-
دخول

عرض كامل الموضوع : المستقبل السياسي للإخوان المسلمين في سوريا


مجد
17/10/2005, 16:51
منذ الأحداث الدامية التي وقعت في مدينة حماة السورية، في فبراير عام 1982م، وقضية الإخوان المسلمين في سوريا تطفو على السطح من آنٍ لآخر وقد أعاد الحديث بين سوريا وإسرائيل عن السلام، والتحسن النسبي الأخير في العلاقات الأردنية السورية هذه القضية إلى واجهة الأحداث من جديد، وذلك بسبب إيواء عمان لقيادات الجماعة وكثير من كوادرها.
وقد أسست جماعة الإخوان المسلمين في سوريا على يد الدكتور مصطفى السباعي عام 1945م، لتصبح امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها الشيخ حسن البنا في مصر عام 28، وقد ظلت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا تشارك في الحياة السياسية بأشكالها المختلفة حتى عام 62، حيث بدأت الجماعة بعدها تدخل في مواجهات وخلافات مع النظام الحاكم.
إلا أن العلاقة لم تدخل في طور المواجهة إلا بعد أحداث مدرسة المدفعية التي وقعت في حلب عام 79، ووصلت المواجهة بين الإخوان والحكومة ذروتها في أحداث حماة عام 82، حيث تمكنت الحكومة من سحق التمرد العسكري الذي وقع في حماة، ودمرت المدينة وقتل حوالي 20 ألف من الإخوان ومناصريهم،وتشتت الإخوان خارج البلاد، وأعتقل الآلاف ممن بقي منهم داخلها.
أما تعقيدات القضية من جانب الإخوان السوريين، فتتمثل في كونهم ربما التنظيم الوحيد من تنظيمات الإخوان المسلمين التي تنتشر في كثير من الأقطار الذي دخل في مواجهة مسلحة دامية مع نظام الحكم في بلده، كما أنهم رغم العداء الكبير الذي يعلنونه لحزب البعث الحاكم في سوريا، لكنهم يتحالفون تحالفاً وثيقاً مع حزب البعث الحاكم في العراق، رغم أن الحزبين يعودان إلى مؤسس واحد هو (ميشيل عفلق) كذلك يعتبر تنظيم الإخوان السوريين هو أكثر تنظيمات الإخوان تعرضاً للانشقاقات، حيث حدث الانشقاق الأول فيه في بداية الخمسينات، أما الانشقاق الكبير الأخير فقد وقع قبل سنوات، وقد قام به المراقب العام الأسبق للجماعة عدنان سعد الدين.
أما من جانب الحكومة السورية فرغم عدائها الكبير للإخوان السوريين، وإصدارها قانونا يقضي بالإعدام على كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، فإنها في نفس الوقت تحتضن على أرضها جماعات إخوانية على رأسها حركة حماس ، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الجماعات الإسلامية في لبنان التي تمثل الامتداد الطبيعي للإخوان المسلمين، كما توجد علاقات لا بأس بها بين الحكومة السورية والإخوان المسلمين في الأردن.

مجد
17/10/2005, 16:54
عن المصالحة بين الإخوان المسلمين السوريين والحكومة، والجهود التي وصلت إليها حتى الآن يقول علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا لقناة الجزيرة : إن أصل الخلاف بين حزب البعث وجماعة الإخوان هو جزء من الخلاف بين الفكر العلماني والفكر الإسلامي، وكان طابعه طابعاً أيديولوجيا وعقائديا حتى أواخر السبعينات، يعني كان -مثلاً- كتّاب حزب البعث والمذيعين في الإذاعة يتشدقون بكلمات مثل " آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثانٍ” ،و كان كاتبهم يقول : "الله والأديان والرسل دمًى محنطة في متحف التاريخ".. أما عن جهود المصالحة فهي متوقفة منذ عام 1997م، وآخر شيء كان الأستاذ (أمين يكن) وهو أحد قادة الإخوان المسلمين سابقاً، هو يعيش في داخل سوريا، قام بمبادرة شخصية بموافقة من السلطة، ومن رئاسة الجمهورية، اتصل بنا ليأخذ رأينا في إمكانية المصالحة، نحن رحبنا بذلك، وأبدينا استعداداً للتعاون معه في إنجاح هذه المبادرة، وعاد إلى سوريا.
