يقوم بإيقاظه أثناء استغراقه في النوم في الرحلات الطويلة ليقول له " هل وصلنا ولماذا تأخرنا؟"
مع أن الزحام يكاد يخنق الشوارع ، ولا يقاطعه أثناء فترة استراحته من أجل كأس ماء أو زجاجة عصير أو مشروب غازي نقص من طعامه ، ومن المبررات التي قالها أيضا الدليل السياحي التركي مصطفى "إن الشعب السوري شعب شاطر لكنه يتشاطر كثيرا ، و لأنه دفع تكاليف رحلته فهو يريد أن يستنزف الدليل السياحي بالكثير من الأسئلة والشرح والكثير من الخدمات والطلبات رغم إن السائح السوري بشكل عام لا يهتم للتاريخ ولا يعير اهتماما للسرد الإيضاحي، ومشكلة السائح السوري انه يتداخل كثيرا ويتدخل على طول الخط ويسأل أسئلة أثناء الرحلة السياحية ولكن في غير توقيتها المناسب ، فيقاطع ويحاول أن يخفف دم"، وعندما وجدني مصطفى بدأت بالغضب أخذ يخفف حدة لهجته ويقول "ربما لان الشعب السوري ظلَ لا يتنقل و لا يخرج كثيرا من بلده وعندما خرج أحب ّان يثبت نفسه بهذه الطريقة ..."
والميزات الوحيدة التي أوردها مصطفى الدليل السياحي "ان اغلب السوريين يصرفون كثيرا عندما يأتون الى تركيا ، وان ركاب باص كامل اشتروا من معمل حلويات تركية في منطقة البورصة بما قيمته حوالي 4 آلاف دولار، وان السياحة السورية الى تركيا ازدادت عندما تم إلغاء قيمة الفيزا ".
خضت نقاشا طويلا ومصطفى وهو يتحدث عن تجاربه في لقاء السوريين بين محاولاتي الكثيرة ان أكون مدافعة ومناصرة ، ومحاولاتي المتواضعة ان أكون ممتصة لنقمته التي ظهرت فجأة دون سابق إنذار مما أربكني وأحرجني .
وفي الواقع عندما خرجتُ من سوريا لأول مرة في رحلة قصيرة مع أمي إلى أقاربها في لبنان ، كنت أظن إن السوريين هم الشعب الأفضل حتى التقيت على أرض بيروت وطرابلس وبعلبك بأقربائنا اللبنانيين الذين كان يبدو من تصرفاتهم أنهم يشعرون إنهم الشعب الأفضل أيضا ، ثم التقيت برحلاتي المتكررة بالمصريين أحفاد الفراعنة لأجد شعورهم بأنهم الأفضل قد ترسخ لديهم و"مصر هي أمي ، نيلها هو دمي ...."أغنية أصبحت أرددها طوال إقامتي في القاهرة دون شعور ،
وعندما سافرت إلى تركيا واستمعت إلى أحاديث الأتراك لمست لديهم هذا الشعور بأنهم الأفضل ، وان قسما كبيرا منهم لا يريد الانضمام إلى الاتحاد الأوربي كما أكدت لي إحدى الصديقات التركيات "فنحن دولة مسلمة قوية ونحن الأفضل ولا نحتاج أوربا ".
وفي محاولاتي لأكون منفتحة على آراء الشعوب ، وان أراها بمرآتي التي أجدها تتسع وتكبر ، وان أرى نفسي بمرآتهم ، وخاصة وقد حضرت الكثير من المؤتمرات والندوات ، وسافرت كثيرا حول العالم ، قابلت أشخاصا متنوعين وخضت الحوارات مع أكثر من قومية وجنسية وعلى أكثر من صعيد وموضوع ، واختلفتْ واتفقتْ ، وحاولت الاستماع بتمعن ، لأسأل نفسي من هو الشعب الأفضل وما هو المعيار ؟، هل هو معيار القوة أو العلم أو التطور أو التسامح أو البقاء... وهل يمكن أن نطلق صفة الأفضل على شعب بأكمله ؟ سؤالٌ يبقى بابه مفتوحاً على مصراعيه.
