yass
26/09/2004, 15:06
ريك فاونتي
بي بي سي، لندن
وثائق سرية كشفت عن خطة بشأن فلسطين كان تشرشل ميالا إليها
أظهرت وثائق سياسية بريطانية بشأن فلسطين كُشف عنها مؤخرا - تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية - عن مناقشات بين رئيس الوزراء البريطاني وقتها ونستون تشرشل والرئيس الإسرائيلي المستقبلي حاييم وايزمان أدت إلى خلاف وتبادل جاف للرسائل مع وزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدن.
وأظهر الملف السري للغاية الذي يعود إلى عام 1943 أن تشرشل كان ميالا إلى خطة ترمي إلى تقديم رشوة للملك عبد العزيز بن سعود تتمثل في مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني وأن يتولى رئاسة كونفيدرالية عربية، وذلك في مقابل أن تقدم العائلة المالكة السعودية المساعدة في إعطاء فلسطين لليهود.
لكن إيدن أوضح لرئيسه في الرسالة أن الإقدام على خطوة كتلك سيكون مخالفا للسياسة البريطانية.
بارد
وقد قدم الفكرة إلى تشرشل رئيس الوكالة اليهودية في وقتها، حاييم وايزمان - وهي الوكالة التي كانت مسؤولة عن شؤون المجتمع اليهودي في فلسطين تحت انتداب عصبة الأمم.
وكان تشرشل متعاطفا مع القضية اليهودية كما كان مؤيدا لوعد بلفور لعام 1917، الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود.
لكن إيدن، المعروف بهدوئه ودبلوماسيته، غضب حين علم من واشنطن بأن وايزمان أشار إلى الخطة في حديث مع سومنر ويليس، أحد مساعدي الرئيس تيودور روزفلت، بقوله "خطة رئيس الوزراء".
وكتب إيدن رسالة إلى تشرشل يقول فيها: "لا أعلم إلى أي مدى يملك وايزمان صلاحية التحدث باسمك، لكنني قلق بعض الشيء بسبب خطر الالتباس الحادث في واشنطن.
"سياستنا الحالية في فلسطين تمت الموافقة عليها في البرلمان.
"أعرف تماما مشاعرك الشخصية بهذا الخصوص، لكن لم تكن هناك مناقشة توحي بإمكانية مخاطبة الحكومة الأمريكية بخصوص احتمال تعديلها (السياسة البريطانية).
غضب إيدن
وأضاف: "يجب أن أسجل أيضا وجهة نظري بأن ابن سعود لن يقبل استقبال وايزمان لمناقشة مستقبل فلسطين، ولن يوافق على أن يزكي للعالم العربي أي صيغة تشابه ولو من بعيد الطموحات الصهيونية."
وأشار إيدن إلى أن الكتاب الأبيض الصادر عن الحكومة البريطانية عام 1939 بشأن فلسطين كان واضحا في معارضته لأن تصبح دولة يهودية.
وفي رده على الرسالة كتب تشرشل: "ليس لدى وايزمان سلطة التحدث باسمي. في نفس الوقت، لقد ذكرت وجهات النظر تلك له حين التقينا في وقت ما في السابق، وقد استمعت مني أنت شخصيا إليها مرارا."
وأقر تشرشل بأنه حتى لو تم إقناع الملك، الذي كان عمره وقتها 67 سنة، فربما لن يطول به العمر لكي ينفذ الوعد.
وقال في الخطاب "إن الصعوبة الكبرى هي عمر ابن سعود".
وربما سعيا إلى تهدئة غضب وزير خارجيته، أضاف تشرشل: "أعتبر أن كل الحوارات التي تناولت هذه النقاط لا تزال غير ناضجة في الوقت الحاضر، وليس من شأنها إلا التسبب في الخلاف."
بي بي سي، لندن
وثائق سرية كشفت عن خطة بشأن فلسطين كان تشرشل ميالا إليها
أظهرت وثائق سياسية بريطانية بشأن فلسطين كُشف عنها مؤخرا - تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية - عن مناقشات بين رئيس الوزراء البريطاني وقتها ونستون تشرشل والرئيس الإسرائيلي المستقبلي حاييم وايزمان أدت إلى خلاف وتبادل جاف للرسائل مع وزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدن.
وأظهر الملف السري للغاية الذي يعود إلى عام 1943 أن تشرشل كان ميالا إلى خطة ترمي إلى تقديم رشوة للملك عبد العزيز بن سعود تتمثل في مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني وأن يتولى رئاسة كونفيدرالية عربية، وذلك في مقابل أن تقدم العائلة المالكة السعودية المساعدة في إعطاء فلسطين لليهود.
لكن إيدن أوضح لرئيسه في الرسالة أن الإقدام على خطوة كتلك سيكون مخالفا للسياسة البريطانية.
بارد
وقد قدم الفكرة إلى تشرشل رئيس الوكالة اليهودية في وقتها، حاييم وايزمان - وهي الوكالة التي كانت مسؤولة عن شؤون المجتمع اليهودي في فلسطين تحت انتداب عصبة الأمم.
وكان تشرشل متعاطفا مع القضية اليهودية كما كان مؤيدا لوعد بلفور لعام 1917، الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود.
لكن إيدن، المعروف بهدوئه ودبلوماسيته، غضب حين علم من واشنطن بأن وايزمان أشار إلى الخطة في حديث مع سومنر ويليس، أحد مساعدي الرئيس تيودور روزفلت، بقوله "خطة رئيس الوزراء".
وكتب إيدن رسالة إلى تشرشل يقول فيها: "لا أعلم إلى أي مدى يملك وايزمان صلاحية التحدث باسمك، لكنني قلق بعض الشيء بسبب خطر الالتباس الحادث في واشنطن.
"سياستنا الحالية في فلسطين تمت الموافقة عليها في البرلمان.
"أعرف تماما مشاعرك الشخصية بهذا الخصوص، لكن لم تكن هناك مناقشة توحي بإمكانية مخاطبة الحكومة الأمريكية بخصوص احتمال تعديلها (السياسة البريطانية).
غضب إيدن
وأضاف: "يجب أن أسجل أيضا وجهة نظري بأن ابن سعود لن يقبل استقبال وايزمان لمناقشة مستقبل فلسطين، ولن يوافق على أن يزكي للعالم العربي أي صيغة تشابه ولو من بعيد الطموحات الصهيونية."
وأشار إيدن إلى أن الكتاب الأبيض الصادر عن الحكومة البريطانية عام 1939 بشأن فلسطين كان واضحا في معارضته لأن تصبح دولة يهودية.
وفي رده على الرسالة كتب تشرشل: "ليس لدى وايزمان سلطة التحدث باسمي. في نفس الوقت، لقد ذكرت وجهات النظر تلك له حين التقينا في وقت ما في السابق، وقد استمعت مني أنت شخصيا إليها مرارا."
وأقر تشرشل بأنه حتى لو تم إقناع الملك، الذي كان عمره وقتها 67 سنة، فربما لن يطول به العمر لكي ينفذ الوعد.
وقال في الخطاب "إن الصعوبة الكبرى هي عمر ابن سعود".
وربما سعيا إلى تهدئة غضب وزير خارجيته، أضاف تشرشل: "أعتبر أن كل الحوارات التي تناولت هذه النقاط لا تزال غير ناضجة في الوقت الحاضر، وليس من شأنها إلا التسبب في الخلاف."