هناك من شككوا في صحة هذا الموقف فعاد مرة أخرى، واجتمع مع كل أعضاء القيادة، وخرج بنتيجة أن الإخوان جميعا متفقون على التعاون معه لإنجاح هذه المبادرة..
وهناك متغيرات كثيرة حصلت بعد ذلك تدعونا نحن، وتدعو النظام في سوريا أن يعيد النظر في الأولويات..
أهم هذه المتغيرات التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا، سواء كان من المشروع الصهيوني، أو من القوى الخارجية، هناك أيضاً الوضع في داخل البلد ، الجبهة الداخلية تحتاج إلى تعزيز، هناك خلخلة في الوحدة الوطنية، هناك أشياء تدعونا جميعاً لأن نفكر في المستقبل وتحدياته، ولا نبقى أسرى للماضي.
إن هناك من يقول إن الحكومة السورية ربما تكون مرتاحة منا من الجانب الأمني،ويقولون أنتم الآن مشتتون في الأقطار، أوضاعكم الاجتماعية وربما الأسرية والحياتية بشكل عام ليست مريحة لكم، لا يوجد لكم أي تواجد في داخل الدولة فهناك استقرار أمني، فما الذي يدفع الحكومة إلى أن تصدع رأسها بعودة الإخوان إلى سوريا؟
وأنا أعتقد أنه إذا كانت الحكومة حريصة على وحدة وطنية حقيقية، وتعزيز الجبهة الداخلية، فهي مطلوب منها أن تراجع، أن تعيد النظر في هذه العلاقة، وأن تحل هذه الإشكاليات.
وعن أحداث المواجهة المسلحة عام 1982 بين الدولة والإخوان يقول البيانوني إن الأحداث بدأت قبل عام 82، بدأت في عام 1979م، والحكومة حملتنا أحداث لا علاقة لنا بها منذ عام 1979م وأحداث مدرسة المدفعية، رغم أننا أصدرنا بياناً في ذلك الحين نفينا أي علاقة لنا بهذه الحادثة، والتنظيمات الإخوانية الأخرى استنكرت هذه الحادثة.
ونحن لا علم لنا بها، والذين نفذوها تركوا بياناتهم مكان الحادثة، رغم ذلك اتهمنا النظام على لسان وزير الداخلية وهددونا بالتصفية والملاحقة أينما كنا، ومن هنا بدأ إعلان الحرب على الجماعة منذ ذلك الحين -من طرف واحد- رغم ذلك الجماعة لم تتخذ موقفاً حتى الموقف الدفاعي.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////نزار نيوف أحد ضحايا التضييق الفكري


لكن بعد ذلك لما تفاعلت الأحداث الناس رأوا أنفسهم أنهم أمام خيارات صعبة، إما أن يموتوا في السجون تحت التعذيب والتصفيات في حملة الاعتقالات والرهائن والتصفيات، وإما أن يدافعوا عن أنفسهم، فانحاز كثيرون منهم إلى الدفاع عن أنفسهم..
خاصة إذا علمنا أنه وعلى ألسنة المسؤولين منذ عام 65، 1965م وبعد استلام الحزب بسنتين، وبعد ذلك في عدة مؤتمرات قطرية، هناك خطة لاستئصال حركة الإخوان المسلمين والمتدينين المتعاطفين معها، وأن جماعة الإخوان المسلمين لا تنفع معها الخطط العادية التقليدية لابد من خطة استئصالية هجومية.
وبدأ ذلك من خلال مناهج التربية والتعليم، من خلال المعلمين ومجزرة التعليم التي تمت في السبعينات، إلى أن وصل الأمر إلى درجة أن الناس ما عادت تتحمل فصار هناك اندفاعات فردية، وتصرفات فردية، معظمها أصحابها لا يمتون للإخوان بصلة تنظيمية، لكن الدولة رأت أنها فرصة لضرب الإخوان، واتهمت الإخوان بذلك رغم علمها الأكيد بأن الإخوان لا علاقة لهم بهذه الحادثة.