كلنا شركاء
ومن المبررات التي ساقها الدليل السياحي ، لاستيائه ممن يقابلهم من السياح السوريين أنهم غالبا ما ينظرون إليه نظرة دونية ،وينادونه " مصطفى" وقد "رفعوا الكلفة " دون أن يسبق اسمه لقب" أستاذ أو سيد أو أخ" ، مع انه ، بحسب قوله ، شاب تركي يمثل تركيا كلها ، وهو دليل سياحي حاصل على بطاقة رسمية من بلاده للعمل في هذه المهنة التي تحتاج إلى ثقافة وعلم وخبرة ، وهو أيضا خريج جامعي محترم درس في كلية الآداب قسم اللغة العربية في دمشق وعاش فيها أربع سنوات تاركا أهله وبلده استانبول، بينما بالمقابل يقول له السائح المغربي "يا أخي" ، وعندما يريد أن يطلب منه شيئا يقول له " لو سمحت" ، ولا يقوم بإيقاظه أثناء استغراقه في النوم في الرحلات الطويلة ليقول له " هل وصلنا ولماذا تأخرنا؟"
مع أن الزحام يكاد يخنق الشوارع ، ولا يقاطعه أثناء فترة استراحته من أجل كأس ماء أو زجاجة عصير أو مشروب غازي نقص من طعامه ، ومن المبررات التي قالها أيضا الدليل السياحي التركي مصطفى "إن الشعب السوري شعب شاطر لكنه يتشاطر كثيرا ، و لأنه دفع تكاليف رحلته فهو يريد أن يستنزف الدليل السياحي بالكثير من الأسئلة والشرح والكثير من الخدمات والطلبات رغم إن السائح السوري بشكل عام لا يهتم للتاريخ ولا يعير اهتماما للسرد الإيضاحي، ومشكلة السائح السوري انه يتداخل كثيرا ويتدخل على طول الخط ويسأل أسئلة أثناء الرحلة السياحية ولكن في غير توقيتها المناسب ، فيقاطع ويحاول أن يخفف دم"، وعندما وجدني مصطفى بدأت بالغضب أخذ يخفف حدة لهجته ويقول "ربما لان الشعب السوري ظلَ لا يتنقل و لا يخرج كثيرا من بلده وعندما خرج أحب ّان يثبت نفسه بهذه الطريقة ..."
والميزات الوحيدة التي أوردها مصطفى الدليل السياحي "ان اغلب السوريين يصرفون كثيرا عندما يأتون الى تركيا ، وان ركاب باص كامل اشتروا من معمل حلويات تركية في منطقة البورصة بما قيمته حوالي 4 آلاف دولار، وان السياحة السورية الى تركيا ازدادت عندما تم إلغاء قيمة الفيزا ".
خضت نقاشا طويلا ومصطفى وهو يتحدث عن تجاربه في لقاء السوريين بين محاولاتي الكثيرة ان أكون مدافعة ومناصرة ، ومحاولاتي المتواضعة ان أكون ممتصة لنقمته التي ظهرت فجأة دون سابق إنذار مما أربكني وأحرجني .
وفي الواقع عندما خرجتُ من سوريا لأول مرة في رحلة قصيرة مع أمي إلى أقاربها في لبنان ، كنت أظن إن السوريين هم الشعب الأفضل حتى التقيت على أرض بيروت وطرابلس وبعلبك بأقربائنا اللبنانيين الذين كان يبدو من تصرفاتهم أنهم يشعرون إنهم الشعب الأفضل أيضا ، ثم التقيت برحلاتي المتكررة بالمصريين أحفاد الفراعنة لأجد شعورهم بأنهم الأفضل قد ترسخ لديهم و"مصر هي أمي ، نيلها هو دمي ...."أغنية أصبحت أرددها طوال إقامتي في القاهرة دون شعور ،
وعندما سافرت إلى تركيا واستمعت إلى أحاديث الأتراك لمست لديهم هذا الشعور بأنهم الأفضل ، وان قسما كبيرا منهم لا يريد الانضمام إلى الاتحاد الأوربي كما أكدت لي إحدى الصديقات التركيات "فنحن دولة مسلمة قوية ونحن الأفضل ولا نحتاج أوربا ".
وفي محاولاتي لأكون منفتحة على آراء الشعوب ، وان أراها بمرآتي التي أجدها تتسع وتكبر ، وان أرى نفسي بمرآتهم ، وخاصة وقد حضرت الكثير من المؤتمرات والندوات ، وسافرت كثيرا حول العالم ، قابلت أشخاصا متنوعين وخضت الحوارات مع أكثر من قومية وجنسية وعلى أكثر من صعيد وموضوع ، واختلفتْ واتفقتْ ، وحاولت الاستماع بتمعن ، لأسأل نفسي من هو الشعب الأفضل وما هو المعيار ؟، هل هو معيار القوة أو العلم أو التطور أو التسامح أو البقاء... وهل يمكن أن نطلق صفة الأفضل على شعب بأكمله ؟ سؤالٌ يبقى بابه مفتوحاً على مصراعيه.
كلنا شركاء