yass
24/09/2004, 12:43
حث كاتب سوري معارض جماعة الإخوان المسلمين في سورية على إصدار إعلان يوضح موقفها خلال الأحداث الدامية التي شهدتها سورية في الثمانينات من القرن الماضي.
وأشار الكاتب ميشيل كيلو في مقال ورد في نشرة "كلنا شركاء في الوطن" التي تصدر في دمشق؛ إلى أنه كان قد كتب "قبل ثلاثة أشهر مقالة قلت فيها إن تاريخ حزب الإخوان المسلمين في سورية لم يكن في معظمه تاريخ أصولية وسفك دماء، وإن هذا الحزب ليس هو الذي أدخل العنف إلى السياسة السورية، وإن كان قد عرف منعطفاً خطيراً في نهاية السبعينات (..) أدى إلى كارثة سياسية نزلت بسورية وطناً ومواطنين، قتل خلالها عشرات آلاف الأبرياء لاعتبارات طائفية، مع أنه لم يكن لهم دور في تقرير نمط الحكم، الذي كانت تعيش في ظله آنذاك".
وطالب كيلو في مقاله السابق الإخوان المسلمين في سورية، "الذين تبنوا خطاً ديمقراطياً بدا معه أنهم عادوا إلى نهجهم القديم العقلاني والسلمي، بكشف الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى تحول الثمانينات العنيف والدموي، وتوقعت أن يعتذروا علنا للضحايا (..) وأن يجعلوا من ذلك كله برهاناً جدياً على أصالة وصدق توجههم الديمقراطي، في حقبة تتسم بتعزز المطالبة بالديمقراطية وبالتخلي عن سياسة المواجهات الخرقاء وإسقاط النظم بالقوة (أو بالثورة لا فرق)، يتوقف نجاحها (بين أشياء أخرى) على موقف حزب عريق كحزب الإخوان المسلمين، الذي لا شك في أن تحوله الديمقراطي سيكون أكثر إقناعاً إن صحبه تحول إلى المصالحة مع الآخر يظهر في خطابه وممارساته".
ويتابع كيلو في مقاله الجديد قائلاً: "اليوم، وبعد مرور هذه الفترة الطويلة، أجد من واجبي مصارحة الإخوان بحقيقة أفكاري، وبما أشعر به من خيبة حيال تجاهلهم التام لدعوة لم تحمل طابعاً شخصياً أو فردياً، يؤكد تجاهلها أنه قد يكون وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك هوة بين كلام الإخوان وأفعالهم، سيلحق استمرارها ضرراً شديداً بالعمل الوطني والديمقراطي في سورية".
وأشار كيلو إلى ما نشره كتاب إسلاميون من تفسيرٍ لانقلاب موقف الحكومة السورية المبرئ للإخوان من الفتنة ودم السوريين كما أعلن الرئيس الراحل حافظ الأسد؛ إلى إعلان الرئيس نفسه الحرب عليهم يوم 8 آذار 1980؛ بأن الرئيس فعل ذلك تحت ضغوط شقيقه رفعت قائد سرايا الدفاع وعضو القيادة القطرية للحزب. وقال كيلو إن هذا التفسير "لم يرد بصورة رسمية على لسان الحزب، الأمر الذي يجعله غير كافٍ حتى إذا كان صحيحاً، علماً بأننا نعرف جميعاً أنه قد لا يكون خطأ لكنه ليس الحقيقة كلها، وأن في الرواية فصولاً سابقة لعام 1980، كان تيار كبير من الحزب ينفخ خلالها في نار الطائفية والتعصب المذهبي، ويعد العدة لإسقاط النظام بالقوة والعنف، ويطلق تهديدات تطال العلمانيين والملحدين وأبناء المذاهب والطوائف غير السنية، ويورد آيات من القرآن الكريم تذكر بفرعون ومصيره، ويبشر المؤمنين الصابرين بقرب الفرج، بقوة السيف والبندقية. من المعلوم أيضا أن حافظ الأسد سمع بجريمة مدرسة المدفعية وهو في بغداد، فأدلى بتصريح هناك يتهم الإخوان بارتكابها".
وعبّر كيلو، الناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سورية؛ عن "إحساسه" بأن "في الإخوان من لا يريد فتح هذه الصفحة، لصعوبة الدفاع عن سياستهم آنذاك، ووجدت في موقفهم هذا جوانب مشتركة مع موقف السلطة، التي سكتت بدورها عن سياساتها في تلك المرحلة، واكتفت بتكرار شعاراتها المعروفة حول العصابة والمؤامرة الإمبريالية/ الصهيونية التي قتلت خيرة أبناء البلد لاعتبارات تتعلق بحسابات إسرائيلية". وأضاف: "هكذا يسد صمت الإخوان والسلطة المتبادل، وإصرارهما على روايتيهما المعروفتين والفقيرتين بالوقائع المقنعة والتحليلات المنطقية، طريق خروج سورية من مأزقها الراهن".
