Nay
22/12/2009, 20:40
زينة أرحيم نساء سوريا
لأن اسمي ينتهي بالتاء المربوطة وضميري (أنتِ) ينتهي بالكسرة الظاهرة.. لأنني ضلع قاصر بما للكلمة من معان ممطوطة وناقصة عقل ودين مع تحقق شرط كوني بريّة وطاهرة..
لأنني هادية وغالية وزينة وراضية وفي العشرة أنيسة وعلى بيتي وواجباتي حريصة.. وللأوامر مطيعة وعن الإغواء والثورة والرغبات منيعة..
لأن "ماباس تمّي غير أمي".. و" من يتزوج أمي بصير عمّي".. وعمي مع العصابة أولياء أمري "وشيّالين همّي" والذي لا ينتهي للممات كهّم البنات بينما من يخلّف (الذكور حاملي النسب) مامات..
لأنني عاطفية وغبية ومن السهل أن يتلاعب بي الشباب أولاد الحلال منهم والحرام.. وأحتاج إلى حرّاس وشجرة أولياء طويلة لتصدّهم وتحميني من الطريق الظلام والوقوع في العيب والحرام.. وتقرر حتى أي صف يجب أن أتوقف عن العلام وتحذف (لا وما وأريد وأستطيع وقراري وإرادتي ورغبتي وحياتي وحريتي وحقوقي..) من قواميسي المخصصة للكلام..
وتختار لي بعلي وشريك سريري وأسراري، ومتفهّم سريرتي وأفكاري، والذي سأمضي معه كل يوم من أيامي ويدخل في تفاصيل جسدي وشكلي وحياتي وأشاركه أخفى أحلامي.. ليصبح ولي أمري الجديد ويأخد همي ويتكفل بي حتى مماتي..
وذلك طبعا قبل أن أكمل الـ18 وأصبح قادرة على قيادة عجلة حياتي وانتخاب مصيري ويكبر رأسي ويقو بأسي، وأتحول لمشروع ناشز أو عانس أو زوجة مرفقة برقم "الأولى".. أو معلقة أو مطلقة لا سمح الله.. يالطيف ألطف بنا..
في الـ15 غصني طري وتطويعي سهل.. فأكون من يده هذي ليده تلك.. ويكون لي المربي والأهل.. وتنتقل خانتي من ملك لملك باتفاقيات وعقود.. ورأي قاض شاهد حمّالة صدر محشيّة فحسبها نهدين وقررّ أنني قادرة على إنجاب أصدقاء وألعاب كما تسمح المادة (18
لأنني أستخدم النصف الأيسر من مخّي كما يقول رجال العلم ورجال الدين ورجال القانون، فإن ذاكرتي غير كفء لتتحمل مسؤولية شهادة شخص كامل.. وإذا كنت مسيحية فلا داع لاستخدام أي نصف من مخي فشهادتي بكل الأحوال غير مقبولة! بحسب المادة (12).
في الصباح أشرق قبل الشمس بحيويّة قافز عن الزانة، لأعد القهوة والفطور وأحضر ملابس "ابن عمي" التي سيلبسها اليوم، حتى يكسب بضع دقائق نوم إضافية.. "حرام يقبر قلبي هلكان بالشغل".. أشرع بعد توديعه على الباب بالدعوات والتحصينات، في وظيفتي كمسؤولة الغسيل والتنظيف والكي والتوضيب والتموين والطبخ والتنسيق مع البياعين والزبالين واللحّامين وتنسيق المواعيد الاجتماعية والواجبات والزيارات.. حتى تدّق الساعة 4 فأركد إلى ساحرتي علبة "السلمكي اللتي لولاها كانت الحالة بتبكّي ".. أتجمل وألبس ثيابا معطرة بغير البهارات ومحاليل التنظيف.. وأستعد لتسلم وظيفتي الثانية كحضن يتسع لرمي ضغوط العمل، وتوتر الزحام، وغضب المشاجرات مع شوفير التكسي الحرامي وصاحب الشغل الغبي والصديق الأناني والدنيا المتآمرة على سلامته العقلية وراحته النفسية.. وطبعا مع الالترام بشروط هذه الوظيفة من ابتسامة وحنان ورفع معنويات وتعظيم أصغر الأعمال وتصغير الآخرين المتآمرين والانقضاض عليهم بالسب والشتم، والذي لا يتنقص بالتاكيد من أنوثة ومستوى الصوت الواجب الحفاظ عليه حتى أثناء عملية الولادة!.
