-
دخول

عرض كامل الموضوع : الاعتقالات "السياسية" مستمرة


yass
18/09/2004, 12:31
أفاد مصادر حقوقية في دمشق أن السلطات السورية أعادت نحو 120 معتقلاً سياسياً إلى سجن صيدنايا، بعد نقلهم إلى فروع الأمن تمهيداً لإطلاق سراحهم. وكان حوالي 280 معتقلاً قد نقلوا إلى فروع الأمن، وقد أفرج عن بعضهم ابتداء من 17 تموز الماضي، منهم عماد شيحا الذي مضى على اعتقاله 30 عاماً، كما أفرج عن عدد من معتقلي الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.

ومن جهة أخرى؛ أفادت مصادر في سورية بأن السلطات اعتقلت الكاتب الصحفي حسن الصفدي من مدينة حمص، يوم 13 أيلول الجاري.

والصفدي بعثي قديم، ترك العمل السياسي التنظيمي منذ فترة طويلة، لكنه مشارك معروف، في الأنشطة الثقافية في حمص وعلى الساحة السورية، "بآرائه النقدية ذات الطابع العلماني والديمقراطي". ويعتقد ان اعتقاله جاء على خلفيه كتاباته حول الاصلاح السياسيي وقضايا الديمقراطية، "فالحديث عنها خط أحمر بالنسبه للبعثيين الذين يطالبون بالإصلاح" حسب تعبير المصادر التي عبرت عن خشيتها من أن يكون مصيره كمصير (..) عارف دليلة لتجاوزه الممنوع. ويبدو أنه مسلسل جديد وبطريقة مبتكرة، إفراج عن مناضلين وكتاب رأي واعتقال كتاب رأي، حتى يضيع الحابل بالنابل وتختلط الامور، ولا نعرف متى يتم الافراج ومتى يتم الاعتقال". وطالبت المصادر بـ "الإفراج فوراً عن كافة سجناء الرأي، ووضع حد لمسلسل الاعتقال غير الشرعي".

وفي هذا السياق؛ أوضحت "جمعية حقوق الإنسان في سورية" أن عناصر الأمن السياسي في حمص داهموا منزل واعتقلوه، "ثم عادوا وفتشوا المنزل فنبشوا كل محتوياته "بكل فظاظة وعنف، مدعين أنهم أمن جنائي ويبحثون عن أسلحة!". وأشارت الجمعية إلى أن "عناصر الأمن السياسي كانوا قد طلبوا مراراً من المعتقل مراجعة الفرع شفوياً ثم كتابياً، لكنه لم يمتثل مستنداً إلى حقه القانوني كمواطن بعدم الاستجابة إلا لاستدعاءات قضائية".

والصفدي (مواليد 1933) مدرس متقاعد، وكان يعمل في جريدة "العروبة" الرسمية في حمص، كما عمل في جريدة "كفاح العمال الاشتراكي" الرسمية، إضافة لعمله كمدرس. كما عمل مدرساً في المغرب في أواخر الخمسينات وبداية الستينات. وله نشاطات ثقافية وفكرية، وفي الفترة الأخيرة بدأ بالكتابة عن ضروره الإصلاح السياسي، فكتب في جريدة "النور" (الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري - جناح يوسف الفيصل) وجريدة العروبة، إلى جانب بعض المواقع الالكترونية. وقد كتب مقالاً يرد فيه على مستشار وزير الإعلام السوري احمد الحاج علي، حول "المعارضة الإيجابية".

ورأت "جمعية حقوق الإنسان في سورية" في اعتقال الصفدي "اعتداءً صارخاً على حرمته التي كفلها الدستور السوري، فضلاً عن أنه طاعن في السن ويحتاج إلى مراقبة صحية خاصة، باعتبار أنه مصاب بمرض الربو ، والاعتقال يهدد صحته بصورة خطيرة".

وطالبت الجمعية "بإطلاق سراح الأستاذ حسن الصفدي"، مؤكدة "أن في تبييض السجون خطوة بالغة الأهمية في هذا الظرف الذي تمر فيه سورية".

من جهتها؛ ذكرت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية" أن الأجهزة الأمنية أقدمت في 16 أيلول الجاري؛ على اعتقال المواطن "سمير آدم رحال من دائرة الهجرة والجوازات في مدينة اللاذقية، بينما كان يراجع قسم المحفوظات للحصول على جواز سفر، ثم نقلته إلى أحد فروعها في مدينة دمشق دون أن تعطي تفسيرا لهذا الاعتقال".

وأوضحت المنظمة في بيان وصل إلى "أخبار الشرق"؛ أن سمير رّحال كان "مطارداً من قبل أجهزة الأمن لمدة عشرين عاماً، على خلفيّة انتسابه للحزب الشيوعي السوري المكتب السياسي حينما كان طالبا في الجامعة غير أنه راجع أجهزة الأمن منذ سنين وسوّى و ضعه".

وكانت السلطات قد اعتقلت المواطن محمد أحمد حمادة في 25/7/2004، "بعد أن استدعته من مدينة الرقّة (..) وما زال قيد الاعتقال حتى تاريخه". وكغيره من المعتقلين الآخرين، فلم تقدم السلطات أي تفسير لاعتقال حمادة.

وبينما رأت المنظمة في الطريقة التي اعتقل بها رحّال وحمادة "مخالفة للقانون والدستور؛ لأنّ قرار الاعتقال لم يصدر عن جهة قضائية مختصّة، بل صدر عن أجهزة الأمن استناداً لإعلان حالة الطوارئ المعمول بها في سورية منذ أربعين عاماً"، طالبت بإطلاق سراحهما "فوراً".