yass
25/09/2004, 13:14
في إشارة عميقة المغزى، صفق جهور لبناني غفير بحرارة لفيلم المخرج السوري عمر أميرالاي "الطوفان"، الذي ينتقد بشدة النظام البعثي، والذي تزامن عرضه مساء الثلاثاء مع اليوم الأول من الانسحاب الجزئي للجيش السوري من لبنان.
ويظهر فيلم أميرالاي الوثائقي الذي يعرض للمرة الأولى في بلد عربي في اطار مهرجان سينمائي، مساوئ 35 عاما من حكم "البعث" في سورية، الذي طبع المجتمع بأيديولوجيته المتحجرة.
يقيم عمر أميرالاي في دمشق. وقد فاز فيلمه الذي أنتجته قناة "آرتي" الفرنسية الألمانية جائزة أفضل فيلم قصير في بينالي السينما العربية الذي أقامه معهد العالم العربي في باريس هذا الصيف. ورغم ذلك بدأت بالفعل حملة في الصحف التونسية لمنع عرضه في مهرجان قرطاج السينمائي التونسي الذي سيقام في تشرين الأول المقبل.
وقبل 33 عاماً أخرج أميرالاي فيلمه الأول، عندما كان من اشد المتحمسين لعملية تحديث البلاد تحت راية "حزب البعث العربي الاشتراكي"، والذي يمجد فيه بناء أول سد كبير يقام على نهر الفرات ويعتبر مفخرة لسورية.
وتمر السنين على بحيرة الأسد، ويعود المخرج إلى المكان ويتوقف عند بلدة الماشي (400 كلم شمال شرق دمشق) التي تجسد صورة البلد الذي صاغه "البعث" منذ 40 عاماً، وهنا يشعر بالأسف لغلطة شبابه ويخرج الطوفان.
وبدون تعليق، يظهر الفيلم أسلوب سير نظام يرافق فيه النفاق الأيديولوجي المواطن من الطفولة إلى الكبر. وبدون أي تدخل أو انتقاد، تسجل كاميرا عمر أميرالاي الخطابات: رئيس البلدية والنائب البعثي منذ نصف قرن الذي تمجد كل كلمة يقولها الحزب والرئيس الراحل حافظ الأسد، أو معلم المدرسة الذي نراه وسط تلاميذه يعدد إنجازات النظام بل ويشرح معنى كلمة .. "حرية".
ويظهر مغزى الفيلم واضحاً، من خلال نظرة الكاميرا اللاذعة. وخطاب تمجيد "البعث" يرتد عليه ويجعله موضع استهزاء وسخرية.
كذلك تقول النهاية الكثير، حيث تتوقف الكاميرا على مشهد لأربعة أجهزة كمبيوتر في صناديقها وقد وضعت على الأرض بجوار حائط فصل دراسي، في الوقت الذي يتشدق فيه المعلم بمزايا تكنولوجيا المعلومات التي أدخلها إلى سورية الرئيس الشاب بشار الأسد.
وفي مشاهد سابقة، يظهر مدير المدرسة يشرح بفخر وبصوت جهوري كيف استورد الرئيس حافظ الأسد أساليب "البعث: بعد زيارة لكوريا الشمالية.
ويثير الفيلم الذي يعرض في واحدة من أكبر دور العرض في بيروت، ضحكات الجمهور اللبناني الشامت. ويقول احد المشاهدين: "إننا نضحك رغم أننا نريد البكاء".
لكن ربما ينبئ عرض هذا الفيلم بعالم عربي في حالة تغيير، حتى وان كانت هذه التغييرات تفرض عليه دائماً من أعلى.
فاليوم شهد هامش الحرية المحدود اتساعاً، وأصبح النظام أكثر تساهلاً، ولم يعد "البعث" يفرض منذ عام الزي الإلزامي حتى وان كان يتعين ان يكون المعلمون من أعضاء الحزب.
لكن في تونس لقي الفيلم نقداً قاسياً قبل بضعة ايام في مقال لصحيفة "الشروق"، مما ينذر بإعادة النظر في عرضه في ايام قرطاج السينمائية.