مشرفة التفريغ ثم مسؤولة الطبخ والتنظيف مرة أخرى وأخيرا غانية خبيرة كفاية عند الحاجة وهبلة أيضا عند الحاجة مع الالتزام التام بشروط وسمات كل واحدة منهما.. لئلا أعطيه سببا "شرعيا" يدخل به أخرى إلى حياتنا وعندها سأترك حنكتي وكيدي العظيم لأبحث عن ضرر "يتعذر معه استمرار الحياة" ليسمح لي بطلب التفريق للشقاق وفق المادة (112).
لأنني لست بحاجة إلى عمل بوجود تاج رأسي أتذلل له كل كلما احتجت إلى أشياء جديدة، أم تريدونني أن أختلط بالرجال وأمشي بالشارع بحثا عن عمل لآخذ مكان رجل يعيل عائلة! وأحرم نفسي من نفقة زوجي لسنة شمسية كاملة.. إذا طلقني.. وفوقها سيلهيني عن دوري الذي (خلقني الله من أجله) ويحوّلني من مرضية وست بيت حسنة التربية والخلق إلى ناشز!.. ومشروع مطلقة عليها أن تعتد "ثلاث حيضات كاملات"، لا أعرف كيف سيعدّهم القاضي أو إن كان سيخصص داية لمراقبة دورتي الشهرية لئلا نخرج عن الشريعة ونخالف القانون ونكسر كلمة الحكومة..
وإذا أرتكبت حماقة وأحببت زوجي فعلي أن أغطي "عدم كفاءته" كتركه لصلاة الجمعة أو ارتدائه لزي استكتلندي أو ربما لسماحه لي بالرقص معه في مكان عام فهذه كلها " مخالفة لعرف البلد" وتعطي ولي أمري الحق بفسخ عقدنا بحسب المادة (32).
وطبعا حبي كما زواجي للمسيحي والدرزي حرام وباطل وعار على العائلة والدين والدولة ومسؤول عن الاحتباس الحراري والجفاف والتطرف والإرهاب والجوع..
لأنني أنثى أتقن فن الإزدواج في معاصرة جيلي وارتداء ملابس الـ2009 والاستماع لموسيقاه وخطبه.. وحافظت على مبادئي ومفاهيمي والضوابط والممنوعات في داخلي (علأصل دور) منذ عام 1953.. ولأنني أخاف من التطور والتقدم وأرفض فرض النماذج الغربية الامبريالية الجاهزة التي تستهدف عراقتنا الشرقية وعاداتنا الجميلة.. ولأنني جميلة وناعمة وأرتدي الفساتين والتنانير والأحذية الضيقة ذات الكعوب القاتلة وأحرص على المرتفعات النامية على رأسي ونضارة ببشرتي وأدع وجع الرأس والتفكير والرياضيات والفيزياء والترجمة والعلوم واللغات لغيري.. أقول نعم لمشروع قانون الأحوال الشخصية بجزئية الأول والثاني.. وفيفا للجان السرية التي تقرأ ما لا يشغلني وتترك نص العقل الذي لدي ليفكر بطرق لإسعاد أوليائي..
أقدّر عدد عروض الزواج التي ستعرض علي بعد هذه المقالة (لمثاليتي ومطابقتي للمطالب الجماهيرية التي أخرجت اللجنتين السريتين وسكتت عن المشروعين)
ولكل العارضين أقول.. لا تعذّبوا أنفسكم فأنا مرتبطة بمعتصم حقيقي بالحضارة سيرفع حاجبه الأيسر عاليا عندما يقرأ هذا المقال ويفنجر عيونه وينظر إلي بعد كل جملة وإشارة تعجب واستفهام كبيرة تتربع على رأسه.. وعندما ينتهي سيضحك حدّ الدمع ويقول لي.. في أية حياة أخرى سيستبدلونك بتلك..؟!!