وأشار كيلو إلى أن الإخوان "وعدوا ذات يوم بإصدار بيان يوضح ملابسات الماضي القريب وقالوا إن صدوره قرار متخذ ينتظر الوقت الملائم، ثم تراجعوا وألمحوا إلى وجود خلافات في صفوفهم حول خطوة كهذه، لما يمكن أن يترتب عليها من نتائج سلبية بالنسبة إليهم، متجاهلين أن مصارحة الشعب بالحقائق جزء رئيس من توعيته، وتعبير حقيقي عن الثقة فيه، وطريقة صحيحة في طي صفحة الماضي وتسوية الخلافات حوله حتى داخل صفوف تنظيمهم الحزبي، وأن بقاء حقبة خطيرة كالثمانينات في الأجزاء المظلمة من وعينا يعمق، في نهاية المطاف، المأزق القائم ويضعف مجتمعنا، ويترك باب العنف والدم مفتوحاً على مصراعيه ودرب العودة عن الأخطاء مغلقاً، مع ما يعنيه ذلك من سد سبل الخروج من راهننا المحزن والمأزوم".
ونبه كيلو في تلميح غير مباشر إلى ضرورة "الاعتراف بالخطأ" من جانب الإخوان المسلمين كمقدمة لإنهاء جمود الوضع السياسي الحالي في البلاد؛ بقوله "ليس الاعتراف بالخطأ عيباً، وليس قائل الحقيقية المؤلمة ضعيفاً بالضرورة. وليس الهرب من الواقع أو القفز عنه حلاً. وستثبت الأيام أن المشكلة التي نتجاهلها اليوم لا تختفي بل تتعاظم في السر والعتمة حتى تغلق جميع دروب النجاة في وجهنا، خاصة وأن الامتناع عن قول الحقيقة يدفع الناس إلى التعامل معها بطريقتهم، التي كثيراً ما تكون مثقلة بالأحكام المسبقة والعواطف السلبية والمواقف المؤذية". وتساءل "كيف يخرج شعب من أزماته، إذا كانت القوى التي تعده بحلول لها تخفي عنه حقائقها؟".
وأشار الكاتب ميشيل كيلو في مقال ورد في نشرة "كلنا شركاء في الوطن" التي تصدر في دمشق؛ إلى أنه كان قد كتب "قبل ثلاثة أشهر مقالة قلت فيها إن تاريخ حزب الإخوان المسلمين في سورية لم يكن في معظمه تاريخ أصولية وسفك دماء، وإن هذا الحزب ليس هو الذي أدخل العنف إلى السياسة السورية، وإن كان قد عرف منعطفاً خطيراً في نهاية السبعينات (..) أدى إلى كارثة سياسية نزلت بسورية وطناً ومواطنين، قتل خلالها عشرات آلاف الأبرياء لاعتبارات طائفية، مع أنه لم يكن لهم دور في تقرير نمط الحكم، الذي كانت تعيش في ظله آنذاك".
وطالب كيلو في مقاله السابق الإخوان المسلمين في سورية، "الذين تبنوا خطاً ديمقراطياً بدا معه أنهم عادوا إلى نهجهم القديم العقلاني والسلمي، بكشف الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى تحول الثمانينات العنيف والدموي، وتوقعت أن يعتذروا علنا للضحايا (..) وأن يجعلوا من ذلك كله برهاناً جدياً على أصالة وصدق توجههم الديمقراطي، في حقبة تتسم بتعزز المطالبة بالديمقراطية وبالتخلي عن سياسة المواجهات الخرقاء وإسقاط النظم بالقوة (أو بالثورة لا فرق)، يتوقف نجاحها (بين أشياء أخرى) على موقف حزب عريق كحزب الإخوان المسلمين، الذي لا شك في أن تحوله الديمقراطي سيكون أكثر إقناعاً إن صحبه تحول إلى المصالحة مع الآخر يظهر في خطابه وممارساته".
ويتابع كيلو في مقاله الجديد قائلاً: "اليوم، وبعد مرور هذه الفترة الطويلة، أجد من واجبي مصارحة الإخوان بحقيقة أفكاري، وبما أشعر به من خيبة حيال تجاهلهم التام لدعوة لم تحمل طابعاً شخصياً أو فردياً، يؤكد تجاهلها أنه قد يكون وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك هوة بين كلام الإخوان وأفعالهم، سيلحق استمرارها ضرراً شديداً بالعمل الوطني والديمقراطي في سورية".