واعتبر مقال هذه الصحيفة الواسعة الانتشار الذي نشرته قبل أيام الصحف السورية، ان المطالبة بعرض هذا الفيلم الوثائقي تترافق مع الحملة التي تشن منذ بضعة أشهر على سورية.
ويظهر فيلم أميرالاي الوثائقي الذي يعرض للمرة الأولى في بلد عربي في اطار مهرجان سينمائي، مساوئ 35 عاما من حكم "البعث" في سورية، الذي طبع المجتمع بأيديولوجيته المتحجرة.
يقيم عمر أميرالاي في دمشق. وقد فاز فيلمه الذي أنتجته قناة "آرتي" الفرنسية الألمانية جائزة أفضل فيلم قصير في بينالي السينما العربية الذي أقامه معهد العالم العربي في باريس هذا الصيف. ورغم ذلك بدأت بالفعل حملة في الصحف التونسية لمنع عرضه في مهرجان قرطاج السينمائي التونسي الذي سيقام في تشرين الأول المقبل.
وقبل 33 عاماً أخرج أميرالاي فيلمه الأول، عندما كان من اشد المتحمسين لعملية تحديث البلاد تحت راية "حزب البعث العربي الاشتراكي"، والذي يمجد فيه بناء أول سد كبير يقام على نهر الفرات ويعتبر مفخرة لسورية.
وتمر السنين على بحيرة الأسد، ويعود المخرج إلى المكان ويتوقف عند بلدة الماشي (400 كلم شمال شرق دمشق) التي تجسد صورة البلد الذي صاغه "البعث" منذ 40 عاماً، وهنا يشعر بالأسف لغلطة شبابه ويخرج الطوفان.
وبدون تعليق، يظهر الفيلم أسلوب سير نظام يرافق فيه النفاق الأيديولوجي المواطن من الطفولة إلى الكبر. وبدون أي تدخل أو انتقاد، تسجل كاميرا عمر أميرالاي الخطابات: رئيس البلدية والنائب البعثي منذ نصف قرن الذي تمجد كل كلمة يقولها الحزب والرئيس الراحل حافظ الأسد، أو معلم المدرسة الذي نراه وسط تلاميذه يعدد إنجازات النظام بل ويشرح معنى كلمة .. "حرية".
ويظهر مغزى الفيلم واضحاً، من خلال نظرة الكاميرا اللاذعة. وخطاب تمجيد "البعث" يرتد عليه ويجعله موضع استهزاء وسخرية.
كذلك تقول النهاية الكثير، حيث تتوقف الكاميرا على مشهد لأربعة أجهزة كمبيوتر في صناديقها وقد وضعت على الأرض بجوار حائط فصل دراسي، في الوقت الذي يتشدق فيه المعلم بمزايا تكنولوجيا المعلومات التي أدخلها إلى سورية الرئيس الشاب بشار الأسد.
وفي مشاهد سابقة، يظهر مدير المدرسة يشرح بفخر وبصوت جهوري كيف استورد الرئيس حافظ الأسد أساليب "البعث: بعد زيارة لكوريا الشمالية.
ويثير الفيلم الذي يعرض في واحدة من أكبر دور العرض في بيروت، ضحكات الجمهور اللبناني الشامت. ويقول احد المشاهدين: "إننا نضحك رغم أننا نريد البكاء".
لكن ربما ينبئ عرض هذا الفيلم بعالم عربي في حالة تغيير، حتى وان كانت هذه التغييرات تفرض عليه دائماً من أعلى.
فاليوم شهد هامش الحرية المحدود اتساعاً، وأصبح النظام أكثر تساهلاً، ولم يعد "البعث" يفرض منذ عام الزي الإلزامي حتى وان كان يتعين ان يكون المعلمون من أعضاء الحزب.
لكن في تونس لقي الفيلم نقداً قاسياً قبل بضعة ايام في مقال لصحيفة "الشروق"، مما ينذر بإعادة النظر في عرضه في ايام قرطاج السينمائية.
واعتبر مقال هذه الصحيفة الواسعة الانتشار الذي نشرته قبل أيام الصحف السورية، ان المطالبة بعرض هذا الفيلم الوثائقي تترافق مع الحملة التي تشن منذ بضعة أشهر على سورية.