لأن اسمي ينتهي بالتاء المربوطة وضميري (أنتِ) ينتهي بالكسرة الظاهرة.. لأنني ضلع قاصر بما للكلمة من معان ممطوطة وناقصة عقل ودين مع تحقق شرط كوني بريّة وطاهرة..
لأنني هادية وغالية وزينة وراضية وفي العشرة أنيسة وعلى بيتي وواجباتي حريصة.. وللأوامر مطيعة وعن الإغواء والثورة والرغبات منيعة..
لأن "ماباس تمّي غير أمي".. و" من يتزوج أمي بصير عمّي".. وعمي مع العصابة أولياء أمري "وشيّالين همّي" والذي لا ينتهي للممات كهّم البنات بينما من يخلّف (الذكور حاملي النسب) مامات..
لأنني عاطفية وغبية ومن السهل أن يتلاعب بي الشباب أولاد الحلال منهم والحرام.. وأحتاج إلى حرّاس وشجرة أولياء طويلة لتصدّهم وتحميني من الطريق الظلام والوقوع في العيب والحرام.. وتقرر حتى أي صف يجب أن أتوقف عن العلام وتحذف (لا وما وأريد وأستطيع وقراري وإرادتي ورغبتي وحياتي وحريتي وحقوقي..) من قواميسي المخصصة للكلام..
وتختار لي بعلي وشريك سريري وأسراري، ومتفهّم سريرتي وأفكاري، والذي سأمضي معه كل يوم من أيامي ويدخل في تفاصيل جسدي وشكلي وحياتي وأشاركه أخفى أحلامي.. ليصبح ولي أمري الجديد ويأخد همي ويتكفل بي حتى مماتي..
وذلك طبعا قبل أن أكمل الـ18 وأصبح قادرة على قيادة عجلة حياتي وانتخاب مصيري ويكبر رأسي ويقو بأسي، وأتحول لمشروع ناشز أو عانس أو زوجة مرفقة برقم "الأولى".. أو معلقة أو مطلقة لا سمح الله.. يالطيف ألطف بنا..
في الـ15 غصني طري وتطويعي سهل.. فأكون من يده هذي ليده تلك.. ويكون لي المربي والأهل.. وتنتقل خانتي من ملك لملك باتفاقيات وعقود.. ورأي قاض شاهد حمّالة صدر محشيّة فحسبها نهدين وقررّ أنني قادرة على إنجاب أصدقاء وألعاب كما تسمح المادة (18
لأنني أستخدم النصف الأيسر من مخّي كما يقول رجال العلم ورجال الدين ورجال القانون، فإن ذاكرتي غير كفء لتتحمل مسؤولية شهادة شخص كامل.. وإذا كنت مسيحية فلا داع لاستخدام أي نصف من مخي فشهادتي بكل الأحوال غير مقبولة! بحسب المادة (12).
في الصباح أشرق قبل الشمس بحيويّة قافز عن الزانة، لأعد القهوة والفطور وأحضر ملابس "ابن عمي" التي سيلبسها اليوم، حتى يكسب بضع دقائق نوم إضافية.. "حرام يقبر قلبي هلكان بالشغل".. أشرع بعد توديعه على الباب بالدعوات والتحصينات، في وظيفتي كمسؤولة الغسيل والتنظيف والكي والتوضيب والتموين والطبخ والتنسيق مع البياعين والزبالين واللحّامين وتنسيق المواعيد الاجتماعية والواجبات والزيارات.. حتى تدّق الساعة 4 فأركد إلى ساحرتي علبة "السلمكي اللتي لولاها كانت الحالة بتبكّي ".. أتجمل وألبس ثيابا معطرة بغير البهارات ومحاليل التنظيف.. وأستعد لتسلم وظيفتي الثانية كحضن يتسع لرمي ضغوط العمل، وتوتر الزحام، وغضب المشاجرات مع شوفير التكسي الحرامي وصاحب الشغل الغبي والصديق الأناني والدنيا المتآمرة على سلامته العقلية وراحته النفسية.. وطبعا مع الالترام بشروط هذه الوظيفة من ابتسامة وحنان ورفع معنويات وتعظيم أصغر الأعمال وتصغير الآخرين المتآمرين والانقضاض عليهم بالسب والشتم، والذي لا يتنقص بالتاكيد من أنوثة ومستوى الصوت الواجب الحفاظ عليه حتى أثناء عملية الولادة!.
