-
دخول

عرض كامل الموضوع : أزمة التعليم العالي في سوريا


بدوي الجبل
31/10/2005, 10:16
أزمة التعليم العالي في سوريا

إن اعداد الجامعات أو الكليات الحديثة في سوريا في تزايد و مع ذلك فإن مستواها يواصل الانخفاض ........


إن المفارقة اللافتة للنظر هي أنه كلما تميزت الجامعات بمستواها العلمي ظهرت الحاجة إلى مزيد من التطوير و الاستمرار في البحث عن الحقيقة و الإنجاز الأفضل ذلك لأن عدم الإهتمام بالجودة في الأداء و الإنجاز يعتبر مؤشراً أكيداً أكيداً على التراجع و التدهور . إذ إن أساس التطور في المجتمعات الديناميكية . ينبع أصلاً من صراع قوى الإنتاج المبنية على مبدأ المنافسة . و المنافسة تقوم أصلاً على تحقيق الأفضلية من خلال الجودة و الابتاكر وتحسين كفاءة الأداء .

وبالتالي , لإإنه لا يمكن في مثل هذا النظام التنافسي الوصول إلى أي مراتب متقدمة إلا بالبحث و التطوير و عمليات التقويم الذاتي .

ومن هنا , فإننا يجب ألا نستغرب كثيراً عندما نرى مقاومة شديدة ضد الإصلاح و التطوير في الملجتمعات المتخلفة تنموياً و الراكدة اقتصادياً و اجتماعياً . هذا هو رد الفعل الطبيعي في معادلة الصراع على الوجود . ويرجع السبب . بالطبع . إلى انعدام أو ضعف مبدأ المنافسة أصلاً في مثل هذه المجتمعات . فلا توجد حوافز تشجيعية للتطوير أو التميز الفعلي , بل على العكس من ذلك . فإننا قد نجد أحياناً ثقافية معاكسة تماماً و هي مبنية على مفهوم " الكسب الأقصى بالجهد الأدنى " .

هذا بالإضافة إلى شيوع ثقافة التخوف من " تهميش الثقافة و الهوية المجلية " , بسبب " الغزو الثقافي " و " العولمة " , دون طرح أي بدائل عقلانية متوازنة , بل على العكس . هناك تطرف سلبي واضح إزاء التفاعل مع الحضارة الإنسانية و التبادل الثقافي , و كأن الحل الوحيد هو انعزالنا كليّاً عما يجري حولنا , أو الدخول في معركة خاسرة في صراعنا الوجودي على هذا الكوكب .

لقد تناول العديد من تربويينا و أكاديميينا قضية " الأزمة " التي يمر بها التعليم بمجمله في العالم العربي , من حيث التردي و التخلف الواضح في نوعيته و جودته , و الذي يعكس إلى حد كبير ما تدل عليه المؤشرات والإحصاءات . من تعثر المجتمعات العربية في مسيرتها التنموية , فهي إما ما زالت تراوح في مكانها . أو تتراجع موشراتها مقارنة بالمؤشؤات العالمية في الدول الأخرى .

بادئ ذي بدء , إننا لا نستطيع أن نتكلم عن سورية الحضارة والتعليم دون الرجوع إلى معايير و مرجعيات متفق عليها دولياً . فعندما يتكلم التربويون في الولايات المتحدة الأمريكية عن تدني مستوى الطلبة الأمريكيين في مادة المناخ مثلا . أو تدني مستوى طلبتهم في مدى فهمهم لما يجرى حول العالم , فإنهم يعتمدون معايير ومقاييس خاصة بهم , من الواضح أنها أعلى بكثير من المقاييس خاصة بهم , من الواضح أنها أعلى بكثير من المقاييس الخاصة بنا . و هنا يبرز السؤال المهم : ألم يحن الوقت لكي نطور نحن العرب معايير و مرجعيات متطورة خاصة بنا , نعتمد فيها معايير للأداء والجودة معتمدة دولياً ؟

و بالرغم من أن قانون التعليم العالي في العديد من الدول العربية ينص على أن هيئة الاعتماد تكون تحت " إشراف المجلس " فإنه يجب التأكيد - على :

ضرورة إعطاء هذه الهيئة المتخصصة درجة من الاستقلال , لحمايتها من الضغوط و حتى تكتسب القدر الكافي من المصداقية و القدرة على تطوير عملها مع الزمن حتى تستطيع أن تقوم بدورها الكامل .

أمّا عن الحرية والإستقلالية :

لقد آن الآوان لمرسساتنا التعليمية و الجامعية منها بالذات . أن تسعى لتعليم عال له وظائف محددة المعالم , و اضحة الأهداف , تمكنها من مواجهة تحديات العصر , عبر إعداد الفرد القادر على المساهمة الفعالة في شتى الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية , لتأخذ الأمة مكانتها اللائقة في التطوير العلمي الحديث , وتستوعب اتصبح مؤهلة لمواكبة التطوير السريع في ظل المتغيرات العالمية المذهلة .