والبعض يقول لنا :إنكم استدرجتم لهذا، لستم بالقوة التي تستطيعون بها أن تواجهوا فيها نظاماً، والواقع الآن يؤكد أن بعد هذه التجربة التي دخلتم في مواجهة فيها مع النظام فعلاً تم القضاء عليكم، والآن أنتم مشتتون في معظم الأقطار.
وأنا أقول إننا لم نقم بشيء نُلام عليه، نحن في معركة فرضوها علينا فرضاً لا علاقة لنا بها، ولقد اعترف لنا المفاوضون السوريون في يوم من الأيام إن فعلاً هم أخطئوا عندما أعلنوا الحرب على الجماعة.
فقد كان هناك وفد من قبل السلطة تفاوض معنا، وقال: كان خطأ كبير منهم أنهم أعلنوا حربهم على الجماعة كلها، بينما الذين حملوا السلاح أفراد معدودين..
وكان هناك عدة لقاءات وعدة جولات للحوار المرة الأولى كانت في عام 1980م بمبادرة من الرئيس حافظ أسد..
وتم هناك لقاءان مع الأستاذ أمين يكن من قبل رئيس الجمهورية، والإخوان استجابوا لهذه المبادرة، وأبدوا استعدادهم للحوار وبدأت الإفراجات فعلا، وتحدث الرئيس حافظ أسد ووصف جماعة الإخوان المسلمين أنها جماعة صالحة وطنية، وأن قلة قليلة حملت السلاح وبدأت الإفراجات فعلا، لكن فجأة توقفت في منتصف شهر آذار عام 1980م وبدأت اعتقالات من جديد، وبدأ تمشيط المدن ومحاصرتها من جديد فتوقفت هذه المبادرة.
وفي عام 84 كانت هناك جولة مفاوضات بناءً على مبادرة أيضاً من السلطات السورية، وكان هناك لقاء. لكن تبين إنه ليست هناك جدية في هذا الموضوع، لأن الإخوان ما طالبوا بشيء لأنفسهم، فقط طالبوا بأن يعاد النظر في الأسباب التي أدت لهذه الأحداث والتفجيرات، وأن يُعطى الناس هامشا من الحرية، وأن تلغي القوانين الاستثنائية كالقانون رقم 49 الذي يحكم بالإعدام على من ينتسب للإخوان المسلمين، لكن الحقيقة ما كان هناك استعداد أو قبول لسماع مثل هذه الأقوال في ذلك الحين فانفض اللقاء بسرعة.
والآن نحن لم نطرح مبادرات للعودة ،نحن دائما نفكر في المصلحة العليا ونعتقد أننا من واجبنا كما من واجب الآخرين أن نفكر في المستقبل وليس للماضي دائماً، وأن نبذل جهودنا في إيجاد وحدة وطنية حقيقية وجبهة داخلية منيعة تصمد أمام الضغوط الخارجية وأمام الأخطار الخارجية.
والحقيقة تبين إن كل الجهود التي بذلت، وكل المساعي التي بذلت، باءت بالفشل لأن النظام مازال مصراً على عقلية معينة، وعلى أسلوب معين في التعامل مع هذه القضية ألا وهو الأسلوب الأمني.
وهناك من يتهمنا ويقول :إنكم لا تقرون بأنكم أخطأتم من قبل، والإقرار بالخطأ شيء أساسي، النظام يريد أن تعلنوه وأن تعلنوا توبتكم عما قمتم به. والرد عليه أننا إذا كنا ندعو لطي صفحة الماضي، فهذا لا يعني أننا إذا رجعنا إلى الماضي نكون نحن المخطئين، تتمنى أن تفتح صفحة الماضي، وأن يكون هناك فعلاً تحقيق، وجهة قضائية مستقلة، لنرى من الذي أخطأ ؟ ومن الذي هدد أمن البلد ؟ ومن الذي سبب هذه الأحداث الدامية ؟.