وأشار كيلو إلى ما نشره كتاب إسلاميون من تفسيرٍ لانقلاب موقف الحكومة السورية المبرئ للإخوان من الفتنة ودم السوريين كما أعلن الرئيس الراحل حافظ الأسد؛ إلى إعلان الرئيس نفسه الحرب عليهم يوم 8 آذار 1980؛ بأن الرئيس فعل ذلك تحت ضغوط شقيقه رفعت قائد سرايا الدفاع وعضو القيادة القطرية للحزب. وقال كيلو إن هذا التفسير "لم يرد بصورة رسمية على لسان الحزب، الأمر الذي يجعله غير كافٍ حتى إذا كان صحيحاً، علماً بأننا نعرف جميعاً أنه قد لا يكون خطأ لكنه ليس الحقيقة كلها، وأن في الرواية فصولاً سابقة لعام 1980، كان تيار كبير من الحزب ينفخ خلالها في نار الطائفية والتعصب المذهبي، ويعد العدة لإسقاط النظام بالقوة والعنف، ويطلق تهديدات تطال العلمانيين والملحدين وأبناء المذاهب والطوائف غير السنية، ويورد آيات من القرآن الكريم تذكر بفرعون ومصيره، ويبشر المؤمنين الصابرين بقرب الفرج، بقوة السيف والبندقية. من المعلوم أيضا أن حافظ الأسد سمع بجريمة مدرسة المدفعية وهو في بغداد، فأدلى بتصريح هناك يتهم الإخوان بارتكابها".
وعبّر كيلو، الناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سورية؛ عن "إحساسه" بأن "في الإخوان من لا يريد فتح هذه الصفحة، لصعوبة الدفاع عن سياستهم آنذاك، ووجدت في موقفهم هذا جوانب مشتركة مع موقف السلطة، التي سكتت بدورها عن سياساتها في تلك المرحلة، واكتفت بتكرار شعاراتها المعروفة حول العصابة والمؤامرة الإمبريالية/ الصهيونية التي قتلت خيرة أبناء البلد لاعتبارات تتعلق بحسابات إسرائيلية". وأضاف: "هكذا يسد صمت الإخوان والسلطة المتبادل، وإصرارهما على روايتيهما المعروفتين والفقيرتين بالوقائع المقنعة والتحليلات المنطقية، طريق خروج سورية من مأزقها الراهن".
وأشار كيلو إلى أن الإخوان "وعدوا ذات يوم بإصدار بيان يوضح ملابسات الماضي القريب وقالوا إن صدوره قرار متخذ ينتظر الوقت الملائم، ثم تراجعوا وألمحوا إلى وجود خلافات في صفوفهم حول خطوة كهذه، لما يمكن أن يترتب عليها من نتائج سلبية بالنسبة إليهم، متجاهلين أن مصارحة الشعب بالحقائق جزء رئيس من توعيته، وتعبير حقيقي عن الثقة فيه، وطريقة صحيحة في طي صفحة الماضي وتسوية الخلافات حوله حتى داخل صفوف تنظيمهم الحزبي، وأن بقاء حقبة خطيرة كالثمانينات في الأجزاء المظلمة من وعينا يعمق، في نهاية المطاف، المأزق القائم ويضعف مجتمعنا، ويترك باب العنف والدم مفتوحاً على مصراعيه ودرب العودة عن الأخطاء مغلقاً، مع ما يعنيه ذلك من سد سبل الخروج من راهننا المحزن والمأزوم".
ونبه كيلو في تلميح غير مباشر إلى ضرورة "الاعتراف بالخطأ" من جانب الإخوان المسلمين كمقدمة لإنهاء جمود الوضع السياسي الحالي في البلاد؛ بقوله "ليس الاعتراف بالخطأ عيباً، وليس قائل الحقيقية المؤلمة ضعيفاً بالضرورة. وليس الهرب من الواقع أو القفز عنه حلاً. وستثبت الأيام أن المشكلة التي نتجاهلها اليوم لا تختفي بل تتعاظم في السر والعتمة حتى تغلق جميع دروب النجاة في وجهنا، خاصة وأن الامتناع عن قول الحقيقة يدفع الناس إلى التعامل معها بطريقتهم، التي كثيراً ما تكون مثقلة بالأحكام المسبقة والعواطف السلبية والمواقف المؤذية". وتساءل "كيف يخرج شعب من أزماته، إذا كانت القوى التي تعده بحلول لها تخفي عنه حقائقها؟".