مشرفة التفريغ ثم مسؤولة الطبخ والتنظيف مرة أخرى وأخيرا غانية خبيرة كفاية عند الحاجة وهبلة أيضا عند الحاجة مع الالتزام التام بشروط وسمات كل واحدة منهما.. لئلا أعطيه سببا "شرعيا" يدخل به أخرى إلى حياتنا وعندها سأترك حنكتي وكيدي العظيم لأبحث عن ضرر "يتعذر معه استمرار الحياة" ليسمح لي بطلب التفريق للشقاق وفق المادة (112).
لأنني لست بحاجة إلى عمل بوجود تاج رأسي أتذلل له كل كلما احتجت إلى أشياء جديدة، أم تريدونني أن أختلط بالرجال وأمشي بالشارع بحثا عن عمل لآخذ مكان رجل يعيل عائلة! وأحرم نفسي من نفقة زوجي لسنة شمسية كاملة.. إذا طلقني.. وفوقها سيلهيني عن دوري الذي (خلقني الله من أجله) ويحوّلني من مرضية وست بيت حسنة التربية والخلق إلى ناشز!.. ومشروع مطلقة عليها أن تعتد "ثلاث حيضات كاملات"، لا أعرف كيف سيعدّهم القاضي أو إن كان سيخصص داية لمراقبة دورتي الشهرية لئلا نخرج عن الشريعة ونخالف القانون ونكسر كلمة الحكومة..
وإذا أرتكبت حماقة وأحببت زوجي فعلي أن أغطي "عدم كفاءته" كتركه لصلاة الجمعة أو ارتدائه لزي استكتلندي أو ربما لسماحه لي بالرقص معه في مكان عام فهذه كلها " مخالفة لعرف البلد" وتعطي ولي أمري الحق بفسخ عقدنا بحسب المادة (32).
وطبعا حبي كما زواجي للمسيحي والدرزي حرام وباطل وعار على العائلة والدين والدولة ومسؤول عن الاحتباس الحراري والجفاف والتطرف والإرهاب والجوع..
لأنني أنثى أتقن فن الإزدواج في معاصرة جيلي وارتداء ملابس الـ2009 والاستماع لموسيقاه وخطبه.. وحافظت على مبادئي ومفاهيمي والضوابط والممنوعات في داخلي (علأصل دور) منذ عام 1953.. ولأنني أخاف من التطور والتقدم وأرفض فرض النماذج الغربية الامبريالية الجاهزة التي تستهدف عراقتنا الشرقية وعاداتنا الجميلة.. ولأنني جميلة وناعمة وأرتدي الفساتين والتنانير والأحذية الضيقة ذات الكعوب القاتلة وأحرص على المرتفعات النامية على رأسي ونضارة ببشرتي وأدع وجع الرأس والتفكير والرياضيات والفيزياء والترجمة والعلوم واللغات لغيري.. أقول نعم لمشروع قانون الأحوال الشخصية بجزئية الأول والثاني.. وفيفا للجان السرية التي تقرأ ما لا يشغلني وتترك نص العقل الذي لدي ليفكر بطرق لإسعاد أوليائي..
أقدّر عدد عروض الزواج التي ستعرض علي بعد هذه المقالة (لمثاليتي ومطابقتي للمطالب الجماهيرية التي أخرجت اللجنتين السريتين وسكتت عن المشروعين)
ولكل العارضين أقول.. لا تعذّبوا أنفسكم فأنا مرتبطة بمعتصم حقيقي بالحضارة سيرفع حاجبه الأيسر عاليا عندما يقرأ هذا المقال ويفنجر عيونه وينظر إلي بعد كل جملة وإشارة تعجب واستفهام كبيرة تتربع على رأسه.. وعندما ينتهي سيضحك حدّ الدمع ويقول لي.. في أية حياة أخرى سيستبدلونك بتلك..؟!!